الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وسيأتي بيان لما في هذه الوثيقة عند الكلام على (الحمود) من بني عليان أيضًا، وقد نصت هذه على أن سليمان بن عرفج وهو من آل أبو عليان، وكيل لآل حجيلان، وأنه ادعى بصفته تلك على مقبل العلي (من بني عليان) بأن عنده لآل حجيلان مطلب أي مبلغ مالي، وانتهت بمصالحة وهي بخط الشيخ عبد الله بن صقيه في 5 من محرم 1236 هـ.
محمد بن علي العرفج:
محمد بن علي العرفج أشهر أمراء بني عليان في غير الإمارة فهو شاعر كبير، بل هو فحل من فحول شعراء العامية، طرق في شعره فنونًا
عديدة من فنون الشعر مثل الشعر السياسي والغزلي والوصفي وشعر الشكوى.
وتولى على إمارة بريدة، ولكن كان ذلك إبان غياب الدولة السعودية بعد سقوطها على يد إبراهيم باشا المصري الذي أسقطها باسم الترك.
إلا أن إمارة محمد بن علي العرفج استمرت إبان حكم الإمام تركي بن عبد الله بن محمد آل سعود الذي حاول في تلك العصور المظلمة تجديد الدولة السعودية فابتدأ فيما يصح أن يسمى بالدولة السعودية الثانية.
وقد عزل الإمام تركي محمد بن علي العرفج من إمارة بريدة، وولاها عبد العزيز بن محمد بن عبد الله بن حسن، لأن جده لأبيه عبد الله بن حسن كان رجل صدق ونظام، وسار مع الدولة السعودية الأولى قلبًا وقالبًا، وكذلك والده الذي لم يلبث في الإمارة طويلًا.
ونفترض إن إمارة محمد بن علي العرفج على بريدة ابتدأت في عام 1237 هـ وذلك بعد أن قتل فهد المرشد، فهذا هو مفهوم كلمة (سطي) عليهم من السطو بمعنى القوة، والمراد: استعمال القوة في إسقاط الحاكم القائم بالحكم وانتزاع الحكم منه.
ولم يذكر المؤرخون صراحة تاريخ استيلاء محمد بن علي العرفج على الإمارة، ولكن وجوده أميرًا استمر حتى عهد الإمام تركي بن عبد الله الذي عزل محمد بن علي العرفج عن إمارة بريدة في عام 1243 هـ حيث ورد ذلك صراحة، وولي الإمارة بدلًا منه عبد العزيز بن محمد آل أبو عليان، حفيد عبد الله بن حسن الذي له سابقة تعاون ومناصرة مع آل سعود، وقتل وهو غازٍ مع الإمام عبد العزيز بن محمد آل سعود في غزوة (مخيريق) عام 1190 هـ كما سبق.
قال ابن بشر حوادي سنة 1243 هـ:
وفي هذه السنة أرسل تركي إلى رؤساء القصيم وأمراء بلدانه وأمرهم بالقدوم
إليه، فأقبل جميع أمراء القصيم ورؤسائه فقدموا عليه في الرياض وبايعوه كلهم على السمع والطاعة، وعزل محمد بن علي الشاعر عن إمارة بريدة، وجعل فيها مكانه عبد العزيز بن محمد بن عبد الله، ثم بعد ذلك بلغ تركي ما يريبه من محمد آل علي فأرسل إليه وجعله عنده في الرياض، وذلك أنه خاف على عبد العزيز منه، فلم يأذن له في العودة إلى بلده حتى قوي عبد العزيز وقويت شوكته فأذن له بالرجوع إليها (1).
وقال ابن عيسى:
في حوادث سنة 1243 عزل تركي بن عبد الله بن محمد بن سعود، محمد آل علي بن عرفج عن إمارة بريدة، وجعل مكانه عبد العزيز آل محمد آل عبد الله بن حسن (2).
أقول: (آل) هنا معناها ابن وليس اسم أسرة.
والذي بلغ الإمام (تركيًّا) مما يريب من محمد بن علي العرفج يتعلق بكونه يعمل على أخذ الإمارة من عبد العزيز بن محمد الذي عينه الإمام تركي، وأن يستعيد هو إمارة بريدة.
ولذلك استدعاه الإمام تركي إلى الرياض وأمره بالبقاء عنده هناك.
وهنا يتدخل الإخباريون حيث أحجم المؤرخون أو جهلوا فيما حدث لمحمد بن علي العرفج في الرياض وأنه صار ينظم القصائد لأنه شاعر غزلي ويراسل أنصاره في بريدة فخشي الإمام تركي منه.
قال الإخباريون: فعينه الإمام تركي أميرًا على الجوف لأن أهل الجوف في ذلك التاريخ كانوا بعيدين عن مراكز العلم والفقه في الدين، وكانوا بعيدين
(1) عنوان المجد، ج 2، ص 64.
(2)
خزانة التواريخ، ج 9، ص 109.
أيضًا عن مركز الحكم في الرياض، وقد قتلوا قبل ذلك أميرًا كان مرسلًا إليهم من الرياض، فأراد الإمام تركي - كما يقولون - أن يرسل محمد بن علي العرفج أميرًا على الجوف عسى أن يقتله أهلها فيستريح أمير بريدة وبالتالي يستريح الإمام تركي منه.
وأرسل الإمام معه مرافقين من الرياض إلى الجوف، وأمرهم ألا يسمحوا له بالدخول إلى بريدة، حذرًا من أن يحصل ما لا تحمد عقباه بينه وبين أمير بريدة عبد العزيز بن محمد.
قالوا: فلما حاذى مدينة بريدة في ذهابه إلى الجوف ومنعه الذين معه، وهم رجال الإمام من دخولها نظم قصيدة رنانة في ذلك منها قوله:
لي ديرة صوت الضحى عن أو أقرب
…
وأبعد من الأمصار شوفي خياله
دار بها: أشرب يا شريبي وأنا أشرب
…
وأنا يتمنى شرب دمّي رجاله
يريد أن بريدة بلده مفتوحة لاستقبال الغرباء، وأنها الدار التي يقول لسان حال من يصل إليها من الغرباء:(اشرب با شريبي وأنا أشرب) والشريب هو الذي يشاركك في الشرب من موارد المياه في الصحراء، فلا يمنعك من ذلك، ولا يحتكر الماء لنفسه دونك.
قال، إلا أنا، فإن فيها رجالًا يتمنون شرب دمي، يريد أنهم يتمنون قتله، ويريد بذلك أميرها وبعض جماعتها.
قال الإخباريون: وصل محمد بن علي العرفج إلى الجوف وهو يعرف قصد الإمام تركي من إرساله إليها، فقال لهم:
اسمعوا يا أهل الجوف لا تظنون أني جاي لكم أبي أغصبكم على تعلم الدين، وأمنعكم من الغناء والطرب، خلوكم على ما أنتم عليه من ذلك، وأنا
شاعر أبدع لكم من القصائد اللي تغنون بها ما ستطربون له.
قالوا: ولم يطب له المقام في الجوف، بل إنه اعتبره كالمنفى له، لأنه كان فيه بعيدًا عما كان يسعى إليه من استعادة الإمارة، وهو بعيد أيضًا من الرياض مركز الحركة والنفوذ في نجد، فأنشأ قصيدته الميمية المشهورة التي أولها:
قلت: آه، من جفن قزى، شاف الوزا
…
جر هدي الليل بالبرد الصريم
وسيأتي ذكر ذلك في ترجمته في حرف العين عند الكلام على أسرته العرفج.
وعندما تحقق الإمام تركي من كونه لم يعمل كما كان يعمل الولاة الذين كان يرسلهم أمراء على البلدان من تعليم الناس أمور الدين، ومنعهم من العادات المتوارثة المنافية له أعفاه من إمارة الجوف.
فغادرها ولا ندري أأتجه منها إلى بريدة أم إلى الرياض، وتدل قصيدته على أنه ذهب إلى بريدة، ولكننا نعرف أنه بقي في بريدة حتى قتله صالح المرشد في عام 1258 وقد ذكر المؤرخون ذلك.
قال ابن بشر في حوادث سنة 1258 هـ:
وفيها قتل محمد آل علي شاعر بريدة المشهور، قتله بنو عمه في دم بينهم (1).
ومحمد بن علي العرفج شاعر مشهور، بل هو أحد أساطين الشعر العامي في جزيرة العرب، ذكر ذلك الشعراء في قصائدهم كما سيأتي ذكر ذلك عند الكلام على ترجمته في ذكر أسرته (العرفج) في حرف العين.
وكان له شعر سياسي معروف، وإن لم يكن كل شعره.
(1) عنوان المجد، ج 1، ص 205 (الطبعة الرابعة).
والشيء الذي ينبغي التنويه به بالنسبة إلى شعره أن له شعرًا غزليًّا رقيقًا سيأتي نقله عند ذكر ترجمته باذن الله.
أما شعره السياسي فإنه كثير ينبغي أن نذكر هنا شاهدًا منه لأن موضوع بحثنا هو ما يتعلق بالسياسة، قال في سنة بقعا التي حدثت عام 1257 هـ مع أنه لم يكن في السلطة آنذاك، بل كان منافسًا لمن كان في الإمارة وهو عبد العزيز بن محمد آل أبو عليان، وكلاهما من فرع الحسن.
قال محمد بن علي العرفج في وقعة بقعاء:
آه من هم مكسر للضلوع
…
داوي بالقلب يا مشكاي جاش
احترق جفني وعاف من الهجوع
…
هاج دمع العين من موقه وشاش
غارت الدنيا وجتنا بالفجوع
…
وصطت مضرابها ماجت نواش
جت على حد العلامه زود بوع
…
في ثمرة القلب قلَّت بانحياش
من تدابيره مصانيم الدروع
…
خيلهم عقب السهل تاطا العفاش
ما قدّر والي القدر ماله منوع
…
ما كتب باللوح ما عنه انحياش
مار حكم اللي عبيده له خضوع
…
عالم الجهري ولا عنه اختفى آش
يا منجي السفن في غب الطبوع
…
ما تنتحي من على شاش النشاش
ثفٍّ يا قوم يبارون النجوع
…
رايهم مع بدوهم ما قط عاش
خص ابن (مفعال) دوالبو الهموع
…
بدلوا ذاك المنافش بانغشاش
قال: خفوا ربعكم راحوا منوع
…
هيه يالقصمان ما منكم بقاش
ركب ابوسره على الصفرا اللموع
…
قال: يا القصمان ما فيها مهاش
دلبحت شيخانهم مايه رجوع
…
ما بهم من رد للساقه وهاش
في ركونه مثل براق لموع
…
والغلب بالهندي والميدان شاش
خليت شيخانهم طرحًا صروع
…
في نهار حل تقريط الكباش
واقبلوا شمر يجرون الفزوع
…
مثل صولات الدبا وان جا ايحاش
مشهرين فوق حسنات الطبوع
…
في نهار من بغي الشوشات شاش
مردفين كل عسلوج فروع
…
كنهن وصف المها بيض نشاش
ردوا الفتنة لزينات الصنوع
…
وردوهن وردة الذود العطاش
والحقوهن تقل من عقب جوع
…
وزيّدوا بكيال زينات الحناش
ذي بحافتها والأخرى بالطلوع
…
إلى قذفن السم ما جن بجراش
* * * *
ذا وفي قلبي من الفرقا صدوع
…
يحسبون الشبح مسبور ابلاش
آه واويلاه ذا سابع سبوع
…
لا تبين لي ولا عني خفاش
ياهل العادات ذاوقت النفوع
…
شيخكم في وصطكم مار ماش
ما حسبت أنه يجي رد السبوع
…
في الخميس وجن في الهيه جرى اش
افزعو للشيخ في وصط الجموع
…
واقعدوا راسه بسلات النماش
كيف عقب الشيخ واجواد الربوع
…
تشربون الما ولو صرتوا عطاش
كيف عقب اللي لكم لطفٍ وزوع
…
تأكلون الزاد ولو زان المعاش
تحسبون الهرج في وصط الجموع
…
هرجةٍ من فوق زينات الفراش
تحسبون التفاخر في الزروع
…
أو تصاريف الذهب وكثر القماش
التفاخر خضبوا حدب الضلوع
…
لا تحسبونه تبي تصفي على ماش
التَّلطم والتظلم والدموع
…
للحريم ومثلهن ذاك الخشاش
الرجال اللي كما وصف الضلوع
…
يبردون القلب من ما فيه جاش
يكشفون بكل هندي لموع
…
عن صدى المكنون يجلون الغشاش
وانتن البيض حسنات الطبوع
…
في هواهم كان ما من ذا جراش
إن جبرتوا كسرهن عقب الفجوع
…
رششن جيوبكم في عطر شاش
رشتن في عطرهن من كل نوع
…
خمرّنه للذوايب بالفراش
صلى الله على سيد الجموع
…
ما هما ذوٍّ من الوسمي طشاش
وهذه القصيدة التي تتصل بالسياسة لأن (محمد بن علي العرفج) نظمها وهو
في الجوف عندما كان الإمام تركي بن فيصل أرسله أميرًا على الجوف من أجل إبعاده عن ابن عمه الأمير عبد العزيز بن محمد، طلبًا لهدوء الأمور في القصيم، فقال محمد بن علي العرفج يذكر ذلك ويرسل ذلولًا له من الجوف إلى بريدة.
آه وآعزّاه من جفن جفاه
…
جرهدي النوم من جلد الصريم
جال عقلي اجتدلت وقمت أجول
…
واتقلب واجتلد كني كصيم
ذكرن يرد الشتا عصر مضى
…
لذة الدنيا وجنات النعيم
لي عتن الشبط واحمر السما
…
عند اهلنا كنه ايام الحميم
لي تزحرف وقتنا فارجي الذي
…
بالمناجا والعصا خصَّ الكليم
آهـ! آلا وا وحشتي وا غربتي
…
مثل وحشة يونس أو غربة تميم
* * * *
لي مع الويلان هوجا فاطر لي
…
من سكرها تصفق قودا هميم
ما ينوش معذره راس العصا
…
للرديف محصره دوشق حشيم
كن عينه يوم عين الشمس تبدى
…
يوم تقلبها كما عين العديم
المرافق والعضود وزورها
…
بعد ذا عن ذاك عن هذا جسيم
كنها ذيب إلى اهرف من بعيد
…
يوم شاف الشاة والشاوي عشيم
قوطرت تشبه فحل شرشوح جول
…
نفضت جنحانها مثل الظليم
اسم ابوها في عمان وامها
…
وسمها المغزل على فخذه يثيم
كنها والي رقت روس الطعوس
…
كنها تاطا على شوك الصريم
شتت الصمان وفياض الحجر
…
والعروق وربعت بأرض القصيم
صيفت واقفا الربيع وقيضت
…
من حمى دخنه إلى واد النعيم
يوم جتني شبهروا به وأعجبتهم
…
عذتها بالله من عين الرجيم
نضوة لي يوم تبدي حاجة لي
…
مثل هذا اليوم والطارش هميم
قدم اسم الله واركبها وسِر
…
يحفظك ياقاك واياها الكريم
اركبه ليلين والثالث عشاه
…
عند اهل جبه ولو عقب العتيم
والضحا باكر وفيد تلتفت له
…
من ورا متروس فخذيها مقيم
* * * *
والعشا باكر بديرة عزوة لي
…
مبرمة لبتوت نقاض البريم
حي هاك الدار جاره ما يذار
…
من خلاص النار ذكرة راس هيم
دارنا وبها ندلل جارنا
…
جالها لمن جالها وحش وهيم
دارنا ما احلي هاشم درها
…
امنا يا جعل من عقه يتيم
دارنا هي عزنا هي كارنا
…
مرْجلة رجالها لو هو دميم
خصهم لي بالسلام وقل لهم
…
حاير بالجوف والمرعي وخيم
حار فكري من بكم يا عزوتي
…
يتبصر بالحال يا عز السقيم
ذكرتني عندكم وضحا خلوج
…
عذبتني واشغلتني بالرزيم
حرة وركينها وركي صهاة
…
من حليب الشول وارقاب الزميم
الخصر والجيد منها والنّسَم
…
ما يدور الّا بشراب النسيم
والمكالي هاضمات والردوف مزبرات
…
والقرون مذيرات ما ينوشن البريم
والثنايا الغردر ذبل والريق در
…
والنهود من القدر ما لهجهن الفطيم
والترايب واللواحظ والجعد
…
نور صبح ناشعه ليل بهيم
هل ترا صعب العزوم لي جميع
…
وادركه ظبي الحزوم لو هو كليم
وبدواوين العرب عبر لمن اعتبر
…
كل من لا ذل دل وكل من لا ضام ضيم
والتلطم والدعا والتحطم والنعا
…
والتجني والتمني والتثني للحريم
ذا علم واقع في ذا الزمان
…
من صدق واجهد بلى بأمر عظيم
ذا وصلى الله ما سمع من الرعد
…
للنبي والآل ما لفح ريح النسيم
وقال محمد العرفج لما ضربه عبد الله الحجيلان بجناية له على صالح أبا الخيل:
هاض الغرام وباح ما كنت كامي
…
ومن العباير هاض ما كان مكتوم
والتج جيش الجاش زايد غرامي
…
ما كان في لاجي دجى الروح مردوم
ومن الخطا يا ناس هيض كلامي
…
حيف ولا يصبر على الحيف شغموم
شم، لا تحامي يا قليل الرحام
…
عن ديرة ظليت برباه مكلوم
دارٍ جفت لاعيانها والقطامي
…
ياطاه بَهْ وطى الوطا كل محجوم
يا دار سادوا بك عيال الحرام
…
والحر يا دار الخنا فيك محروم
دار به الداشر غدا له مقام
…
ياخذ عليها من عمى الرأي معلوم
يا دار عيانك غدوا ارمام
…
اهل الحجا يا ما غدوا فيك من يوم
قلط على حيك حمى كل حامي
…
وقران عامك كالعلم عندك اليوم
رجالنا كنه من الهم سامي
…
والا سقيم مسَّته سَقوة الرُّوم
والجسم مني تقل يسناه سامي
…
من شاف حالي قال يا ميت مرحوم
لي ديرة القرب قرب الندامي
…
ومن العباير ذربها اليوم مدقوم
لعزاك يا دار الندم والندامي
…
ولعداك ألذ الشهد دايم الدوم
ما لي على يا دار حيك يحامي
…
يضرب على ما يزعج المر والزوم
يضرب بمسمار على القلب حامي
…
ومعزته أبعد من أمس عن اليوم
سادوا بك القابات، واهل اللقام
…
وهل الثنا رجالهم تقل مسموم
فيك السحا يا دار والفار نامي
…
واهل الثنا والكار يا دار لك قوم
شروي يا شم النشامى الحسام
…
لا لعنبو رجل يجامل على اللوم
الحر يا صبيان وان ضيم شام
…
والدرّ بالسكر مع الضيم زقوم
بار العتيق وكل حد الحسام
…
بها الغضب من ضيعة الرأي مزكوم
جاكم دبور يا نشامى ولام
…
واستنعج السرحان واستفرس البوم
من يوم شفت بها الجفا من عمامي
…
بعت الرجا بالياس وابديت منظوم
* * * *
من بعد هذا يا ربيع اليتامي
…
عنوى لاخو طرفه حجا كل مضيوم
لي شبت الهيجا وثار القتام
…
وتعاقبوا فرسان الاولاد بسهوم
إلى ضرب بركن من القوم زامي
…
كم راس راس عن علاييه مزموم
ريف الضيوف اللي قلاص أعيامي
…
او شحشح الرعاد والزاد معدوم
عنده ربيع للنشامي دوام
…
وبدكته حق للاجواد مرسوم
يا من لكبد الضد سم سقامي
…
يا من شهر لمصطر الغوش زيزوم
ان سلتني يا شيخ عما جرام
…
اخبرك مضيوم ولا نيب مرحوم
امشي بها واتلي العصي تقل عامي
…
ويش السبب لي من حضر ما اقدر أقوم
لا شك ما تجنى الحذاره مرامي
…
والذل يا صبيان ما فكه بشوم
وجيته وعجل لي برد السلام
…
وانكر علي وقال بالحق مدهوم
قلت: الشريعه يا رفيع المقام
…
قال انكعم يا ظالم الناس مظلوم
أقفوا بي العانه ودارَوا احزامي
…
والما قسي عن الذي غر بلعوم
وعذره وسيع يوم كسر عظامي
…
قال ان غدا للناس مع مدرج الحوم
في ديرة الغربة قريب الندامي
…
ومن العياير ذربها اليوم مدقوم
لابد انا من فوق عرب همام
…
نذكر محاسنكم على بزل كوم
هوارب دوارب كالنعام
…
علاكم جن من صماصيم علكوم
يزمن بداوي دية ما ترام
…
عنها ردي الخال جاذ ومقصوم
إما جليت الهم هو والهيام
…
واحييت ذكر باول العمر مرسوم
وجليت مرّ في لجا الكبد طامي
…
وطعنت بالخاطي ايمام وماموم
ولا فللرحمة وجنة مقام
…
والعمر لابده ولو طال مصروم
وصل الرحيل وغردن الحمام
…
بازكي صلاة لمن عن العيب معصوم
ويقول الإخباريون: إن محمد بن علي العرفج، عندما أفاق بعد الرمية سأل وهو في سكرات الموت عن الذي قتله، فذكروا أنه صالح المرشد بن فهد المرشد، فقال: الحمد لله الذي جعل قتلى على يده حتى يكفر ذلك عني خطيئة قتل والده.
أما كيفية قتله، فإنه كان خارجًا من بيته في سوق داحس جنوب جامع بريدة خارجًا لصلاة الفجر فكمن له صالح المرشد خلف ركن البيوت ورماه ببندق معه كما تقدم.