الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ثنيان هذا من المشايخ أو طلبة العلم المرشدين، ولكن كان مع الإمام منصور أبا الخيل، وربما كان دافع عنه، فقتله أهل الخبراء معه، ولم نقل: إن هذا الفرع كله من ذرية ثنيان، وربما نقول: إنه أشهر رجاله.
وسيأتي إيراد الوثائق المتعلقة بهذا الفرع من (أبا الخيل).
الفرع الثالث من أسرة أبا الخيل هم الذين جاء جدهم عثمان الحسين من القرعاء إلى نواحي بريدة وقد وجدنا ما يشير إلى قليب له في القرعاء، وذكر اسمه فيها (عثمان الحسين) فقط مثلما كان والد مهنا الصالح من الفرع الأول يسمى (صالح الحسين) فقط ولا يذكر في اسمه (أبا الخيل) إلا في النادر وعندما تدعو الضرورة إلى ذلك.
ولكن ابنه محمد بن عثمان أبا الخيل صرح بذلك أي باسم أسرته (أبا الخيل) في وصيته المؤرخة في عام 1285 الآتي نصها.
ولنبدأ الكلام على الفرع الأول:
أولهم: صالح بن حسين أبا الخيل:
وهو صالح بن حسين بن صالح بن عبد الله بن إبراهيم بن عبد الله أبا الخيل وهذا الرجل شخصية عجيبة، فهو تاجر ناجح لم يقتصر في تجارته على بلدته بريدة ولا غيرها من نواحي القصيم، بل كان يذهب إلى الدرعية قبل خرابها يتاجر فيها، ويأخذ الأموال من أهلها يضارب بها ويتقاسم ربحها مع أهل المال، غير مكتف بما يملكه لنفسه من مال.
وكان من بين الذين كانوا يعاملونه في الدرعية (عمر بن عبد العزيز بن سليم) من أسرة آل سليم العلمية، وكانوا اهل علم وثراء في الدرعية، فكان صالح بن حسين يتبضع منه ويعامله قبل احتلال الدرعية وسقوط الدولة السعودية الأولى.
وقبيل خراب الدرعية انتقل عمر بن سليم إلى بريدة وكان أول أسرة آل سليم وصولا إليها، فاستمرت معاملة صالح الحسين له، بل زادت إذْ صار صالح الحسين وعمر بن سليم يشتركان معًا في مداينة الفلاحين ونحوهم.
وقد شارك عمر بن سليم لأن عمر كان يعتبر غريبًا في بريدة في أول قدومه، بل يعتبر غريبًا عن القصيم كله.
وقد وصلتنا وثائق وسندات لما ذكرناه، ولكن من اللافت للنظر أن الوثائق كثيرًا ما تكتب اسميهما بلفظ صالح وعمر وأحيانًا تكتبه واضحًا باسم صالح الحسين وعمر بن سليم كما سيأتي.
وقد رزق صالح بن حسين مالًا وجاهًا عريضين، ولكنه رزق بأهم من ذلك وهو أبناء كثير كلهم شخصيات معروفة في وقتها، ذات أثر فعال في البلاد، أشهرهم ابنه مهنا الذي صار أمير بريدة وأسس أسرة (المهنا) الحاكمة.
ولشهرة صالح الحسين (ابن حسين) أبا الخيل بالتجارة صار بعض كاتبي الأسانيد والمبايعات يكتبون اسمه (صالح) بدون ذكر اسم والده أو اسم أسرته، إذْ لا يحتاج الأمر عندهم إلى أيضاح
وهذه نماذج من ذلك أولها بخط الشيخ القاضي عبد الله بن صقيه مؤرخ في عام 1241 هـ.
ومن ذلك هذه الوثيقة المكتوبة في عام 1238 بخط الشيخ عبد الله بن صقيه وتتضمن إثبات دين على غافل بن حليتم لصالح بشهادة عبد الرحمن بن سويلم ومقدار الحين ستة وعشرين ريالًا عوض خمسمائة وعشرين وزنة تمر، وعوض: ثمن أي أن صالح (الحسين) أعطى (غافل بن حليتم) خمسمائة وعشرين وزنة تمر بهذه الريالات، ولكن وفاء الريالات مؤجل إلى موسم الحج سنة 1239 هـ.
وهذه المؤرخة في عام 1241 أو بعدها بقليل بخط الشيخ عبد الله بن صقيه أيضًا، وتتضمن محاسبة بين صالح (أبا الخيل) وبين محمد الرشيد الذي كان فيما يظهر شريكًا الشخص آخر فهما سليمان ومحمد وقد تبين من المحاسبة بينهما - كما تقول الوثيقة - أنه ثابت بذمة سليمان ومحمد أربعمائة وخمسة عشر صاع حب.
وهي من دين سنة 1241 هـ
ذكرنا أن صالح الحسين أبا الخيل كان اشترك مع عمر بن عبد العزيز بن سليم أول من جاء من آل سليم إلى بريدة، فصارا يداينان الفلاحين ويشتريان العقارات، بصفة مشتركة بينهما حتى إذا أطلق (صالح وعمر) أو (عمر وصالح) لم ينصرف الذهن إلَّا إليهما.
وقد وجدنا عشرات الوثائق بهذه الصفة.
ومن المعلوم أن الأمور المالية كانت من الأهمية بمكان أعظم مما عليه
الآن لقلة النقود بأيدي الناس، وصعوبة إخراج ذلك من التجار، ولكن الشخصين المذكورين صالح بن حسين وعمر بن سليم عرفا باشتراكهما في مداينة الناس حتى صاروا يكتفون بكتابة الاسم الأول لكل واحد منهما دون أن يذكر اسم والده أو اسم أسرته، ومن ذلك هذه الوثائق على سبيل المثال لا الحصر، وسوف نورد مثلها أو أكثر في ترجمة عمر بن سليم في حرف السين.
ومن ذلك هذه الوثيقة المؤرخة نهار ثلاث وعشرين من صفر سنة سبع وثلاثين بعد المائتين والألف وهي بخط الكاتب المعروف بل الشهير في وقته سليمان بن سيف.
وتتضمن مداينة بين صالح (أبا الخيل) وعمر بن سليم) وبين فوزان الذي لا نشك في أنه فوزان راع وهطان جد الفوزان أهل خضيرا، مع أنه يجوز أن يكون من الفوزان أهل الشماسية فاسم فوزان فيهم شائع.
والدين اثنا عشر ريالًا ثمن مائتين وزنة (تمر) أرهنهم بذلك غرسه، ولم يذكر مكان غرسه، والغرس هو النخل غير الطوال وإن شئت الدقة قلت هو الفسيل، ولو ذكر الكاتب مكان غرسه لعرفنا بالضبط من أية أسرة هو.
والدين مؤجل يحل أجله في عيد الأضحى من سنة ثمان وثلاثين بعد المائتين والألف.
وهذه الوثيقة المكتوبة في عام 1237 كما يظهر من تأجيل حلول الدين فيها الذي كتب أنه في عام 1238 والعادة أن يكون تأجيل الدين لمدة سنة.
والكاتب هو سليمان بن سيف والشاهدان حسن والمراد به في الأغلب حسن بن حمود من كبار أسرة آل أبو عليان ومشاهيرهم، غير الأمراء، أما فوزان فقد تقدم أنه ربما كان جد الفوزان أهل خضيرا، والمستدين هو عقيل الصليتي.
والدين اثنا عشر ريالًا ثمن مائتي وزنة تمر مؤجلات أي يحل أجلها في الأضحى من سنة 1238.
والرهن هو عمارته أي ما يملكه الفلاح بفلاحته عدا النخل الذي يكون في مثل هذه الحالة مملوكًا لغيره، ولذلك قال: عمارة فيد عليان، فالنخل لعليان وليس للمستدين، ولذلك لا يمكن رهنه، والنخل هنا هو الأصل، والعمارة: خلافه.
ووجدت ورقة تدل على اشتراك صالح الحسين أبا الخيل وعمر بن سليم، ولكن ربما كانت كتبت بعد وفاة صالح الحسين، أو ربما كان وكل فيها رجلًا اسمه حسن قد يكون حفيده الذي صار أميرا بعد ذلك وهو حسن بن مهنا بن صالح الحسين.
وهي بخط سليمان بن سيف ولكنه لم يؤرخها على خلاف عادته غير أن زمن كتاباته معروف، والشاهد فيها هو روق بن دوخي والدوخي هم أسلاف (المديفر) أو قال: إن المديفر متفرعون من الدوخي، ودوخي هذا معظم الكتابات عنه هي فيما بين 1235 إلى 1254 هـ، وسيأتي ذكر ذلك في حرف الدال عند ذكر أسرة الدوخي.
ووجدت في إحدى المداينات تنويه باسم صالح آل حسين كما قالت الوثيقة (آل حسين) ويريدون بذلك أنه ابن حسين، وليس مجرد كونه من أسرة حسين، فهو من أسرة أبا الخيل كما هو معروف، ولكنها لم تذكر اسم والد عمر بن سليم، بل ذكرت اسمه مجردًا (عمر)، وهي هذه:
وهذه ورقة مداينة بين صالح الذي هو صالح بن حسين أبا الخيل وعمر الذي هو بن عبد العزيز بن سليم، وهما شريكان فيها بالتساوي وبين عثمان آل محمد، وهو من أهل البصر من أسرة المحيميد.
والدين ألف وزنة تمر مؤجلات أي يحل أجل وفائها طلوع الفطر الأول أي إنسلاخه والفطر الأول هو شهر شوال، أما سنة الوفاء بالدين فهي سنة سبع وثلاثين (بعد المائتين والألف).
وهي بخط إبراهيم بن علي بن خضر من أهل البصر كتبها بتاريخ 5 من شهر عاشور وهو المحرم من عام ست وثلاثين (بعد المائتين والألف) والشهود سليمان الصالح (آل سالم) وعبد الله الحمود وعبد الله الصالحي من أهل البصر.
والسبب في مشاركة صالح بن حسين أبا الخيل وعمر بن عبد العزيز بن سليم بهذه الطريقة الوثيقة بحيث أن عقود المبايعات يذكران فيها معًا أن صالح الحسين أبا الخيل كان يذهب إلى الدرعية في التجارة قبل تخريبها من إبراهيم باشا في عام 1233 هـ فكان يعامل عمر بن سليم الذي كان من تجار الدرعية آنذاك.
وقد وجدت وثيقة تفيد أن صالح بن حسين كان قبل سقوط الدرعية يأخذ نقودًا من عمر بن سليم على سبيل ما يسمونه بالبضاعة، وهو نوع من شركة المضاربة.
وعندما رأى عمر بن سليم بثاقب بصيرته أن مستقبل الدرعية مظلم وأن جنود إبراهيم باشا المصري قبحه الله سوف يدمرونها انتقل بثروته عنها إلى بريدة في عام 1232 أي قبل سقوطها بأشهر.
ووجد نفسه أول الأمر غريبًا في بريدة ليست لديه معرفة بأهلها، ولا خبرة بطريقة مداينتهم، فلم يجد إلا أن يشارك صديقه قبل ذلك صالح بن حسين أبا الخيل.
وقد وقفنا على وثائق تدل على أن صالح الحسين كان يتعامل بالتجارة مع أهل الدرعية، والمراد أنه كان يذهب إلى هناك للتجارة.
ولا غرو في ذلك لأن الدرعية كانت عاصمة البلاد، وفيها من الثروات ومن الحركة التجارية ما ليس في غيرها من مدن نجد في ذلك الوقت.
وتدل هذه الوثيقة التي كتبت بعد سقوط الدرعية وكتبت في بريدة لأن كاتبها هو الشيخ عبد الله بن صقيه من أشهر طلبة العلم في بريدة بعد سقوط الدرعية وكان كتب مئات الوثائق فيها.
والشاهدان فيها هما حسن آل حمود من كبار بني عليان وعبد الله الجرياوي، وأسرة الجرياوي كانت معروفة من أهل بريدة وهم أبناء عم (للغصن الجرياوي) الذين هم غير (الغصن السالم) الأسرة الكبيرة الشهيرة في بريدة.
أما أسماء أهل الحقوق فيها فإنها أسماء أناس من أهل الدرعية وليسوا من أهل بريدة مثل (عبد اللطيف أبو اصيبع) و (عبد الله بن طوق) و (محمد بن فارس) من قبل (راشد بن صالح).
وكان صالح الحسين يداين الفلاحين بمبالغ كبيرة بالنسبة إلى ثروات الناس في تلك العصور من ذلك هذه المداينة بينه وبين حجيلان آل عمير إذْ بلغ الدين المذكور فيها لصالح الحسين ألفًا وثلاثمائة وخمسين وزنة تمر.
وهذا مبلغ كبير لأن كل وزنة تعادل كيلو قرامًا واحدًا ونصفًا فيكون مقدار هذا الدين نحوًا من ألفي كيلو.
والتمر المذكور مؤجل الحلول يحل أجل وفائه في طلوع صفر من سنة 1238 هـ.
والشاهدان على هذا الدين معروفان في ذلك الوقت وكلاهما من أهل الصباخ أحدهما عبد الله الرشود، وهو عبد الله بن علي الرشودي، رأس أسرة الرشودي وأول من جاء منهم إلى بريدة، وجميع أسرة الرشودي أهل بريدة هم من ذريته،
والثاني محمد بن مدلج وهو من أعيان أسرة آل أبو عليان حكام بريدة السابقين.
وأما الكاتب فإنه الشيخ الشهير في وقته عبد الله بن صقيه، وتاريخ الكتابة يوم الاثنين نهار ثمانية عشر من جمادى الأولى سنة 1237 هـ.
أما شهادات صالح الحسين على المبايعات والتعاقدات من المداينات وحتي الوصايا والأوقاف فإنها كثيرة بحيث يطول ذكرها هنا، منها هذه المكتوبة في عام 1239 بخط سليمان بن سيف، وهي محاسبة بين عمر بن سليم من جهة وبين راشد آل مرشد وأخيه عبد الله وهما من أسرة آل أبو عليان أمراء بريدة السابقين والشاهدان فيها صالح آل حسين وحمد بن منيع وهو شخص معروف من أهل الصباخ مثلما أن المرشد المذكورين في الوثيقة هم من أهل الصباخ.
وهذه جملة من الوثائق بمداينات لصالح بن حسين أبا الخيل: