الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
سجدات القرآن
أحكام وتوجيهات
لفضيلة الدكتور / فهد بن عبد العزيز الفاضل (1)
(1) الأستاذ بكلية الملك عبد العزيز الحربية.
المقدمة:
الحمد لله الذي حجت الألباب بدائع حكمه، وخصمت العقول لطائف حججه، وقطعت عذر الملحدين عجائب صنعه، وهتفت في أسماع العالمين آياته وسننه، شاهدة أنه الله الذي لا إله إلا هو، الذي لا عدل له معادل، ولا مثل له مماثل، ولا شريك له مظاهر، وأنه الجبار الذي خضعت لجبروته الجبابرة، والعزيز الذي ذلت لعزته الملوك الأعزة، وأذعن له جميع الخلق بالطاعة طوعا وكرها. كما قال الله جل ثناؤه وتقدست أسماؤه:{وَلِلَّهِ يَسْجُدُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ طَوْعًا وَكَرْهًا وَظِلَالُهُمْ بِالْغُدُوِّ وَالْآصَالِ} (1).
فكل موجود إلى وحدانيته داع، وكل محسوس إلى ربوبيته هاد (2).
(1) سورة الرعد الآية 15
(2)
انظر: مقدمة الإمام الطبري في تفسيره: جامع البيان عن تأويل القرآن 3، 4.
ثم الصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين وحجة على الخلق أجمعين محمد بن عبد الله عليه من الله أزكى صلاة وأتم تسليم، وعلى آله الطاهرين وأصحابه الميامين، وأتباعه الظاهرين إلى يوم الدين. أما بعد:
فقد كانت تراودني فكرة الكتابة في تأويل آيات السجدات في القرآن الكريم منذ زمن، بعد بحثي في المكتبة القرآنية عمن كتب فيها، فلم أجد من المعاصرين أحدا كتب في سجدات القرآن الكريم إلا ما رأيته لفضيلة الشيخ عطية محمد سالم رحمه الله في كتابه: سجود التلاوة مواضعه وموضوعاته، وفضيلة الشيخ عبد العزيز السدحان من كتاب: التبيان في سجدات القرآن، فاستعنت بالله عز وجل في الكتابة حول هذا الموضوع، فكان هذا البحث الذي أسأل الله عز وجل أن ينفعني به وينفع إخواني المسلمين. وأن يجعله خالصا لوجهه العظيم إنه جواد كريم.
وتكمن أهمية دراسة آيات وأحكام سجدات القرآن الكريم فيما يلي:
أولا: حاجة الناس اليوم الذي ضعف فيه العلم، وقصرت همم الناس، إلى مثل هذا الموضوع الذي يتعلق بشعيرة من شعائر دينهم ألا وهو سجود التلاوة.
ثانيا: محاولة الوصول إلى السنة الصحيحة فيما يتعلق بسجود التلاوة.
ثالثا: ربط المسلم المطيع لربه بمعاني آيات السجود ليستحضرها عند تلاوة هذه الآيات.
رابعا: إثراء المكتبة القرآنية بموضوع مهم قل التصنيف فيه جدا بشكل مستقل. . خاصة وأن العلم الشرعي ظهر زهد الناس فيه نتيجة جهلهم به.
خامسا: حاجة الناس اليوم إلى استشعار معاني هذه الآيات من حين لآخر خاصة عند تلاوتها.
ومن خلال التتبع في فهارس الكتب والمخطوطات لم أجد - على بحثي القاصر - من أفرد هذا العلم بالتصنيف إلا ثلاثة وهم:
1 -
الإمام الحافظ أبو إسحاق إبراهيم الحربي، المتوفي سنة (285 هـ)، ألف كتابه سجود القرآن. ولا أعرف أحدا أشار إلى مكان وجوده.
2 -
شيخ الإسلام أحمد بن عبد الحليم بن عبد السلام بن
تيمية، المتوفى سنة (728 هـ)، ألف رسالة في سجود القرآن.
وذكر الدكتور سعود الفنيسان أنه توجد مخطوطة في برلين برقم (3570 هـ)(1).
3 -
الشيخ عطية محمد سالم رحمه الله له كتاب مطبوع هو: سجود التلاوة مواضعه وموضوعاته. نشر دار التراث بالمدينة المنورة الطبعة الأولى، 1409 هـ.
4 -
الشيخ عبد العزيز بن محمد السدحان. له كتاب مطبوع متداول هو: التبيان في سجدات القرآن. وقد علق على بعضه سماحة الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله. وقرأه فضيلة الشيخ العلامة عبد الله بن جبرين غفر الله له.
وقد اشتمل هذا البحث (سجدات القرآن الكريم أحكام وتوجيهات) على مقدمة، وتمهيد، وفصلين، وخاتمة.
وقد احتوت المقدمة على سبب اختياري لهذا الموضوع، وأهميته، والكتب المؤلفة فيه، وخطة البحث.
أما التمهيد فقد اشتمل على السجود عامة (معناه، وصفته، وفضله).
(1) انظر: آثار الحنابلة في علوم القرآن 134.
الفصل الأول: أحكام سجود التلاوة. وشمل أربعة مباحث، هي:
المبحث الأول: عدد سجدات القرآن الكريم ومواضعها.
المبحث الثاني: حكم سجود التلاوة.
المبحث الثالث: صفة سجود التلاوة.
المبحث الرابع: أذكار سجود التلاوة.
الفصل الثاني: توجيهات آيات السجود، وفيه خمسة عشر مبحثا:
المبحث الأول: التوجيه عند قوله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ عِنْدَ رَبِّكَ لَا يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِهِ} (1).
المبحث الثاني: التوجيه عند قوله تعالى: {وَلِلَّهِ يَسْجُدُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ طَوْعًا وَكَرْهًا} (2).
المبحث الثالث: التوجيه عند قوله تعالى: {وَلِلَّهِ يَسْجُدُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ مِنْ دَابَّةٍ وَالْمَلَائِكَةُ} (3).
المبحث الرابع: التوجيه عند قوله تعالى: {وَيَخِرُّونَ لِلْأَذْقَانِ يَبْكُونَ وَيَزِيدُهُمْ خُشُوعًا} (4).
(1) سورة الأعراف الآية 206
(2)
سورة الرعد الآية 15
(3)
سورة النحل الآية 49
(4)
سورة الإسراء الآية 109
المبحث الخامس: التوجيه عند قوله تعالى: {إِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آيَاتُ الرَّحْمَنِ خَرُّوا سُجَّدًا وَبُكِيًّا} (1).
المبحث السادس: التوجيه عند قوله تعالى: {أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يَسْجُدُ لَهُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ} (2).
المبحث السابع: التوجيه عند قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ارْكَعُوا وَاسْجُدُوا} (3).
المبحث الثامن: التوجيه عند قوله تعالى: {وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ اسْجُدُوا لِلرَّحْمَنِ} (4).
المبحث التاسع: التوجيه عند قوله تعالى: {أَلَّا يَسْجُدُوا لِلَّهِ} (5).
المبحث العاشر: التوجيه عند قوله تعالى: {إِنَّمَا يُؤْمِنُ بِآيَاتِنَا الَّذِينَ إِذَا ذُكِّرُوا بِهَا خَرُّوا سُجَّدًا} (6).
المبحث الحادي عشر: التوجيه عند قوله تعالى: {وَخَرَّ رَاكِعًا وَأَنَابَ} (7).
(1) سورة مريم الآية 58
(2)
سورة الحج الآية 18
(3)
سورة الحج الآية 77
(4)
سورة الفرقان الآية 60
(5)
سورة النمل الآية 25
(6)
سورة السجدة الآية 15
(7)
سورة ص الآية 24
المبحث الثاني عشر: التوجيه عند قوله تعالى: {وَمِنْ آيَاتِهِ اللَّيْلُ وَالنَّهَارُ} (1).
المبحث الثالث عشر: التوجيه عند قوله تعالى: {فَاسْجُدُوا لِلَّهِ وَاعْبُدُوا} (2).
المبحث الرابع عشر: التوجيه عند قوله تعالى: {وَإِذَا قُرِئَ عَلَيْهِمُ الْقُرْآنُ لَا يَسْجُدُونَ} (3).
المبحث الخامس عشر: التوجيه عند قوله تعالى: {وَاسْجُدْ وَاقْتَرِبْ} (4).
الخاتمة: وفيها أهم النتائج التي توصلت إليها.
وقد سلكت في هذا البحث الإيجاز غير المخل قدر وسعي، ولم أتطرق إلى كثير من التفاصيل التي لا طائل وراءها، واقتصرت في تخريج الأحاديث المذكورة في الصحيحين عليهما دون تتبعه في السنن والمسانيد مع محاولة ذكر من حكم على الحديث إذا كان في غيرهما.
(1) سورة فصلت الآية 37
(2)
سورة النجم الآية 62
(3)
سورة الانشقاق الآية 21
(4)
سورة العلق الآية 19