الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وعلى هذا يكون عمره 88 سنة.
وربما كانت كلمة (تسعين) محرفة عن سبيعن، مع أن ذلك أيضًا لا يستبعد لأن الذي يكون عمره 18 سنة لا يوصف بخدمة العلم ونفع المسلمين لصغر سنه.
أما الابن الثاني للشيخ عبد الله بن عبد الرحمن أبابطين فإنه (عمر) وقد قدمنا الوثيقة التي تدل على ذلك فيما سبق.
قال الأستاذ ناصر العمري:
المال يدل على صاحبه:
سافر عبد الله بن سعود البطين من بريدة إلى العراق في العقد السابع من القرن الرابع عشر لشراء مال من العراق ووصل إلى المشهد فاشترى المال المطلوب وحمله على إبل قد اشتراها من عرب الجزيرة في العراق واستأجر رجلًا من شمر زيادة على رجل حربي كان معه واتجه بالإبل المحملة بالمال من العراق ولما خرج من حدود العراق أعطى الرجال الذين استأجرهم من العراق أجرتهم وانصرفوا وبقي معه الحربي. ووصل عبد الله بن سعود البطين إلى مركز الدويد في الأراضي التابعة للمملكة العربية السعودية ورسم بضاعته في الجمرك ودفع الرسوم المطلوبة عليه بموجب نظام الدولة، وقبل مغادرته الدوند أرسل لوالده في بريدة برقية يخبره فيها بالمال الذي معه أصنافه وعدده دون أن ينقص أو يزيد فيه شيئًا، ووصلت الرسالة البرقية لوالده فاحتفظ بها ومضى خمسة وأربعون يوما، ولم يصل القادم من الدويد وهذه مدة طويلة مضاعفة للمدة المطلوبة للسفر فقلق والده وأخذ يسأل عنه ولكن لا يجد خبرًا فأرسل كتبًا وبرقيات إلى جهات من المملكة له فيها أقارب ومعارف وأصدقاء يسأل عن ولده، ويخبرهم عن البضاعة التي معه، ولكن لم يحصل على إفادة
عن ولده ولا عن ماله، وأخيرًا كتب كتابًا لصديقين له في حائل هما مشاري الهدلق ويحيى الصالح وأخبرهما عن تأخر ولده وعما معه من بضاعة وطلب منهما البحث عن ولده، وعن بضاعته، وكانت بضاعته كاملة قد عرضت على مشاري الهدلق من قبل صاحب دكان في حائل اسمه معجل الفرج، ولما قرأ مشاري الهدلق الخطاب أدرك حقيقة الأمر وأن الرجل لا شك مقتول، فأخذ معه شهودًا ومضى إلى معجل الفرج وتوثق من وجود البضاعة لديه ومتى جاءت إليه، ولما أشهد عليه قال له:
أنت غير متهم ولكن عليك حفظ نفسك فنحن نبحث عن رجال، وليس عن المال، فقام معجل الفرج واستدعى صاحب البضاعة الذي وضعها عنده واستجوبه بحضور شهود عدول حتى اعترف بها ثم صرفه، ومضى معجل الفرج إلى أمير حائل الأمير عبد العزيز بن مساعد بن جلوي وأخبره أن لديه بضاعة ودلالًا ونحاسًا وحريرًا، وأن صاحب البضاعة وأخاه يعتقد بأنهما قتلا وأخذ مال عبد الله بن سعود البطين، وأن حامل السلاح لدى الإمارة البلوي هو الذي جاء بالبضاعة وهو المتهم بقتلهما، فأمر ابن مساعد بسجن معجل الفرج وبسجن البلوي والتحقيق معهما، وقد اعترف البلوي فورًا بسبب أنه قد اشهد عليه بأن البضاعة له، وبعد ذلك قام مشاري الهدلق ويحيي الصالح بإخبار سعود البطين عن وجود مال ولده في حوزة رجل أمين في حائل لكنه خدع وحضر وأخذ المال وسيق معه الجاني إلى قاضي حائل فحكم بقتله وأحضر الجاني أمام والد المقتول فقام بقتله قصاصًا، وكان القائل قد رأى نار المقتولين ليلًا فاتجه إليها ونزل بهما وطعم معهما وسألهما عن البضاعة التي مع التجار، وأين رسمها مدعيًا أنه مكلف حكومي وهو محتال فأبرز التاجر له أوراق الرسوم معتمدًا على سلاح الحكومة الذي يحمله البلوي، فعرف البضاعة وطمع
بها وفي الصباح أكل معهما طعام الإفطار وشرب معهما القهوة وقام بمساعدتهما على تحميل البضاعة على ظهور الإبل، وبعد أن تم تحميل البضاعة ساق الراعي الإبل وبقي التاجر عبد الله بن سعود البطين مع البلوي ثم ودعه، ولما هم عبد الله بن سعود البطين بركوب ناقته ابتدره البلوي بوابل من الرصاص فقتله والراعي بعيد بالإبل ولكنه سمع الرصاص وذهل واستغرب فترك الإبل وابتعد عنها يعدو ويستطلع الأمر فلحق به البلوي وأطلق عليه عيارين ناريين أخطأه الأول وأصابه الثاني بمقتل ثم حفر لكل منهما حفرة في مكانه ودفنه فيها، وجمع الإبل النافرة وساقها حتى جاء إلى حائل آخر الليل، وسلم ما على الإبل من بضاعة للبائع معجل الفرج الذي لم يسلم من العقاب حيث غرمه الأمير عبد العزيز بن مساعد بن جلوي سبعين ألف ريال وسجنه ستة شهور، وسأل الأمير عبد العزيز بن مساعد القاتل عن الإبل أين هي؟ فقال لقد أخرجتها بعيدًا عن حائل وتركتها هملًا، والإبل من مواشي الجزيرة في العراق ومن عادتها العودة إلى مكانها الأصلي في العراق ولا شك أن القائل قد اغتال القتيل غيلة بعد أن أكل معه وشرب معه وأوهمه أنه من رجال إمارة حائل يقوم بمراقبة الطريق عن التهريب، نسأل الله العافية (1).
وهذا الخبر أيضًا:
قال الأستاذ ناصر العمري:
من أسرة (ابي بطين) فهد بن عبد الله أبي بطين شاب فيه غيرة على الدين وفيه شجاعة خرج يومًا في سيارته إلى الباطن الواقع شرقي مدينة بريدة، وجلس يرتاح قرب بركة ماء في بستان فلفت نظره وجود سيارة وانيت
(1) ملامح عربية، ص 102 - 104 ـ