الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وأكبر أسرة (أبابطين) أهل بريدة في الوقت الحاضر محمد بن عبد العزيز بن عبد الله بن سعود بن عبد العزيز، عمره الآن 1328 هـ - نحو 70 سنة.
أعمال عمرانية لعبد العزيز أبابطين في بريدة:
قام عبد العزيز أبابطين بأعمال عمرانية مهمة في بريدة، من ذلك أنه اشترى نخلًا في العجيبة وأراد أن يستعذب له الماء فحفر بئرًا في قصر العلو إلى الغرب منه وأجرى الماء إليه، ونظرًا إلى أن البئر أعلى من مكان النخل فقد
جعل فيه خرارة وهي كالشلال يسقط فيه الماء، ولكنه على هيئة قناة مائية.
قالوا: وكان ماء هذا البئر عذبًا فكانت المرأة تأتي إلى تلك القناة لأخذ الماء، فتقف والقدر على رأسها تضعه تحت جانب من الخرارة فيمتلئ وهو كذلك.
وكان أنشأ مع ذلك مسجده المعروف بمسجد أبا بطين في غرب بريدة القديمة إلى الغرب من جامع بريدة الكبير، وفرغ من بنائه في عام 1293 هـ، كما رأيت ذلك مكتوبًا عليه.
وبنى له بيتًا كبيرًا مشرفًا، بل بيوتا بجانب المسجد من جهة الغرب بينهما الشارع، وقد آلت تلك البيوت إلى ملك (العليِّط) وظني أن العليط أوقفها، وقد أدركت سليمان العليِّط ساكنًا فيها.
أما النخل المزدهر الذي غرسه عبد العزيز ابابطين وتعهده في العجيبة فإنه بيع - كما سبق - ولكنه استثنى منه بعض النخلات التي أوقفها فصار من يشتري النخل يشترط عليه البائع بأن النخلات التي سبلها أبابطين غير داخلة في البيع.
وقد رأيت مبايعة النخل المذكور ومكانه في العجيبة بين صالح بن فهد الحميدي المجيلد (بائع) وبين عبد الرحمن بن حمد الخضير (مشتر).
وقد شرط البائع على المشتري ما كان اشترط عليه من قبل، ونص ذلك، ويخرج من الملك المحدود أربع نخلات معروفات بينهما: سبيل (البطين) على الأصبع الجنوبي، خارجات عن البيع.
والأصبع هو الساقي الذي تكون عليه نخلات يشربن من الماء الذي يمر به.
وسوف ننقل نص تلك المبايعة في رسم (المجيلد) من حرف الميم بإذن الله.
وأسرة (ابابطين) تعتبر الأسرة الثانية التي ينشيء أفرادها في الزمن القديم مسجدين في بريدة، فقد أنشأ عبد العزيز أبابطين هذا المسجد، ثم أنشأ بعد
ذلك شخص من آل ابابطين الذين هاجروا من بريدة إلى مصر مع عقيل وبقوا في مصر يتاجرون في المواشي من الإبل والخيل مسجدًا في الجنوب الشرقي من بريدة القديمة غير بعيد من مصلى العيد القديم.
مثلها في ذلك مثل أسرة (الخضير) التي أنشأ (حمد الخضير) ثاني مسجد أنشيء في بريدة بعد المسجد الجامع، وهو الذي يعرف الآن بمسجد ابن مقبل، لكون عبد العزيز بن علي المقبل كان يؤم فيه وأبناؤه، ويؤذنون فيه، وقد صححت البلدية ذلك فوضعت عليه لافتة تقول: إنه (مسجد ابن خضير).
ويقع إلى الشمال الشرقي من جامع بريدة الكبير.
ثم أنشأ ابنه (عبد الرحمن بن حمد بن خضير) مسجدًا آخر عند الباب الجنوبي السور بريدة، وهو الواقع الآن من سوق الخضار المركزي جهة الجنوب الشرقي.
كان عبد العزيز بن عبد الله ابابطين وهو صاحب بيت المال في بريدة وكان ناصر بن حمد الصقعبي صديقًا له، فغضب منه مرة فقال في قصيدة:
أبا بطين في ش مال البلاد
…
كم (
…
) باثل العجيبه سمرها
فلما أرضاه سأله: لماذا تقول هذا، قال: هذا قاله غيري، أنا قلت:
أبابطين في شمال البلاد
…
كم كرمةٍ للضيف يجدع سفَرَها
ومنهم محمد بن إبراهيم ابابطين خال صديقنا محمد بن محمد السديري، وذلك أن والده محمد السديري صار أميرًا في بريدة فتزوج امرأة من أسرة ابابطين فقتل وهي حامل، وولدت ولدًا ذكرًا هو محمد بن محمد السديري الذي سمي على اسم والده، وقد نشأ في بريدة وصار من أهلها.
وهذا أنموذج من رسائل الإمام فيصل بن تركي، الرياض إلى عامله على بيت المال في بريدة عبد العزيز ابابطين المذكور.
بسم الله
من فيصل بن تركي إلى الأخ عبد العزيز ابابطين.
سلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد،
ذكرنا لك تبدي أهل الطلب الأول بالأول، وعودة من جملتهم، وألزمهم، ومن أول من صار له طلب، فأنت بدّه على أول ما يكون، وتم له من ها العيش الحاضر عندك إن شاء الله تعالى ربيع أول 1273 هـ.
فقوله تبدّي أهل الطلب، أي تبدأ بمن له حقوق على بيت المال، الطلب هنا هو الحق كأن يكونوا اقرضوا الحكومة شيئًا من المال أو الحبوب، فأهل الطلب خلاف المتبرع لهم، والإمام فيصل عادل في ذلك، إذ يقول: ابدأ بهم الأول فالأول.
وقوله و (عودة) من جملتهم، والمراد به عودة الرديني من أعيان أهل بريدة وهو رأس أسرة العودة أهل بريدة الذي هم (العودة) الرديني كما سيأتي ذلك في حرف العين، ثم أكد حق عودة الرديني بأنه من ألزمهم أي ألزم من غيره أن يبدأ أي أحق أن يبدأ به، وذلك أنه - كما نعرف - رجل وجيه معروف بذلك له أعمال محمودة، ولذلك أكد كلامه عنه بقوله:(بذه على أول ما يكون).
ومن الأخبار المتعلقة به ما ذكره ابن بشر قال في حوادث سنة 1263 هـ وهو يتكلم على خروج الشريف إلى نجد
أرسل إليه الإمام هدية سنية من الخيل والعمانيات (1) ودراهم ليست بكثيرات، فحين قدمت الهدية إليه أرسل إلى العربان وطلب منهم الجمال بالأموال لترحل بما معه من الجنود والأثقال، فرحل من القصيم بجميع أحماله وأثقاله وعسكره وأبطاله، وذلك منتصف رجب من هذه السنة، وأمر له فيصل عند عبد العزيز ابن الشيخ عبد الله أبابطين صاحب بيت مال القصيم بكثير من العليق والزهاب من بيت مال القصيم، فلما رحل من القصيم وقصد بلده مكة المشرفة، عارضه في دربه الرخمان من عربان مطير، وهم على الحيد القصر المعروف في عالية نجد، فشن عليهم الغارة، فأخذهم وقتل عليهم رجال، وأخذ العسكر جملة من نسائهم (2).
وجاء ذكر عبد العزيز بن الشيخ عبد الله أبابطين في المخطوطات (الإرشيف) العثماني كما ذكر ذلك في كتاب مداخل بعض أعلام الجزيرة العربية في الإرشيف العثماني للدكتور سهيل صابات.
عبد العزيز بن عبد الله أبابطين (مندوب): أرسله عبد الله بن فيصل بن تركي آل سعود إلى بغداد قبل (13 صفر 1288 هـ / 1871 م)، لتقديم المساعدات والإمدادات إليه، لمواجهة أخيه سعود في صراعهما على حكم نجد (3).
وذكر ابن عيسى وقعة (أم العصافير) التي قتل فيها عبد العزيز بن الشيخ عبد الله أبابطين وهي واقعة في الحمادة إلى الغرب من جبل طريق بعد محاذاة بلدة الغاط من جهة الجنوب.
(1) النعمانيات: إبل نجيبة منسوبة إلى عمان.
(2)
عنوان المجد، ج 2، ص 243.
(3)
الأرشيف العثماني (109. 8 y. 851 . AYNIYAT DEFT no)
وكانت الوقعة بين الأمير عبد الله الفيصل وبين محمد بن عبد الله بن رشيد، وصارت الهزيمة على عبد الله الفيصل.
فقال:
في سنة 1301 هـ في صبيحة يوم الاثنين 28 من ربيع الآخر الواقعة المشهورة في الحمادة في أم العصافير بين الإمام عبد الله بن فيصل، وبين الأمير محمد العبد الله بن رشيد، وصارت الهزيمة على عبد الله آل فيصل ومن معه، وقتل منهم خلائق كثيرة، منهم (عبد العزيز بن الشيخ عبد الله أبابطين)(1).
أقول: من (أبا بطين) هؤلاء صديقنا عبد العزيز أبابطين المدير العام للأشغال العامة في المملكة قبل أن تصبح وزارة.
ولد عبد العزيز هذا في مصر وتعلم هناك، وذلك أن والده كان من العقيلات وهم تجار المواشي الذين كانوا يتاجرون بها ما بين بريدة والشام ومصر، وبعضهم يبقى هناك يبيع ويشتري في المواشي ومنهم والد الأستاذ عبد العزيز.
ولذلك روى له الدكتور نواف الحليسي في كتابه: (عصر العقيلات)(ص 293 - 294) شيئًا يتعلق بذلك.
قال الحليسي:
ومن الأخبار المروية المتعلقة بمتأخرين من أسرة (ابابطين) من حادثة وقعت لأخوهم وهو عبد الله بن سعود أبا بطين، وكان من الذين يشتغلون بالتجارة ونقل البضائع بين مواني الخليج والقصيم.
انتهي.
(1) خزانة التواريخ، ج 2، ص 138 - 139.