الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الفرع الثاني من أبا الخيل:
والفرع الثاني من أسرة (أبا الخيل) هو فرع الثنيان كما أسميته، ويقال لهم أهل خب ثنيان.
وقد وصلتنا وثائق عديدة عن هذا الفرع الذي ينبغي أن ننوه بأنه ليس من ذرية صالح الحسين والد الأمير مهنا، وإنما هو فرع من (أبا الخيل) غير بعيد النسب منه.
فمن شخصيات أبا الخيل الذين ليسوا من ذرية صالح الحسين أبا الخيل إبراهيم بن عبد الله أبا الخيل الذي وجدنا ورقة مداينة بينه وبين علي الناصر الذي هو علي بن ناصر السالم زعيم بريدة في زمنه، ومن أسرة السالم الكبيرة.
وهي بخط صلطان الرشيد (العمرو) وتاريخها حسب ما يظن في عام 1255 هـ لأن الدين فيها يحل أجله في شعبان من عام 1256 هـ والعادة أن يكون تأجيل الدين لمدة سنة واحدة.
ونص الوثيقة:
"أيضا أقر إبراهيم العبد الله أبا الخيل بأن عنده وفي ذمته لعلي الناصر ثلاثة عشر ريال ونصف ثمن البكرة الملحا يحل أجلهن بشعبان موسم 1256 شهد بذلك محمد الجارالله وشهد به كاتبه صلطان الرشيد وأيضًا عشرة ثمن البكرة الصفراء ثلاثة وعشرين ريال - يعني الجميع - ومكتبه عند محمد الجارالله بتفتره، وصلى الله على محمد وآله وصحبه وسلم".
وفيها مما ينبغي التنبيه عليه أن إبراهيم العبد الله أبا الخيل هذا معاصر الصالح بن حسين أبا الخيل والد مهنا الصالح أمير القصيم.
والبكرة الملحا: السوداء إذا كان سوادها خفيفًا، وتفتره: دفتره الذي يكتب فيه مدايناته.
وهذه صورة الوثيقة:
وإبراهيم بن عبد الله أبا الخيل المذكور في هذه الوثيقة هو الجد الخامس لصديقنا الشيخ عبد الله بن سليمان بن صالح - أبا الخيل بن إبراهيم بن عبد الله أبا الخيل المذكور في الوثيقة، والشيخ عبد الله هو مدير ثانوية الملك عبد العزيز سابقًا في بريدة - 1422 هـ - وإبراهيم أيضًا هو عم جد الأستاذ علي بن صالح بن علي بن صالح أبا الخيل المدرس الآن 1427 هـ بمجمع الأمير سلطان بن عبد العزيز في بريدة.
كما وجدنا وصية حمد بن عبد الله أبا الخيل الذي هو من أسرة (أبا الخيل) أهل بريدة ولكنه - كذلك ليس من ذرية صالح بن حسين أبا الخيل والد مهنا الصالح أبا الخيل، بل يظهر أنه أكبر سنًّا من صالح المذكور كما يظهر من وصيته المؤرخة في جمادى الأولى من عام 1244 هـ، وقد وصلتنا منقولة بخط عبد الله بن محمد آل قهيدان، والأصل كان بخط محمد بن صالح العويصي، وتاريخ كتابة ابن قهيدان لها في 29 ربيع سنة 1327 هـ.
وتحتها تصديق من الشيخ قرناس الذي كان تولى قضاء القصيم في فترة من الفترات بعد سقوط الدرعية وكتب ذلك التصديق أو التذييل في ربيع الثاني سنة 1248 هـ وخط عبد الله بن محمد آل قهيدان واضح لا يحتاج إلى نقل.
وحمد بن عبد الله أبا الخيل هو وأخوه ثنيان وعليان من أوائل من جاء من أسرة آل أبا الخيل من عنيزة.
وأخوه ثنيان قتل مع ابن عمه منصور بن محمد أبا الخيل في عام 1196 بالخبراء لما انتفض أهل القصيم على الإمام عبد العزيز آل سعود إلا أهل بريدة والرس والتنومة، ووافقوا سعدون بن عريعر على محاربة من له علاقة به، وبخاصة المطاوعة المتدينين - طبقا لما ذكره المؤرخون، وقد سبق ذكر ذلك، وكان ثنيان قد جاء إلى ابن عمه في الخبراء من الخب المسمى (خب ثنيان) على اسمه وهو الذي صار اسمه بعد ذلك (خب عزارين).
وهو ثنيان بن عبد الله بن إبراهيم بن عبد الله بن محمد بن حمد بن نجيد الذي كان فلاحا مقيمًا في النبهانية، وقتل أعداءَه هو وأبناؤه وفروا إلى الجناح في عنيزة.
وابنه محمد هو الذي سمي أبا الخيل.
ونستدل من وصية حمد بن عبد الله أبا الخيل المذكورة قبل هذه أنه كانت له صلة بعنيزة لأن زوجته سارة بنت عبد الله بن نعيم من أهل عنيزة، وهي المذكورة في الوصية.
وثيقة أخرى:
وهذه ورقة مداينة بين مهنا بن صالح (أبا الخيل) الذي صار أمير بريدة والقصيم كانت كتبت قبل أن يتولى الإمارة بسنين، ولكن بقية الدين المذكور فيها لم تحل إلا بعد مقتله بسنة واحدة، لأنه قتل في عام 1292، وآخر نجوم هذا الدين أي الأقساط منه تحل في عام 1293.
والمستدين هو عبد الله آل حمد أبا الخيل، وهو كما قلنا - من أل أبا الخيل، ولكنه ليس من ذرية صالح بن حسين أبا الخيل والد الأمير مهنا الصالح.
والدين كثير جدا بالنسبة إلى ما كان يعرفه الناس في المداينات، وبالنسبة إلى ما كانوا يملكونه من ثروات، ولكن مهنا الصالح ثري معروف بالثراء قبل توليه الإمارة ومقدار الدين ستة عشر ألف وزنة تمر: شقر ومكتومي تزيد
خمسمائة وزنة تمر، وهذا التعبير وهو كلمة تزيد فيما زاد عن الرقم الكبير اصطلاح كان سار عليه كتاب ذلك العهد لتأكيد المقدار، وإلّا فإن القياس أن يقول: من التمر هو ستة عشر ألف وخمسمائة وزنة تمر.
والتمر المذكور مؤجل الوفاء على عشرين أجد أي مقسطًا على عشرين قسطًا، والأجل مبتدأ كل سنة من تلك العشرين المذكورة فيحل في كل مبتدأ سنة ثمانمائة وزنة تمر يزيد خمس وعشرون وزنة تمر.
قالت الورقة: أو الاتفاقية: وأول السنين المذكورة سنة 1274 وآخرهن سنة 1293.
أما الرهن بهذا الدين فقد أقر (عبد الله بن حمد أبا الخيل) بأنه أرهن مهنا على هذا الدين أملاكه في خب ثنيان - وهو الخب الذي صار يعرف عند العوام (بخب عزارين) كما أرهنه ملك عمه.
والشهود على ذلك عدة منهم سليمان بن المستدين عبد الله المذكور وسعيد بن صقيه وسعيد العلي ولا أعرف هذا.
وأما الكاتب فهو حمد بن سويلم الذي سيأتي ذكره في حرف السين عند ذكر أسرته، وتاريخ الوثيقة: غاية محرم أي نهاية شهر محرم عام 1273.
وهذه صورتها:
وقد أحضر إليَّ الشيخ علي بن صالح العلي أبا الخيل وثيقة مبايعة بين حصة بنت عبد الله الحمد أبا الخيل المذكور قبلها (بايعة) وبين مهنا الصالح أبا الخيل (مشتر) وهي بخط الملا عبد المحسن بن محمد بن سيف مؤرخة في 25
شعبان عام 1283، وقد اشهد على ذلك ثلاثة من المشاهير هم الشيخ صعب بن عبد الله التويجري، ومحمد بن صالح آل حسين أخو الأمير مهنا الصالح وعلي العبد الله الصالح ابن أخي الأمير مهنا.
والمبيع نصيب المذكورة من أملاك أبيها عبد الله آل حمد في خبهم المسمي (خب ثنيان) وهو سهم من اثنين وعشرين سهمًا.
والثمن خمسمائة وزنة تمر واثنا عشر ريالًا فرانسة.
وهذه وثيقة مبايعة بين الأمير مهنا بن صالح الحسين (أبا الخيل) ولم يذكر لفظ الأمير في وصفه مع أنه كان أمير بريدة والقصيم عندما عقدت هذه المبايعة وهذه عادة له رأيناها في أكثر من وثيقة من وثائقه لأنه يري - بحق - أن صفة الإمارة لا يترتب عليها تغيير في أحكام البيع والشراء.
والبائع حمد آل عبد الله السماعين نزيل عنيزة.
والمبيع أرث حمد من أمه (سارة العبد الله) وهو أرث سارة من زوجها (حمد بن عبد الله أبا الخيل) راع خب ثنيان.
والثمن خمسة وستون ريالًا فرانسة.
والشاهدان هما ناصر بن سليمان العجاجي وإبراهيم بن محمد الشاوي والكاتب هو المعروف بل المشهور ناصر السليمان بن سيف.
والتاريخ 30 شعبان سنة 1289 هـ.
ونستفيد من هذه المبايعة أن البايع وهو حمد العبد الله السماعين نزيل عنيزة يدل على صلة آل أبا الخيل بعنيزة لأنهم كانوا قدموا منها إلى بريدة.
وهذه وصية امرأة من هذا الفرع من فروع أسرة (أبا الخيل) اسمها نورة بنت عليان، ومعلوم لنا أن التسمية باسم (عليان) موجودة في هذا الفرع من (أبا الخيل) ومن ذلك اسم عليان أخي ثنيان.
ولكن عليان المذكور في هذه الوصية هو غير عليان الأول، فهذا متأخر في الزمن عن ذاك، إذْ تاريخ كتابة الوصية في 15 جمادي الثانية سنة 1301 هـ بخط عبد الكريم بن عودة بن محيميد المعروف بمطوع اللسيب، ولم يذكر أنه نقلها من وصية سابقة، بل ذكر فيها ما يدل جزم على أن هذا هو تاريخها الحقيقي لأن الموصية ذكرت أن الوكيل على تنفيذها عبد الله بن عودة بن محيميد ابن ابنتها، وهذا الوصي هو أخ للكاتب مطوع اللسيب.
أما الشهود فإنهم اثنان فقط هما عبد العزيز المحمد ابن عمها والكاتب.
ووصية أخرى لامرأة أخرى من (أبا الخيل) أهل خب ثنيان وهي سلمى بنت محمد بن جارالله بن ثنيان (أبا الخيل) وقد سقطت النون من اسم ثنيان سهوًا من الكاتب وقد دخلت الموصية مباشرة في صلب ما تريده في وصيتها من دون ذكر المقدمة الطويلة المعتادة فذكرت أنها أوصت بثلث مالها على أعمال البر والمراد بذلك بعد موتها كما يدل على ذلك لفظ الوصية التي تكون لما بعد الموت.
يقدم منه ثلاث حجج: الأولى لنفسها بخمسة عشر ريالًا وريال لنفسها ضحية تذبح بمنى، ولابد من تنبيه الذي لم يتعودوا على سماع مثل هذه الحجج - جمع حجة إلى بيت الله في مكة - أن نوضح أن المراد أن ثواب الحجة يكون لها، والحجة أن يعطي بعض أهل الثقة والأمانة مبلغًا من المال يحج به إلى مكة المكرمة ويكون الثواب لدافع المال.
واللافت للنظر أن الموصية ذكرت أجرة الحجة بأنها خمسة عشر ريالًا (فرانسه) وهذا رخص متناه، وأرخص منه ثمن الأضحية التي طلبت أن تذبح لها في منى وهو ريال واحد.
وهذا يدل على القوة الشرائية الكبيرة للريال، ولذلك وجدنا وسنجد في هذا الكتاب ذكرا لدين بريالات قليلة قد احتاط أهله في توثيقه بالإشهاد عليه وبيان الكاتب وموعد استحقاق دفعه للدائن.
قالت في الأضحية الثانية: إنها لجدتها سلمى آل محيسن، والثالث لجدتها مزنة العماري، ونفترض أن إحداهما جدة من جهة الأب والأخرى من جهة الأم.
أما العماري فإن الذين نعرفهم في بريدة هم (العْمَاري) بإسكان العين في أوله ثم ميم مفتوحة مخففة أي غير مشددة وآخره ياء نسبة.
ثم ذكرت شيئًا غريبًا هو أن حجج الجدات على عشرة أريل، خلاف حجتها هي التي بخمسة عشر ريالًا، ربما كان هذا التفاوت بحكم تفاوت القائم بالحجج
عنهم، إذا كان طالب علم أو ذا تدين زائد زادوه في الأجرة والعكس بالعكس.
ثم ذكرت في وصيتها أربعين وزنة (تمر) مشاعة أي ليست معينة من نخلة بعينها، ولكنها نوهت بأنها تكون كل سنة للإمام ثمان وزان وهو إمام مسجد (خب ثنيان) واثنتان وثلاثون (وزنة تمر) يخرجن في رمضان كل سنة على المستحق من أقاربها، ثم ذكرت شيئا لطيفا وهي أنها أوقفت قدريها وهما تثنية قدر بكسر القاف وهو الذي يطبخ به وكذلك الرحى متقدمة معرفتهن وهن من الثلث والرحى هي التي يطحن بها القمح، وتكون من حجرين مهذبين ومنقورين، وقد انقرض هذا الآن منذ وجود المطاحن العامة.
قالت: وأيضًا قِدْر ومقرصة، والمقرصة هي التي تقرص بها القرصان النجدية، وتكون عادة من الصاج، ولا تزال معروفة.
وذكرت شيئًا يدل على إرادتها العدل بين أبنائها بأن ابنها محمد آل عثمان كان وصله منها عشرة أريل، لذلك توصي لابنها صالح بمثلها.
وهذه الوصية واضحة وكاتبها هو الشيخ المعروف عبد الرحمن بن عبد العزيز بن عويد وهو عالم مشهور في وقته جميل الخط.
والشاهد عليها عبد العزيز بن سليمان السعوي، والكاتب الأول هو سليمان السعوي كتبها في 6 من صفر سنة 1283 هـ ونقلها الشيخ عبد الرحمن بن عويد من خطه فقال: نقله من خط سليمان السعوي بعد الاستثبات أنه خطه حرفًا حرفًا وكلمة كلمة عبد الرحمن بن عبد العزيز آل عويد في رجب سنة 1320 هـ.
وهذه وثيقة مداينة بين محمد بن عبد الله أبا الخيل راعي خب ثنيان كما نوهت بذلك الوثيقة وبين الثري المحسن الشهير محمد بن عبد الرحمن الربدي مؤرخة في 5 من رجب عام 1273 هـ بخط صالح بن عبد الرحمن الجناحي.
والدين تسعمائة وزنة تمر مؤجلات يحل أجل الوفاء بأربعمائة وزنة
وخمسين منها في شهر المحرم مبتدأ عام 1274 هـ، وأربعمائة وخمسمائة وزنة تمر يحلن في شهر صفر من عام 1275 هـ.
وأيضًا ستمائة وخمس وثلاثون وزنة تمر حالات أي واجبة الأداء بدون تأجيل.
ونوهت الوثيقة بأن هذه الوزنات الأخيرة هي دين حال في ذمة محمد العبد الله، ولكن الدائن وهو عبد الرحمن الربدي فهقهن عليه، أي أمهله للوفاء بها إلى شهر المحرم مبتدأ عام 1274 هـ.
ثم ذكر بقية الدين وذكر الرهن وأنه (عمارته) في ملك أبيه في خب ثنيان.
والعمارة هي ما للفلاح من كل شيء في الحائط ماعدا النخل وما يتبعه إذا لم يكن النخل ملكًا له، وإنما هو يفلحه لأهله بجزء من تمره.
وقد أوضحت الوثيقة تلك (العمارة) وأنها ثلاثة أرباع ثمرة النخل وبعارينه - جمع بعير - وهن - أي الأباعر ثلاث واحدة حمراء اللون، واثنتان مجاهيم بمعنى أنها ذواتا لون أسود.
وذكر في الرهن أيضا جريرته وهي كل شيء في فلاحته غير التمر الذي نوهوا عنه.
الشاهد على ذلك اثنان من أسرة الهديب حسين الهديب وأخوه محمد.
وهذه الوثيقة المختصر المتعلقة بشهادة لسليمان العبد العزيز أبا الخيل وحضر لحضوره محمد الإبراهيم الحصيني الذي أطلق رهن ملك أبوه الشمالي في ثلاثين ريالًا إلَّا ربعًا.
ومقتضى أن محمد بن إبراهيم الحصيني كان رهن ملك والد سليمان العبد العزيز أبا الخيل والمراد بالملك هنا حائط النخل وما يتبعه وحتى ذلك المبلغ منهن ستة أريل ونصف، أولهن يحل في ذي الحجة سنة 1335 هـ.
الشاهد على ذلك عبد الله العثمان أبا الخيل.
والكاتب محمد الرشيد.
والتاريخ: 12 محرم سنة 1335 هـ.
هذه وثيقة مختصرة فيها شهادة ثلاثة من آل أبا الخيل هم محمد بن عبد الله أبا الخيل وعبد العزيز آل عبد الله أبا الخيل، وابنه محمد بأن قليب سليمان بن عبد العزيز (لم يذكر اسم أسرته: ولا مكان القليب) وهي الشمالية يابسة ما بَهْ ماء وما بَه (بها) عبرة، أي تمشية لحاجة النخل إلى الماء، إلَّا بشغل أي إلا إذا حفرت وأصلحت.
والكاتب: عبد الله بن محمد آل قهيدان.
والتاريخ: 13 محرم سنة 1335 هـ.