الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
سليمان بن علي العرفج:
لم ينص المؤرخون على أن سليمان بن علي بن عرفج تولى إمارة بريدة، وإنما ذكره الإخباريون في الأخبار الشفهية، وإن كان المؤرخون ذكروا أنه من كبار (آل أبو عليان) وأنه قتل، قتله جماعته آل أبو عليان، ولم يفرقوا بين جماعته في الذكر، والواقع أن الأمر يقتضي التفريق فالذين قتلوه، والمتهم الرئيسي في ذلك هو فهد المرشد، وهو من فرع الحسن، وهو الفرع نفسه الذي ينتمي إليه العرفج، فليس فيه من فرع الدريبي أحد.
وذكر المؤرخون أن الذي تولى قتله هو فهد المرشد وأن محمد بن علي العرفج قتل فهد المرشد اجتمع على قتله معه عدد من أبناء عمه فقتلوه.
وأوردوا شعرًا لمحمد العرفج يصفه بأنه طويلان، وأنه لابد من أن يقتل قاتله.
ثم قتل محمد العرفج قاتل أخيه سليمان، وهو فهد بن مرشد ولكن صالحًا بن فهد المرشد قتل محمد العرفج بدم أبيه فهد.
فهد هذا ذكر الإخباريون أنه هو الذي قتل سليمان بن عرفج من أجل الإمارة، وأن محمد بن علي العرفج أخو سليمان بن عرفج قتله بدم أخيه.
وقد نوه المؤرخون بقتله، ولكنهم لم يذكروا إمارته بالتفصيل، والظاهر أنها قصيرة لأن محمد بن علي العرفج ومن معه قتلوا فهد المرشد هذا.
وقد ذكرت قصة قتله في (معجم بلاد القصيم)(1).
قال ابن بشر في حوادث سنة 1237 هـ:
وفيها قتل سليمان بن عرفج في بريدة، وهو من رؤساء آل أبي عليان،
(1) ج 2، ص 528 - 529.
قتله عشيرته، ثم سطا عليهم بعد ذلك محمد بن علي، وهو من أوليائه فقتل فهد بن مرشد وعم القتل في هذه السنة في القصيم وسدير والوشم والعارض والخرج والجنوب (1).
وكان صالح بن فهد المرشد صغيرًا، فلما كبر عيرته أمه بكونه لم يقتل قاتل أبيه محمد بن علي العرفج، فرصد له وهو خارج من بيته في سوق داحس الذي يقع شمال المقصب القديم وقد أزيل ذلك في العهد الأخير الآن.
وقد بقي بيته على حاله يسكنه حفيده سليمان بن سلطان العرفج دعانا فيه هو ثم ابنه سلطان عدة مرات.
خرج محمد بن علي العرفج من بيته قاصدًا المسجد الجامع ليصلي فيه صلاة الفجر ففاجأه صالح المرشد وأطلق عليه النار، وغاب في الظلام ولكنه معروف للناس، وأقر بأنه قتله قصاصًا منه لقتل أبيه.
ومن المعلوم أن القصاص يكون من ولي الأمر وبحكم الحاكم الشرعي، ولكن في تلك الفترة كان الحكم بالشرع قد اعتراه الوهن، لأن الدولة السعودية الأولى التي تحكم بالشريعة قد سقطت، والأمر في بريدة نفسها قد انتقض حتى إننا لم نعرف بالضبط من كان القاضي فيها في تلك الفترة العصيبة، لأن القاضي الأصيل الذي هو الشيخ عبد العزيز بن سويلم قد اعتزل القضاء الرسمي وافتتح له دكانًا في بريدة، فكان لا يقضي إلّا بأمر من ولي الأمر في بريدة، أو إذا اصطلح المتخاصمان على الرجوع إليه.
(1) عنوان المجد، ج 1، ص 461 (الطبعة الرابعة).