الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الباقين ثم إن عبد الله بن فيصل رحل من روضة الربيعية ونزل بلدة بريدة وكتب إلى أبيه يخبره بمقتل عبد العزيز ومن معه ويطلب منه أن ينصب في بريدة أميرا، فأرسل الإمام فيصل عبد الرحمن بن إبراهيم وجعله أميرًا فيها، ثم أن عبد الله بن الإمام فيصل هدم بيت الأمير عبد العزيز المحمد وبيوت أولاده ولما أقام في بريدة قدم عليه طلال بن عبد الله بن رشيد بغزو أهل الجبل من البدو والحاضر ولما فرغ عبد الله من هدم البيوت المذكورة عدا على ابن عقيل والعصمة والنفعة من عتيبة من برقا وهم نازلين على الدوادمي فصبحهم وأخذهم ثم قفل إلى الرياض ظافرا منصورا وأرخص لمن معه من الغزوان بالرجوع إلى أهليهم وبلدانهم (1).
غزوات عبد العزيز بن محمد آل أبي عليان:
لم يكن الأمير عبد العزيز بن محمد مشهورًا بغزواته مثل حجيلان بن حمد، بل ولا مثل حسن المهنا.
والغزوات المشهورة التي نظمها وقام بها هما وقعتا اليتيمة وبقعا وكلتاهما هزم فيها وقتل فيها عدد كبير من أهل القصيم.
ولكن المستشرق الألماني البير سوسين يذكر في كتابه: (ديوان وسط الجزيرة العربية)(2) أن عبد العزيز غزا على الدعاجين وأخذهم وغنم منها خيلًا وإلا قال في كتابه المذكور (ص 75):
غزا عبد العزيز راعي بريدة على الدعاقين من بريه وكان عليهم ببلغة وأخذ حلالهم وذبح منهم مائة وخمسين زلمة وجاب حلالهم إلى بريدة وحطه بالمزاد وعزل ستمائة ناقة وعشرة رؤوس خيل وبعثهن مع ولده عبد الله لابن
(1) النجم اللامع لابن عبيّد، ص 61.
(2)
طبع كتابه في أوروبا عام 1900 م.
سعود، وجاب فيه شاعر ها القصيدة:
نحمد المعبود يا حمود جيّاب المطر
…
خيِّرٍ كل الملا ترتجي فضائله
نضرب البرّ على عبر ما نذلّ من الخطر
…
بأمر شيخ مقدام قد مضت فعائله
كلما عمين الأرياء يفرها بالمُغَرِّ
…
ينقض المبروم ما تاه في دلائله
شيخ بن شيخ شجاع إلى منه شهر
…
من ينوشه بمخلبه رُكزِت نصائله
من القصمان ما زيَّنه عنا البحر
…
ما يجي من غربته غير نفسه زائله
الهيبري يوم رأسه يفوح من السكر
…
إلى الحشر ما ظنتي ترتحل رحائله
وهذه أبيات في مدح الأمير عبد العزيز بن محمد آل أبو عليان لأحد شعراء بريدة الذي طلب فيها من الأمير أن يعطيه ناقة يسني عليها، وقد نقلها المستشرق الألماني البير ساسين في كتاب (ديوان وسط الجزيرة العربية):
لحقت أمي دام عزها لسبب
…
فعلها بي قبل اشوف بها المشيب
وحلفت عشرين دين ما تطبّ
…
دارنا إلى ما يجي حبّك صبيب
او نجيب إلى الحقب لو تنصلب
…
تُطلعه لو كان في قاع القليب
ولا عبيّت أحسب أنه عجب
…
تاليا قلت انقطع منه النصيب
من بغى عزا وللعليا طلب
…
فاحذره وانخه لا يبلى القريب
من فعائلهم بي العمر انحطب
…
جاني بأسباب الحقب فعل يُشيب
يا نديمي دزّ لي حمرا شبب
…
من هجاهيج الانضاء قطعها عجيب
تبعد المطلوب عن راعي الطلب
…
مبهم زورها لعضديها حريب
كأنه زولها حين مندوبي ركب
…
زرقة النشاب من قوس كريب
من وطن دار العلّيا إذا انجلب
…
ضوح نور الصبح فاركب يا نديب
وانحر المذكور فكاك الحسب
…
حاوي الآداب والرأي الصليب
بالتواضع نافل كلّ العرب من
…
نشأ ما قد مشى إلى أمر يعيب