الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
حوضها مغطى بشراع، فسأل صاحب السيارة عن حمل سيارته ما هو نوعه؟ فنهره صاحب السيارة ولم يهتم به، فأصر فهد بن عبد الله أبو بطين على اطلاعه على حمل السيارة، وكان صاحبها بدويا متحضري، فهدده صاحب السيارة بمسدس معه، وهنا تشجع فهد بن عبد الله آل أبي بطين وأخذ منه المسدس وأرغمه على ركوب سيارته والسير بها إلى مدينة بريدة وأرغمه على الوقوف عند مكتب هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وقد اتضح أن حمل السيارة قوارير خمر نسأل الله العافية، فسجن صاحب السيارة وصودرت سيارته، وسلمت لمالية بريدة وسلم ما فيها من الخمر إلى مالية بريدة، وسجن صاحب السيارة وأمر أحد القضاة بمحكمة بريدة الكبرى بجلده مائة جلدة ونفذ فيه الحكم، وقد أخبرني بذلك خوي الإمارة علي بن ناصر الرشيدي وهو متقاعد، نسأل الله العافية (1).
زكاة تجار العقيلات عن تجارتهم:
قص عليَّ الشيخ عبد العزيز أبوبطين وهو أحد أبناء العقيلات، وكان مديرًا عامًا لوزارة الأشغال، وكان قد تخرج من مدرسة التجارة العليا بجامعة فؤاد الأول سنة 1932 م وبعدها ساعد جماعته في حساباتهم ودفاترهم وأموالهم من ضبطها في حسابات منظمة.
قال إن ابن سعود كان يرسل مندوبيه إلى مصر في القاهرة مرتين في السنة لأخذ وتحصيل الزكاة من العقيلات الموجودين هناك لتوزع على مستحقيها في المملكة، وحدث في سنة 1934 م والله أعلم، أن عادة عندما يأتي مندوب ابن سعود لمصر يتكون من ثلاثة أشخاص ويستقبلهم أبناء العقيلات في
(1) ملامح عربية، ص 375.
السويس ويأتوا بهم إلى القاهرة ويكرمونهم، وكانوا ينزلونهم في فنادق العتبة الخضراء التي كانت تعتبر في ذلك الزمان من أفضل الفنادق العربية، وكان العقيلات يجمعون أموال الزكاة ذهبًا ويشتري بجزء منها حسب الأوامر المعطاه للمندوب الأرزاق وغيرها، وكانت تلك الأرزاق تحمل بالجمال إلي السويس، فهذه عادتهم رغم القطارات حيث تصل القافلة إلى السويس محملة بالذهب والأرزاق، وحدث أنه نزل في الفندق بعض أفراد العصابات التي كانت معروفة في ذلك الوقت ليتجسسوا ويعرفوا ميعاد رحيل القافلة من بلبيس، فعرف الوالد الشيخ صالح الحليسي وجماعته من العقيلات بذلك وأحضروا أفراد العصابة في الفندق وأنذروهم معلنًا عن القافلة وميعادها، وكذلك عن محتوياتها من حمولة وأنه سيرسلها بدون حراس وأنذروهم أنه لو مست أو أن أحدًا من تلك العصابة اعترض على تلك القافلة ستكون نهايتهم!
ثم أتى زعيمهم واعتذر للوالد وجماعته وعملت عزومة كبيرة ذبحت الذبائح في بلبيس في الحوش الكبير وحضر فيها كثير من العقيلات وأبناؤهم وزعيم تلك العصابة وأفراده حتى أصبحت عادة في الريف المصري عن أي عملية للصلح حتى وقتنا الحالي حيث يقولون عن تلك العادة نجلس "جلسة عرب" أي يجتمع الطرفان المتخاصمان على مائدة الطعام والذبائح ولا يأكلوا شيئًا من الطعام حتى تتصالح النفوس وعادة ما كان يحضر تلك العزائم مندوبون من الحكومة المصرية من مأمور ومحافظة الشرقية وضباط الأمن من بلبيس وخلافه.
نهاية الكلام على أسرة (أبابطين).