الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
مؤلفاته:
1 -
لا إله إلا الله معناه وفضلها وشروطها (بحث مخطوط).
2 -
الجعد بن درهم وأثره في نشأة الجهمية (بحث مخطوط).
3 -
أحداث القصيم التاريخية ما بين عام 1321 هـ حتى 1326 هـ - (تحت التأليف).
4 -
ديوان العوني (تحت التأليف).
الفرع الثالث:
الفرع الثالث من فروع أسرة (أبا الخيل) يصح أن يسمى (العثمان) لأن رأس هذا الفرع الذي وصلتنا أخباره هو عثمان الحسين، مثلما أن رأس الفرع الأول الذي وصلتنا أخباره هو (صالح الحسين).
وكانوا يسكنون في القرعاء قبل أن يأتوا إلى بريدة أو نواحيها، مثلهم في ذلك مثل عدد من الأسر التي تنتمي مثلهم إلى آل نجيد، وقد اطلعنا في محكمة بريدة على إثبات قليب له في القرعاء اسمها (الرسينية) على صيغة النسبة إلى (الرسيني) ولا أدري ما إذا كانت لذلك علاقة باسم أسرة الرسيني أم لا.
ونلاحظ أن (عثمان الحسين) هذا لم يكن يكتب في اسمه (عثمان الحسين أبا الخيل) مثله في ذلك مثل (صالح الحسين) فهو لا يكتب في اسمه (ابا الخيل) من باب الاختصار.
ولكن ابنًا لعثمان هذا اسمه محمد كتب في وصيته اسمه كاملًا آل عثمان - أي ابن عثمان - أبا الخيل وهذا ما يتعلق بقليب عثمان الحسين في القرعاء.
وصية محمد بن عثمان أبا الخيل، وهو ابن عثمان الحسين كما تقدم.
وهذه الوصية مختصرة ولكنها مفيدة وقد كتبت أول الأمر بخط سليمان السعوي بتاريخ 16 من جمادى الأولى عام 1285 ثم نسخها من خطة العالم الثقة
عبد الرحمن بن عبد العزيز بن عويد في 4 من ربيع الثاني سنة 1309 هـ.
وقد بدأت الوصية بدون الديباجة المعتادة في الوصايا وهذا من باب التجديد - من دون شك - من الموصي أو الكاتب، ثم إن الموصي فعل شيئًا يدل على فقهه، وهو أنه أوصي بربع ماله، ولم يوص بالثلث، لأن الرسول صلى الله عليه وسلم قال: فالثلث والثلث كثير.
وقد أوصى بوصية فيها عموم وهي قوله: في أعمال البر، ثم فصل شيئًا من ذلك بقوله: أوصي بخمس عشرة وزنة (ولم يقل تمرًا) لأنه مفهوم عندهم أنه لا يوصي بوزنات، إلا إذا كانت من التمر، وذلك التمر على إمام مسجد شمالي خب ثنيان، وأضحيتين، واحدة لنفسه، وواحدة لوالديه، وحجتين، لأمه واحدة، ولأبيه واحدة.
ومعنى الحجة هنا: أن يُتفق مع شخص ثقة سبق أن حج عن نفسه فيدفع له شيء من المال ليحج عن الميت بأن ينوي ويقول: عند عقد التلبية للنسك: اللهم هذا عن فلان، ويذكر اسمه.
ومن تجديدات الوثيقة أنه ذكر الشاهد عليها قبل إتمام كتابتها فذكر أن الشاهد على ذلك هو عبد الله آل علي - أي ابن علي - السعوي، ووكل على ذلك أي أوصي على تنفيذ هذه الوصية محمد العجلان ولا نعرفه، لأنه لم يذكر اسم والده، ولا ذكر اسم محل سكناه، ولكن وصيته إليه مؤقتة فهي إلى أن يرشد ابنه عثمان، فيكون هو الوصي، وذكر أنه جاعل لعثمان بنه مع العازة أي الحاجة لشيء من ذلك، والمراد الأكل من مال الوصية، بحل مما أكل منه، شهد به وكتبه سليمان السعوي.
وهذه وصية عثمان بن علي من هذا الفرع من أسرة أبا الخيل:
وقد كتبت الوصية يوم 25 من ذي القعدة سنة 1262 هـ، وأما كاتبها وهي الأصل فإنه كان عمر بن سليم وهو عمر بن عبد العزيز بن سليم أول من جاء من آل سليم إلى بريدة من الدرعية.
ثم نقلها من خطه إبراهيم آل محمد بن حمد الشاوي في 15 ربيع الأول سنة 1312 هـ.
ثم نقلت من خط الشاوي نقلها حفيد الكاتب الأول الذي هو عمر بن سليم والناقل الحفيد هو إبراهيم بن العلامة الشيخ محمد بن عمر بن سليم في 13 من شوال عام 1327 هـ.
وهذه كتابتها بحروف الطباعة.
الحمد لله سبحانه
هذا ما أوصى فيه عثمان العلي وهو يشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا عبده ورسوله أوصى بمائتين وعشرين وزنة تمر مشاعًا بنخله، مائة وعشرين وزنة بضحايا ثلاث لأبيه ووالديه واحدة ولأمه ووالديها واحدة، والثالثة لعثمان وأخيه عبد الله والمائة وزنة الباقية أربعين تفرق في جمع رمضان وعشرين وزنة يوم عاشورا وأربعين وزنة على الضعيف من ذريته وأقرابه وأيضًا بنخله ثلاثين وزنة للسائل عند الباب وأيضًا خمسين وزنة يفطر بهن في رمضان، وإن كانوا ذريته بالنخل يفطرون بهن وإلا يتبعن الذرية حيث كانوا.
وأيضًا ثلاث حجج من الذي بين يدي عثمان له واحدة ولأبيه واحدة ولأمه واحدة، والحجج في أربعين ريال، وإن بغا علي العثمان الحج أو ينوب نائب محله وهو وكيل الوصية حتى يظهرون عيال اخوانه وإلى ظهروا فهم شركاء والوكيل الصالح منهم.
فإن اعتازوا لما أوصيت فيه فيأكلون ولا حرج والدار الذي بالقرعاء ما دام رجاجيلي ما اعتازوا فكروتها نصف لسراج مسجد القرعا والنصف الثاني للمدرسة، فإن كان الذرية احتاجت لها يبيعون أو ينزلون فهم أولى والوكيل على ذلك عبد الله الحمد القرعاوي إلى ما يرشد ابنه علي شهد على ذلك سليمان العلي بن ناصر، كتبه وشهد به عمر بن سليم جرى ذلك يوم خمسة وعشرين من ذي القعدة سنة اثنتين وستين ومائتين وألف هجرية نقله من الأصل مخافة التلف من قلم من سمي نفسه حرفًا بحرف إبراهيم آل محمد بن حمد الشاوي حرر في 15/ 1/ 1312 هجرية نقله من خط الناقل حرفًا بحرف إبراهيم بن محمد بن عمر بن سليم من غير زيادة ولا تبديل والله على ما نقول وكيل، وذلك في 13 من شوال 1327 هجرية، وصلى الله على محمد وآله وصحبه وسلم.
ووقفنا على شهادة لامرأة من هذه الأسرة هي (هيا بنت محمد العثمان أبا الخيل) ومعها امرأة أخرى لم نعرف أسرتها في بريدة اسمها (فاطمة محمد الليلي) وربما كان الليلي لقبًا على والدها نفسه، أو كان من جهة أخرى غير بريدة له صلة مصاهرة بهذه الأسرة، وهذا كله من باب الافتراض.
وفي الوثيقة شهادة لشخص آخر لا نعرفه في بريدة هو سليمان بن عبد العزيز العامري.
أما الكاتب فإنه معروف لنا تمام المعرفة وهو عبد العزيز بن الشيخ صعب بن عبد الله التويجري.
وتاريخ الوثيقة في 18 ربيع الأول من عام 1337 هـ.
وقد عرفت من هذا الفرع سليمان بن عبد الله أبا الخيل كان من تجار عقيل المعروفين، وقد عهدته يأتي من السفر وقد لوحته الشمس بالسمرة، ثم لا يلبث مدة حتى يعود إليه لونه، وهذه سمة أناس كثيرين من أهل بريدة الذين يسافرون في التجارة.
توفي سليمان العبد الله أبا الخيل عام 1362 هـ.
وعرفت منهم ابنه عبد الله بن سليمان أبا الخيل كان يدرس معنا في مدرسة المطوع محمد بن صالح الوهيبي في عام 1355 هـ.
وكان عمره في نحو عمري آنذاك أي عشر سنين.
ثم استمرت صلتي به ومعرفتي له.
وقد اشتغل بالفلاحة وعمر مكانًا له في خب العكرش فكانت فلاحته مزدهرة ما لبثت أن ثمنتها له بلدية بريدة بثمن جيد وجعلتها منتزهًا، ثم احتاجتها مقرًا لتجمع المجاري، فعملت بركًا لذلك بجانبها لأنها أرض حكومية واستمر ذلك سنين، حتى نقلت عنها إلى مكان آخر.
من أخبار عبد الله بن سليمان أبا الخيل هذا أنه كان اشترى أرضًا وقفًا للعجلان أهل الهدية، اشتراها من موسى العجلان وكانت بجانب أرضي، بل بستاني الذي فيه بيتي في العكيرشة في بريدة، فأردت أن أبني سور أرضي ولما كانت الحدود غير واضحة، بل تعتمد في أكثرها على خَوِّ أثل وهو الصف من أشجار الأثل وهذا يكون بعضه داخلًا في الأرض وبعضه خارجًا منها، لأنه لا يغرس بناء على تخطيط رسمي فأرسلت إليه عاملًا عندي وهو بدوي اسمه (الحمدي) فقلت له: بلغه سلامي وقل له: ودي أسور أرضي من شمال من جهة أرضه التي شرى من العجلان، وأخاف إنه يصير فيه دخول من أرضه على أرضي من دون أن أشعر، أبيه يخط حد أرضه جزاه الله خيرًا.
قال العامل: فقال لي: سلم لي على محمد العبودي وقل له: ما يحتاج إني أرسم أرضي يسور أرضه ويبني الجدار وإن دخل عليه شيء من أرضي فهو في حِلٍّ، ويذكر أن العجلان استعادوا هذه الأرض منه وأعادوا له القيمة التي كان دفعها ثمنًا لها بحجة أنها وقف، وأنهم غير مفوضين ببيعها.
وسوف يأتي ذكرها في ترجمة موسى العجلان في حرف العين بإذن الله.
توفي عبد الله بن سليمان بن عبد الله أبا الخيل هذا في عام 1409 هـ.
ومنهم إبراهيم بن سليمان بن عبد الله أبا الخيل كان من تلامذتي في مدرسة بريدة السعودية عام 1367 وكان في أعلى صف منها.
ثم تركت المدرسة وترك هو بريدة مسافرًا إلى جدة ومشتغلًا بتجارة العقار فحصل على ثروة عظيمة وصار له ذكر من ذلك كبير، وحصل ثروة كبيرة، ثم عاد إلى بريدة.
ومنهم محمد بن سليمان بن عبد الله أبا الخيل كان محاميًا الأملاك الدولة عينته وزارة المالية لهذا الغرض، ولم يكن اسم وظيفته (المحامي) وإنما هو وكيل فكان يقاضي من يعتدي على أملاك الدولة أو يتجاوز عليها.
توفي عام 1404 هـ.
ومن الطريف فيما يتعلق بمحمد بن سليمان هذا أن حفيده خالد بن مساعد أبا الخيل اتصل بي لأخذ حديث لمجلة (الأسرة) التي كان يعمل فيها، وكان يشتغل بالصحافة.
وزارني في البيت فسألته عن اسمه فقال: خالد أبا الخيل، فقلت هذا لن يُعرِّفك عندي، فقل لي اسم أبيك، فقال: مساعد، فقلت: وهذا أيضًا لا أعرفه ما اسم جدك؟ فقال: محمد أبا الخيل محامي وزارة المالية.
فقلت: أهو محمد السليمان؟ قال: نعم، وهل تعرف جدي؟ كأنما استغرب ذلك، فقلت له: أعرف والد جدك سليمان بن عبد الله أبا الخيل الذي كان من (عقيل) وأعرفه وهو رجل قوي وليس شيخًا هرمًا.
بيان بأسماء ممن اشتهر من أبناء عثمان بن علي بن عثمان بن حسين أبا الخيل رحمه الله.
الشيخ الزاهد عبد الله بن محمد بن عثمان بن علي الملقب بأبي ركعة لكثرة صلاته وطول ركوعه، وهو قاضي الشبيكية سابقًا.
سليمان بن عبد الله بن عثمان بن علي رحمه الله من رجالات العقيلات المشهورين، توفي عام 1361 هـ.
العابد الزاهد محمد العبد الله العثمان العلي رحمه الله له بعض الرسائل المخطوطة.
الوجيه عبد الله بن سليمان بن عبد الله بن عثمان رحمه الله من وجهاء بريدة ومن رجالات العقيلات صاحب بر وإحسان وله أيادٍ بيضاء ومن أعماله بناء جامع أبا الخيل بحي المنتزة الشرقي ببريدة.
الوجيه إبراهيم بن سليمان بن عبد الله بن عثمان حفظه الله من وجهاء بريدة ورجل الأعمال المعروف، وتقدم ذكره.
ووالدهما سليمان بن عبد الله أبا الخيل كان من تجار عقيل وهو صديق لوالدي، لذا كنت أعرف سفره إذا سافر وحضوره إذا حضر.
وكان صبورًا على السفر، ومكابدة الإبل في الذهاب بها إلى الشام مثل غيره من عقيل.
ومنهم الشيخ العابد الشهير بذلك عبد الله أبا الخيل. وهو من مشاهير العبَّاد، قال صالح بن محمد السعوي: العالم العلامة المحقق الزاهد الورع، الحافظ لوقته، المقبل على عبادة ربه، الشيخ عبد الله بن محمد أبا الخيل رحمه الله تعالى.
وهو من ضمن العلماء الذين رغبوا في السكن والتأهل في هذه البلدة أي المريدسية وغنمه الأهالي والتفوا حوله واستفادوا مما وهبه الله من العلم الديني الشرعي، وبما هو عليه من ملازمة الأعمال الصالحة والأقوال الصادقة، والزهد والورع، والاستقلال من مخالطة الناس لغير مصلحة دينية، أو مهمة دنيوية، إذ لم يقتصر على أن يؤخذ العلم عنه فقط، بل هو أسوة حسنة في العلم والتعليم، والحرص على التبليغ والتفهيم، والإدراك والتطبيق، والخلق الفاضل، والأدب الحسن، والغيرة لدين الله، والأخذ على أيدي الناس لما فيه نجاتهم من عذاب الله، وإلزامهم بالتمسك بهذا الدين، والحذر من الحوائل والعوائق والقواطع والعوارض التي تكون عقبة دون السير على النهج الصحيح.
تولى هذا العالم القضاء في أحد بلدان القصيم، ثم رغب في الإعفاء منه، وأبدى عذره فقبل منه، وتفرغ للعبادة، فكان كثير المكث في المسجد لأداء الفرائض والإكثار من نوافل الصلاة، وتلاوة القرآن والذكر والتعليم.
وكان بما هو عليه من العبادة والزهد يتحلى بمكارم الأخلاق، ولين الجانب، وخفض الجناح والتواضع، ومعاشرة الناس، ويرغب كثيرًا في إلقاء المواعظ في مجامع الناس والتنبيه على ما يقع منهم من أخطاء، وإلى الذكر الحسن في حياته وبعد مماته.
توفي رحمه الله تعالى عام 1369 هـ (1).
(1) المريدسية، ماض وحاضر، ص 95 - 96.