المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌ ‌حسن التوجيه: الحوار الفكري والجدال في الشبهات، التي يطرحها أهل الكتاب - مجلة البحوث الإسلامية - جـ ٧١

[مجموعة من المؤلفين]

فهرس الكتاب

- ‌المحتويات

- ‌الفتاوى

- ‌من فتاوى سماحة الشيخ محمد بن إبراهيم آل الشيخ

- ‌جنود في البرود

- ‌قول: " سيدنا محمد " في الخطبة

- ‌ترجمة الخطبة بعد إلقائها بالعربية قبل الصلاة

- ‌ترجمة الخطبة بعد صلاة الجمعة

- ‌انفراد أهل كل حارة بمسجد

- ‌ الجمعة في مركز الإطفاء

- ‌نقل الجمعة من مسجد بعيدإلى آخر في وسط البلد

- ‌الجوامع تمتلئوبينهم وبينها مسافة كيلو ونصف

- ‌من فتاوى سماحة الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز

- ‌ الطواف وختم القرآن للأموات

- ‌الصلاة والقراءة لا تهدى لأحد

- ‌ الصلاة للوالدين المتوفيين

- ‌إهداء تلاوة القرآن الكريم للآخرين

- ‌ أخذ أجرة قراءة القرآن على الأموات

- ‌ إهداء أعمال البر للحي أو الميت

- ‌ قراءة القرآن للميت في داره

- ‌من فتاوى سماحة الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن محمد آل الشيخ

- ‌ أريد الحج أنا وزوجتي هل يلزم على أهل زوجتي أن يضحوا عنها

- ‌ قص الأظافر والشعر وقت الإحرام لمن ينوي أن يضحي

- ‌ أرملة وعندي ست بنات هل يصح أن تذبح إحدى بناتي الأضحية وتجزئ عنا جميعا

- ‌ استخدام معجون للأسنان بنكهة النعناع

- ‌ لا أستطيع إكمال باقي أعمال الحج

- ‌ زوجي مقيم في جدة ونوى العمرة وأحرم قبل حدود الحرم

- ‌ بيع الحملات تصريحات للحج مع أن مشتري التصريح لم يحج معهم

- ‌ علي صيام شهرين متتابعين وأنتهي من الشهرين في منتصف شهر ذي الحجة ماذا أفعل يوم العيد وأيام التشريق

- ‌ من أراد الحج مفردا هل يطوف ويسعى قبل الحج

- ‌ أريد الحج وموعد الدورة الشهرية يوم الثامن من ذي الحجة

- ‌لبس النقاب في الحج

- ‌ إلباس الطفل حفاظه وهو محرم بالحج والعمرة

- ‌ اعتمرت في رمضان ثم عدت إلى جدة وأريد التمتع

- ‌أرغب أداء الحج عن والدي هل أحج مفردا

- ‌ التوكيل في الهدي والأضحية

- ‌ حججت وأثناء رمي جمرة العقبة رميت من بعيد

- ‌ هل يجوز لأهل مكة الذين حجوا الذهاب إلى جدة قبل طواف الإفاضة

- ‌ صفة الحج المبرور

- ‌ التزام بعض الطائفين أدعية معينة يقرءونها من كتيبات

- ‌من فتاوى اللجنة الدائمةللبحوث العلمية والإفتاء

- ‌ ترك الصيام والصلاة عمدا

- ‌ ترك الصلاة وقتا طويلا من الزمان ثم رجع إلى ربه وقام يؤديها في أوقاتها

- ‌ قضاء صلوات المفرط

- ‌ ترك الصلاة أعظم ذنبا من فعل الزنا

- ‌ الصلاة بدون أذان وإقامة

- ‌ الأذان في ديار الكفار

- ‌ يؤدون صلاتهم بدون الأذان

- ‌ هل يجوز للرجل المنفرد أن يصلي بدون أذان

- ‌ تحريك الجسم أثناء كلمة حي على الصلاة

- ‌سجدات القرآنأحكام وتوجيهات

- ‌أولا: معنى السجود:

- ‌ثانيا: صفة السجود:

- ‌ثالثا: فضل السجود:

- ‌الفصل الأول: أحكام سجود التلاوة:

- ‌المبحث الأول: عدد سجدات القرآن الكريم ومواضعها

- ‌المبحث الثاني: حكم سجود التلاوة

- ‌المبحث الثالث: صفة سجود التلاوة

- ‌المبحث الرابع: أذكار سجود التلاوة

- ‌الفصل الثاني: توجيهات آيات السجود

- ‌المبحث الأول: قال تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ عِنْدَ رَبِّكَ لا يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِهِ وَيُسَبِّحُونَهُ وَلَهُ يَسْجُدُون}

- ‌المبحث الثاني: قال تعالى: {وَلِلَّهِ يَسْجُدُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ طَوْعًا وَكَرْهًا

- ‌المبحث السادس: قال تعالى: {أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يَسْجُدُ لَهُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ

- ‌المبحث السابع: قال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ارْكَعُوا وَاسْجُدُوا وَاعْبُدُوا رَبَّكُمْ

- ‌المبحث الثامن: قال تعالى: {وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ اسْجُدُوا لِلرَّحْمَنِ قَالُوا وَمَا الرَّحْمَنُ أَنَسْجُدُ لِمَا تَأْمُرُنَا وَزَادَهُمْ نُفُورًا}

- ‌المبحث التاسع: قال تعالى: {أَلا يَسْجُدُوا لِلَّهِ الَّذِي يُخْرِجُ الْخَبْءَ فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ

- ‌المبحث العاشر: قال تعالى: {إِنَّمَا يُؤْمِنُ بِآيَاتِنَا الَّذِينَ إِذَا ذُكِّرُوا بِهَا خَرُّوا سُجَّدًا وَسَبَّحُوا بِحَمْدِ رَبِّهِمْ

- ‌المبحث الثالث عشر: قال تعالى {فَاسْجُدُوا لِلَّهِ وَاعْبُدُوا}

- ‌الخاتمة

- ‌أين العلاج:

- ‌حسن التوجيه:

- ‌دور الأمانة:

- ‌المرور ببعض الشبهات:

- ‌تحصين الشباب:

- ‌الفهم الجيد:

- ‌أولا: أهمية الدراسة

- ‌ثانيا: مصطلحات الدراسة:

- ‌ الاستقامة:

- ‌ التربية الإسلامية:

- ‌ الأثر:

- ‌ التحصين:

- ‌ الشباب:

- ‌ثالثا: الدراسات السابقة:

- ‌ دراسات تناولت الاستقامة

- ‌ دراسات تناولت الشباب

- ‌رابعا: طريق الاستقامة:

- ‌خامسا: الأمر بالاستقامة

- ‌ من آيات القرآن الكريم:

- ‌ من الحديث النبوي:

- ‌سادسا: أثر الاستقامة:

- ‌ الثبات على الإيمان:

- ‌ جزاء الاستقامة:

- ‌ العمل الصالح:

- ‌ حصول الأجر والثواب من الله عز وجل:

- ‌ الرزق الواسع:

- ‌ التعلم الجيد:

- ‌سابعا: الخاتمة

- ‌الوقاية الصحية في الإسلام

- ‌المقدمة:

- ‌الفصل الأول: العناية الصحية بالبدن:

- ‌المبحث الأول: العناية الصحية باليدين:

- ‌المبحث الثاني: العناية الصحية بالوجه:

- ‌المبحث الثالث: العناية الصحية بالعينين:

- ‌المبحث الرابع: الأسس الصحية للعناية بالفم والأنف

- ‌المطلب الأول: العناية الصحية بالفم:

- ‌المطلب الثاني: العناية الصحية بالأنف:

- ‌المبحث الخامس: العناية الصحية بالسبيلين:

- ‌المبحث السادس: العناية بالشعر:

- ‌أولا: شعر الرأس:

- ‌ثانيا: الشارب واللحية:

- ‌المبحث السابع: العناية بالأذنين:

- ‌المبحث الثامن: العناية بالرجلين:

- ‌الفصل الثاني: وقاية الماء والطعام من التلوث

- ‌المبحث الأول: وقاية الماء من التلوث

- ‌المبحث الثاني: وقاية الطعام من التلوث

- ‌أولا: تحريم أكل الميتة:

- ‌ثانيا: تحريم الدم:

- ‌ثالثا: تحريم أكل الخنزير:

- ‌المبحث الثالث: الوقاية من العدوى

- ‌أولا: النهي عن الخروج من الأرض الموبوءة أو الدخول إليها:

- ‌ثانيا: النهي عن البصاق على الأرض:

- ‌ثالثا: منع التلوث بلعاب الكلب:

- ‌رابعا: هجر الأرض الموبوءة:

- ‌خامسا: قدوم المريض على الصحيح:

- ‌سادسا: الوقاية من التلوث وانتقال الجراثيم:

- ‌سابعا: وقاية الجهاز التناسلي:

- ‌ثامنا: مجامعة الحائض والنفساء:

- ‌حديث شريف

الفصل: ‌ ‌حسن التوجيه: الحوار الفكري والجدال في الشبهات، التي يطرحها أهل الكتاب

‌حسن التوجيه:

الحوار الفكري والجدال في الشبهات، التي يطرحها أهل الكتاب قديمة، بدأت مع ظهور الرسالة في مكة المكرمة، ثم بعدما هاجر رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى المدينة، واستمرت إلى الآن، وستبقى لكن الشبهات تتجدد في المظهر أما المغزى فثابت.

واليوم نجد الشباب في حاجة لتمكين دور شريعة الإسلام، في بناء الشخصية وأثر العبادات، وتعاليم الإسلام في استقامة النفس البشرية، وتعديل اعوجاجها، وتوفير المسببات لتربية الروح ومدها بالغذاء الذي يجعلها مستقيمة في نفسها، ونافعة لغيرها، وصالحة ومصلحة لمجتمعها.

فالنص الشرعي من حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم، يضع قاعدة في بناء الأمة وإصلاحها، إذ يقول عليه الصلاة والسلام:«كلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته (1)» ، ثم بين هذه الرعاية من القمة، فيمن يتولى قيادة في مجتمعه، أو عشيرته عند من استرعاهم الله: من الأبوين اللذين تفتحت عيون الأبناء في أحضانهما منذ ولدوا؛ ليأخذوا عنهما الدروس الأولى، في مبدأ الإدراك والفهم،

(1) من حديث رواه البخاري عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما.

ص: 212

ويتأثروا بهما: تقليدا وتوجيها كما مر بنا.

حيث يمتد الأثر مع الاخوة الأكبر فالأكبر، ومن الأقارب ليأتي دور آخر، يأخذ فيه الشباب العلم والقدوة من المعلمين في المدرسة حسب مراحل التعليم، ليصل إلى الجامعة، وقد نما عقل الشاب، وكبر اهتمامه بما يدور حوله. . فإن كان التقويم وحسن التوجيه في هذه المراحل صالحا ومفيدا، سهل تحصين الشباب وخاصة في الجامعات ضد الغزو الفكري، وأصبح لديهم قدرة في التصدي للتيارات الموجهة إليهم، كل حالة بما يلائمها. وخاصة في هذا الزمان الذي أجفل الغرب والشرق بخيله ورجله، على أمة الإسلام بغزو متعدد القنوات:

إعلاميا بقنواته الثلاث: المسموع والمقروء والمرئي. . وأخطر ما في ذلك القنوات الفضائية، والإنترنت، وغيرها بما تبثه من غث يراد به الإلهاء، وإفساد الأخلاق، وما تطرحه من شبهات وأكاذيب وسموم تبلبل الأفكار، وتدغدغ المشاعر، ويتعمدون أخذ التعليق على ما يوجهون، ممن لا قاعدة علمية أو فكرية من أبناء المسلمين لديه حتى تكبر هوة الفكر.

ويسير ذلك أخصائيون متمرسون كما قلنا: في علم النفس، وعلم الاجتماع وفي الجدل بحيلهم، ونظرياتهم البعيدة عن منهج دين الإسلام، وتعاليمه التي يجب على الشاب المسلم - قبل غيره - الحرص عليها وتنميتها في نفسه وفيمن حوله.

ص: 213

وماديا: بما يسخرون من وسائل، وما يغدقون من مال، وما يشجعون من بحوث، في سبيل ما يدعون إليه، وما يرجون الوصول نحوه: رصدا وتخطيطا، ومتابعة وتنفيذا. . يتبع ذلك الدراسة واستظهار النتائج.

وإذا كانت الوقاية الصحية، والمحافظة علي البيئة، تقتضي اليقظة والمتابعة، مع الحرص والاهتمام بالتنفيذ، إلى العناية بالسبل والمبادرة في تحصين المجتمع بفئاته: عن كل مرض يطرأ، وفي كل وقت قبل بروز الظاهرة، حتى يتهيأ - بتوفيق من الله - للأجسام حصانة من الأمراض، وللمجتمع وقاية عن الأعراض، التي يخشى منها الضرر، وللبيئة سلامة عن الأوبئة التي تؤثر في المصالح.

هذه الوقاية المطلوبة، يرصدون لها أموالا، ويبذلون لها جهدا، وتحظى بمتابعة ودراسات وتخطيط. .

إذا كان ذلك لازما في الآفات والظواهر التي تمس الفرد في بدنه، والبيئة في محاصيلها، من أجل حماية المجتمع والمحافظة على سلامة أبناء الأمة - والحامي والحافظ هو الله سبحانه -، ولكن هذه الاحتياطات من الأسباب التي أمر الله بها، ووجب الأخذ بها؛ لأن الله جل وعلا قد جعل لكل شيء سببا، يقول سبحانه:{إِنَّا مَكَّنَّا لَهُ فِي الْأَرْضِ وَآتَيْنَاهُ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ سَبَبًا} (1).

(1) سورة الكهف الآية 84

ص: 214

فإن الشباب في مراحل دراستهم ونمو حياتهم، كالنبتة عند الفلاح في مراحل نموها، في حاجة إلى حماية عقولهم من كل فكر وافد، وتحصين أفئدتهم عن تقبل السموم التي أفسدت تلك المجتمعات، البعيدة عن الإسلام وتعاليمه، فجاءوا ليوجهوها للمجتمع الإسلامي، بوسائلهم المختلفة، ليفسدوا شباب المسلمين، بما يوجهون لهم من فكر سيئ، وشبهات يغتر بها قليلو الإدراك، سواء عاشوا في بيئاتهم، أو كانوا في مجتمعاتهم لم يحتكوا بهم، فأرادوا غزوهم في قعر دارهم، كما أخبر الله سبحانه من قبل، بقوله الكريم:{وَدَّ كَثِيرٌ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَوْ يَرُدُّونَكُمْ مِنْ بَعْدِ إِيمَانِكُمْ كُفَّارًا} (1).

وما ذلك إلا أن الشباب، سيتحملون عن قريب مسئولية كبيرة في مجتماعتهم: تعليما وتربية وأمرا ونهيا، وتصريف أمور الأمة أخذا وعطاء وتوجيها وتخطيطا.

فإن تأثروا بهم ضمن الأعداء نفاذهم بواسطتهم إلى المجتمع الإسلامي، وإدخال ما يريدون شيئا فشيئا، أما إذا أدركوا ما يريده العدو وحافظوا على دينهم، ورعاية أمتهم على ضوء منهج شرع الله، كان ذلك خسارة لهم، وبطلانا لمخططاتهم.

(1) سورة البقرة الآية 109

ص: 215

ولذا فإن من الحصانة لدى هؤلاء الشباب، وتقوية القدرات المناعية عندهم، حتى لا يتقبلوا كل شيء وافد، وحتى يعتزوا بما أكرمهم الله به، ويجعلوا بينهم وبين الأعداء ستارا لا يمكن التطاول لتجاوزه: الاهتمام بتنمية أمور عند الشباب منها:

- البعد عن المعاصي. . فإن جميع الشرور التي تصيب المسلم، هي بسبب معاصيه، وهو الذي عرفته تعاليم دينه سبل الخير ليعملها، وطرق الشر ليحذرها، يقول سبحانه:{مَا أَصَابَكَ مِنْ حَسَنَةٍ فَمِنَ اللَّهِ وَمَا أَصَابَكَ مِنْ سَيِّئَةٍ فَمِنْ نَفْسِكَ} (1).

- الحرص على القدوة الصالحة في الرفقة وفي العمل وفي المجالس، حتى يستفيدوا منهم ويعينوهم على الخير، وينتفعوا من عملهم. يقول صلى الله عليه وسلم:«إنما مثل الجليس الصالح: كحامل المسك، إما أن يحذيك وإما أن تجد منه ريحا طيبة، ومثل جليس السوء: كمثل حامل الكير، إما أن يحرق ثيابك، وإما أن تجد منه ريحا خبيثا (2)» .

- السؤال عن كل شبهه تطرح، والاستيضاح عن كل فكر وافد وأبعاده، حتى يعرف الشاب ما ينفع ليعلمه، ويحافظ عليه. ويدرك الضار ليتجافى عنه؛ لأن الله يأمر بذلك:{فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ} (3).

(1) سورة النساء الآية 79

(2)

رواه البخاري ومسلم عن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه.

(3)

سورة الأنبياء الآية 7

ص: 216

- الاهتمام بحسن التطبيق لكل أمر حسن، والدعوة إليه، وعدم مخالفة العمل لما تدعو إليه أيها الشاب، يقول سبحانه:{كَبُرَ مَقْتًا عِنْدَ اللَّهِ أَنْ تَقُولُوا مَا لَا تَفْعَلُونَ} (1).

- تعويد الشباب على تمكين العلاقة بالله في كل أمر: فلا علم إلا ما يسره الله لهم، ولا توفيق إلا ما قدره الله، والحرص على ما يوصل إلى تقوى الله: بالذكر والحمد، والتسبيح والاستغفار، يقول سبحانه في قصة نوح مع قومه:{فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا} (2){يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا} (3){وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَلْ لَكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَلْ لَكُمْ أَنْهَارًا} (4) ويقول صلى الله عليه وسلم: «من لزم الاستغفار جعل الله له من كل هم فرجا، ومن كل ضيق مخرجا، ورزقه من حيث لا يحتسب (5)» .

- إدراك أن ما يعطيه العلماء والمعلمون لطالبي العلم، إنما هي معالم على الطريق، وجوازات سفر توصلهم إلى الغايات المطلوبة، وذلك باستمرار البحث والتعليم، وزيادة التحصيل، وعرض

(1) سورة الصف الآية 3

(2)

سورة نوح الآية 10

(3)

سورة نوح الآية 11

(4)

سورة نوح الآية 12

(5)

حديث أخرجه أبو داود عن عبد الله بن عباس رضي الله عنهما (جامع الأصول لابن الأثير 4: 389).

ص: 217