الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وهو انطراح للجبار، وتذلل للقهار، وتمريغ للأنف، وتعفير للوجه، وانطلاق من أسر الدنيا، وهروب من قيود الطاغوت، وتجرد من أوسمة العظمة، وتخل عن رتب الفخامة، وألقاب الزعامة. . .
يسجد الملك والمملوك والغني والفقير، والسيد والمسود، والرجل والمرأة، كلهم سواء في فقرهم إلى الكريم، وذلهم للعظيم.
سبحان من لو سجدنا بالعيون له
…
على حمى الشوك والمحمي من الإبر
لم نبلغ العشر من معشار نعمته
…
ولا العشير ولا عشرا من العشر
هو الرفيع فلا الأبصار تدركه
…
سبحانه من مليك نافذ القدر (1)
(1) انظر: الله أهل الثناء والمجد، للزهراني 420، 421.
ثانيا: صفة السجود:
صفة السجود أن يسجد المسلم على سبعة أعضاء منه، وهي: الجبهة والأنف، واليدان، والركبتان، وأطراف القدمين.
لما ثبت في صحيح البخاري وغيره عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: «أمرت أن اسجد على سبعة أعظم: على الجبهة - وأشار بيده على أنفه - واليدين، والركبتين، وأطراف القدمين (2)» الحديث (3).
(1) صحيح البخاري الأذان (812)، صحيح مسلم الصلاة (490)، سنن الترمذي الصلاة (273)، سنن النسائي التطبيق (1097)، سنن أبو داود الصلاة (889)، سنن ابن ماجه إقامة الصلاة والسنة فيها (883)، مسند أحمد بن حنبل (1/ 280)، سنن الدارمي الصلاة (1319).
(2)
أعظم: جمع عظم، وهي الأعضاء السبعة. انظر: فتح الباري 2/ 296. (1)
(3)
فتح الباري 2/ 297.
قال ابن دقيق العيد رحمه الله: ظاهر الحديث يدل على وجوب السجود على هذه الأعضاء، لأن الأمر للوجوب (1).
ويجب على المسلم أيضا أن يطمئن في سجوده، لما روى أبو هريرة رضي الله عنه «أن النبي صلى الله عليه وسلم دخل المسجد، فدخل رجل فصلى، ثم جاء فسلم على النبي صلى الله عليه وسلم، فرد النبي صلى الله عليه وسلم فقال: ارجع فصل فانك لم تصل (ثلاثا) فقال: والذي بعثك بالحق ما أحسن غيره فعلمني. قال: إذا قمت إلى الصلاة فكبر، ثم اقرأ ما تيسر معك من القرآن، ثم اركع حتى تطمئن راكعا، ثم ارفع حتى تطمئن قائما، ثم اسجد حتى تطمئن ساجدا، ثم ارفع حتى تطمئن جالسا، ثم اسجد حتى تطمئن ساجدا، ثم افعل ذلك في صلاتك كلها (2)» .
ورأى حذيفة رضي الله عنه رجلا لا يتم الركوع والسجود قال: ما صليت، ولو مت مت على غير الفطرة التي فطر الله محمدا صلى الله عليه وسلم عليها (3).
قال ابن حجر رحمه الله تعليقا على حديث أبي هريرة رضي الله عنه السابق: واستدل بهذا الحديث على وجوب الطمأنينة في
(1) العدة على إحكام الإحكام 2/ 306.
(2)
أخرجه البخاري. انظر: فتح الباري 2/ 277.
(3)
أخرجه البخاري. انظر: فتح الباري 2/ 274.