الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
(وفي يوم الأربعاء تاسع عشر) سافر عبد الله بن سعود إلى جهة الإسكندرية وصحبته جماعة من الططر إلى دار السلطنة ومعه خدم لزومه (1).
(في سابعه يوم الخميس) ضربت مدافع كثيرة وقت الشروق بسبب ورود نجابة من الديار الحجازية باستيلاء خليل باشا على يمن الحجاز صلحًا (وفيه) وصلت الأخبار أيضًا عن عبد الله بن سعود أنه لما وصل إلى أسلامبول طافوا به البلدة وقتلوه عند باب همايون وقتلوا أتباعه أيضًا في نواحي متفرقة فذهبوا مع الشهداء.
حجيلان بن حمد في الوثائق القديمة:
هذه وثيقة قديمة نسبيًا إذ تاريخ كتابتها في عام 1196 هـ وهو العام الذي غزا فيه سعدون بن عريعر بريدة بقصد إخضاع القصيم للدولة التركية التي أرسلته وإن لم يصرح بذلك.
والوثيقة مكتوبة بعد تولي حجيلان بن حمد على الإمارة بسنتين، إذ ولايته عليها كانت في عام 1194 هـ.
والوثيقة سيأتي الكلام عليها في حرف الراء عن ذكر أسرة (الرجيعي) ولكن ينبغي أن نذكر هنا أن كاتبها هو سليمان بن ماجد وهو من أسرة من أهل الشماسية تسمى آل ماجد سكن منهم أناس في بريدة سيأتي ذكرهم في حرف الميم إن شاء الله.
وقد شهد مع حجيلان بن حمد في هذه الوثيقة عدد من أعيان أهل بريدة وهم سليمان الحجيلاني وناصر الصقعبي ومحمد بن مهنا ولم أعرفه وعلي آل محمد بن عرفج وهو والد الشاعر الأمير محمد بن علي العرفج.
ونعود إلى العنوان فنقول: إن ما لدينا من الوثائق غير السياسية التي ذكر فيها الأمير حجيلان بن حمد قليل بالنسبة إلى قوة شخصيته، وإلى طول
(1) تاريخ الجبرتي ( ..... ج 4، ص 298 - 299 (طبعة ....
بقائه في الإمارة، ولكن ذلك مفهوم السبب، إذ كان العهد الذي تلا عهده اضطرابات وفتن بين آل ابن عليان أنفسهم بسبب تنازعهم في الحصول على الإمارة واضطرابات أخرى بسبب سقوط الدولة السعودية في الدرعية، وبقاء البلاد النجدية بدون مرجع عام، وأن المصريين والترك الذين خلفوا آل سعود بالقوة على الإمارة والحكم هم أهل ظلم وعسف معروف مذكور.
وأولى الوثائق التي عثرنا عليها فيها ذكر لحجيلان بن حمد بعد توليه الإمارة هذه الوثيقة المكتوبة في عام 1196 هـ.
وتتضمن أن (علي بن ماضي) باع على منصور الرجيعي () التي في صبخة النهير والنهير: نخيل في شمال الصباخ هي أقرب نخيل الصباخ إلى بريدة.
والثمن خمسة وعشرون زرَأ، والزَّرَّ: عملة ذهبية كانت رائجة آنذاك ومعني زر ذهبي، لأن كلمة زر فارسية معناه: ذهب.
والشهود هم (حجيلان بن حمد) ولم يصفه بالأمير فضلًا عن أن يقول: إنه أمير القصيم.
ومن الشهود أيضًا سليمان الحجيلاني وهو الذي قتله حجيلان بن حمد إبان حصار سعدون بن عريعر على بريدة في العام نفسه وهو عام 1196 هـ.
والشاهد الثالث ناصر الصقعبي وهو شخصية كبيرة معروفة آنذاك رأيت لها ذكرًا كثيرًا في بعض الوثائق المهمة.
والشاهد الرابع: محمد بن مهنا ولا أعرفه ولا يمكن القول بأنه من المهنا الذين هم أبا الخيل، فلابد أن محمد بن مهنا من أسرة أخرى.
والشاهد الخامس: علي آل محمد بن عرفج من كبار آل أبي عليان وهو والد الأمير الشاعر محمد بن علي بن عرفج.
والوثيقة التالية ليست بذات أهمية إلَّا من ناحيتين إحداهما أن لحجيلان بن حمد صلة تجارية أو قل إنها عقارية بعنيزة، وكذلك مكانته من آل أبو عليان أيضًا لأن الوثيقة أقرت أن الأمير حجيلان بن حمد ووصفته بالأمير قد غارس عليان على أرضهم المعروفة بالقطعة في عنيزة على النصف من الغريس وأوضحت الوثيقة أن حجيلان كان له شركاء في تلك الأرض وأنه نائب عن أهل السهوم فيها.
والوثيقة كان أصلها بخط صالح بن سيف كاتب القاضي الشيخ عبد العزيز بن سويلم قاضي بريدة وما يتبعها ووقته معروف قد يكفي فيها أنه إبان ولاية حجيلان بن حمد التي ابتدأت في عام 1194 هـ وانتهت في عام 1233 هـ.
ولذلك كان الشاهد عليها القاضي ابن سويلم نفسه.
وقد نقلت الوثيقة من خط ابن سيف بخط علي الحمد، ثم نقلت منه بخط راشد بن محمد بن بريه وهو من أهل عنيزة.
وهذا نصها بحروف الطباعة:
"يعلم من يراه أن حجيلان بن حمد الأمير غارس عليان على أرضهم المعروفة القطعة بعنيزة على النصف من الغريس وحجيلان يومئذ نائب عن أهل السهوم والمغارس إلى أن يتم الغريس فإذا تم تقاسموا وفي مغارسته أنه يقوم الغريس ويشغل الأرض بالغرس والقطعة المعروفة يحدها من شرق العشر ومن شرق حايط الدهيمي وسوق الوصيطا قبلة.
شهد بذلك عبد العزيز بن سويلم وكتبه صالح بن سيف بإملائه، وصلى الله على محمد وآله وصحبه.
ونقله وكتبه من خط صالح علي الحمد حرفا بحرف ونقله راشد بن محمد بن بريه".
والوثيقة التالية بخط عقيل بن مضيان وهي:
والوثيقة التالية مهمة رغم اختصارها وعدم كتابة تاريخ عليها، ولكن الواقعة التي فيها مؤرخة لنفسها فهي تتحدث عما حدث لحجيلان بعد مقتل ابنه عبد الله في عام 1234 هـ. وقبل وفاته أي حجيلان.
وكان آنذاك مقيما مع إبراهيم باشا بالقلعة وكتبت في الوثيقة (القليعة) بالتصغير.
والقلعة: أدركناها سليمة لم تمس عندما زرنا المدينة المنورة أول مرة في عام 1370 هـ، ثم وجدناها كما هي عندما انتقل عملي إلى المدينة المنورة في عام 1380 هـ.
وكانت بجانب باب يقع في الشمال الغربي من المدينة اسمه (باب القلعة) ولا يزال عالقًا في ذهني من أمر هذا الباب أننا عندما وصلنا إلى المدينة المنورة لأول مرة عام 1370 هـ وكان ذلك بعد صلاة العشاء بقليل وجدنا باب القلعة مغلقًا فأفهمنا رجلًا رأيناه عنده بأن الباب يغلق بعد صلاة العشاء ولا يفتح إلَّا بعد طلوع الشمس من الغد، ولذا لا عليكم أن تدخلوا إلى المدينة المنورة في هذه الليلة.
وكان المكان خلاء ليس فيه بناء وقد اقطعت القلعة المذكورة في عهد الملك سعود لأحد الأشخاص فباعها على محمد بن علي الصانع وأناس معه من أجل استغلال أرضها.
وهذا الكلام عن (القلعة) من أجل إيضاح ما كنا نقلناه عن شيوخ الإخباريين في (معجم بلاد القصيم) من أن حجيلان بن حمد مات في المدينة وأنه دفن بجانب شارع السيح في المدينة وشارع السيح تقع القلعة في منتهاه من جهة الغرب.
وذلك ردًّا على بعض الذين لا يعرفون بالأمر يقولون إن حجيلان مات في الطريق إلى المدينة المنورة قبل أن يصل إليها، وقد قدمت في هذا الكتاب أن قبره ظل معروفا إلى الوقت الذي أدركناه ولكن باسم (شيخ الدَّرَّ) وليس
باسم حجيلان بن حمد.
ونعود إلى المهم في الأمر الذي من أجله كتبت هذه الوثيقة القصيرة وهو أن أقرب عاصب لحجيلان بن حمد هو محمد بن نصار.
فحجيلان لم يخلف أبناء بعد مقتل ابنه عبد الله، وإنما خلف أربع بنات ولا نعلم له إخوة من النسب كالأشقاء أو حتى لأبيه.
ولا بد له من عاصب يأخذ بقية ميراثه بعد أن تأخذ وارثاته من النساء نصيبهن منها مثل زوجته لؤلوة العرفج التي لها الثمن من تركته وبناته.
وتوحي الوثيقة بأن كاتبها ليس طالب علم، لأنه لم يوضح ذلك، فلم يذكر أن حجيلان لا عاصب له قريب من الذكور.
والشاهدان المذكوران في الوثيقة هما (ابن حسون) والحسون من (آل أبو عليان الذين منهم الأمير حجيلان بن حمد.
وأما الشماسي فالظاهر أن قرابته قرابة صهر أو كانت بالفعل له قرابة بأسرة حجيلان.
وأما الكاتب عبد الله بن عمر فإنني لا أعرفه إلَّا إذا كان هو عبد الله بن عمرو - بالواو بعد الراء - وهو كاتب معروف معاصر لتلك الأحداث سيأتي ذكره موضحا في حرف العين عند ذكر (العمرو) غير أن خطه جميل وإملاءه متقن وكان يصف نفسه في كتاباته بالحنبلي وفي ترجمته نماذج منها (ولا تشبه هذه) والله أعلم.
وهذا نصها بحروف الطباعة:
"الحمد لله
مضمونه أنه حضر عندي إبراهيم الشماسي شهد بالفظ الشهادة المعتبرة شرعًا بأني أنا وابن حسون وصلنا احجيلان بالقليعة وقال ابن حسون با حجيلان عبد الله ذبح من يعصبك من آل أبو عليان؟ وقال ما يعصبني إلَّا محمد بن نصار كتب شهادته بلفظه عبد الله بن عمر، وصلى الله على محمد وآله".