الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
رابعا: الانفتاح العالمي وظهور مخترعات كثيرة مثل الأقمار الصناعية، وأنواع البث المتعددة، وشبكة المعلومات والتي قد تكون موجهة لفئة الشباب، وبالتالي يعاني من أخطار محدقة به كثيرة.
خامسا: ظهور التعليم عن بعد، والتعليم بلا حدود، والتعليم بلا ورق والنشر الإلكتروني والجامعة المفتوحة وغيرها من أفكار حديثة في ميدان التربية والتعليم، بحاجة ماسة إلى الاستقامة في التعليم والتعلم.
وتهدف هذه الدراسة إلى: إبراز مفهوم الاستقامة وأثرها في تحصين الشباب.
ثانيا: مصطلحات الدراسة:
أ -
الاستقامة:
في اللغة: استقامة، مصدر استقام، والاستقامة: الاعتدال (1).
ويقال: استقام الطريق، أي اعتدل، واستقام الإنسان: اعتدل في سلوكه، وكانت أخلاقه فاضلة (2).
وفي صحيح مسلم بشرح النووي التعريف التالي للاستقامة: قال أبو القاسم القشيري في رسالته: (الاستقامة درجة بها
(1) الجوهري، الصحاح 2017.
(2)
المعجم العربي الأساسي ص 1016.
كمال الأمور وتمامها، وبوجودها حصول الخيرات ونظامها، ومن لم يكن مستقيما في حالته ضاع سعيه، وخاب جهده. قال: وقيل: الاستقامة لا يطيقها إلا الأكابر؛ لأنها الخروج عن المعهودات، ومفارقة الرسوم والعادات، والقيام بين يدي الله على حقيقة الصدق) (1).
وعرف الواسطي الاستقامة بقوله: (الخصلة التي بها كملت المحاسن، وبفقدها قبحت المحاسن)(2).
وقال القاضي عياض عن الاستقامة: هذا من جوامع كلمه صلى الله عليه وسلم، وهو مطابق لقوله تعالى:{إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلَائِكَةُ أَلَّا تَخَافُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ} (3) أي وحدوا الله تعالى وآمنوا به، ثم استقاموا فلم يحيدوا عن التوحيد، والتزموا طاعته سبحانه وتعالى، إلى أن توفوا على ذلك (4).
ومعنى جوامع الكلم: أن الرسول صلى الله عليه وسلم: (كان يتكلم بالقول الموجز القليل اللفظ الكثير المعنى)(5).
وورد في كتاب
(1) صحيح مسلم بشرح النووي 1/ 9.
(2)
صحيح مسلم بشرح النووي 1/ 9.
(3)
سورة فصلت الآية 30
(4)
صحيح مسلم بشرح النووي 1/ 9.
(5)
ابن حجر، فتح الباري 13/ 247.
رياض الصالحين: أن الاستقامة هي لزوم طاعة الله تعالى، وهي نظام الأمور (1).
وورد في كتاب شرح الأحاديث الأربعين النووية: أن الاستقامة هي: الاعتدال على طاعة الله عز وجل عقدا، وقولا، وفعلا، وداموا على ذلك (2).
وعرفت الاستقامة بأنها: (توبة بلا إصرار، وعمل بلا فتور، وإخلاص بلا التفات، ويقين بلا تردد، وتفويض بلا تدبير) وكذلك عرفت بأنها: (اتباع الحق والقيام بالعدل، ولزوم المنهج القويم)(3).
وأيضا عرفت الاستقامة بأنها: (المتابعة للطريقة المحمدية مع التخلق بالأخلاق المرضية، لا سير مع الهوى والابتداع، فإن السير مع الهوى يعمي عين القلب، فلا يميز بين السنة والبدعة، ولا يفرق بين الخير والشر، بل ينكسه ويعكسه، فيرى البدعة سنة والسنة بدعة، والضلالة هداية، والهداية ضلالة)(4).
وعرف صلاح أحمد الطنوبي الاستقامة بأنها: (كلمة جامعة للخير، ولجميع السجايا الحميدة، والخلال الكريمة، وأسمى ما يطلبه
(1) النووي، رياض الصالحين ص51.
(2)
النووي، شرح الأربعين النووية ص64.
(3)
محفوظ، علي: هداية المرشدين ص367.
(4)
المرجع السابق، ص368.