الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الشعر وصم ثلاثة أيام، أو أطعم ستة مساكين (1)».
وأخرج البخاري في صحيحه بسنده من طريق عبد الرحمن بن أبي ليلى عن كعب بن عجرة «أن رسول الله صلى الله صلى الله عليه وسلم رآه وإنه يسقط على وجهه فقال: أيؤذيك هوامك! قال: نعم. فأمره رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يحلق وهو بالحديبية، ولم يبين لهم أنهم يحلون بها وهم على طمع أن يدخلوا مكة، فأنزل الله الفدية، فأمره رسول الله صلى الله صلى الله عليه وسلم أن يطعم فرقا بين ستة مساكين أو يهدي شاة أو يصوم ثلاث أيام (2)» .
(1) موطأ الإمام مالك، كتاب الحج، باب فدية من حلق أن ينحر 1/ 417.
(2)
أخرجه البخاري في صحيحه، كتاب المغازي، باب غزوة الحديبية، صحيح البخاري بشرح فتح الباري 7/ 444.
ثانيا: الشارب واللحية:
جاءت الأحاديث الصحيحة بقص الشارب، والشارب ما نبت على الشفة العليا. قال عليه السلام فيما أخرجه البخاري بسنده من طريق ابن عمر رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:«خالفوا المشركين، وفروا اللحى وأحفو الشوارب (1)» .
قال ابن حجر: قال القرطبي: " وقص الشارب أن يأخذ ما طال على الشفة بحيث لا يؤذي الآكل ولا يجتمع عليه الوسخ "(2).
(1) أخرجه البخاري في صحيحه، كتاب اللباس، باب تقديم الأظفار10/ 349.
(2)
فتح الباري 10/ 348.
وقال ابن حجر: أبدى ابن العربي لتخفيف شعر الشارب معنى لطيفا فقال: " إن الماء النازل من الأنف يتلبد به الشعر لما فيه من اللزوجة ويعسر تنقيته عند غسله وهو بإزاء حاسة شريفة؛ وهي الشم، فشرع تخفيفه ليتم الجمال والمنفعة به "(1).
فتخفيف الشارب لمصلحة صحية تتمثل في منع تجمع الأوساخ عليه التي تخلط مع الطعام فتسبب ضررا بالصحة.
أما اللحية فالمسلم مأمور بإعفائها، كما جاء في الحديث السابق لكن السنة تمشيطها وتنظيفها وتخليلها بالماء عند الوضوء بما يحقق نظافتها، أخرج الترمذي في سننه بسنده من طريق عبد الكريم بن أبي المخارق أبي أمية عن حسان بن بلال قال: رأيت عمار بن ياسر توضأ فخلل لحيته فقيل له - أو قال: فقلت له -: أتخلل لحيتك. قال: وما يمنعني ولقد رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يخلل لحيته (2).
وروي عن عطاء رضي الله عنه أنه قال: " اغسل أصول شعر اللحية "(3).
وروي عن سعيد بن جبير رضي الله عنه: (إيجاب تخليل اللحية في الوضوء والغسل)(4)
(1) فتح الباري 10/ 348
(2)
سنن الترمذي، كتاب الطهارة، باب ما جاء في تخليل اللحية 1/ 44.
(3)
المحلى لابن حزم 2/ 34.
(4)
المحلى لابن حزم 2/ 34.
وروى البيهقي في سننه من طريق عامر بن شقيق بن حمزة عن شقيق بن سلمة قال: رأيت عثمان توضأ، فذكر الحديث. قال: فخلل لحيته ثلاثا حين غسل وجهه ثم قال: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فعل الذي رأيتموني فعلت. قال البيهقي: بلغني عن محمد بن إسماعيل البخاري أنه سئل عن هذا الحديث فقال: هو حسن، وقال: أصح شيء عندي في تخليل اللحية حديث عثمان (1).
فتخليل اللحية يزيل ما علق بها من غبار كما أنه تنظيف للبشرة التي نبت فوقها شعر اللحية.
وروي البيهقي في سننه من طريق الوليد بن زوران عن أنس بن مالك: «أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا توضأ أخذ كفا من ماء فأدخله تحت حنكه فخلل به لحيته وقال: هكذا أمرني ربي عز وجل (2)» .
فهذه الأحاديث والآثار تؤكد ثبوت تخليل اللحية عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، ودالة على أن ذلك إمعان في النظافة والطهارة.
(1) سنن البيهقي 1/ 54.
(2)
سنن البيهقي 1/ 54
الموضع الثالث: نتف الإبط:
شعر الإبط مكمن الرائحة، ولهذا حث الرسول صلى الله عليه وسلم على نظافة الإبط، أخرج مسلم بسنده من طريق عائشة رضي الله عنها