الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الأول راشد بن عبد الله الدريبي:
وهو الذي ذكر المؤرخون أنه أول الساكنين في منطقة بريدة من أسرة (آل أبو عليان) ويعتبرونه أول الأمراء من هذه الأسرة، ولكن ليست لدينا أخبار عنه في التاريخ المكتوب غير الجملة التي ذكرها ابن عيسى رحمه الله من أنه أول من نزل من (آل أبو عليان) في منطقة بريدة، وهذه قد تفسر على أنه حاكم من تلك الأسرة كما قد تفسر على أنه ساكن منها في منطقة بريدة، من دون أن يتولى الحكم، والأول هو المتبادر إلى الذهن.
حمود الدريبي:
يأتي بعده بالذكر، وربما بالترتيب عند المؤرخين ابنه - كما ذكروا -: حمود الدريبي وهو أمير مشهور بذلك ذكر المؤرخون له أحداثا ووقائع تدل على أن بريدة كانت في عهده تحمل هذا الاسم، وأنها صارت ذات شأن، بحيث تتحارب مع جارتها بلدة الشماس، وبحيث يمتد الخلاف والتنازع بينهما إلى درجة أن يستعين بعض المخالفين لهم بأهل عنيزة وبأعراب من قبيلة الظفير على أهل بريدة.
كما أنه وجد في وقت كان اتضح فيه انقسام (آل أبو عليان) على أنفسهم حول إمارة بريدة، وعمق ذلك الانقسام إلى درجة أن حمود الدريبي قتل ثمانية منهم في جامع بريدة، وأنه قتل في السنة التي تلت قتلتهم تلك، وهذا يدل على أنه ليس الابن المباشر لمؤسس الأسرة في بريدة، إذ أن هذه التطورات لا تكون هكذا من القوة والاختلاف في عمر رجل كبير السن وهو المؤسس كما نعتقد إلى عمر ولده الأمير.
أقول: وجدت في أوراق عندي قديمة كنت كتبتها في عام 1364 هـ نقلًا عن أوراق متعددة أن ذلك كان في عام 1153 هـ ونصها:
سنة ثلاث وخمسين ومائة وألف قتل حمود الدريبي رفاقته (آل أبو عليان) في مسجد بريدة قتل منهم ثمانية رجال، وفي السنة التي بعدها قتل حمود الدريبي المذكور.
أقول: وصف الذين قتلهم حمود الدريبي بأنهم رفاقته ليس المقصود من ذلك ما يتبادر إلى الذهن بأنهم أصحابه المرافقون له، وإنما المقصود أنهم من أسرته (آل أبو عليان).
ولم يحفظ التاريخ ولا الإخباريون أسماء أولئك الذين قتلهم حمود الدريبي، ولكن الذي لا مراء فيه أنهم من الفرع الثاني من آل أبو عليان، الذين هم من آل حسن، وهم الذين كانوا يتنازعون الإمارة على بريدة مع أبناء عمهم فرع الدريبي الذين منهم حمود الدريبي هذا ويتقاتلون معهم عليها.
والمراد بمسجد بريدة الوارد في هذا الخبر هو جامع بريدة لأنه لم يكن يوجد في ذلك الوقت، أي مسجد آخر غيره في بريدة، وهو الجامع الذي صار يسمى الآن (جامع خادم الحرمين الشريفين الملك فهد) لأنه وسعه وجدد عمارته على هيئة ممتازة جزاه الله خيرا.
وقد صرح الشيخ إبراهيم بن عيسى بأسماء الذين قتلهم حمود الدريبي في الجامع بأنهم أبناء عمه آل حسن من آل أبو عليان.
قال ابن عيسى: وفي سنة 1153 هـ قتل حمود الدريبي رئيس بلد بريدة بني عمه آل حسن من (آل أبو عليان) في مسجد بريدة قتل منهم ثمانية رجال (1).
وقال ابن عيسى: وفي السنة التي بعدها فتل حمود الدريبي المذكور، وآل أبو عليان من العناقر من تميم (2).
قال ابن بشر رحمه الله في سوابقه في حوادث سنة 1153 هـ: وفيها قتل حمود الدريبي رفاقته آل أبي عليان في بريدة قتل منهم ثمانية رجال (3).
ولم يذكر مكان قتلهم الذي ذكر المؤرخون غيره أنه كان في جامع بريدة.
(1) خزانة التواريخ، ج 9، ص 70.
(2)
المصدر نفسه.
(3)
عنوان المجد، ج 1، ص 374 (الطبعة الرابعة).