المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌أكاذيب إبراهيم باشا: - معجم أسر بريدة - جـ ١

[محمد بن ناصر العبودي]

فهرس الكتاب

- ‌مقدمة المؤلف

- ‌مقدمة معجم أسر القصيم:

- ‌مقدمة معجم أسر بريدة:

- ‌ أسر بريدة

- ‌أسماء الشوارع:

- ‌أسماء الميادين:

- ‌أسماء الأحياء:

- ‌الرجوع إلى الوثائق:

- ‌التعليق على الوثائق:

- ‌الإكثار من إيراد الأشعار:

- ‌الاعتذار عن نقص المعلومات عن بعض الأسر:

- ‌الأسر المنقرضة:

- ‌الانتساب القبلي:

- ‌(باب الألف)

- ‌آل أبو عليان:

- ‌أسرة (آل أبو عليان):

- ‌أسماء الأسر المتفرعة من (آل أبي عليان):

- ‌الأمراء من (آل أبو عليان):

- ‌كيف كانت بريدة عندما قدم الدريبي

- ‌من الذي كان يحكم بريدة قبل مجيء الدريبي

- ‌سبب مجيء الدريبي إلى بريدة:

- ‌بريدة تحت إمارة آل أبو عليان:

- ‌تنازع آل أبو عليان على الإمارة:

- ‌انقسامات حتى في الفرع الواحد:

- ‌لمحات تاريخية:

- ‌أول الأمراء من بني عليان:

- ‌الأول راشد بن عبد الله الدريبي:

- ‌حمود الدريبي:

- ‌الأمير مقرن الحجيلاني:

- ‌الأمير راشد الدريبي:

- ‌نهاية راشد الدريبي:

- ‌ الأمير عبد الله بن حسن

- ‌محمد بن عبد الله آل حسن:

- ‌حجيلان بن حمد:

- ‌معنى اسم حجيلان:

- ‌متى تولى حجيلان بن حمد الإمارة

- ‌كيف تولى الإمارة

- ‌ذرية راشد الدريبي:

- ‌عثمان بن راشد الدريبي:

- ‌بنات الأمير راشد الدريبي:

- ‌وصية شريفة بنت محمد الراشد:

- ‌وصية رقية بنت محمد الراشد:

- ‌عودة إلى الكلام على حجيلان بن حمد:

- ‌سور حجيلان:

- ‌متى بني سور حجيلان

- ‌عرس حجيلان بن حمد:

- ‌رواية ابن غنام:

- ‌ارتداد أهل القصيم:

- ‌مغازي حجيلان:

- ‌حجيلان بن حمد وحرب إبراهيم باشا:

- ‌مع حركة الرس:

- ‌موقف حجيلان بن حمد:

- ‌أكاذيب إبراهيم باشا:

- ‌مصير الإمام عبد الله بن سعود:

- ‌حجيلان بن حمد في الوثائق القديمة:

- ‌الأمير عبد الله بن حجيلان:

- ‌ذرية حجيلان بن حمد:

- ‌وقفية نادرة:

- ‌وصية طرفة بنت حجيلان:

- ‌الأمير رشيد الحجيلاني:

- ‌الأمير عبد الله بن محمد بن عبد الله بن حسن:

- ‌سليمان بن علي العرفج:

- ‌محمد بن علي العرفج:

- ‌عبد العزيز بن محمد آل أبو عليان:

- ‌مواقف عبد العزيز بن محمد:

- ‌وقعة بقعا على أهل القصيم:

- ‌وقعة بقعَا على أهل القصيم:

- ‌ماذا لو كان الإمام موجودا

- ‌الأمير عبد المحسن بن محمد:

- ‌عودة الأمير عبد العزيز بن محمد إلى الإمارة:

- ‌وقعة اليتيمة:

- ‌عبد المحسن بن محمد ثانية:

- ‌مقتل عبد العزيز بن محمد آل أبو عليان وبعض أبنائه:

- ‌غزوات عبد العزيز بن محمد آل أبي عليان:

- ‌أوراق تتعلق بالأمير عبد العزيز بن محمد آل أبو عليان:

- ‌وثيقة غريبة:

- ‌الأمير عبد الله بن عبد العزيز بن عبدوان:

- ‌الأمير محمد الغانم:

- ‌الأمير سليمان الرشيد:

- ‌وصية الأمير سليمان بن رشيد:

- ‌إمارة مهنا الصالح وانتهاء إمارة (آل أبو عليان):

- ‌وثائق لآل أبو عليان:

- ‌أبا الخيل:

- ‌أسر آل نجيد بالقرعاء:

- ‌أبا الخيل (التسمية والأصل):

- ‌وقفية قديمة:

- ‌ووثيقة أقدم:

- ‌فروع أسرة أبا الخيل:

- ‌أولهم: صالح بن حسين أبا الخيل:

- ‌صالح بن حسين والزعامة المالية:

- ‌مهنا الصالح أبا الخيل:

- ‌أنموذج من خط محمد الصالح أبا الخيل:

- ‌وثيقة أخرى:

- ‌وزير المالية محمد أبا الخيل:

- ‌وهذه ترجمة الوزير محمد بن علي أبا الخيل:

- ‌الفرع الثاني من أبا الخيل:

- ‌آل أبا الخيل في العراق:

- ‌الشخصيات البارزة من نسل ثنيان وحمد وعليان أولاد عبد الله بن إبراهيم بن عبد الله أبا الخيل:

- ‌الفرع الثالث:

- ‌شعراء من (أبا الخيل):

- ‌أبا الرُّوس:

- ‌إبا العَنَّاز:

- ‌مسجد العناز:

- ‌أئمته:

- ‌ملحوظة:

- ‌أبا بْطَيْن:

- ‌عبد العزيز بن عبد الله بن عبد الرحمن أبا بطين:

- ‌أنموذج من خط عبد العزيز بن الشيخ عبد الله أبابطين:

- ‌أعمال عمرانية لعبد العزيز أبابطين في بريدة:

- ‌وثائق لآل (أبابطين):

- ‌المال يدل على صاحبه:

- ‌زكاة تجار العقيلات عن تجارتهم:

- ‌ابن أحمد

- ‌أبو حَبلين:

- ‌أبو شليل:

- ‌وصية أبو شليل:

- ‌أبو عْلَيّ:

- ‌أبو قْرَيْحَهْ:

- ‌أبو مصطفى:

- ‌أبو وادي:

- ‌الشيخ علي الناصر أبو وادي:

- ‌الشيخ أبو عبد الله علي بن ناصر بن محمد أبو وادي العُنَزي

- ‌أبو هلا:

- ‌الأجْبَع:

- ‌الأحمدي

- ‌الأَرْدَح:

- ‌الأشقر:

- ‌الأصطى:

- ‌الأَصْقه:

- ‌الأطرق:

- ‌الأفندي:

- ‌الإقْنَى:

- ‌الإكيزم:

- ‌وفاة عبد الله الأكيزم

الفصل: ‌أكاذيب إبراهيم باشا:

عنهم، لكن قوّى عزمه فيصل الدويش قاتله الله وطمّعه وخوَّفه، وبعد هذا صالح أهل الرس وعبد الله بمن معه على عنيزة، ورجع إلى بلده، وأشار عليه مبارك الظاهري: أنه يجئ بثلاثة آلاف من الإبل عند ابن جلهم، ويجعل عليها الأشدة، ويحمل عليها كل ما كان له، ولا يدع في الدرعية له طارفة، ويصد مع عربان قحطان ونحوهم، وكل من كان له مروءة من بدوي أو حضري راح معه، كذلك الذي يخاف، فلو ساعد القدر لم يظفر به عدوه، وتبرأ منهم من أعانهم بالرحيل، من مطير وغيرهم، ولله فيما جرى حكم، قد ظهر بعضها لمن تدبر وتفكر، وهذا الرأي أسلم له، والذي يريد القعود يقعد، ويكون ظهره علي السعة؛ ويذكر له: أنك يا عبد الله إذا صرت كذلك، صار لك في العسكر مكائد، منها قطع سابلة ما بينه وبين المدينة، وهذا الرأي سديد، ولكن لم يرد الله قبوله؛ لأن الأقدار غالبة، ولو قدر غير ذلك لكان (1).

‌أكاذيب إبراهيم باشا:

أما رواية إبراهيم باشا التي ضمنها كتابا أرسله بعد أن انتهى من أمر القصيم بأنها في مجملها أكاذيب أراد منها أن يبرز مقدرته العسكرية التي مبعثها من دون شك عدم أخذ الجانب الآخر الذي هو جانب أهل نجد الاستعدادات والإجراءات اللازمة للنصر كما تقدم.

ولكي يطلب إبراهيم باشا ما يريد بناء على انتصاره في القصيم من زيادة في النفقات، ومن زيادة في الإمدادات وربما الجنود أيضًا.

قال إبراهيم باشا في كتابه الموجود في المخطوطات (الإرشيف) التركي في اسطنبول:

(1) تاريخ نجد من خلال كتاب (الدرر السنية في الأجوبة النجدية)، ص 347.

ص: 167

معروض والي جدة إبراهيم باشا إلى والده والي مصر محمد علي باشا: ولي النعمة صاحب الدولة والعناية جناب سيدي.

أعرض على جنابكم أنه لما تم التحرك في غرة محرم الحرام هذا (أي من عام 1233 هـ) من الموقع المسمى عنيزة متوجهين إلى قرية بوريدة (بريدة) سبق أن أرسل شيخ القرية المذكورة هجيلان (حجيلان) رجلًا، طالبًا الأمان، إلَّا أنه انتابه الخوف فيما بعد، فوضع بعض الرجال في الأبراج الموجودة بأطراف القرية (أي بريدة)، فلما اقتربنا منها بدأ بإطلاق النار علينا، لمنعنا من دخول القرية، فتم تقريب المدافع إليها على الفور، فهدمت أربعة أبراج، وهوجم عليهم، فلما قتل ستون شخصًا منهم قام الباقون الموجودون على القلاع والمتاريس بتسليم أسلحتهم، ولما تم الاستيلاء على الأبراج والمتاريس الواقعة في الخارج تم الهجوم على القرية، إلَّا أنه كان لهجين المذكور ثلاث قطع من المدفعية، ولهذا فلم يتم الدخول إلى القرية؛ بل تم التضييق عليه من خلال إطلاق المدافع والأعيرة النارية عليه يوما وليلة كاملتين دون انقطاع، فلم يستطع المذكور إزاء ذلك إلَّا أن يطلب الأمان، فأعطي الأمان بشرط تسليم مدافعه ومهماته العسكرية وتقديم ابنه، فتيسر دخولنا بحمد الله تعالى إلى القرية المذكورة.

والحقيقة كان ينبغي عدم منح الأمان لهجيلان المذكور، إلَّا أنه بالنظر لما ورد من نبا من أن وادي شقراء الذي يبعد عنه مسافة أربع مراحل منبع للوهابيين أيضًا، فإننا كنا بحاجة ماسة سواء في شقراء أو في الدرعية ذاتها إلى كمية كبيرة من الجلة والمؤن، وبناءً على ذلك فإننا منحناه الأمان؛ حتى لا نصرف من عتادنا العسكري دون ما فائدة، وإضافة إلى ذلك فإن الشيخ المذكور مسن للغاية، وقد وصل سنه - على وجه التخمين - إلى مائة وعشر سنوات، كما أن كافة قرى وادي القصيم تتبعه، ولهذا فقد قدم شيوخ تلك القرى كلهم، فمنحوا الأمان، وابن المذكور مازال رهينة لدينا، وقبل حوالي عشرين

ص: 168

يوما قد قمت بتوفير ثلاثة آلاف إبل من العربان وإرسالها إلى المدينة المنورة، بغية جلب الذخيرة والمهمات العسكرية والمؤن وكذلك جلب القائد مطلي سلمان آغا الذي قدم من مكة المكرمة، وإذا ما وصلت تلك الإبل بإذن الله تعالى، فسوف يتم التحرك على قلعة شقراء، وإذا ما وصل قواد المشاة بموجب طلبنا من مصر، فسوف نغادر وادي شقراء أيضًا، متوجهين إلى الدرعية مباشرة.

وتقع الدرعية على مسافة ثلاث أو أربع مراحل من قلعة شقراء، وسوف يتم بذلك الجهود اللازمة في فتح الدرعية والاستيلاء عليها، بعد عون الباري تعالى ثم توجهات جناب السلطان ودعاء الخير من جنابكم الكريم، وقد تمت كتابة هذا المعروض المبشر بالخير. وختمه وتقديمه إلى جنابكم، والجدير بالذكر يا سيدي أن الموقع المسمى عنيزة، أكبر من جملة القرى الواقعة في وادي القصيم، وبناء على أنها منبع للوهابيين، فقد عينا بشكير آغا حاكمًا على وادي القصيم بعد أن أرفقنا معه مائة نفر من الخيالة، وحوالي مائة وخمسين شخصًا من المشاة، وذلك حتى يقيم فيها ويحافظ على كافة القرى الواقعة في وادي القصيم، وقد استشهد منا عدد من الأفراد كما جرح عدد آخر، وإذا ماتم الاستيلاء على وادي شقراء - إن شاء الله تعالى - أيضًا، فإنه سوف تتم إقامة مائة خيالة ومائة من المشاة فيها، وقد تبين من الدفتر الوارد من جنابكم أخيرًا أنه منذ وضع الحصار في قلعة الرس وحتى حينه، قد بلغ عدد الأجناس المرسلين ثلاثين ألف شخص، ما عدا المرسلين من مصر إلى ينبع، ومنذ أن قدمت إلى هذه المنطقة، فإنني أبذل جهودي ليل نهار، والمرجو من جنابكم الكريم التفضل بإرسال عشرة آلاف قبوز وفلنير (لم يتضح معناهما، ويبدو أنهما يستخدمان ذخيرة للمدافع)(1)، إلى ينبع البحر من باب الاحتياط كما أرجو

(1) القبوس: جمع قبسة وهي لفظة كانت معروفة شائعة في نجد أدركنا ذلك وهي قنبلة المدفع، وقبوس جمع قيس بمعنى قنابل المدافع.

ص: 169

إرسال المهمات العسكرية والخلع التي سبق أن طلبتها والفراشة وعساكر المشاة، وإن لم يكن هناك شبهة أن جنابكم أرسلتوها حتى الآن (أي لم تقصروا في ذلك)، إلَّا أنني بدون حد أشير إليها بشكل عابر، وإنني بصدد مغادرة قلعة بريدية هذه، وسوف يتضح لجنابكم سائر الأوضاع والأحوال الأخرى من تقرير المراسل، والأمر والفرمان واللطف والإحسان لصاحب الدولة ولي النعمة سيدي جناب السلطان.

9 محرم 1233 (هـ)

(ختم) سلام على إبراهيم

التعليق:

هذا كذب ظاهر فإبراهيم باشا لم يحتل بريدة، ولم يقتل من أهلها ستين، بل لم يقتل من أهلها رجلًا واحدًا، لأنها محاطة بسور قوي لا طاقة له بإختراقه هو (سور حجيلان) بن حمد الذي تقدم ذكره.

ولذلك نزل في الصباخ جنوب بريدة، وصار يأمر جنوده بقطع نخيله كما سبق، من أجل الضغط على حجيلان وأهل بريدة حتى يخرجوا من البلد، وبالفعل خرج منهم رجل أرسله إبراهيم باشا برسالة إلى حجيلان للتفاوض آخذًا إبراهيم باشا درسًا في قتاله مع أهل الرس، ومستغلًا الوهن الذي حصل في قلوب أهل نجد.

وقد اتفق مع حجيلان على أن يأخذ إبراهيم باشا معه ابنه عبد الله رهينة ويضع جماعة من رجاله عند حجيلان وهؤلاء أيضًا بمثابة الرهائن عند حجيلان إن حصل لابنه مكروه قتلهم والعكس بالعكس.

وأما كلامه عن الأسوار الخارجية والداخلية لبريدة فهو هراء وتلفيق فليس لبريدة إلَّا سور واحد منيع لم يستطع إبراهيم باشا النيل منه.

ص: 170

أما ما ذكره عن قتل ستين من أهل بريدة بعد الأسوار الخارجية فهو كذب محرف عن الواقعة التي حصلت بعد أن اتفق إبراهيم باشا مع حجيلان ومن دون أن يدخل هو أو أحد من جيشه إليها ورحل عنها مارًا بقرية السادة التي كانت منفصلة بل بعيدة عن بريدة في ذلك التاريخ، لأن حجم أبنية بريدة كان ضيقًا كان أهلها لم يعرفوا بالإتفاق بين حجيلان وإبراهيم باشا وكان عليها أي على (السادة) سور صغير ضعيف فيه مقصورة أي برج صغير قد تحصن ستة من أهلها الرماة فيه، فناوشوا إبراهيم باشا الرمي فهدم البرج بالمدفع وقتل أولئك الستة من أهل السادة، وهم الذين زعم في كتابه لوالده أنهم كانوا على أسوار بريدة الخارجية.

فهم ستة وليسوا ستين، وكانوا معروفين بأسمائهم آخر من سمعتهم يذكر بعضهم علي بن محمد الحسون الذي ذكر أن أحد أجداده أو قال أقاربه كان منهم وذكر اسمه.

ومن أكاذيبه في هذا الكتاب ما ذكره من كون حجيلان بن حمد قد بلغت سنه المائة وعشر سنوات، وأن كافة قرى وادي القصيم تابعة له.

وهذا تخبط حتى في التعبير فالقصيم ليس واقعا كله على واد، ما عدا وادي الرمة الذي لا تقع قرى القصيم في ذلك الوقت على ضفتيهه مباشرة ما عدا الرس والخبراء.

وأما سن حجيلان بن حمد فإنها مرتفعة ذكر لنا الإخباريون أنها تبلغ ثمانين سنة، أما كونها تبلغ مائة وعشر سنوات فهذا ليس صحيحا، إذ لم يوجد من يكون حاكمًا بلياقته للحكم التي من أجلها أخذه إبراهيم باشا معه إلى مصر حذرا من تأثيره ولكنه مات في المدينة بسبب سيأتي ذكره، ويكون مثل ذلك الرجل في سن المائة وعشر سنوات.

وينبغي أن ينظر المؤرخ إلى قول إبراهيم باشا في كتابه: "وقبل حوالي عشرين يومًا قد قدمت بتوفير ثلاثة آلاف إبل من العربان وإرسالها إلى المدينة المنورة بغية جلب الذخيرة، والمهمات العسكرية والمؤن.

ص: 171

والمتأمل لذلك لابد متسائل عن كيفية تحرك تلك الإبل الكثيرة إلى المدينة المنورة من القصيم، ثم عودتها منها إلى القصيم محملة بالأشياء الثمينة من العتاد الحربي والمؤن اللازمة للجيش ولماذا لم يعترضها معترضون سواء من الحكوميين الرسميين في الدرعية أو في القصيم أو من الأعراب وسائر المغيرون المنتهبين؟

ومن طريف الكذب ما ذكره ضابط اسم وظيفته (أوضه باشي المداين) إلى السلطان التركي نفسه وليس إلى حاكم مصر محمد علي وقال فيه:

"ومن خصوص ابن علي حجيلان أنهم ذبحوا من طرف أفندينا محمد علي الذي بقي بينه وبين الدرعية يومان، وجاعنا ركاب خبرونا بذبحتهم حاضرين لكون من خدامك شيوخ المدائن.

وهذا ذكره كاف في الرد عليه.

خطاب أوده باشي (ضابط الإنكشارية) في مدائن صالح:

العبد يقبل الأرض الذي (التي) هي ملجأ العفاة ومحل الكرم، لا يخيب من اقتفاه، المولى الأعظم والمشير الأفخم مالك الديار الشامية وكافل الأقطار الحجازية، وفخر الدولة العثمانية، خلد الله ظلاله على البرية، ومكنه وفضله على النفوس البشرية، آمين اللهم آمين.

وبعد: ألا سمح أفندينا سليمان باشا عند هذا الداعي مقيمين لكم على وظيفة الدعاء، ثم المثول من المبدي لتقبيل سعادة أيديكم الكرام، ونخبر جنابكم السعيد من خصوص ابن علي حجيلان، أنهم ذبحوا (من طرف) أفندينا محمد علي (الذي) بقي بينه وبين الدرعية يومان، وجاءنا ركاب خبرونا بذبحتهم، حاضرين الكون من خدامكم شيوخ المدائن، وبعثنا بخبر أفندينا عما صار،

ص: 172

ونبشر به، وبخصوص بركة المدائن إنها خراب، وإن شاء الله أن أفندينا يسعي لها لكلس ومعلمين، ودمتم والسلام.

حسن: أوضه باشي المداين

وهذا كتاب أكثر أهمية لأنه مرسل من (محمد علي) والد إبراهيم باشا وهو حاكم مصر الذي قام بالمهمة كلها إلى سلطان تركيا في اسطنبول.

ويقول فيه:

سبق أن عرضت على جنابكم أن ابننا إبراهيم باشا كان قد تأهل للخروج إلى القرية التي تسمى (بريدة) والتي تبعد عن قرية عنيزة مسافة ست ساعات.

ثم ذكر خلاف ما ذكره ابنه إبراهيم باشا من كونه اصطلح مع حجيلان من دون الدخول إلى (بريدة)، فقال وهو محمد علي يخاطب السلطان في اسطنبول:

"الشيخ حجيلان الذي كان في القرية المذكورة قد خاف من ذلك فوضع رجالًا مدافعين، حيث أصحبت محصنة إلى أن قال:

ثم تم الهجوم على القرية واقتحمها واستمرا إطلاق المدافع والنار عليها يومًا وليلة.

إلى أن قال:

ثم بعد ذلك دخل (أي إبراهيم باشا) إلى القرية الخ، فهذا تناقض بين إبراهيم باشا ووالده، شأن المعتدين.

صاحب الدولة والعناية والعاطفة والرحمة ولي النعم كثير اللطف والكرم جناب السلطان:

ص: 173

سبق أن عرضت على جنابكم المعروض الوارد المتضمن أن ابننا إبراهيم باشا كان قد تأهب للخروج إلى القرية التي تسمى بريدة والتي تبعد عن قرية عنيزة مسافة ست ساعات، وقد وصل ابننا المذكور إلى قرية بريدة في غرة محرم الحرام (أي من عام 1233 هـ) والشيخ حجيلان الذي كان في القرية المذكورة قد خاف من ذلك فوضع رجالًا مدافعين على الأبراج الموجودة في أطراف القرية وعلى سورها، حيث أصبحت بذلك محصنة، ولذلك فقد تم في البداية إطلاق المدافع على الأبراج، وهدمها، وإعدام ستين نفرا من الموجودين فيها، ثم تم الهجوم على القرية واقتحامها، واستمر إطلاق النار والمدافع عليها يوما وليلة، فلم يستطع الشيخ المذكور (حجيلان) والفئة الموجودة بالداخل من الفرار، فطلبوا الأمان، فأخذت مدافعهم التي تكونت من ثلاث قطع مع العتاد العسكري، فأعطوا الأمان بعد أخذ ابن الشيخ المذكور رهينة، ثم بعد ذلك دخل أي إبراهيم باشا) إلى القرية، وسوف يتم من هناك أيضًا - بعونه تعالى - التحرك إلى قلعة وادي شقراء التي تبعد مسافة أربع مراحل، هذا وبعد أن يتم أيضًا الاستيلاء على قلعة شقراء بإذنه تعالى، وإخضاع أهلها للطاعة، سوف يتم بعد التوكل على الله تعالى التوجه إلى قلعة الدرعية، هذه هي نية المذكور (إبراهيم باشا) الذي ذكر ذلك في الخطاب الذي بعث به والممهور (أي المختوم) بمهره، ونرجو أن يكون الآن قد دخل إلى الوادي المذكور، وبعد أن يستولي عليها فسوف تبقى المسافة بينه وبين الدرعية مسافة أربع مراحل، كما اتضح ذلك من الخطابات الواردة بهذا الخصوص، وكما لا يخفى أنه من دواعي سرورنا اقترابه من الدرعية، فإنه سوف يسر جنابكم أيضًا، وقد أرفق بطيه الخطابات الواردة من المذكور، وتقديمه إلى جنابكم، وفي حال إطلاع جنابكم على مضمونها فإن الأمر والفرمان واللطف والعناية والإحسان، لسيدي صاحب الدولة والعناية والعاطفة والرحمة ولي النعم كثير اللطف والكرم.

ص: 174

27 صفر 1233 (هـ)(ختم) محمد علي

ومن هذا النوع كتاب آخر، وحوادثة وقعت قبل وصول إبراهيم باشا إلى القصيم:(الأرشيف العثماني) تصنيف (19701. HAT)

المعروض الذي بعث به إلينا والي الشام سليمان باشا في التبشير بالانتصار الذي حققه والي مصر ووالي جدة على الوهابي في الدرعية وترجمة الخطابات العربية الواردة بهذا الخصوص إلى المشار إليه والتي بعث بها إلى استانبول، بغية عرضها وتقديمها إلى جناب السلطان، وإذا أحيط بها علمًا فإن الأمر والفرمان لحضرة من له اللطف والإحسان.

ولي النعمة بلا منَّة سيدي جناب السلطان:

إن والي مصر القاهرة سعادة محمد علي باشا موجود في الحجاز، وقد قمنا بإرسال بعض المراسلين مع العربان، بغية الحصول على معلومات عنه، ووردت في هذه الأيام خطابات عربية من (محافظ) قلعة مدائن صالح عليه السلام وشيخ المدائن، والضابط (المحافظ) على العُلا، وقد تطابق عما جاء في تلك الخطابات مع ما أدلى بها المراسلون من تقارير (شفهية)، حيث ذكرت أن الوزير المشار إليه (أي محمد علي باشا) بعد أن قام بفتح القلاع الموجودة في المكان الذي أطلق عليه تربة، أرسل ابنه سعادة طوسون أحمد باشا - الذي ما زال واليا على جدة - على الدرعية، فلما وصل هذا (مع من كان معه) إلى الموقع الذي سمي رسي (الرس) الذي يبعد عن الدرعية مسافة ستة أيام، استقبله الوهابي المدعو ابن علي حجيلان مع عدد وافر من العساكر، وفي الوقت الذي كادت المعركة أن تقع بينهما، فإن عشيرة حرب - المطيعة للدولة العلية والتي كانت تخدم المشار إليهما (أي محمد علي باشا وابنه أحمد طوسون باشا) - قامت بقتال الوهابي المشار إليه قتلًا شديدًا، وبحمد الله تعالى لم ينج أحد (ممن كانوا)

ص: 175

مع الوهابي المذكور، وأصبحت أموالهم غنيمة، وبهذا العمل كان حصول النصر، كما تبين ذلك من الخطابات الواردة وتقارير المراسلين (المعطوفة) على رواية المحافظ المشار إليه، وقد تم بطي معروض هذا تقديم الخطابات المذكورة إلى دولتكم، وما ورد فيها من الأخبار الخيرة صحيح، وإذا أحطتم بها علمًا فإن الأمر والفرامان لحضرة من له اللطف والإحسان.

15 ربيع الثاني 1229 (هـ)

(ختم) سليمان باشا

(الحاشية):

تم الإطلاع عليه، سوف يبشرنا الحق تعالى جميعًا بفتح الدرعية قريبًا إن شاء الله، ونأمل أن يرد خطاب والي مصر أيضًا في هذه الأيام، ويكون تأكيدًا لما ورد في هذا المعروض.

وعلى ذكر الأرشيف العثماني نورد هنا ما وقفنا عليه بشأن مصير الإمام عبد الله بن سعود بعد أن أرسله محمد علي باشا من مصر إلى السلطان في تركيا إن المعروف أن السلطان قتله، بل إن الذي سمعناه من العامة من نجد أن السلطان طبخه في قدر يريدون أنه وضعه في قدر محمي حتى يكون ذلك أكثر شناعة لقتله، ولكن هذا غير صحيح بل نص المؤرخون وغيرهم على أنه قتل، ووجدنا في الأرشيف العثماني ما يعرف منه كيفية قتله.

وذلك فيما يلي: الأرشيف العثماني، تصنيف:

LDH. 1325 C/35

LHUS. Ca. 1311/ 66

ص: 176

YMTV. 52/ 82، 52147.

Y.PRK. HH.19/ 11. 26/ 37

Y. PRK. Ms. 3/ 17

عبد الله بن سعود بن عبد العزيز بن محمد (إمام): (ت: 1234 هـ/ 1818 م).

من أمراء الدولة السعودية، ولي عليها بعد وفاة أبيه سنة (1229 هـ/ 1818 م)، وحاربته جيوش العثمانيين القادمة من مصر، وتغلب عليه قائدها "إبراهيم باشا" فطلب الصلح، فرجع إلى معسكره وتجهز في بضعة أيام، وأرسله إبراهيم إلى مصر، فأكرمه واليها "محمد علي باشا" ووعده بالتوسط له عند حكومة اآستانة، فقال: المقدر يكون، وحمل إلى الآستانة ومعه اثنان من رجاله (سري، وعبد العزيز بن سلمان)، فطيف بهم في شوارعها ثلاثة أيام متتابعة، وأعدموا في ميدان مسجد "آيا صوفيا"، وقطعت رؤوسهم، وظلت جثتهم معروضة بضعة أيام.

أما ما يتعلق بحجيلان بن حمد من هذا الأرشيف متصلًا بما ذكرناه فإنه مليء بالغلط وأوله الغلط في اسمه إذ أسموه حجيلان بن علي وهو حجيلان بن حمد، وكذلك غلطوا في عمره إذ ذكروا أنه مائة وعشر، إذ ذكروا أن عمره كان يقدر بمائة وعشر سنوات، أثناء هجوم إبراهيم باشا على بلدته عام 1233 هـ - 1918 م (1).

حجيلان بن علي (شيخ): كان أميرًا على مدينة بريدة، وكان عمره يقدر بمائة وعشر سنوات أثناء هجوم إبراهيم باشا على بلدته عام 1233 هـ /

(1) كتاب (بعض أعلام الجزيرة العربية، في الأرشيف العثماني للدكتور سهيل صابان ص 34).

ص: 177

1818 م). وكانت القرى في القصيم - حسب ما تذكره الوثيقة العثمانية - تابعة له، وقد أظهر شجاعة كبيرة لما تصدى لقوات أحمد طوسون باشا عام (1229 هـ/ 1814 م) حين قام مع أتباعه بمنع دخول القوات الغازية إلى بلاده.

الأرشيف العثماني، تصنيف ، H.H 19560، ، 19562 ، 19701 - A، 19701 B

< رمز>وبعد وقعة الدرعية:

حصل ما حصل من الهزيمة في الدرعية كما هو معروف، وسبقت الإشارة إلى شيء منه، وعاد إبراهيم باشا عن طريق القصيم لأنه كان يجيء من مصر ويبحر إليها عن طريق ميناء ينبع، فأمر على حجيلان بن حمد أن يذهب معه إلى المدينة، ومنها قد يذهب به معه إلى مصر.

فذكر له حجيلان أنه كبير السن، فقال إبراهيم باشا: اجعل ولدك عبد الله، وكان إبراهيم باشا عرفه لأنه كان أحد الرهائن الذين أخذهم إبراهيم باشا معه، وهو ذاهب إلى حرب الدرعية.

فقال حجيلان: إني أخاف عليه من أبناء عمه (بني عليان) ويريد بذلك فرع الدريبي الذين يناصبون الفرع الذي منه حجيلان بن حمد وهو فرع الحسن العداء، ويتقاتلون معهم على الإمارة كما سبق.

فقال له إبراهيم: خلهم يعاهدونك على المصحف إنهم ما يخونونك في ابنك، ولا يمسونه بسوء، قالوا: ولم يكن من عادة أهل نجد القسم على المصحف، أو المعاهدة عليه بمعنى أن يكون المحتالفون أو المتعاهدون قد وضعوا أيديهم على المصحف.

وهكذا جمع حجيلان الأشخاص الذين يخشى على ابنه عبد الله منهم واستحلفهم

ص: 178

على المصحف، وسار - رغمًا عنه - مع إبراهيم باشا حتى وصل إلى المدينة المنورة.

وقد بقي إبراهيم باشا في المدينة المنورة فترة كان حجيلان معه فيها فرأى حجيلان في المنام في ليلة من الليالي أن رشيد الحجيلاني وفلانًا من بني عليان - أبناء عمه - قد شقوا صدره - أي صدر حجيلان - وأخذوا منه قلبه، فارتاع من هذه الرؤيا، وقصها على إبراهيم باشا، فقال له: إن صدقت رؤياك - يا عجوز - فهم قتلوا ابنك، لكن احنا يا أهل مصر نعتقد أن الذي يحلف على المصحف وينكث حلفه تأكله نار من فوق أو من تحت.

قالوا: ولم يتحمل حجيلان هذا الأمر فأصابه منه اسهال في بطنه استمر معه حتى مات، ودفن في السحيمي في غرب المدينة المنورة.

ومازال قبره معروفًا إلى العقد الثامن من القرن الرابع عشر الذي انتقلت فيه للعمل في المدينة المنورة، وذلك قبل أن تبدأ الحكومة بتطوير المدينة المنورة عن طريق توسعة شوارعها، وشق شوارع جديدة فيها، فكان مكان قبر حجيلان أحد ضحايا ذلك التوسع.

ومن الطريف في هذا الأمر مع أن الموضوع كله ليس فيه طرافة، أن حجيلان بن حمد صار يعرف عند الجمال والنساء من أهل المدينة بشيخ الذر، جمع ذرة وهي الصغيرة من النمل، فصاروا إذا آذاهم الذر أرسلوا إلى قبر شيخ الذر الذي هو قبر حجيلان بن حمد قائلين له: يا شيخ الذر كف عنا ذرك.

حدثني الشيخ عمر محمد فلاتة الذي عينته أنا عندما كنت الأمين العام الجامعة الإسلامية في المدينة المنورة مساعدا لي لكونه إفريقيا ونحن لدينا في الجامعة طلاب من الإخوة الإفريقيين نريد أن نستمع إلى مطالبهم، ونفعل لهم ما يجعلهم يستمرون في الدراسة في الجامعة الإسلامية باطمئنان، ويزيل ما قد يشتكون منه، قال عمر فلاته:

ص: 179