الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الحرص والبخل.
والغضب سبعية، وهو آفة أعظم من الشهوة، وبالغضب يصير الإنسان ظالماً لنفسه ولغيره، ومن نتائجه العجب والكبر.
والهوى شيطانية، وهو آفة أعظم من الغضب، وبالهوى يتعدى ظلمه إلى خالقه بالشرك والكفر، ومن نتائجه الكفر والبدعة، وأكثر ذنوب الخلق بهيمية؛ لعجزهم عن غيرها، ومنها يدخلون إلى بقية الأقسام.
-
خطوات الشيطان:
جميع الشرور في العالم الشيطان هو السبب فيها، ولكن ينحصر شره في سبع خطوات، لا يزال بابن آدم حتى ينال منه واحداً أو أكثر:
فأول وأعظم شر يريده من العبد شر الكفر والشرك وعداوة الله ورسوله صلى الله عليه وسلم. فإن يئس منه نقله إلى شر البدعة وهي الثانية.
فإن عجز عنه نقله إلى شر الكبائر على اختلافها وهي الثالثة.
فإن عجز عنه نقله إلى شر الصغائر وهي الرابعة.
فإن عجز عنه أشغله بالمباحات التي لا ثواب فيها ولا عقاب عن الطاعات والواجبات وهي الخامسة.
فإن عجز عنه أشغله بالعمل المفضول عن الفاضل كإشغاله بالنوافل حتى تفوت الفرائض وهكذا وهي السادسة.
فإن عجز عنه سلط عليه حزبه من شىطين الإنس والجن بأنواع الأذى؛ ليشغله ويشوِّش عليه، فالمؤمن لا يزال في جهاد حتى يلقى الله، نسأل الله العون والثبات.
-
ما يعتصم به العبد من الشيطان:
يتحصن العبد من الشيطان ويحترز من شره بما ورد في القرآن الكريم وثبت في السنة النبوية الصحيحة من الأدعية والأذكار، وفيهما الشفاء والرحمة والهدى والعصمة من جميع الشرور في الدنيا والآخرة بإذن الله تعالى، ومن ذلك:
الحرز الأول: الاستعاذة بالله العظيم، فقد أمر الله عز وجل رسوله صلى الله عليه وسلم أن يستعيذ بالله من الشيطان على وجه العموم، وعند قراءة القرآن، وعند الغضب، وعند الوسوسة، وعند الحُلْم المكروه على وجه الخصوص.
1 -
قال الله تعالى: {وَإِمَّا يَنْزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ (36)} [فصلت/36].
2 -
وقال الله تعالى: {فَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ (98) إِنَّهُ لَيْسَ لَهُ سُلْطَانٌ عَلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ (99)} [النحل/98 - 99].
الحرز الثاني: التسمية، فالتسمية حرز من الشيطان، وعصمة من مخالطته للإنسان في طعامه وشرابه، وجماعه، ودخوله بيته ونحو ذلك مما ورد.
1 -
عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما أَنَّهُ سَمِعَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: «إذَا دَخَلَ الرَّجُلُ بَيْتَهُ، فَذَكَرَ الله عِنْدَ دُخُولِهِ، وَعِنْدَ طَعَامِهِ، قَالَ الشَّيْطَانُ: لا مَبِيتَ لَكُمْ وَلا عَشَاءَ، وَإذَا دَخَلَ فَلَمْ يَذْكُرِ الله عِنْدَ دُخُولِهِ، قَالَ الشَّيْطَانُ: أَدْرَكْتُمُ المَبِيتَ، وَإذَا لَمْ يَذْكُرِ الله عِنْدَ طَعَامِهِ قَالَ: أَدْرَكْتُمُ المَبِيتَ وَالعَشَاءَ» . أخرجه مسلم (1).
2 -
وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لَو أَنَّ أَحَدَكُمْ إذَا أَرَادَ أَنْ يَأْتِيَ أَهْلَهُ فَقَالَ: بِاسْمِ الله، اللَّهُمَّ جَنِّبْنَا الشَّيْطَانَ، وَجَنِّبِ الشَّيْطَانَ مَا رَزَقْتَنَا، فَإنَّهُ إنْ يُقَدَّرْ بَيْنَهُمَا وَلَدٌ فِي ذَلِكَ لَمْ يَضُرَّهُ شَيْطَانٌ أَبَدًا» . متفق عليه (2).
الحرز الثالث: قراءة المعوذتين: {قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ} و {قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ} عند النوم، وأدبار الصلوات، وعند المرض، ونحو ذلك كما سبق.
عن عقبة بن عامر رضي الله عنه قال: بَيْنَا أَنَا أَسِيرُ مَعَ رَسُولِ الله صلى الله عليه وسلم بَينَ الجُحْفَةِ وَالأَبْوَاءِ إذْ غَشِيَتْنَا رِيْحٌ وَظُلْمَةٌ شَدِيدَةٌ، فَجَعَلَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم يَتَعَوَّذُ بـ {قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ} و {قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ} وَيَقُولُ: «يَا عُقْبَةُ تَعَوَّذْ بِهِمَا فَمَا تَعَوَّذَ
(1) أخرجه مسلم برقم (2018).
(2)
متفق عليه، أخرجه البخاري برقم (7396) واللفظ له، ومسلم برقم (1434).
مُتَعَوِّذٌ بِمِثْلِهِمَا».قَالَ: وَسَمِعْتُهُ يَؤُمُّنَا بِهِمَا فِي الصَّلاةِ. أخرجه أحمد وأبو داود (1).
الحرز الرابع: قراءة آية الكرسي:
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: وَكَّلَنِي رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم بِحِفْظِ زَكَاةِ رَمَضَانَ، فَأَتَانِي آتٍ فَجَعَلَ يَحْثُو مِنَ الطَّعَامِ، فَأَخَذْتُهُ فَقُلْتُ: لأَرْفَعَنَّكَ إلَى رَسُولِ الله صلى الله عليه وسلم، فَقَصَّ الحَدِيثَ فَقَالَ: إذَا أَوَيْتَ إلَى فِرَاشِكَ فَاقْرَأْ آيَةَ الكُرْسِيِّ، لَمْ يَزَلْ مَعَكَ مِنَ الله حَافِظٌ، وَلا يَقْرَبُكَ شَيْطَانٌ حَتَّى تُصْبِحَ، فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:«صَدَقَكَ وَهُوَ كَذُوبٌ، ذَاكَ شَيْطَانٌ» . أخرجه البخاري معلقاً (2).
الحرز الخامس: قراءة الآيتين الأخيرتين من سورة البقرة: {آمَنَ الرَّسُولُ
…
} إلى آخر السورة.
عن أبي مسعود الأنصاري رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «مَنْ قَرَأَ هَاتَينِ الآيَتَيْنِ مِنْ آخِرِ سُورَةِ البَقَرَةِ فِي لَيْلَةٍ كَفَتَاهُ» . متفق عليه (3).
الحرز السادس: قراءة سورة البقرة:
عن أبي هريرة رضي الله عنه أَنَّ رَسُولَ الله صلى الله عليه وسلم قَالَ: «لا تَجْعَلُوا بُيُوتَكُمْ مَقَابِرَ إنَّ الشَّيْطَانَ يَنْفِرُ مِنَ البَيْتِ الَّذِي تُقْرَأُ فِيهِ سُورَةُ البَقَرَةِ» . أخرجه مسلم (4).
الحرز السابع: كثرة ذكر الله تعالى بقراءة القرآن، والتسبيح والتحميد، والتكبير والتهليل، ونحوها.
عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «مَنْ قَالَ: لا إلَهَ إلا الله وَحْدَهُ لا شَرِيكَ لَهُ، لَهُ المُلْكُ وَلَهُ الحَمْدُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ مِائَةَ مَرَّةٍ كَانَتْ لَهُ عَدْلَ عَشْرِ رِقَابٍ، وَكُتِبَتْ لَهُ مِائَةُ حَسَنَةٍ، وَمُحِيَتْ عَنْهُ مِائَةُ سَيِّئَةٍ،
(1) صحيح/أخرجه أحمد برقم (17483)، وأخرجه أبو داود برقم (1463)، وهذا لفظه.
(2)
أخرجه البخاري معلقاً برقم (5010)، ووصله النسائي وغيره بسند صحيح، انظر مختصر صحيح البخاري للألباني (2/ 106).
(3)
متفق عليه، أخرجه البخاري برقم (5009)، ومسلم برقم (808) واللفظ له.
(4)
أخرجه مسلم برقم (780).
وَكَانَتْ لَهُ حِرْزاً مِنَ الشَّيْطَانِ يَومَهُ ذَلِكَ حَتَّى يُمْسِيَ، وَلَمْ يَأْتِ أَحَدٌ بِأَفْضَلَ مِمَّا جَاءَ إلَّا رَجُلٌ عَمِلَ أَكْثَرَ مِنْهُ». متفق عليه (1).
الحرز الثامن: دعاء الخروج من المنزل:
عن أنس بن مالك رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «إذَا خَرَجَ الرَّجُلُ مِنْ بَيْتِهِ فَقَالَ: بِاسْمِ الله، تَوَكَّلْتُ عَلَى الله، لا حَولَ وَلا قُوَّةَ إلَّا بِاللهِ» قَالَ: «يُقَالُ حِيْنَئِذٍ هُدِيتَ وَكُفِيتَ وَوُقِيتَ، فَتَتَنَحَّى لَهُ الشَّيَاطِينُ، فَيَقُولُ لَهُ شَيْطَانٌ آخَرُ: كَيْفَ لَكَ بِرَجُلٍ قَدْ هُدِيَ وَكُفِيَ وَوُقِيَ» . أخرجه أبو داود والترمذي (2).
الحرز التاسع: الدعاء إذا نزل منزلاً:
عن خولة بنت حكيم السلمية رضي الله عنها أنها سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «إذَا نَزَلَ أَحَدُكُمْ مَنْزِلاً فَلْيَقُلْ: أَعُوذُ بِكَلِمَاتِ الله التَّامَّاتِ مِنْ شَرِّ مَا خَلَقَ، فَإنَّهُ لا يَضُرُّهُ شَيْءٌ حَتَّى يَرْتَحِلَ مِنْهُ» . أخرجه مسلم (3).
الحرز العاشر: كظم التثاوب، ووضع اليد على الفم:
1 -
عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إذَا تَثَاوَبَ أَحَدُكُمْ فَلْيُمْسِكْ بِيَدِهِ عَلَى فِيهِ فَإنَّ الشَّيْطَانَ يَدْخُلُ» . أخرجه مسلم (4).
2 -
وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «التّثَاوُبُ مِنَ الشَّيْطَانِ، فَإذَا تَثَاءَبَ أَحَدُكُمْ فَلْيَكْظِمْ مَا اسْتَطَاعَ» . متفق عليه (5).
الحرز الحادي عشر: الأذان:
عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «إذَا نُودِيَ لِلصَّلاةِ أَدْبَرَ الشَّيْطَانُ لَهُ ضُرَاطٌ حَتَّى لا يَسْمَعَ التَّأْذِينَ، فَإذَا قُضِيَ النِّدَاءُ أَقْبَلَ، حَتَّى إذَا ثُوِّبَ
(1) متفق عليه، أخرجه البخاري برقم (6403) واللفظ له، ومسلم برقم (2691).
(2)
صحيح/ أخرجه أبوداود برقم (5095)، وهذا لفظه، وأخرجه الترمذي برقم (3426).
(3)
أخرجه مسلم برقم (2708).
(4)
أخرجه مسلم برقم (2995).
(5)
متفق عليه، أخرجه البخاري برقم (3289)، ومسلم برقم (2994) واللفظ له.
لِلصَّلاةِ أَدْبَرَ، حَتَّى إذَا قُضِيَ التَّثْوِيبُ أَقْبَلَ، حَتَّى يَخْطُرَ بَيْنَ المَرْءِ وَنَفْسِهِ، يَقُولُ اذْكُرْ كَذَا، اذْكُرْ كَذَا لِمَا لَمْ يَكُنْ يَذْكُر حَتَّى َيظَلَّ الرَّجُلُ لا يَدْرِي كَمْ صَلَّى». متفق عليه (1).
الحرز الثاني عشر: دعاء دخول المسجد:
عن عقبة قال: حدثنا عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ كَانَ إذَا دَخَلَ المَسْجِدَ قَالَ: «أَعُوذُ بِالله العَظِيمِ وَبِوَجْهِهِ الكَرِيمِ، وَسُلْطَانِهِ القَدِيمِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ» قَالَ: أَقَطُّ؟ قُلْتُ: نَعَمْ، قَالَ: فَإذَا قَالَ ذَلِكَ قَالَ الشَّيْطَانُ: حُفِظَ مِنِّي سَائِرَ اليَومِ. أخرجه أبو داود (2).
الحرز الثالث عشر: الوضوء والصلاة، ولا سيما عند الغضب والشهوة، فما أطفأ العبد جمرة الغضب والشهوة بمثل الوضوء والصلاة.
الحرز الرابع عشر: طاعة الله تعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم، وتجنب فضول النظر، والكلام، والطعام، والمخالطة.
الحرز الخامس عشر: تطهير البيت من الصور، والتماثيل، والكلاب، والأجراس.
1 -
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لا تَدْخُلُ المَلائِكَةُ بَيْتاً فِيهِ تَمَاثِيلُ أَوْ تَصَاوِيرُ» . أخرجه مسلم (3).
2 -
وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «لا تَصْحَبُ المَلائِكَةُ رُفْقَةً فِيْها كَلْبٌ وَلا جَرَسٌ» . أخرجه مسلم (4).
الحرز السادس عشر: اجتناب مساكن الجن والشياطين كالأماكن الخربة، والأماكن النجسة، كالحشوش، والمزابل، والأماكن الخالية من الإنس كالصحاري، وشواطئ البحار البعيدة ومرابض الإبل ونحوها.
(1) متفق عليه، أخرجه البخاري برقم (608)، واللفظ له، ومسلم برقم (389).
(2)
صحيح/ أخرجه أبو داود برقم (466).
(3)
أخرجه مسلم برقم (2112).
(4)
أخرجه مسلم برقم (2113).