الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وثائق لآل (أبابطين):
أولها التي استرعت انتباهنا وثيقة مضاربة بين عمر بن الشيخ العلامة عبد الله بن عبد الرحمن أبابطين الشهير الذي تولى قضاء عنيزة، ولما غضب على أهل عنيزة بسبب الحرب التي نشبت بينهم وبين الإمام فيصل بن تركي جاء إلى بريدة وأقام فيها بعض الوقت.
وكان ابنه عبد العزيز هو صاحب بيت المال فيها كما سبق.
أما ابنه عمر فإنه فيما يظهر تاجر ناجح لأن مهنا الصالح أبا الخيل الذي هو ثري من أثرياء بريدة المشهورين أعطاه مبلغًا كبيرًا من المال بالنسبة لما يملكه الناس في ذلك العهد من النقود وهو ستمائة وأربعة وخمسون ريالًا إلَّا ربع ريال مضاربة، وهذا لفظ من ألفاظ الفقهاء وإلا فإن العوام يسمونه ذلك بضاعة.
وهذه المضاربة كما ذكر الكاتب - ناسخة للمضاربة الأولى التي أوضحت بكتابة غير هذه.
والشاهد عليها أحد وجهاء بريدة وأثريائها وهو حمد بن إبراهيم الجاسر والد الشيخ الشهير إبراهيم بن جاسر الذي صار له أتباع معروفون باسمه.
أما الكاتب فإنه صلطان الرشيد بن عمرو، والرشيد في اسمه هي بإسكان الراء وفتح الشين على لفظ التصغير.
ويعرف ذريته الآن بالرشيد كما سيأتي ذكرهم في حرف الراء، كما يعرفون بالعمرو.
وفي أسفل الوثيقة أنه وصل من المضاربة المذكورة حوالة فوزان بن عبد العزيز الفوزان الذي هو من السابق الذين منهم الشيخ فوزان السابق أول سفير للمملكة في الخارج كما يظهر لنا مائتان وثمان وستون ريالًا.
وأيضًا وصل منها من يد عبد الله الشومر ثلاثمائة وخمسون ريالًا .. الخ.
وتاريخ الوثيقة الأولى في ربيع الأول من عام 1278 هـ. والثانية التي تحتها التي فيها الإيصال 21 من جمادى الثانية سنة 1279 هـ وهي بخط صلطان الرشيد العمرو وشهادة عبد الله الشومر.
ومما يجدر ذكره هنا أن (عمر بن الشيخ عبد الله أبا بطين) لم يخلف ذرية فيما بلغنا، وأنه انقطع نسله رحمه الله.
ومن وثائق إبابطين:
أقول: رأيت نسخة أوضح من هذه الوثيقة فصورتها وهي المتعلقة بنقل وقف عبد العزيز أبا بطين من روضة سدير إلى القليب المعروف في قصور بريدة، وقصور بريدة: جمع قصر وهي البئر التي تزرع حبوبًا تكون في الشتاء من القمح والشعير واللقيمي كما تزرع في الصيف ذرة ودخنًا، وهي تخالف ما يسمونه (الأملاك) من النخيل جمع ملك، فتلك يكون فيها نخل وتكون النخل هي الأساس فيها فهذه القصور سميت بذلك لأنه لابد أن يبني فيها بيت ويبقى وحده في غير وقت الزراعة، ليس فيه سكان، كما يبقى كذلك إذا لم تزرع الأرض التابعة للقليب في سنة من السنين أو أكثر من سنة.
وذكر القصر بأنه المسمى (هداج) وهذا القصر كنا نعرفه بهذا الاسم وليس في بريدة نفسها، وإنما في أسفل من النقود الغربي للعكيرشة عهدت الشباب يذهبون إلى قليبه فيسبحون فيها في الصيف ويأخذون فراخ العصافير من طيها وهو الحصى الذي طويت به.
ثم عهدت (هداجًا) هذا وقد دثر وتعطلت الزراعة فيه حتى إنه صار فيه وفيما حوله أول مطار في بريدة افتتح في عام 1373 هـ.
ثم انتقل منه المطار وبارت أرضه إلى أن لحقت بها عمارة بريدة فعمرت بيوتًا ومنازل شقها طريق كان يسمى (طريق الناقلات) أو شارع الناقلات لأن الناقلات وهي سيارات الشحن الكبيرة كانت تسير فيه تتفادى بذلك الزحام، في شوارع بريدة ثم تطور هذا الشارع إلى ما هو عليه الآن 1428 هـ وقد افتتح فيه محلات تجارية واسعة مرتبة لا تختلف عن المحلات الكبيرة في أوروبا.
ولا ندري إلى ما يكون عليه الأمر بعد ذلك، لله الأمر من قبل ومن بعد، وإلى الله ترجع الأمور.
وأما مسجد عودة الرديني فإنه المسجد الذي صار يعرف أخيرًا بمسجد الحميدي لأن الشيخ محمد بن صالح المطوع (الحميدي بالتصغير) كان يؤم فيه وهو واقع الآن في السوق المركزي لبريدة ليس بقربه منازل إذ هدمت المنازل حوله لهذا السوق وقد بناه عودة الرديني للأمير حسن المهنا، ولكنه وصاه ألا يعرف الناس من ذلك شيئًا لئلا ينقص أجره، هكذا قال حسن المهنا، أمير بريد السابق.
ذكر الشيخ عبد الله بن عبد الرحمن البسام رحمه الله في ترجمة الشيخ عبد الله بن عبد الرحمن أبا بابطين أنه خَلف ابنين هما عبد العزيز وصار من الوجهاء المقربين عند الإمام عبد الله الفيصل، فهو أمين بيت المال ويرسله ليفاوض الدولة التركية والحكام وقتل مع الإمام عبد الله في معركة أم العصافير التي دارت بينه وبين محمد بن رشيد عام 1301 هـ (1).
وظاهر أن هذا غير صحيح فعبد العزيز أبا بطين هو أمين بيت المال في القصيم وليس في الرياض كما قد يتبادر إلى الذهن، والذي عينه في ذلك المنصب هو الإمام فيصل بن تركي والد الإمام عبد الله الفيصل، وذلك قبل أن يتولى الأخير الملك بسنوات، كما نقلنا ذلك في رسائل الإمام فيصل، كما أن عبد العزيز أبابطين كان ساكنا في بريدة قبل ذلك، وكان فيها عندما أتى والده إليها من عنيزة، وأعدل الأقوال أن الشيخ عبد الله أبابطين سافر منها إلى شقراء، ولم يعد منها إلى عنيزة وإن لم يكن على ذلك دليل مكتوب.
وآثار ابنه عبد العزيز الكبيرة الواضحة في بريدة التي ذكرتها فيما سبق تشهد لذلك.
وعلى ذكر الشيخ العلامة عبد الله أبابطين أنبه إلى تطبيع حصل في الصفحة التي نقلت عنها ما سبق من كتاب الشيخ عبد الله البسام وهو قوله: إن الشيخ عبد الله أبابطين توفي في سابع جمادى الأولى عام 1282 هـ بعد أن أمضي في خدمة العلم ونفع المسلمين قرابة تسعين سنة، ولذا عظم على الناس خطبه وأسفوا لفقده.
وكان ذكر في ترجمته قبل ذلك أنه ولد في (روضة سدير) لعشر بقين من ذي الحجة عام 1194 هـ (2).
(1) علماء نجد خلال ثمانية قرون، ج 4، ص 241.
(2)
ص 229 من الجزء المذكور.