الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وفي سنة 1201 هـ: في المحرم سار ثويني بن عبد الله بن محمد بن مانع آل شبيب رئيس المنتفق إلى نجد، ومعه جنود عظيمة من الحاضرة والبادية، وقصد القصيم، فلما وصل التنومة أخذها، ونهبها، وقتل أهلها، ثم ارتحل منها، ونزل بريدة، وحصرها (1).
مغازي حجيلان:
ويصح أن يكون العنوان (غزو القصيم في زمن حجيلان) وهناك مثل شائع في نجد لفظه (ما غزا قصيم) يضربونه للأمر بنفرط ولا ينتظم.
ومعناه: أن القصيم لم يغزو أي لم يظهر منه غزو، وهذا المثل قيل أول ما قيل في عهد حجيلان بن حمد وإمارته الطويلة السديدة على القصيم.
ومن بعد نظره وربما من حسن عقيدته اتفاقه مع آل سعود إبان الدولة السعودية الأولى، على تحكيم الشرع، وقتال من لم يفعل ذلك.
ولذلك كان يغزو بأهل القصيم غزوات مهمة وصل مداها إلى نقرة الشام الواقعة في جنوب الشام، وإلى نواحي المدينة المنورة.
وقد سجل المؤرخون ذلك أو بعضه.
قال ابن غنام:
وفيها غزا حجيلان بأهل القصيم ومن حوله من العربان، وقصد أهل الجبل فاستقر بذلك المكان، وأقام فيه مدة أيام وليال، وغالب أهل تلك البلاد إلى الدخول في الإسلام في إقبال، فقدم عليه في ذلك الزمن كثير من بلدان ذلك الوطن وعاهدوا على الإسلام ورغبوا في الدخول والاستسلام، ومن أعرض عن ذلك وصد، تصدي حجيلان لحربه وقصد، وتأهل له واستعد، وأقبل عليه
(1) خزانة التواريخ، ج 9، ص 80.
بالحروب والحرابة، حتى يدين للإسلام ويفتح بابه، وأخذ على من امتنع أموال في ذلك الوقت والحال، حتى طاعوا التوحيد بالاجمال، فلم يشد حجيلان للسير عنهم الرحال حتى تلقي جميعهم الإسلام بأحسن استقبال (1).
قال الشيخ عبد الوهاب بن محمد التركي في تاريخه:
وفي سنة 1212 هـ أخذ حجيلان (الشرارات) في أرض الشام، وأخذ منهم أموالًا من الإبل الكرام النجاب، التي لا نحصي لها عدا (2).
والشرارات: قبائل عربية يرجع نسبها إلى بني كلب وهي مشهورة بأن إيلها من أفضل إبل القبائل العربية في نجابتها، وسرعة سيرها، وصبرها على السير المتواصل، وقد فصل ابن بشر هذه الواقعة تفصيلًا، فقال:
"وفيها غزا حجيلان بن حمد أمير ناحية القصيم بجيش من أهل القسيم وغيرهم، وقصدوا أرض الشام، وأغاروا على عربان الشرارات فانهزموا فقتل منهم نحو مائة وعشرين رجلًا، وأخذوا جميع محلتهم وأمتاعهم وأزوادهم وأخذوا من الإبل خمسة آلاف بعير وأغناما كثيرة، وعزلت الأخماس فأخذها عمال عبد العزيز وقسم حجيلان باقيها في ذلك الجيش غنيمة للراجل سهم وللفارس سهمان"(3).
وقال ابن بشر في حوادث سنة 1207 هـ: وفيها غزا حجيلان بن حمد أمير ناحية القصيم وغيرهم، فأغار علي بني عمرو من عربان حرب، فقتل منهم رجالًا، وأخذ عليهم إبلًا (4).
(1) تاريخ ابن غنام، ج 2، ص 146.
(2)
خزانة التواريخ النجدية، ج 4، ص 66.
(3)
عنوان المجد، ج 1، ص 240.
(4)
عنوان المجد، ج 1، ص 204.
وقال ابن غنام:
وفيها غزا حجيلان بأهل القصيم ومعه من عنزه فرقان فذكر له أن هناك ظهرة عظيمة خارجة من البصرة وسوق الشيوخ حضر وبدوان فأمَّ لهم منار الطريق وكان من خبرهم على يقين وتحقيق، فأسرع بمن معه ومن معه وتبعه، حتى وصل إلى بقعا، وأقام ينتظرهم حتى قدموا بعد ذلك عليه، ووصلوا بما معهم من الأموال والأحمال إليه، فتلقاهم بغارة مزعجة مرهقة واسنة ماضية الأرواح مزهقة، فطاعنوا ساعة وحينًا ثم انكشفوا بعد ذلك انكشافًا وهينًا، وكان كل منهم للذلة موثقًا رهينًا، فغنم المسلمون تلك الأموال واستاقوا جميع الأعمال وقتلوا عددا من الرجال (1).
وذكرها ابن بشر بهذا اللفظ (2) قال:
وفيها، غزا حجيلان بن حمد أمير القصيم إلى ناحية جبل شمر، فذكر له قافلة خارجة من البصرة وسوق الشيوخ، فأسرع السير حتى وصل إلى بقعا، فرصد لهم فيها، فوافقها ومعها كثير من اللباس والقماش لأهل الجبل وغيرهم، فأخذها وقتل من الحدرة قتلى كثيرة (3).
(1) تاريخ ابن غنام، ج 2، ص 141.
(2)
عنوان المجد، ج 1، ص 157.
(3)
عنوان المجد، ج 2، ص 157.