الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الأمير مقرن الحجيلاني:
لم أجد من ذكر هذا الأمير إلَّا الشيخ مقبل الذكير قال في حوادث سنة 117 هـ: "في هذه السنة مات مقرن الحجيلاني وهو من آل أبو عليان أمراء بريدة.
وظاهر كلامه أنه أمير، وإنْ لم يكن ذلك واضحًا، ولم أجد من ذكره غيره من المؤرخين، كما لم أسمع من عرفه من الإخباريين.
ونعود إلى الحديث عن الأمير حمود الدريبي، فنقول:
قد ذكر ابن بشر عبارة محرفة من أصل الخبر عنده أو هي محرفة من النساخ، وتتعلق براشد الدريبي الذي ولي الحكم بعد والده حمود بن راشد الدريبي، وقد ذكر ابن بشر أنها وقعت لوالده حمود، فقال في حوادث سنة 1182 هـ:
وفيها سار سعود رحمه الله بجنود المسلمين وقصد ناحية القصيم، وذلك أن حمود الدريبي رئيس بلد بريدة أرسل إلى عبد العزيز أن يبعث الجيوش إلى ناحيتهم ويكون عونًا لهم وناصرًا فلما أتى إليهم سعود بالجنود، نزل بباب شارخ من عنيزة، ففزعوا عليه فالتحم القتال بينهم، وقتل من أهل عنيزة ثمانية رجال منهم: عبد الله بن حمد بن زامل، وقتل من الغزو رجل واحد (1).
وقد رجعت إلى مخطوطة ابن بشر التي كتبت في حياته فوجدت النص فيها كما هو في المطبوعة.
إذ ذكر أن رئيس بلد بريدة هو حمود الدريبي وهذا وهم بدون شك لأن حمود الدريبي كان قتل قبل نحو عشرين سنة، وإنما الصحيح أنه راشد الدريبي، وكذا ذكره ابن عيسى (راشد الدريبي).
قال ابن عيسى: وفي سنة 1182 هـ سار سعود بن عبد العزيز ومعه
(1) عنوان المجد، ج 1، ص.
راشد الدريبي، رئيس بريدة، وقصدوا بلد عنيزة ونزلوا بالقرب من باب شارخ، فحصل بينهم وبين أهل عنيزة قتال، قتل فيه من أهل عنيزة ثمانية رجال منهم عبد الله بن حمود بن زامل (1).
وقد ذكر ابن بشر في سوابقه أيضًا وهي السنوات التي سبقت السنوات التاريخية المتسلسلة التي ابتدأها بابتداء دعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله عبارة محرفة أيضًا، ذكر أنها وقعت في سنة 1155 هـ.
ونصها:
"وفي سنة خمس وخمسين ومائة وألف، أخذ الشخيته والدريبي رئيس بريدة وآل جناح والظفير بلد عنيزة، ثم سطوا أهل الشماسية على بريدة ومعهم رشيد ومحد الرقراق وطردهم الدريبي عنها، وقتل حسن بن متعب (2).
وصحة الشخيته فيها هي (الشخته) وصحة (الشماسية) هي الشماس.
ولم أجد هذه الفقرة في مخطوطة ابن بشر من أجل معرفة النص الصحيح فيها وإنما وجدت تصحيحها في عدة مصادر أخرى.
من ذلك قول ابن عيسى: في عام 1156 هـ في شعبان حصروا (الشماس) ومعهم رشيد رئيس بلد عنيزة، وبوادي الظفير (الدريبي) في بريدة ونهبوا الظفير جنوبي بريدة، وطردهم (الدريبي) عنها ورجعوا (3).
فذكر أنها وقعت في عام 1156 وليس عام 1155 هـ، وهذا مهم جدا إذا اعتبرنا ما أجمع عليه المؤرخون الذين ذكروا هذه الواقعة بأن حمود الدريبي قتل في عام 1152 او 1154 هـ، فتكون هذه الواقعة حدثت على ابنه
(1) خزانة التواريخ، ج 9، ص 75.
(2)
عنوان المجد، ج 2، ص 375 (الطبعة الرابعة).
(3)
خزانة التواريخ، ج 9، ص 71.
راشد الدريبي الذي نفترض أنه تولى الإمارة بعده.
ويدل على أن المراد بالشماس بلدة الشماس قول ابن عيسى بعد ذلك مباشرة: وفي هذه السنة - يعني 1156 هـ - قتل الهميلي بن سابق شيخ الشماس من الدواسر، ورأيت في بعض التواريخ أن مقتل الهميلي سنة 1158 هـ.
وهذا إضافة إلى ما هو معروف لدينا من أخبار الإخباريين أن بريدة وبلدة الشماس كانتا تتقاتلان، وفي هذه المرة استعان أهل الشماس على أهل بريدة بأهل عنيزة وبقبيلة الظفير معًا (1).
(1) المصدر نفسه.