الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وإنما الصحيح الذي ذكره لنا الأشياخ الذين أدركناهم ونقلوا ذلك مباشرة عن أناس عاصروا تلك الواقعة، أو عمن عاصروها أن راشد الدريبي قتله حجيلان بن حمد والذين معه من آل أبو عليان في ليلة الهجوم عليه.
ذرية راشد الدريبي:
لمناسبة ما ذكرناه عن ذرية مزعومة لراشد الدريبي بعد هجوم حجيلان بن حمد ومن معه من آل أبو عليان الحسن وانتزاع الإمارة منه، وما زعم من كونه هرب وزادت المخيلة الشعبية أن هروبه من القصر الذي كان فيه كان على حصان له أشهب.
وما قلناه من عدم ثبوت ذلك، بل حتى الإشاعة حول ذلك لم تنتشر إلَّا في الأوقات الأخيرة حتى إن الخيال الشعبي ذكر اسم ذريته المزعومة وزعم أنهم يقال لهم (العياضي).
فنذكر الذرية الحقيقية لراشد الدريبي أو بعض من وقفنا على أخبارهم من ذريته.
فقد خلف الأمير راشد بن حمود الدريبي عدة أبناء وبنات صار لهم نسل معروف الآن ويسمون الأن (الراشد) أخذًا لاسمه ولا يعرفون بالدريبي ما عدا واحدا منهم سيأتي ذكره فيما بعد.
أشهر أبنائه عندنا هو محمد بن راشد الذي أوصى بوصية واسعة مفصلة بل حافلة بالخير مما يدل على طبيعته المتميزة أو لكونه استشار أحدًا من طلبة العلم وهي قديمة الكتابة كتبت في عام 1247 هـ بخط محمد بن سليمان، والذي اعتقده أنه محمد بن سليمان بن سيف فهو كاتب شهير في تلك الفترة من الزمن، ولا أعرف أحدًا من الكتبة المتميزين ممن اسمه (محمد بن سليمان) غيره، ولأن مثل هذه الوصية لا يرضى أهلها أن يكتبها كاتب غير معروف أو غير ماهر بكتابة الوصايا.
وإذا فالموصي هو محمد بن راشد بن حمود بن راشد بن عبد الله الدريبي وسوف
يأتي في حرف الراء حديث عن (الراشد) هؤلاء ونقل بعض الوثائق بإذن الله.
وهذه صورة الوصية:
وهذا نقلها بحروف الطباعة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله وبعد
هذه وصية محمد بن راشد وهو يشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدًا عبده ورسوله وأن الموت حق والجنة حق والنار حق والساعة آتية لا ريب فيها وأن الله يبعث من في القبور، وأوصى بما أوصى به إبراهيم بنيه ويعقوب يا بنيَّ إن الله اصطفى لكم الدين فلا تموتن إلا وأنتم مسلمون واعتصموا بحبل الله جميعًا ولا تفرقوا، وأوصي بشقرا اللزا بضحية الدوام لسلمى بنت محمد والدتي وما فدّ بعشا جمعة واللي تحت النبتة لبوي بضحية وهن مسقمات وإللي تحته لصالح وموسى وميثا عيال راشد وهي مسقمه وإلي عنه جنوب لضعيف العقيل، إن كان الحي ضعيف وإلا فهي بين أمواتهم بالضحية والخامسة من جنوب للصوامه ثلثه وللسراج ثلث والسراج فيد الجامع والشقراوين اللي عن شقرا الصوامه جنوب واحدة تكد واحدة السائل هالحايط وما ذكرنا قبلهن مسقمات والشقراوين اللي عن دقاسة لأبي بحجج وكدادتهن نصفهن والمكاتيم اللي عنهن من جنوب متواليات أربع والخامسة عنهن من جنوب شقرا لي بحجج أيضًا معهن ثنتين عنهن جنوب صح الجميع سبع نخلات لي بحجج وهن بكدادتهن نصفهن والشقراوين اللي عنهن جنوب لبوي بحجج وهن بنصفهن وعنهن جنوب مكتومية لخالتي بنت محمد أخت أمي بضحية واللي عن مكتومية مريم جنوب مكتومية يضحي بها لي أنا ولضعاف العقيل إلَّا إن ذكرت خصوص بمني تلزم والشقراء اللي عن المكاتيم جنوب لموضي الفضيلية بضحية الدوام السهل مملوكي ثلثه والشقراويين اللي عنهن جنوب برمضان للصايم اللي يفطر بها المكان واللي عنهن جنوب شقر بقربتين بجامع البلاد واحدة بالمكان
ومكتومية اللي بالقليب الجنوبية للصوام وهي مقسمة، وهي ثلث لمسجد الجردة وثلث لمسجد المكان، والمكان ما يطرف له باب بالجداد ما يمنع السائل بالجداد المحقق، ومن بدله بغير حق فلا له من هذا نصيب أوصى في هذا بها ثلاثين يصملن دراهم ويفرقن بالحرم في مكة الله يشرفة على الفقراء و ( .... ) بها عشرين صاع عشيات جمعة لي ولوالدي، عصيفره بها خمسة عشر صاع وهن المؤذن الجامع، والطرفية بها خمسة عشر صاع للمدرسة وأولادي الحي منهم جميع بالوكالة وبعضهم على بعض نظير والمخصوص المصلح منهم وتحقق النفع من أعمالهم، وشقراء الخارة الجنوبية واللي تحته مجمع اللزا بالقليب الجنوبية مسقمات لي بضحايا، وسعيد عبدي وعياله بعده له الشقر اللي عن شقرا الصوام شرق على نظره بكدادته وأربعين ريال قادمات بحلالي يعتق بهن عبد بالحرم والنخلتين اللي تجد طرفه وانا حي مكتومية وشقرا ممضيهن له ما لا حد بهن شيء وما في هذه الورقة جميع بعد موتي فمن بدله بعد ما سمعه فإنما إثمه على الذين يبدلونه.
حرر في 1247 هـ شهد به وكتبه الفقير إلى الله محمد بن سليمان وصلى الله على محمد وآله وصحبه وسلم
وهذا تفسير لبعض الكلمات الغامضة فيها.
وأولها: شقرا اللزا فالشقرا هي نخلة الشقراء المعروفة واللزى يراد بذلك الشقراء الواقعة على الزي الذي هو مصب الماء الذي يخرج من البئر إلى النخل، وضحية الدوام هي الأضحية التي تذبح في عيد الأضحى بصفة دائمة وهي لوالدته سلمى بنت محمد ولم يذكر اسم أسرتها وإلا لكان أفادنا بذلك فائدة كبيرة.
وقوله: وما (فدَّ) أي ما بقي بعد ثمن الأضحية من بيع ثمرة تلك النخلة وهي تمرها فبعشا جمعة، أي عشاء يطبخ يوم الجمعة ويأكله الأقارب
والمحتاجون، وقد جرت العادة عندهم على أن الأقارب يأكلون من هذا العشاء الذي يطبخ في رمضان ولو لم يكونوا من الفقراء.
وقوله: وهن مسقمات أي لابد من أن يشترط من يبيع نخله على أن النخلات المذكورة على الفلاح أنه يسقيهن ويتعهدن بالإصلاح من دون قابل، أي من دون أن يأخذ من تمرها شيئًا، يرغبه في ذلك حصوله على سائر النخل الذي في الحايط.
وقوله: واللي تحته أي الذي تحتها والمراد النخلة التي تحتها، وتحتها يصدق على أنها مغروسة تحتها بمعنى أنها ملاصقة لها ويجوز أن المراد من أعلى النخل التي هي أسفل منها لا تشرب إلَّا بعدها قال: وهي مسقمة (أيضًا).
وقال: اللي عنها جنوب أي النخلة الواقعة عنها جنوبًا للصوام أي تمرها ثلثه إفطار للصائمين في شهر رمضان وثليه لـ (
…
) وثلث للسراج فيد الجامع أي سراج الجامع، والمراد به المسجد الجامع في بريدة.
ثم قال: والشقراوين التي عند شقراء الصوام واحدة تكدّ أي غير مسقمة وواحدة لسائل هالحائط.
والمراد به السائل المحتاج الذي يحضر للحائط وقت صرام النخل يسأل أن يعطى من تمره ثم ذكر النخلات التي بحجج يريد أن يكلف من يحج بأجر من ريعهن.
وأوضح أنها بكدادتهن أي ليست مسقمة كالتي قبلها والكدادة هي عمل الفلاح الذي يفلح النخل بجزء كبير من تمره فذلك الجزء هو كدادة النخل.
وقوله لضعاف العقيل، يريد بالعقيل آل عقيل من بني عليان ونحن نعرفهم بأنهم من ذرية الدريبي، ومراده بضعافهم فقراؤهم، وسيأتي ذكرهم في حرف العين، أما موضى الفضيلية فهي منسوبة إلى أسرة الفضيلي، والآتي ذكرها في حرف الفاء.
ثم شقراء بأن ثلث ثمرتها لعبده سهل وهو عبد له مملوك، ثم ذكر مكتومية وهي نخلة معروفة، فذكر أن ثلثها يريد ثلث ثمرتها للجامع وثلث المسجد الجردة، وهو المعروف بمسجد ناصر وكان يقع إلى الجنوب من (سوق قبة رشيد) وقد هدم وأدخل في أرض السوق المركزي لبريدة.
وقوله: وثلث لمسجد المكان يريد المسجد القريب من المكان أي النخل محل الوصية ولكنه لم يسبق أن ذكر مكانه، إلَّا أننا نفهم أنه في الصباخ جنوب بريدة.
ثم قال قولة مؤثرة تدل على محبته للخير وهي قوله:
و(المكان ما يطرَّف له باب بالحداد) يطرف له باب أي لا يقلق له باب أيام جداد تمره، ويريد من ذلك أن يكون بابه مفتوحًا لكي يدخل المحتاجون للأكل من التمر أو للصدقة منه.
ثم ذكر بعد ذلك مكانين يزرعان قمحًا وذكر أن في أحدهما خمسة عشر صاع (قمح) لمؤذن الجامع الذي هو جامع بريدة وخمسة عشر للمدرسة وهي مدرسة السيف التي تقع إلى الغرب من مسجد ناصر وكان أهل الخير يوقفون عليها أوقافا ومن ذلك ما أوقفته عليها (قوت بنت الأمير حجيلان بن حمد) وقد نقلناها في موضعها من هذا الكتاب، ثم ذكر شيئا جديدًا فقال: وأولادي الحي منهم جميع بالوكالة، يريد الأحياء منهم يكونون أوصياء على هذا الوقف مجتمعين.
وقوله شقراء الخارة يراد بها نخلة الشقراء التي على الخارة، وهي مخرج الماء من الجابية إلى النخل وتكون جيدة لأنها تشرب أكثر من غيرها لا يماثلها في ذلك إلَّا نخلة (اللزي) ثم أوصى بأن ينزع أي يؤخذ من حلاله أي ماله أربعون ريالًا يشترى بها عبد مملوك ويعتق في الحرم في مكة المكرمة.