الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
عبد العزيز بن محمد آل أبو عليان:
هو عبد العزيز بن محمد بن عبد الله بن حسن بن محمد بن عبد الله بن حسن بن محمد بن عليان (آل أبو عليان)، وهو عريق في الإمارة من طرفيه فجده لأبيه عبد الله بن حسن هو الأمير الشهير الثابت على ما فيه نفع البلاد والعباد كما سبق ذكره، وجده لأمه هو الأمير الحازم العادل، بل الفذ حجيلان بن حمد الذي استقر القصيم في وقته وازدهر واتسعت العمارة فيه كما لم يحدث أن حصل من قبل.
وأبوه هو الأمير محمد بن عبد الله بن حسن، وأمه هي قوت بنت الأمير حجيلان بن حمد التي سبق ذكرها.
ولاه الإمام تركي بن عبد الله إمارة بريدة، وما يتبعها من القصيم في عام 1243 هـ، وما زال فيها إلى أن قتل مع عدد من أبنائه في الشقيقة عام 1277 هـ أي مدة أربع وثلاثين سنة، تخللتها فترات قصيرة جدًّا خرجت منه فيها الإمارة ثم عادت إليه.
وقد شهد القصيم في عهده ازدهارًا في الزراعة والتجارة، وفي إقبال الناس على الانتقال إليه وفي ترحال أهله للتجارة مع الأمصار القريبة والعودة بعد ذلك إليه.
فكان القصيم في تلك العصور أشبه بالواحة الخضراء وسط الصحراء.
ولكن الرجل لم يكن شخصية تاريخية كما يقال فلم يكن مثل جده لأبيه عبد الله بن حسن ولا مثل جده لأمه حجيلان بن حمد، بل كان يتنازعه عاملان في حكمه أحدهما الإخلاص لحاكمي الدولة السعودية الثانية، وهما الإمام تركي ومن بعده ابنه الإمام فيصل والعامل الثاني: استقلال القصيم، وتفرده بالتصرف فيه.
وهذا ما جعل المؤرخين يصفونه بالتقلب في سياسته، أي مفهومه للسياسة وعدم الإخلاص لمن ولوه الإمارة من آل سعود.
ولا عبرة لما ذكره ابن بشر من كون عبد العزيز بن محمد من أوسط
عشيرته التي معناها أنه في منزلة بين منزلتين من عشيرته، فإنه كان على خلاف أكثرهم عريقًا في الإمارة، بل هو سليل أميرين جليلين منهما.
قال ابن بشر:
وكان عبد العزيز بن محمد رجلًا من أوسط عشيرته وليس له قبل ذلك قوة ولا شهرة، ولكن الإمام تركي قدس الله روحه اختاره واستعمله أميرًا في بريدة لأن أباه وجده أهل صدق مع المسلمين، وقتل جده مع المجاهدين في موقعة مخيريق.
فلما استعمله كف عنه عشيرته ومن أقواهم وأمضاهم محمد بن علي الشاعر المشهور أمر عليه الإمام تركي يرحل معه إلى الرياض خوفًا منه على عبد العزيز، فأقام محمد بن علي في الرياض مدة سنتين ولم يأذن له تركي يرجع إلى بريدة حتى قوي عبد العزيز وكثرت أمواله واشتدت قوته وقويت شوكته ورجاله، ويعد منظومة جعلها في الإمام تركي وشفاعات من رؤساء المسلمين فترقت بعبدالعزيز الأحوال، وبلغ غاية الآمال.
هذا وعين الإمام من دونه ومن وراه، خوفًا عليه من سطوة أعداه، فإن عشيرته من أشرار العشائر وأقطعها للرحم وأقدمها على اقتحام الكبائر، فإنه لما كانت البلدان فلت وزال عنها الحكم وانفلت، صاروا أشر أهل نجد بعضهم على بعض، ويسهل عليهم العهد والنقض، يتقاطعون الأرحام ولا يدارون عواقب الآثام، فمن جراءتهم واعتدائهم وسوء فعالهم أن رشيد الحجيلاني صعد على عبد الله بن حجيلان في سطح بيته وقتله، وقد أعطاه قبل ذلك العهد، ثم حصروا رشيد في بيته وأوقدوا عليه النار والبارود حتى مات ومن معه، ثم صدروا للفارس الشجاع سليمان بن عرفج وقتلوه بالسيوف في وسط السوق، ثم حربة السنان من محمد آل علي الشاعر أثبتها في فهد بن مرشد حتى ثبتت في الجدار من وراه، فما أخذوها حتى مات، ثم ذلك الشجاع محمد بن علي (العرفج) قتلوه عند باب داره فهذا شيء يسير في وقت قصير من سيرة هذه العشيرة بينهم،