الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ومن أسرة (الأسطى) بالعريمضي محمد بن أحمد الأسطي مهندس مكاين توفي هذا العام 1428 هـ.
وابنه أحمد مهندس سيارات له ورشة في بريدة.
وأخوه عبد الله بن حمد الأسطى في البنك الزراعي في بريدة 1427 هـ.
وأحمد بن عبد الله الأسطى كان يلعب في نادي الرائد في بريدة وهو مدرس في إحدى مدارس بريدة، وعبد الكريم بن عبد الله الأسطي مدرس في إحدى مدارس الرياض.
ومنهم أحمد العبد الكريم الأسطى مدير قسم في بلدية بريدة - 1427 هـ.
وعبد الله بن عبد العزيز الأسطى كان يعمل في مالية الرياض إبان حكم الملك عبد العزيز وعمره الآن نحو 95 سنة - 1427 هـ.
الأَصْقه:
بفتح الهمزة وإسكان الصاد فقاف فهاء: والآصْقه هو الأصم وعلته: الصِّقه: هذه الأسرة من أهل الأسياح، وانتقل بعضهم إلى بريدة.
اشتهر منهم عبد الكريم بن عبد الله الأصقه شاعر عامي من شعره عروس الشعر التي مدح بها عبد الله بن عبد المحسن بن سيف.
ومنهم علي الأصقه شاعر عامي أيضًا من أهل العين مات عام 1393 هـ.
قال عبد الكريم بن عبد الله الأصقه:
جعل السحاب إلى نشا يزّي الحير
…
حيثه أبي به واحد ما يطعني (1)
إلى طلبته حاجة جاب تعذير
…
وعن حاجتي عذب السجايا منعني
الصاحب اللي ما نوى نية الخير
…
نجلا العيون إلى قربته دفعني
غديت انا واياه دلو علي بير
…
يا ما حدرني ويا ما رفعني
يا ما رفعني بالرشا للمناعير
…
ويا ما ورا نجم الثريا قلعني
وقال القمر تهنا ابغر غراغير
…
تسعين ليله بالدجا ما طلعن
والشمس هي ويا النجوم الزواهير
…
لو تجتمع في نور خده طبعن
سلام مني يا عنود الغنادير
…
مني أوكن صويحبي ما سمعني
الكبر لله وانت يا بو المشيجير
…
رد السلام ولا تكبر ترعني
هذا البلد ما فيه شيخ ولا أمير
…
ولا خير لي صحت صوت سمعني
اشكي عليه ابوردوف مزابير
…
اللي على درب المهونة جدعني
قلت الوعد قال الوعد قارة النير
…
اثره ايواعدني أو فجل زرعني
كان عبد الكريم الأصقه أكولًا معروفًا بذلك، ولم يكن له بطن كبير ظاهر، وذلك أنه مثل غيره من أهل وقته كان يتعب كثيرًا ويمشي مضطرًا كثيرًا، ولكن من كثرة أكله فيما ذكر لنا أكثر من واحد أنه إذا شبع ظهر له من جهة جنبيه نتؤان كبيران وصفهما أحدهم بأنهما أشبه بسطلين مكفيين على جنبيه.
حدثني والدي رحمه الله، قال: كان عبد الكريم الأصقه صديقًا لوالدي، فكان يأتي إلى دكاننا في سوق بريدة الذي لم يكن يوجد سوق غيره فيها، وهو الشمالي الواقع شمال المسجد الجامع، وهو الذي صار يسمي بعد ذلك (سوق الخراريز).
ولكان لنا جار في الدكان سماه لي والدي وأنا أعرفه وتعمدت عدم ذكره، كان معروفًا بقلة دعوته الناس إلى القهوة أو نحوها، فقال يوما لعبد الكريم الأصقه
(1) يزّي: يسقي، والحير: حائط النخل، ويطعني: يطيعني.
ووالدي يسمع: نبي نغديك باكر - يا عبد الكريم - أنت وأبو ناصر يقصد جدي، فقال الأصقه: لا، أنا باكر معزوم لكن خله عقب باكر.
قال والدي: فقال له والدي عندما انصرف الرجل: كيف تقول أنا معزوم باكر؟ من يعزمك؟ لأنه يعرف أن الأصقه ليس من ذوي الثراء الذين يعزمون من أجل مالهم.
فقال: أنا على ما قلت ما اناب معزوم، لكن أبي اتجيوع له، لأن هذا بخيل ماهوب عازمن في حياته إلا هالمرة.
ومعنى اتجيوع له: أجوع قبل ذلك بيومين حتى آكل كل ما يقدمه لي.
قال والدي: وفي الموعد المحدد من ضحى ذلك اليوم دعانا الرجل إلى بيته فوجدنا أهله جهزوا القهوة فتقهوينا ثم أحضر الغداء في صينية موكرة صغيرة مليئة بالتمر الجيد وتحتها غضارة (طاسة) كبيرة مليئة بالسمن، وقال: سموا الله يحييكم.
وهذا هو الغداء فكنا نأخذ التمرة ونغمس رأسها في السمن ونأكلها.
هذا ما كنت أفعله أنا ووالدي، لأننا في خير، أما الأصقه فإنه كان يأخذ التمرتين ويبعد عنهما النواتين ويعمل منهما ما يشبه القدح يغرف به من السمن ويأكله.
والرجل يصفرَّ وجهه ويحمرّ من الحنق، لأنه يفعل ما يفعل بتمره وسمنه، وهو عزيز عليه وعلى أمثاله في ذلك الوقت.
قال والدي: وقد أكلت أنا ووالدي تمرات ثم أبعدنا عنها لأنا بخير ولا نطيق أكل الكثير من السمن.
فقال الأصقه: أنت يا العبودي أنت ولدك جايين من بيتكم متغدين، لكن أنا ما تغديت أبي اتغدى منه.
قال: فأخذ يأكل ويأكل ويواصل الأكل حتى أكل التمر كله، وكانت في السمن بقية لأنه مائع فشربها.
قال والدي: وكان التمر نحو وزنتين، أي ما يعادل ثلاث كيلوات والسمن نحو رطلين على الأقل.
وعندما خرجنا قال الأصقه لوالدي: والله ما يعزمني هذا طول حياته، وأنا هذا أكلي، لكن أنا معي علم أنه ما هوب عازمني مرة ثانية.
وحدثني والدي رحمه الله قال: لما توفي والدي جاءني عبد الكريم الأصقه وقال أنا صديق لوالدك كما تعلم، فقلت له: هذا صحيح، وفهمت منه ما لم يصرح به وهو أنه بحاجة إلى طعام وكان في حياة والدي يدخل بيتنا يعزمه والدي لأنه شاعر، ووالدي شاعر.
فدعوته للعشاء قبل مغرب ذلك اليوم، وقلت لأمي: هذا الأصقه رَجَّال أكول فاستعدي له، قالت: أبي أحط له مدين حب، أي قمح والمدان يعادلان أكثر من كيلوين لأنهما وزنة وثلث والصاع وزنتين.
قال: وكنا في القيظ فاشتريت كميات كثيرة من اللوبا فجعلت أمي هذا الطعام في بادية كبيرة، وأضافت ليه بصلات من رؤؤس البصل غير المقطع، يطبخ قبل ذلك كما هي العادة، وكمية كبيرة من الخلع، وهي بقايا الشحم الذي يؤخذ ودكهـ، لأننا لم نشتر له لحمًا، ودهنته فوق ذلك بسمن كثير، فلما قدمته له أكلت منه معه قليلًا ثم انصرفت وذهبت عنه قليلًا وعدت إليه وهو يأكل حتى أكل كل ما في البادية من الطعام، وكان يكفي لثمانية أو عشرة من أمثالنا.
قال والدي: ثم وجه كلامه بعد أن أفرغ البادية مما فيها إلي يقول: أمك الله يجزاه خير ماهيب من كسر العراقي هالتاليات، هي من الحريم اللي يعرفن
وقم الرَجَّال أي ما يكفي الرجل من الطعام! !
وقد نقلت عنه حكايات كثيرة، من ذلك ما رواه أنه كان خارج الأسياح بعيدًا عن موارد الماء، وكان معهم حمار فعض جانب القربة وسحبها حتى انشقت وأدركوها قبل أن يذهب ماؤها، ولم يكن بالإمكان حمل الماء الذي فيها فقال: نفرغه في بطوننا فشربها وشخص آخر معه لم يستطع أن يشرب إلا قليلًا.
وقد رويت هذه عن غيره ومن الذين رويت عنهم ابن دخيل الله المسمي (جلوف).
حدث عبد الكريم الأصقه قال: ذهبت إلى عنيزة فمررت على شبان جالسين في الشارع، فقالوا لي من دون مناسبة: يا راعي بريدة وش يسوي اللوبا؟
فقالت لهم: يساعر الكراث!
فسكتوا، وهذا يحتاج إلى شرح، وذلك أن الشبان والجهال من أهل بريدة كانوا يعيرون أهل عنيزة بأكل الكراث، وكان أهل عنيزة الذين مثلهم يعيرون أهل بريدة بأكل اللوبيا.
ولا يفعل ذلك العقلاء، وقوله: يساعر الكراث يريد أن سعره يسير مع سعر الكراث إذا زاد سعر الكراث زاد سعر اللوبا والعكس بالعكس، وهذا من باب التنادر.
ولعبد الكريم الاصقه هذا شعر كثير فيه مدح كثير وهجاء وغزل.
فمن مدائحه العروس التي وجهها إلى عبد الله بن الملا عبد المحسن بن سيف، وعلى عادة عرائس الشعر أن الشاعر يستعرض الحكام أو رؤساء البلدان أو الجماعات من الناس يخير عروس الشعر الخيالية في أيهم تريد فترفض أولئك كلهم، مبدية عذرها في ذلك عن طريق ذكر عيب من العيوب فيه يجعلها ترفضه وتطلب غيره، ثم ترفضه وهكذا حتى يصل ذكر الشاعر لممدوحه فيطنب في مدحه فتقبله.
وكانت تلك العروس من الشعر جيدة إلى درجة أنها اشتهرت، وكان ذلك في زمن حكم محمد بن عبد الله بن رشيد على نجد، وقد انتهى حكمه بوفاته عام 1315 هـ، فلما بلغته غضب غضبًا شديدًا من الأصقه، في كونه يجعل العروس تتعدى عنه إلى ابن سيف الذين كان صاحب بيت المال له على بريدة، وأخذ يبحث عن الأصقه ليبطش به فأرسل إلى الأسياح بلده وإلى بريدة يبحث عنه، ليحضره إلى حائل حيث يقيم ابن رشيد، ولكن الأصقه كان قد اختفى ثم سافر للكويت والعراق.
وبعد فترة عند ما ظن أن ابن رشيد قد نسي موضوعه وصل إلى حائل متخفيًا يريد أن يسافر من هناك إلى بريدة، لأن حائل كانت عاصمة نجد في تلك الأزمان.
ولكن ابن رشيد قد علم بوصوله إلى حائل، فاستدعاه وقال له غاضبا: يا الاصقه: كيف تخلي عروس الشعر تعداني وتروح لابن سيف: قصيمي من رجاجيلي؟
فقال له الأصقه: أنا مشيمك عنها يا طويل العمر لأنها صانعة، وبعضهم قال إنه قال له: إنها دون قدرك لأنها معيدية أي من المعدان وهم قبائل من البدو في جنوب العراق لا تصاهرهم القبائل العربية، مثلما أن الرجل القبلي لا يتزوج الصانعة وهي التي يكون والدها صانعًا أو معتبرًا من العرب الخضيريين وإن لم يمارس صناعة.
قالوا: فتبسم عندئذ ابن رشيد عند ذكر عذره وكان حليمًا وعفا عنه.
ومنهم عبد الكريم بن عبد الله الأصقه: شاعر عامي إخباري انتقل إلى الرياض ويسكن في حي السلام في الرياض - 1421 هـ - وأظنه ابن أخ عبد الكريم الأصقه الذي تقدم ذكره، وهو من أسرته قطعًا.