المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌الأمير عبد الله بن حجيلان: - معجم أسر بريدة - جـ ١

[محمد بن ناصر العبودي]

فهرس الكتاب

- ‌مقدمة المؤلف

- ‌مقدمة معجم أسر القصيم:

- ‌مقدمة معجم أسر بريدة:

- ‌ أسر بريدة

- ‌أسماء الشوارع:

- ‌أسماء الميادين:

- ‌أسماء الأحياء:

- ‌الرجوع إلى الوثائق:

- ‌التعليق على الوثائق:

- ‌الإكثار من إيراد الأشعار:

- ‌الاعتذار عن نقص المعلومات عن بعض الأسر:

- ‌الأسر المنقرضة:

- ‌الانتساب القبلي:

- ‌(باب الألف)

- ‌آل أبو عليان:

- ‌أسرة (آل أبو عليان):

- ‌أسماء الأسر المتفرعة من (آل أبي عليان):

- ‌الأمراء من (آل أبو عليان):

- ‌كيف كانت بريدة عندما قدم الدريبي

- ‌من الذي كان يحكم بريدة قبل مجيء الدريبي

- ‌سبب مجيء الدريبي إلى بريدة:

- ‌بريدة تحت إمارة آل أبو عليان:

- ‌تنازع آل أبو عليان على الإمارة:

- ‌انقسامات حتى في الفرع الواحد:

- ‌لمحات تاريخية:

- ‌أول الأمراء من بني عليان:

- ‌الأول راشد بن عبد الله الدريبي:

- ‌حمود الدريبي:

- ‌الأمير مقرن الحجيلاني:

- ‌الأمير راشد الدريبي:

- ‌نهاية راشد الدريبي:

- ‌ الأمير عبد الله بن حسن

- ‌محمد بن عبد الله آل حسن:

- ‌حجيلان بن حمد:

- ‌معنى اسم حجيلان:

- ‌متى تولى حجيلان بن حمد الإمارة

- ‌كيف تولى الإمارة

- ‌ذرية راشد الدريبي:

- ‌عثمان بن راشد الدريبي:

- ‌بنات الأمير راشد الدريبي:

- ‌وصية شريفة بنت محمد الراشد:

- ‌وصية رقية بنت محمد الراشد:

- ‌عودة إلى الكلام على حجيلان بن حمد:

- ‌سور حجيلان:

- ‌متى بني سور حجيلان

- ‌عرس حجيلان بن حمد:

- ‌رواية ابن غنام:

- ‌ارتداد أهل القصيم:

- ‌مغازي حجيلان:

- ‌حجيلان بن حمد وحرب إبراهيم باشا:

- ‌مع حركة الرس:

- ‌موقف حجيلان بن حمد:

- ‌أكاذيب إبراهيم باشا:

- ‌مصير الإمام عبد الله بن سعود:

- ‌حجيلان بن حمد في الوثائق القديمة:

- ‌الأمير عبد الله بن حجيلان:

- ‌ذرية حجيلان بن حمد:

- ‌وقفية نادرة:

- ‌وصية طرفة بنت حجيلان:

- ‌الأمير رشيد الحجيلاني:

- ‌الأمير عبد الله بن محمد بن عبد الله بن حسن:

- ‌سليمان بن علي العرفج:

- ‌محمد بن علي العرفج:

- ‌عبد العزيز بن محمد آل أبو عليان:

- ‌مواقف عبد العزيز بن محمد:

- ‌وقعة بقعا على أهل القصيم:

- ‌وقعة بقعَا على أهل القصيم:

- ‌ماذا لو كان الإمام موجودا

- ‌الأمير عبد المحسن بن محمد:

- ‌عودة الأمير عبد العزيز بن محمد إلى الإمارة:

- ‌وقعة اليتيمة:

- ‌عبد المحسن بن محمد ثانية:

- ‌مقتل عبد العزيز بن محمد آل أبو عليان وبعض أبنائه:

- ‌غزوات عبد العزيز بن محمد آل أبي عليان:

- ‌أوراق تتعلق بالأمير عبد العزيز بن محمد آل أبو عليان:

- ‌وثيقة غريبة:

- ‌الأمير عبد الله بن عبد العزيز بن عبدوان:

- ‌الأمير محمد الغانم:

- ‌الأمير سليمان الرشيد:

- ‌وصية الأمير سليمان بن رشيد:

- ‌إمارة مهنا الصالح وانتهاء إمارة (آل أبو عليان):

- ‌وثائق لآل أبو عليان:

- ‌أبا الخيل:

- ‌أسر آل نجيد بالقرعاء:

- ‌أبا الخيل (التسمية والأصل):

- ‌وقفية قديمة:

- ‌ووثيقة أقدم:

- ‌فروع أسرة أبا الخيل:

- ‌أولهم: صالح بن حسين أبا الخيل:

- ‌صالح بن حسين والزعامة المالية:

- ‌مهنا الصالح أبا الخيل:

- ‌أنموذج من خط محمد الصالح أبا الخيل:

- ‌وثيقة أخرى:

- ‌وزير المالية محمد أبا الخيل:

- ‌وهذه ترجمة الوزير محمد بن علي أبا الخيل:

- ‌الفرع الثاني من أبا الخيل:

- ‌آل أبا الخيل في العراق:

- ‌الشخصيات البارزة من نسل ثنيان وحمد وعليان أولاد عبد الله بن إبراهيم بن عبد الله أبا الخيل:

- ‌الفرع الثالث:

- ‌شعراء من (أبا الخيل):

- ‌أبا الرُّوس:

- ‌إبا العَنَّاز:

- ‌مسجد العناز:

- ‌أئمته:

- ‌ملحوظة:

- ‌أبا بْطَيْن:

- ‌عبد العزيز بن عبد الله بن عبد الرحمن أبا بطين:

- ‌أنموذج من خط عبد العزيز بن الشيخ عبد الله أبابطين:

- ‌أعمال عمرانية لعبد العزيز أبابطين في بريدة:

- ‌وثائق لآل (أبابطين):

- ‌المال يدل على صاحبه:

- ‌زكاة تجار العقيلات عن تجارتهم:

- ‌ابن أحمد

- ‌أبو حَبلين:

- ‌أبو شليل:

- ‌وصية أبو شليل:

- ‌أبو عْلَيّ:

- ‌أبو قْرَيْحَهْ:

- ‌أبو مصطفى:

- ‌أبو وادي:

- ‌الشيخ علي الناصر أبو وادي:

- ‌الشيخ أبو عبد الله علي بن ناصر بن محمد أبو وادي العُنَزي

- ‌أبو هلا:

- ‌الأجْبَع:

- ‌الأحمدي

- ‌الأَرْدَح:

- ‌الأشقر:

- ‌الأصطى:

- ‌الأَصْقه:

- ‌الأطرق:

- ‌الأفندي:

- ‌الإقْنَى:

- ‌الإكيزم:

- ‌وفاة عبد الله الأكيزم

الفصل: ‌الأمير عبد الله بن حجيلان:

‌الأمير عبد الله بن حجيلان:

عندما تيقن أعداء عبد الله بن حجيلان الطامعون في الإمارة من أن والده حجيلان قد وصل المدينة المنورة ولا يمكنه أن يعود إلى القصيم لفكاك ابنه منهم هجموا عليه بالحيلة.

وذلك أن بوَّاب قصر حجيلان كان لقيطا ولد زنا كان حجيلان بن حمد عطف عليه لأنه ليس له أحد يرعاه من أب أو أم، ورباه عنده، حتى كبر وجعله بوابا لقصره.

فجاء إليه رشيد بن سليمان الحجيلاني وفلان وفلان ثلاثة من آل أبو عليان وقالوا له: نحن نريد الأمير الليلة في أمر مهم لا نريد أن يعرف به أحد، ونريدك أن تفتح لنا القصر مقابل كذا ريال، قيل إنهم أعطوه ثمانية أريل.

قالوا: ففتح لهم باب القصر، وكانوا يعرفون مكان نوم الأمير عبد الله مع زوجته، وكان الوقت صيفًا وقد نام مع زوجته في السطح.

وعندما وصلوا إليه وهو نائم أشكل عليهم معرفته بتمييزه عن امرأته لأنه لم يكن قد استتم شعر وجهه فليست له لحية، وله رأس أي شعر في رأسه أيضًا، ثم عرفوه من كيفية الخاتم الذي في يده، فقتلوه واستولوا على الإمارة، وقيل: إن الذي تولى الإمارة منهم هو رشيد بن سليمان الحجيلان.

قال الإخباريون: وكانت أم الأمير عبد الله وهي زوجة حجيلان من العرفج الذين هم من بني عليان، وأيضا هم من آل حسن أضداد الدريبي، فأضمرت في نفسها أمرًا، وذلك أنها تعلم من أسرار القصر ما لا يعرفه الآخرون، ومن ذلك أنه كانت فيه غرفة مليئة بالبارود المتفجر والجبخان فأرسلت سرًّا إلى بواب القصر وقالت له: الآن عرفت ماذا فعل هؤلاء في

ص: 190

عمك عبد الله، وكيف قتلوه وحنا أهلك اللي ربيناك، أبيك تفتح لي أنا وجاريتي فلانة بالليل إذا نام الناس، ولا تخبر أحدًا بأمرنا.

فقال: سمعًا وطاعة، ولو أردت غير ذلك أكثر من ذلك لفعلت.

قالوا: وفي الليل الموعود وبينما كان قتلة ابنها في القصر تسللت مع جاريتها إلى القصر وأخذت من البارود الذي فيه قليلًا وضعته على الأرض متصلًا بذلك البارود الكثير بالغرفة.

وعندما خرجنا من القصر أوقدت النار فيه فاشتعل وانتقلت النار بسرعة إلى الغرفة التي فيها البارود فاشتعل محدثًا دويًّا هائلًا وخرابًا لا يتصور مهدمًا ما فوقه من غرف القصر ومنها التي فيها قتلة ابنها! .

وهكذا انتقمت منهم بهذه الطريقة الشنيعة.

لقد ذكر ابن بشر هذه الواقعة ولكن بطريقة مغلوطة سواء في ذكره لبعض الأعلام، أو بما أعقبها وبخاصة انتقام والدة عبد الله بن حجيلان من قتلة ابنها.

قال ابن بشر في معرض كلامه على الفوضى التي تلت تخريب الدرعية، والقضاء على الدولة السعودية الأولى على يد إبراهيم باشا المصري:

"وقعت الحروب في نجد واشتعلت فيها نار الفتن وكثر القتل بينهم، وتقاطعوا الأرحام وتذكروا الضغائن القديمة من البغي والآثام، فتواثبوا بينهم وقتل بعضهم بعضًا، في وسط الأسواق ونواحي البلدان، فكان أهل كل سوق وأهل كل بلد يمشون بجمعهم وسلاحهم دائمًا بالليل والنهار.

فوثب رشيد بن سليمان الحجيلاني صاحب بريدة على عبد الله بن حجيلان بن حمد فقتله، وذلك لأن حجيلان بن حمد قتل سليمان الحجيلاني في حرب سعدون صاحب الأحساء ببلد بريدة سنة ست وتسعين ومائة وألف، كما تقدم.

ص: 191

فلما رحل الباشا من القصيم أخذ عبد الله من رشيد بن حجيلان المذكور عهدًا، فغدر به وقتله، وكان الذي فتح له الباب لقيطًا ولد زني وجده حجيلان مطروحًا، فرباه عنده حتى كبر فكان سببًا في قتل ولده، فلما كان بعد قتل عبد الله بأربعين يومًا سطا على رشيد عدة رجال من بلدة عنيزة فحاصروهم في قصره المعروف بالدعمي، فلما طال عليهم الحصار ثار عليهم جبخانهم وأحيط بهم ما بين قتل وحرق" (1).

وأول كلامه صحيح ولكنه ذكر في آخره أن الباشا يقصد إبراهيم باشا المصري لما رحل أخذ عبد الله - يعني ابن حجيلان - من رشيد بن حجيلان المذكور عهدًا، فقدر به وقتله.

فالذي أخذ العهد من رشيد الحجيلاني، وليس رشيد بن حجيلان، هو الأمير حجيلان بن حمد والد عبد الله كما سبق.

وقوله: فلما كان بعد قتل عبد الله بأربعين يومًا سطا على رشيد عدة رجال من بلدة عنيزة فحاصروهم في قصره المعروف بالدعمي، فلما طال عليهم الحصار ثار عليهم جبخانهم، وأحيط بهم ما بين قتل وحرق.

وهذا فيه تخليط ظاهر وقد رجعت إلى مخطوطة ابن بشر فوجدت فيها ما في هذه المطبوعة، إلا وصف القصر بأنه الدعمي ونص ما فيها:

فلما كان بعد قتل عبد الله بنحو أربعين يومًا سطا على رشيد عدة رجال من عنيزة فحصروهم في قصرهم، فلما طال عليهم الحصار ثار عليهم خبخانهم، وأحيط بهم ما بين قتل وحرق (2).

(1) عنوان المجد، ج 1، ص 440 (الطبعة الرابعة).

(2)

عنوان المجد، ص 368 من المخطوطة.

ص: 192

وقد ذكر ابن بشر شيئًا من الصحة في هذا الخبر في ص 272 قال: في حوادث سنة 1265:

إن رشيد الحجيلاني صعد على عبد الله بن حجيلان في سطح بيته. وقتله، وقد أعطاه قبل ذلك العهد، ثم حصروا رشيدًا في بيته وأوقدوا عليه النار والبارود حتى مات ومن معه (1).

أقول: ذكره في المطبوعة للفظة الدعمي وحصرهم في القصر يشير إلى أن أحد النساخ أدخل بعض ما حدث عند مقتل الأمير مهنا بن صالح أبا الخيل في عام 1292 على هذه الواقعة لأنها التي فيها ذكر الدعمي وفيها ذكر حصرهم في قصره، وكون البارود ثار بهم.

وكذلك ذكر عنيزة والذين أتوا منها وهم في الحقيقة، أناس من بني عليان الذين كانوا في عنيزة وجاءوا إلى بريدة لقتل مهنا الصالح.

وسيأتي في رسم (المهنا) تفصيل مقتل مهنا بإذن الله وهو يصحح ماهنا طبقًا لما ذكرناه.

حتى قال عبيد بن رشيد من قصيدة له:

عيسى يقول الحرب للمال نفاد

أنشد استاد السيف قل ليش حانيه

إن كان ما نرويه من دم الأضداد

ودوه يم العرفجية ترويه

والذين يقيمون في عنيزة الآن من آل عرفج آل أبو عليان هم أبناء أخيها عبد الله.

فعبد الله بن حسين آل عرفج له ابن اسمه محمد، ومحمد هذا اشترك مع آل أبو عليان في الانقلاب الذي صار في بريدة من آل أبو عليان وقتل فيه أمير

(1) عنوان المجد، ج 2، ص 272.

ص: 193

بريدة مهنا الصالح أبا الخيل، ثم فشل انقلابهم بتثوير لغم في القلعة التي تحصن فيها آل أبو عليان، وهرب الناجون منهم إلى عنيزة وكان من الهاربين محمد العبد الله الحسين، آل عرفج آل أبو عليان، وبقي لاجئًا في عنيزة، ثم اتخذها مقرًّا له وتزوج منها فأخذ من بنات أمراء عنيزة آل سليم.

فجاءت منه بعبد الرحمن والد الأستاذ عبد الله العبدالرحمن العرفج الذي صار له دور كبير في التعليم في عنيزة وفي غيرها.

والآن بعد أن أحيل إلى التقاعد يقيم في جدة وهو على نشاطه العلمي والثقافي، وفقه الله تعالى.

جاء في كتاب (من مشاهير نساء القصيم) الذي طبعه الشيخ عبد الله بن عبد الرحمن البسام ضمن مجموعة (خزانة التواريخ النجدية)(ص 47 - 58) ذكر لزوجة حجيلان بن حمد وهجوم أبناء عمه على ابنه عبد الله وأخذ الثأر من قاتليه بيد والته.

وقد خلط راوي القصة أو الكاتب بين قتل عبد الله بن حجيلان وبين قتل محمد بن علي العرفج الشاعر المشهور الذي قتله أبناء عمه المرشد في دم بينهم كما سيأتي تفصيل ذلك فيما بعد عند ذكر أمراء (آل أبو عليان) وكذلك عند ذكر ترجمة محمد بن علي العرفج في حرف العين.

قال الكتاب (1):

لؤلؤة آل عرفج:

هي الشهمة الشجاعة: لؤلؤة بنت عبد الرحمن بن حسين آل عرفج من آل أبو عليان من العناقر من بين سعد بن تميم.

كانت زوجة للأمير: حجيلان بن حمد بن حسين آل أبو عليان، وكان

(1) خزانة التواريخ، ج 3، ص 54 ويلاحظ وجود خلط بين الصفحات في هذه الطبعة.

ص: 194

حجيلان أميرًا في مدينة بريدة وتوابعها، وكان طموحًا ويريد أن يضم مدينة عنيزة إلى إمارته، وكان أمراء عنيزة آل رشيد من آل جراح من سبيع، وكان آل رشيد غير خاضعين لحجيلان، ومن هذا صار بين حجيلان وبين آل رشيد أمراء عنيزة عداوة وشحناء.

فأحد شباب أسرة آل رشيد، وهو علي بن جارالله آل رشيد، ذهب إلى قرية الشماسية لزواجه من أحد أسر قرية الشماسية ومعه جَنبه الذين يشاركونه في الفرح، فعلم بهم حجيلان فاعترض طريقهم وقتل العريس علي بن جارالله، وعاد الجنب بحزنهم وأخبروا أباه بذلك، فأظهر التجلُّد أمام السامعين، وقال: الليلة أبيت مع أمه وتأتي بولد خيرٍ منه.

يقول هذا الكلام، وهو في أشد الانهيار والحزن، فأصابه نزيف شديد من (القيام) فما لبث ثلاثة أيام حتى توفي حزنًا على فقد ابنه.

فلمّا جاءت حملة إبراهيم باشا على نجد، وعاد من تدميره الدرعية ونقله آل سعود، وآل الشيخ وأعيان أهل نجد إلى مصر.

ففي عودته هذه مر بالقصيم وأمر على حجيلان بالرحيل معه إلى مصر لتحدد إقامته هناك، وجعل مكانه أميرًا في بريدة ابنه عبد الله بن حجيلان، وحذره أبوه من أبناء عمه أن يقتلوه طمعًا في الإمارة، فلما كان إبراهيم باشا قرب المدينة ومعه حجيلان أسيرًا بلغه أن أبناء عمه آل مرشد قتلوا ابنه عبد الله فجزع جزعًا شديدًا وأصابه المرض الذي أصاب جار الله بن رشيد صاحب عنيزة واستمر به المرض حتى وفاته بالمدينة النبوية رحمه الله، فما خرج إبراهيم باشا من حدود القصيم ومعه حجيلان حتى عدا آل مرشد من آل أبو عليان على عبد الله بن حجيلان فقتلوه واستولوا على إمارة بريدة.

أما والدة الأمير المقتول عبد الله بن حجيلان هي: لؤلؤة بنت عبد الرحمن

ص: 195

بن حسين آل عرفج من آل أبو عليان فهي ابنة عم زوجها حجيلان.

حزنت على ابنها عبد الله ولكن ليس لديها من رجالها من يأخذ بثأرها فأظهرت لآل مرشد المودة والمحبة وأنهم عوض عن ابنها، فالجميع أولادها وهكذا طمنتهم فدعتهم إلى بستان لها في مزارع الصباخ، وعملت لهم دعوة كبيرة وجعلت مكان السفرة في حجرة منعزلة فلما قدم الطعام دعتهم إليه فقاموا إليه عزلًا من السلاح فلما جلسوا على الطعام دخلت عليهم وبيدها السيف فقتلتهم عن آخرهم المكثرون يقولون أن عددهم ثمانية، والمقلون يقولون إنهم أربعة، وبهذا أخذت بثأرها واستراح ضميرها، واشتهرت منها هذه البطولة، وتلك الجرأة حتى صار يضرب بها المثل. انتهي.

وأول ما في هذا الكلام قوله: إن جد زوجة حجيلان هو حسين العرفج وليس هذا صحيحًا ولا دليل عليه فهو كما ذكر لؤلؤة بنت عبد الرحمن العرفج.

وقوله في نسب الأمير حجيلان بأنه (حجيلان بن حمد بن حسين) والصحيح أنه حجيلان بن حمد بن عبد الله بن حسن، وجده عبد الله بن حسن كان أمير بريدة وتقدم ذكره تكرارًا في هذا الكتاب.

ومن الخطأ الشنيع ما جاء في الصفحة الثانية منها وهي عبارة:

فلما كان (حجيلان) قرب المدينة بلغه أن أبناء عمه (آل مرشد) قتلوا ابنه عبد الله .. الخ.

فالذين قتلوه ليسوا من المرشد وإنما هم من آل الحجيلاني والغانم أشهرهم رشيد بن سليمان الحجيلاني وأحد آل غانم، وقد نص المؤرخون في كتبهم على ذلك، وأكده الإخباريون، وليس لآل مرشد علاقة بقتل حجيلان.

ص: 196

ومن الخطأ الهين قوله: إن والدة الأمير المقتول عبد الله بن حجيلان هي لؤلؤة بنت عبد الرحمن بن حسين آل عرفج من آل عليان، فهي ابنة عم زوجها حجيلان.

فإذا كان المراد أنها ابنة عمه أخي أبيه فهذا غير صحيح، وإذا أريد أنها من أسرة (آل أبو عليان) مثله فذلك صحيح.

إلى أن قال:

حزنت على ابنها عبد الله .. فأظهرت لآل مرشد المودة والمحبة .. الخ.

والصحيح أن هذا ينطبق على عرفجية أخرى هي لؤلؤة بنت الأمير محمد بن علي العرفج الذي قتله آل مرشد بالفعل، والذي تولى قتله منهم صالح بن فهد المرشد، أخذًا بثأر أبيه فهد بن مرشد الذي كان قتله محمد بن علي العرفج كما سيأتي ذلك مفصلًا.

وهي أخذت بثأر أبيها وليس بثأر ابنها.

كما أنها ليست عمة الأستاذ عبد الله بن عبد الرحمن العرفج فعمته هي لؤلؤة بنت عبد الرحمن بن محمد بن عبد الله العرفج وليست لؤلؤة بنت عبد الرحمن بن حسن أو حسين العرفج.

الشيء المهم:

والشيء المهم إيضاحه أن لؤلؤة بنت عبد الرحمن العرفج التي ذكرت الأوراق أنها هي التي قتلت قاتل (ابنها) هي أحدث عهدًا من لؤلؤة العرفج زوجة حجيلان التي قتلت قاتلي ابنها من لؤلؤة بنت محمد بن علي العرفج التي قتلت قائلي أبيها فهي تكاد تكون معاصرة إذ ذكرها لي ابن أخيها صديقنا الأستاذ الأديب عبد الله بن عبد الرحمن العرفج الذي لا يزال موجودًا حتى تبييض هذا الكلام عام 1428 هـ، وقال سمعت قصيدة لوالدي من عمتي لؤلؤة المذكورة.

ص: 197

ثم كتب إليَّ بخط يده ذلك محددًا فيها التاريخ الذي سمع فيه تلك القصيدة من عمته لؤلؤة وهو عام 1354 هـ أي بعد مقتل عبد الله بن حجيلان وأخذ أمه بثأره بأكثر من مائة وثلاثين سنة.

وهذه صورة خط الأستاذ عبد الله بن عبد الرحمن بن عرفج حول ما ذكر.

عاش الأمير محمد بن عبد الله بن حسين بن عرفج جدي لأبي - عاش سنوات في مدينة عنيزة منتقلًا إليها من موطنه مدينة بريدة لظروف خارجة عن إرادته، وبقي تلك المدة في عنيزة وهو يتطلع إلى استعادة مركز أسرته المغتصب في بريدة التي تضم أملاكه وعترته، وقد قال أثناء تلك المدة التي كان يعيشها بحق الجوار الذي أعطاه له الأمير زامل بن عبد الله بن سليم:

في ذكر علّام الخفيات بادِ

محي العظام الباليه يوم الانشار

يقول بن عرفج كلام الوكاد

مه ضامره شروي التهامي إلى طار

والله من حرلجا في فوادي

والا انها في ضامري شبت النار

يا الله يا خالق جميع العباد

يا واحد بيده تصاريف الاقدار

ان تخذل الباغي وراع الفساد

وان تنصر المجلي على جند الأشرار

ان سهّل المولى مسكنا البلاد

نصونها عن كل نزل وبوّار

حنا هل العادات يوم التنادي

عاداتنا من ضدنا ناخذ التار

حنا طلبنا الصلح له بانقياد

نبغيه عذرٍ عند علّام الاسرار

والا فلا للصلح عندي مقادٍ

الا بعد فعلٍ يذكّر بالامصار

فعل يقولونه حضير وبادي

انا تقاضينا وصارت لنا الدار

هي دارنا محيينها بالرشاد

حامينها برجالها اللي لهم كار

دار الجماعه بين صفرا ووادي

يا حيهم ربع ويا حي من دار

يا الله عساها للسحاب الغوادي

يا الله عساهم ما يشوفون الاكدار

ما انسى بريده والجماعة زنادي

هم عزوتي ويم اعتري والهوا حار

ما انساه يوم انسي شرابي وزادي

منساه لو منها تجرَّعْت الامرار

والله ما أنسى صالح يا السرادِ

وغانم وخرشت والحميضي وعمّار

ص: 198