الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
آل أبو عليان:
من غريب المصادفات أن تكون أسرة (آل أبو عليان) هي أولى الأسر في مدينة بريدة من حديث الترتيب على الحروف الهجائية، ذلك بأنها أولى الأسر بضم الهمزة من (أولى) وهي أولى الأسر بفتح الهمزة أيضًا.
فهي أهم أسرة في بريدة إذ حكمت هذه المدينة وما يتبعها من القصيم وهو كل القصيم ما عدا مدينة عنيزة، وما بقربها من أماكن قليلة لمدة زادت على مائتي سنة.
فأسرة (آل أبوعليان) تستحق التقديم في الذكر على سائر الأسر في بريدة، لكونها حكمت بريدة أكثر من مائتي سنة، ولا توجد أسرة مثلها ولا ما يقاربها في هذا الأمر، إلَّا ما كان من أسرة المهنة التي حكمت بريدة لسنين قليلة، وعدد حكامها عليها قليل، بل لا يتعدى أربعة.
وأما (آل أبوعليان) فإن عدد الحكام لبريدة منهم كان كثيرًا، والزمن الذي حكموا فيه كان مديدًا، وتطور مدينة بريدة في عهدهم، بل في عهودهم كان كبيرًا ومع ذلك كان الترتيب الأبجدي يجعل اسم أسرتهم تستحق أن تذكر قبل غيرها.
ذلك بأن الهمزة اللينة تقدم على الهمزة الحقيقية في اعتبار اللغويين.
و(آل) أوله همزة لينة، ولذلك قدمناها على الأسر التي تبدأ بهمزة حقيقية مثل (أبا الخيل).
و(آل أبوعليان) هم الأسرة الوحيدة التي كنا ونحن صغار نسمع الشيوخ وكبار السن ينطقون باسمهم هكذا (آل) أبوعليان أما من عداهم بعد ذلك فإنهم يقولون فيهم (أل) كالمهنا والرواف والمقبل وهذا أمر معروف.
ولا شك في أن هذا يدل على أنهم جاءوا بهذه التسمية معهم من الوشم، وتناقلها الناس عنهم.
وطبيعي أن هذه التسمية المصدرة بآل لم تحدث إلا بعد أن أصبح لهم
أولاد، وربما لم تحدث إلا بعد أن كثر أولادهم.
وإلَّا فإنهم ينسبون إلى جد لهم اسمه (عليان) بدون كلمة أب أو آل.
ومن ذلك ما اشتهر من نشيدهم أو عرضتهم الحربية التي كانوا ينشدونها وأولها:
حنا ضنا ليلى وترثة (عليان)
…
واللي يعادينا من السم نسقيه
فضنا (ليلى) معناه التي ولدتنا ليلى أي أن أمهم تسمى (ليلى)، وقد كنا نسمع ونحن صغار بعض الناس يقولون لبعض على غير طريق المدح (يا ضنا ليلى) وقال بعض الذين يريدون التشنيع عليهم: إن (ليلى) أمهم كانت غريبة، وأكد لي ذلك عدد من أسرة آل أبي عليان أنفسهم، ولكنني أشك فيه أي في كون ليلى أمهم غريبة عن أصولهم، لأنه لو كان الأمر كذلك لما تمدحوا به وذكروه، بل كرروه في معرض الفخر.
أما (عليان) فإنه جدهم بدون شك.
وهم جاءوا من ثرمدا إلى بريدة حين جاء أوائلهم إلى بريدة عبر ضرية.
وقد اشتهر آل أبو عليان: بشجاعتهم وقسوة قلوبهم، وكونهم لا يتهيبون الحرب والإقتتال حتى شاع عنهم المثل:(تبون اليوم نسطي وإلَّا نعزق؟ ) والسطوة هي الهجوم على الحاكم في مقره لقتله وانتزاع الحكم منه بالقوة، وأما العزاق فإنه ضرب الأرض بالمسحاة من أجل تهيئتها للزراعة.
فظاهر هذا أن الهجوم على الحاكم وقتله وانتزاع الحكم منه مساو عندهم الفلاحة الأرض.