الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الخارجي للأذن، ولهذا جاءت السنة النبوية ببيان كيفية مسح الأذنين في الوضوء بما يحقق نظافتها، أخرج ابن ماجه بسنده من طريق ابن عباس:«أن رسول الله صلى الله عليه وسلم مسح أذنيه داخلهما بالسبابتين وخالف إبهامه إلى ظاهر أذنيه فمسح ظاهرهما وباطنهما (1)» .
وأخرج ابن ماجه بسنده أيضا من طريق الربيع بنت معوذ بن عفراء قالت: «توضأ النبي صلى الله عليه وسلم فأدخل إصبعيه في حجري أذنيه (2)» .
وبهذه الكيفية المتمثلة في مسح الأذنين في كل وضوء تتحقق نظافتها من الصملاخ الذي يتراكم في مجرى الأذن.
قال ابن حجر: ". . . إزالة ما يجتمع من الوسخ في معاطف الأذن وقعر الصماخ فإن في بقائه إضرارا بالسمع "(3).
(1) أخرجه ابن ماجه في كتاب السنن، باب الطهارة وسننها، باب ما جاء في مسح الأذنين 1/ 151.
(2)
الكتاب والباب السابقين 1/ 151.
(3)
فتح الباري بشرح صحيح البخاري 10/ 338.
المبحث الثامن: العناية بالرجلين:
تتعرض الرجلان إلى تراكم الغبار والأتربة فهي وسيلة الإنسان التي يخطو بها. فتتعرض الرجل من آثار السير إلى كثير من المؤثرات كالأتربة
والغبار وتراكم الأوساخ نتيجة العرق، إضافة إلى ما يعلق بها أثناء السير، ولهذا جاءت الآية الكريمة بالتنصيص بغسلهما في الوضوء، قال تعالى:{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلَاةِ فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرَافِقِ وَامْسَحُوا بِرُءُوسِكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ إِلَى الْكَعْبَيْنِ} (1)
وهذا الوضوء الذي يكرره المسلم خمس مرات في اليوم وقاية لهذا العضو مما يعتريه إضافة إلى الأمر بالغسل في يوم الجمعة والعيدين والجنابة وغيرهما من الأغسال المندوب إليها التي تحقق نظافة الرجلين وباقي الأعضاء، كما جاء الأمر النبوي بتخليل أصابعهما ليتتبع بذلك أثر الوسخ والعمل على إزالته. وتقليم أظافرهما، لما روى مسلم بسنده من حديث أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «عشر من الفطرة: قص الشارب، وإعفاء اللحية، والسواك، واستنشاق الماء، وقص الأظفار، وغسل البراجم، ونتف الإبط، وحلق العانة، وانتقاص الماء؛ يعني الاستنجاء (2)» قال زكريا: قال مصعب: ونسيت العاشرة إلا أن تكون المضمضة (3).
يقول الدكتور عز الدين فراج: " والقدم من مواضع الجسم
(1) سورة المائدة الآية 6
(2)
صحيح مسلم الطهارة (261)، سنن الترمذي الأدب (2757)، سنن النسائي الزينة (5040)، سنن أبو داود الطهارة (53)، سنن ابن ماجه الطهارة وسننها (293)، مسند أحمد بن حنبل (6/ 137).
(3)
أخرجه مسلم في صحيحه، كتاب الطهارة، باب خصال الفطرة 1/ 223.
التي تعرق كثيرا، وعرق القدمين ورائحته من جراء تخمر البكتريا على سطح الجلد وبين الأصابع عند عدم الاغتسال والنظافة يدعو إلى تهيج الجلد ونمو تلك الميكروبات وتعفنها على سطح الجلد، مما يقلق الإنسان ومخالطيه؛ نظرا لقذارة القدم ورائحة العرق. والفطريات تنمو بصورة خاصة بالقدم وتحدث أمراضا كثيرة أهمهما قدم الرياضي والالتهاب والأكزيما الفطرية. . . . إلخ " (1).
(1) الإسلام والوقاية من الأمراض د / عز الدين فراج ص9.