الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
بلدانهم فقدموا على الإمام فيصل في الرياض وبايعوه، ثم قدم عليه عبد العزيز ابن الشيخ عبد الله أبا بطين ولي بيت مال القصيم فأكرمه الإمام وأعطاه حصانين (1).
وقعة بقعا على أهل القصيم:
وقعة (بقعا) هي أولى الوقعات الكبيرة على أهل القصيم جميعهم، وقد ذكرها الإخباريون وأولهم ابن بشر رحمه الله، وذكر سببها عنده وهو غزو أناس من عنزة وهم من أتباع أهل القصيم أو حلفائهم على أناس من شمر وهم أتباع ابن رشيد حاكم الجبل وهو مدينة حائل وما يتبعها.
قد يكون هذا هو السبب الظاهر، ولكن السبب الأساسي غير هذا كما ذكره لنا الإخباريون الذين كثيرًا ما تكون في جعبتهم أخبار أوضح أو أدنى للعقل مما لدى المؤرخين بحكم كون المؤرخين من خارج منطقة القصيم وكثيرًا ما يتناولون الأمور حسب أخبار أو إفادات تصل إليهم من أناس لم يعرفوا الأمور على حقيقتها.
يقول الإخباريون: إنه بعد أن رحَّل الأتراك الذين يراد بهم في نجد الجنود المصريون الإمام فيصل بن تركي عن نجد بالقوة وأخذوا معه بعض اخوانه وأسرته حملوهم من نجد إلى المدينة المنورة في عام 1254 هـ فمروا بهم على المدينة المنورة ثم ذهبوا بهم إلى مصر، فأرجف بأن الدولة السعودية التي هي الثانية قد انتهت برحيل الإمام فيصل بن تركي وأنها لم تقم لها قائمة، والذين لم يعتقدوا ذلك عرفوا أن الإمام فيصل رحل من نجد قهرًا عنه وأبقي في مصر.
ومن أولئك أهل القصيم فاجتمع أهل القصيم أو من يمثلون أكثريتهم وهم أهل بريدة ومن يتبعونها من سائر القصيم الذين رئيسهم جميعًا عبد العزيز بن محمد آل أبو عليان وأهل عنيزة الذين رئيسهم أميرها ابن سليم على أن يكونوا
(1) عنوان المجد، ج 2، ص 245.
يدًا واحدة على من حاربهم، بل على من ناواهم، وكان أهم من في أذهانهم من أولئك آل رشيد في منطقة حائل.
فصاروا يتلمسون كيف يلقنون ابن رشيد درسًا وهم على ما هم عليه من كثرة في الرجال ووفرة في الأموال، بالنسبة إلى أهل نجد.
وقد حدثنا الإخباريون عن الازدهار الذي كان في القصيم في تلك الفترة بالنسبة إلى سائر نجد وبخاصة جنوبها الذي لو لم تكن لهم من مصيبة إلا مصيبة ترحيل الإمام فيصل بن تركي رأس الدولة المعروف بحلمه وأناته وبعده عن الظلم لكفت، فكانت واقعة غزو أمير حايل ومن معه من شمر وأهل الشمال على عربان عنزة حلفاء أهل القصيم مبررًا فيما رآه أمراء القصيم الذين على رأسهم عبد العزيز بن محمد.
وعندما عزم على غزو حايل بلغ ذلك الشيخ سليمان بن علي المقبل قاضي بريدة فاستنكره اشد الاستنكار، وأعلن من منبر المسجد الجامع في بريدة ذلك لأنه خطيب الجامع ولو لم يصرح باسم الأمير عبد العزيز بن محمد، وإنما قال: الفتنة راقدة الخ.
وقد ذكرت ذلك في (معجم بلاد القصيم)(رسم بريدة) وبينت ما يتعلق بهذه المسألة مما لا أرى داعيًا لإعادته هنا، وربما يأتي الكلام عليه في ترجمة الشيخ سليمان المقبل في حرف الميم.
أما الوقعة نفسها فإن الهزيمة حلت فيها بأهل القصيم، وقتل فيها منهم جماعة منهم أمير عنيزة يحي السليم.
ويقول أهل القصيم: إن سبب الهزيمة أن عربان عنزة الذين كانوا معهم قد تخلفوا عنهم عندما احتدمت المعركة، بل ذكروا ابن مجلاد من شيوخهم بالاسم وقالوا: إنه نادى بأعلى صوته (يا القصمان ترى ما فيها مهاش) أي لا مجال للحرب.