المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌ ‌عودة الأمير عبد العزيز بن محمد إلى الإمارة: عاد الأمير عبد - معجم أسر بريدة - جـ ١

[محمد بن ناصر العبودي]

فهرس الكتاب

- ‌مقدمة المؤلف

- ‌مقدمة معجم أسر القصيم:

- ‌مقدمة معجم أسر بريدة:

- ‌ أسر بريدة

- ‌أسماء الشوارع:

- ‌أسماء الميادين:

- ‌أسماء الأحياء:

- ‌الرجوع إلى الوثائق:

- ‌التعليق على الوثائق:

- ‌الإكثار من إيراد الأشعار:

- ‌الاعتذار عن نقص المعلومات عن بعض الأسر:

- ‌الأسر المنقرضة:

- ‌الانتساب القبلي:

- ‌(باب الألف)

- ‌آل أبو عليان:

- ‌أسرة (آل أبو عليان):

- ‌أسماء الأسر المتفرعة من (آل أبي عليان):

- ‌الأمراء من (آل أبو عليان):

- ‌كيف كانت بريدة عندما قدم الدريبي

- ‌من الذي كان يحكم بريدة قبل مجيء الدريبي

- ‌سبب مجيء الدريبي إلى بريدة:

- ‌بريدة تحت إمارة آل أبو عليان:

- ‌تنازع آل أبو عليان على الإمارة:

- ‌انقسامات حتى في الفرع الواحد:

- ‌لمحات تاريخية:

- ‌أول الأمراء من بني عليان:

- ‌الأول راشد بن عبد الله الدريبي:

- ‌حمود الدريبي:

- ‌الأمير مقرن الحجيلاني:

- ‌الأمير راشد الدريبي:

- ‌نهاية راشد الدريبي:

- ‌ الأمير عبد الله بن حسن

- ‌محمد بن عبد الله آل حسن:

- ‌حجيلان بن حمد:

- ‌معنى اسم حجيلان:

- ‌متى تولى حجيلان بن حمد الإمارة

- ‌كيف تولى الإمارة

- ‌ذرية راشد الدريبي:

- ‌عثمان بن راشد الدريبي:

- ‌بنات الأمير راشد الدريبي:

- ‌وصية شريفة بنت محمد الراشد:

- ‌وصية رقية بنت محمد الراشد:

- ‌عودة إلى الكلام على حجيلان بن حمد:

- ‌سور حجيلان:

- ‌متى بني سور حجيلان

- ‌عرس حجيلان بن حمد:

- ‌رواية ابن غنام:

- ‌ارتداد أهل القصيم:

- ‌مغازي حجيلان:

- ‌حجيلان بن حمد وحرب إبراهيم باشا:

- ‌مع حركة الرس:

- ‌موقف حجيلان بن حمد:

- ‌أكاذيب إبراهيم باشا:

- ‌مصير الإمام عبد الله بن سعود:

- ‌حجيلان بن حمد في الوثائق القديمة:

- ‌الأمير عبد الله بن حجيلان:

- ‌ذرية حجيلان بن حمد:

- ‌وقفية نادرة:

- ‌وصية طرفة بنت حجيلان:

- ‌الأمير رشيد الحجيلاني:

- ‌الأمير عبد الله بن محمد بن عبد الله بن حسن:

- ‌سليمان بن علي العرفج:

- ‌محمد بن علي العرفج:

- ‌عبد العزيز بن محمد آل أبو عليان:

- ‌مواقف عبد العزيز بن محمد:

- ‌وقعة بقعا على أهل القصيم:

- ‌وقعة بقعَا على أهل القصيم:

- ‌ماذا لو كان الإمام موجودا

- ‌الأمير عبد المحسن بن محمد:

- ‌عودة الأمير عبد العزيز بن محمد إلى الإمارة:

- ‌وقعة اليتيمة:

- ‌عبد المحسن بن محمد ثانية:

- ‌مقتل عبد العزيز بن محمد آل أبو عليان وبعض أبنائه:

- ‌غزوات عبد العزيز بن محمد آل أبي عليان:

- ‌أوراق تتعلق بالأمير عبد العزيز بن محمد آل أبو عليان:

- ‌وثيقة غريبة:

- ‌الأمير عبد الله بن عبد العزيز بن عبدوان:

- ‌الأمير محمد الغانم:

- ‌الأمير سليمان الرشيد:

- ‌وصية الأمير سليمان بن رشيد:

- ‌إمارة مهنا الصالح وانتهاء إمارة (آل أبو عليان):

- ‌وثائق لآل أبو عليان:

- ‌أبا الخيل:

- ‌أسر آل نجيد بالقرعاء:

- ‌أبا الخيل (التسمية والأصل):

- ‌وقفية قديمة:

- ‌ووثيقة أقدم:

- ‌فروع أسرة أبا الخيل:

- ‌أولهم: صالح بن حسين أبا الخيل:

- ‌صالح بن حسين والزعامة المالية:

- ‌مهنا الصالح أبا الخيل:

- ‌أنموذج من خط محمد الصالح أبا الخيل:

- ‌وثيقة أخرى:

- ‌وزير المالية محمد أبا الخيل:

- ‌وهذه ترجمة الوزير محمد بن علي أبا الخيل:

- ‌الفرع الثاني من أبا الخيل:

- ‌آل أبا الخيل في العراق:

- ‌الشخصيات البارزة من نسل ثنيان وحمد وعليان أولاد عبد الله بن إبراهيم بن عبد الله أبا الخيل:

- ‌الفرع الثالث:

- ‌شعراء من (أبا الخيل):

- ‌أبا الرُّوس:

- ‌إبا العَنَّاز:

- ‌مسجد العناز:

- ‌أئمته:

- ‌ملحوظة:

- ‌أبا بْطَيْن:

- ‌عبد العزيز بن عبد الله بن عبد الرحمن أبا بطين:

- ‌أنموذج من خط عبد العزيز بن الشيخ عبد الله أبابطين:

- ‌أعمال عمرانية لعبد العزيز أبابطين في بريدة:

- ‌وثائق لآل (أبابطين):

- ‌المال يدل على صاحبه:

- ‌زكاة تجار العقيلات عن تجارتهم:

- ‌ابن أحمد

- ‌أبو حَبلين:

- ‌أبو شليل:

- ‌وصية أبو شليل:

- ‌أبو عْلَيّ:

- ‌أبو قْرَيْحَهْ:

- ‌أبو مصطفى:

- ‌أبو وادي:

- ‌الشيخ علي الناصر أبو وادي:

- ‌الشيخ أبو عبد الله علي بن ناصر بن محمد أبو وادي العُنَزي

- ‌أبو هلا:

- ‌الأجْبَع:

- ‌الأحمدي

- ‌الأَرْدَح:

- ‌الأشقر:

- ‌الأصطى:

- ‌الأَصْقه:

- ‌الأطرق:

- ‌الأفندي:

- ‌الإقْنَى:

- ‌الإكيزم:

- ‌وفاة عبد الله الأكيزم

الفصل: ‌ ‌عودة الأمير عبد العزيز بن محمد إلى الإمارة: عاد الأمير عبد

‌عودة الأمير عبد العزيز بن محمد إلى الإمارة:

عاد الأمير عبد العزيز بن محمد إلى إمارة بريدة وما يتبعها من القصيم، وصار أخوه عبد المحسن بمثابة النائب له إذا غاب عن بريدة.

‌وقعة اليتيمة:

وقعة اليتيمة على لفظ تصغير اليتيمة، وذلك أن أهل ذلك الزمان يسمون الرملة المنقطعة عن الرمال الأخرى اليتيمة - بالتكبير وهذه أسموها اليتيمة بالتصغير - على اعتبار أنها صغيرة.

وهذه الوقعة هي إحدى وقعتين كبيرتين، وقعتا على أهل بريدة هما (اليتيمة) و (بقعا) والأخيرة كانت على أهل القصيم مجتمعين اشترك فيها أهل عنيزة وأهل بريدة وسبق ذكرها وهي وقعة بقعا، وهذه هي وقعة اليتيمة بعدها.

وقد رضي الإمام فيصل بن تركي على الأمير عبد العزيز بن محمد وأعاده إلى إمارة القصيم.

وفي هذه الأثناء حصلت وقعة اليتيمة الشهيرة على أهل بريدة، وكانت في عام 1265 هـ.

وملخص ما ذكره لنا أشياخنا من الإخباريين المسنين، وبالدرجة الأولى والدي عن عمه عبد الله بن عبدالكريم العبودي وكان شيخًا معمرًا ذكر والدي أن عمره زاد على مائة سنة، وأنه كان أدرك وصول إبراهيم باشا إلى نجد، ويذكر وجوده قرب بريدة بعد حرب الرس، وقد أدركت أنا ابنه الوحيد عبدالكريم بن عبد الله العبودي شيخًا قد خلف ابنتين، وليس له أبناء، وبذلك انقطع نسل هذا الفرع من الأسرة.

قال والدي: حدثني عمي وغيره ممن حضروا وقعة اليتيمة أو خبروها أن أهل بريدة بلغهم أن الأمير عبد الله بن الإمام فيصل بن تركي قد عدا على

ص: 248

ملحقات بريدة وأخذ إبل قبيلة عنزة في الطرفية، وأنه قادم إلى بريدة ليهاجمها، وقبيلة عنزة هذه هي حليفة لأهل بريدة ولأهل بريدة معهم إبل، ثم أقبل يريد مهاجمة بريدة كما بلغهم.

قالوا: فنفر الناس لقتاله بشكل غير معتاد، وبسرعة عظيمة حتى إن القصاب أخذ معه الفأس الذي كان يقطع به اللحم، والنجار أخذ القدوم الذي ينحت به الخشب، والخراز أخذ السكين التي يستعملها في تقطيع الجلد، ونفروا لملاقاته من أجل صده عن دخول بريدة، ومن أجل افتكاك الإبل التي أخذها من عنزة.

هذا إلى جانب المسلحين بالبنادق والرماح وظنوا بأنهم سيواجهون رجالة مثلهم، وكانوا جمعا عظيما عندما رآهم عبد الله بن فيصل ومن معهم عرفوا أنه من الصعب عليهم مواجهتهم فاستشار عبد الله بن فيصل كبار الذين معه وكان من بينهم ابن بصيص شيخ بريه من مطير فأشار عليه أن يرسل الإبل التي غنمها من عنزة وهي كثيرة العدد جهة غزو أهل بريدة، وذلك من أجل أن تشيع الاضطراب بينهم وأن يعمي غبارها عيونهم، وأن تخبط بعضهم.

قالوا: ففعل ذلك إذ ساقوا الإبل نحوهم وتعقبها الفرسان من أهل الخيل الذين معهم بأيديهم الرماح ينخسون بها الإبل يحثونها على سرعة السير إلى جهة أهل بريدة من جميع الجهات، وإن هذه الخطة نجحت إذ تخبطتهم الإبل وأصابت كثيرًا منهم، والذي لم تصبه ملأت عينيه غبارًا وترابًا، بما أثارته من الأرض إذ اتجهت نحوهم مذعورة بسبب وخز الرماح في أواخرها.

قالوا: فكان هذا أول الفشل، إذ بدأ بعضهم بالفرار هربا من الإبل وطلبًا للنجاة، وعندما رآهم الأمير عبد الله بن فيصل كذلك أمر أصحابه بتعقبهم ووضع السيف فيهم، ورميهم بالبنادق حتى يقتلوا أكبر عدد يستطيعون منهم.

هذا ما سمعناه من المشايخ الإخباريين، أما ابن بشر فإنه رحمه الله ذكر أن هذال

ص: 249

بن بصيص رئيس بريه أشار على عبد الله الفيصل بعكس ذلك، وأنه قال له: إننا أخذنا هذه الغنائم من الإبل من عنزة وإننا نرى أن نترك أهل بريدة ولا نقاتلهم.

قال ابن بشر فأجابه عبد الله الفيصل بقوله: لابد أن يطأهم جيشنا، وتجول عليهم فرسان خيلنا، حتى يحكم فينا وفيهم ربنا.

ويلاحظ المرء أن الأمير عبد الله بن فيصل لم يأخذ بأمر والده الذي هو إمام المسلمين في عدم قتال أهل القصيم، فضلًا عن أن يتعقبهم، كما قال ابن بشر وهو يتحدث عن عبد الله بن فيصل:

فاجتمع الجيش المأمور عليه من النواحي، ومن أهل الرياض ورجال الإمام وخدامه، فلما أرادوا الركوب أوصاه أبوه فقال له: إن أهل القصيم قد صدر منا لهم أمان لما أرسلوا إلينا أنهم قد ندموا على ما فعلوا، فإياك أن تتعرض لهم ولطوارفهم ولا لأحد من المسلمين، فركب الولد الشجاع، والسيف الصارم القطاع، عبد الله بن الإمام بجميع من معه من سرية أهل الإسلام وركب معه الشيخ القاضي عبد الله بن جبر، فوافاه في مسيره إبلا وقافلة لأهل القصيم فتركها، نزل بساحة العرب وهيا جموعه ليغير عليهم وجدهم منتذرين وقد هربوا عنه فحقق الغارة عليهم فلحقتهم الخيل وسباق الركاب على بعد، فأخذوا أغنامهم وأثاثهم وشيئا من إبلهم وقتلوا عليهم رجالًا، فلما رجع بالغنائم وورد الماء (1) وجد عليه أعرابا من عنزة ليس لهم علما بالأمر فشن عليهم الغارة وأخذهم، فهرب رئيس العرب وقصد عنيزة واستصرخ عبد العزيز وجنوده وهو فيها.

فصاح بقومه واستفزعهم، وخص على رجال من أهل البلد وأخرجهم، وقال لهم: متى يحصل لنا هؤلاء في فلاة من الأرض، وقد امتلأت قلوبنا لهم من البغض، والجيش الذي مع عبد الله نحو ثلاثمائة مطية فنفر من عنيزة بجيش وعدد

(1) يعني مورد الطرفية.

ص: 250

كثير يضيق منه الفضاء ويحطم ما وطاه ولأمر ما قدره الله للمسلمين وقضى، وتلك الجنود التي هي شوكة بلدان القصيم نحو ألف وخمسمائة رجل (1).

وحدثت في هذه الموقعة قتلة عظيمة قتل فيها من أهل بريدة جماعات كثيرة فيهم أعيان مثل علي بن ناصر (السالم) وسعد التويجري وفيهم أناس من سائر الناس، وقل أن يوجد بيت لم يقتل منه أحد ممن حضروا الوقعة، وإنما سلم من لم يحضروها وأخبرونا أن بيتنا وهو بيت جد والدي عبد الكريم بن عبد الله العبود (ي) قتل منه اثنان أحدهما عم والدي ناصر بن عبد الكريم العبودي والثاني خاله عبد العزيز بن محمد بن سيف.

وسمعت والدي في مناسبة من المناسبات يحدث عن والده جدي المباشر عبد الرحمن بن عبد الكريم العبود (ي) قال كنت بعد وقعة اليتيمة شابًا غريرًا فطلبت مطلبًا من أمي طرفة بنت محمد السيف، وألححت في ذلك، فقالت لي: أنت أوذيتني وأنا جايني علم ولدي ناصر وأخوي عبد العزيز أنهم مذبوحين في اليتيمة.

أقول: هذا الذي حدث من الأمير عبد الله بن فيصل حدث رغم أمر والده له بعدم التعرض لأهل القصيم ولا لطوارفهم ولا لأحد من المسلمين، وقد تعرض لطوارفهم المكانية فأغار على الطرفية التي لا تبعد عن مدينة بريدة القديمة إلا بنحو 28 كيلومترا، وتعرض لطوارفهم القومية أو القبلية بإغارته على أناس من قبيلة عنزة التي هي أقرب القبائل من أهل بريدة.

قال ابن بشر:

الولد الشجاع النجيب والفارس الشعشاع المهيب، صار هو الأول وهو الذي عليه في هذا الحرب المعول، فشجع المسلمين ونخاهم وأمرهم ونهاهم، فأتى إليه رجال من رؤساء القوم، فأشاروا بالرأي السديد وهو عنوان التوفيق

(1) عنوان المجد، ج 2، ص 260.

ص: 251

من الله والتسديد أنهم يجمعون ما معهم من الإبل، وتسوقها عليهم الخيل والمقاتلة في أثرهم، فيدهمونهم بالإبل والخيل المقاتلة جميعا، فأجمع رأيهم على ذلك فركب عبد الله وانتهض وشمر وجال في ميدان الوغي وهلل وكبر وتحركت منه غيرة الغضب، واشتعل واهج الحمية في جأشه والتهب فحمل حملة عظيمة بقلب ثابت وقوة وعزيمة، وحف به المسلمون من كل جانب، والله معهم ومن كان الله معه فهو الغالب، فتوجه إليهم باذلا نفسه ورجاله مع أهل نجدة من شجعانه وأبطاله، فكان هو الأقدم، وكل من رآه أحب أن يتقدم، فكرّ عليهم والمسلمون كرة واحدة، كأنهم أقبلوا للسلام أو دعوة إلى مائدة فغابت عنهم الشمس قبل وقت غيوبها وأظلم بحالك الغبار شمالها وجنوبها، فوطأهم المسلمون كأنهم لا يرون ولا يسمعون، فلم يقفوا لهم حين سمعوا ضرب الهام، وحامت عليهم حوائم السام، حتى ولوا منهزمين، وعلى وجوههم هاربين، وذهل الوالد منهم عن ولده، والمنهزم أشفق على السلامة فرمي ما بيده، واستمر الضرب والطعن في أقفيتهم بعد أن كان في صدورهم، وانتقل القتال من نحورهم إلى ظهورهم، فلم تر إلا رؤوسًا مقطوعة وأسلابًا منزوعة وأشلاء مطروحة وجلودا مجروحة، فلم ترجع عنهم خيل المسلمين ورجالهم وأبطالهم حتى قتلوا فيهم قتلًا ذريعًا (1).

ثم ذكر ابن بشر شيئا غير معقول ولا تقره الوقائع المعروفة، وهو أن عبد العزيز بن محمد خرج من عنيزة بجيش وعدد كثير يضيق منه الفضاء، ويحطم ما وطئه، لولا ما قدره الله للمسلمين وقضى، وتلك الجنود التي هي شوكة بلدان القصيم نحو ألف وخمسمائة رجل، فهل يعقل أن يطيع أهل عنيزة، وهم المستقلون عن بريدة في قديم الزمان وحديثه عبد العزيز بن محمد أمير بريدة بأن يرسلوا معه جيشا يضيق به الفضاء ثم قوله إن ذلك الجيش هو شوكة

(1) عنوان المجد، ج 2، ص 263.

ص: 252

بلدان القصيم، مع أنه لم يكن إلا على أهل بريدة.

ولكن الظاهر أن ابن بشر أراد أن يبرر فعل الأمير عبد الله الفيصل بذكره هذه الجموع الوهمية التي خرجت من عنيزة لقتاله.

لاسيما أن والده الإمام فيصل بن تركي كان نازلا في مكان بين عنيزة والمذنب ولا يمكن أن يحصل جمع هذا الجيش الذي يضيق به الفضاء في عنيزة بدون علمه، وبدون أن يصنع شيئا لمنعه.

ثم ماذا يقول ابن بشر في المشورة التي نقلها عن الذين كانوا مع الأمير عبد الله الفيصل ومؤداها أنهم يتجاوزون جيش أهل بريدة ويتركونه وأنهم إن لحقوا بهم قاتلوهم وإن لم يلحقوا بهم كان ذلك أفضل.

والرأي الآخر الذي ذكره ابن بشر أيضا عن كبير العربان الذين مع عبد الله بن فيصل بعد أن سلط إبل عنزة على غزو أهل بريدة فردتهم عنه بأن يتركهم، ولكنه كان يصر على قتالهم وقتلهم.

والعجيب من ابن يشر كيف يثني على الأمير عبد الله الفيصل هذا الثناء العاطر لإصراره على القتل الذي نهاه عنه والده الإمام فيصل الذي يمكن تلافيه، وكيف يصف جنوده وحدهم بجنود المسلمين على حين أن الذين يقابلونهم هم مسلمون أيضًا.

ثم قال ابن بشر:

رجعنا إلى تمام قصة أهل القصيم، ولما وصل عبد العزيز بلد عنيزة أمر أصحابه وأهل البلد يعرضون ويلعبون ويغنون، وهو يشجعهم للحرب والقتال، وليس على ما أظهر وقال، ولكن التشجيع بعد الذل يخذل من همم الرجال، فتقاعس عنه الناس ولا رفعوا لأمره ونهيه رأس، وكان قد كتب إلى أخيه

ص: 253

عبد المحسن في بريدة أن سعد التويجري وعلي بن ناصر وفلان عد أكثر من العشرة تخلفوا عنا في الهزيمة وندخلوا البلد فألزمهم يأتون إلينا كل هؤلاء العدد، فكتب إليه أخوه عبد المحسن إني إذا نصحتك أو خالفتك في شيء من الأمر قلت لي: أنت مجنون، وهذه الرجال الذين أنت عددتهم كلهم، في المفازة صرعى، هربت وتركتهم، ونجوت بنفسك وأسلمتهم، فحقك عليهم بالأمس مضى، واليوم نفذ فيهم حكم القضاء، وحقهم عليك تدفن أجسادهم وتعزي أولادهم، ثم بعد ذلك اختلط عليه رأيه وتدبيره، وكثر عاذله ومثيره (1).

ثم ذكر ابن بشر رحمه الله بعد ذلك أن عبد العزيز بن محمد لم يكن له وجه يواجه به الإمام، فأشار عليه إخوانه وأولاده ورؤساء قومه، وقالوا: إن هذا الإمام حليم وكريم وعادته العفو والصفح فاجلس في بلدك ودعنا نركب إليه ونجلس بين يديه فلعله يعفو عنك ويسمح.

فركب أخوه عبد الرحمن ومعه أولاده ورؤساء قومه إلى الإمام فيصل.

إلى أن قال ابن بشر:

وضمن له - أي للإمام فيصل - أولاد عبد الله بن محمد وأخوانه عبد المحسن وعبد الرحمن على عبد العزيز جميع المخالفات والحادثات وبذلوا للإمام الأموال والسلاح والخيل العتاق واتبعوا ذلك بالعهود والميثاق، فسمح الإخوانه وولده، وجعله - أي عبد العزيز بن محمد - أميرا في بلده (2).

هكذا ذكر ابن بشر مع أنه لم يذكر قبل ذلك أن الإمام فيصل كان عزل عبد العزيز بن محمد عن الإمارة.

(1) عنوان المجد، ج 2، ص 267.

(2)

عنوان المجد، ج 2، ص 270 (الطبعة الرابعة).

ص: 254

وقد وهم ابن عيسى في تاريخه عندما تحدث عن وقعة اليتيمة حيث ذكر أنها بين عبد الله بن فيصل وبين أهل عنيزة، والواقع أنها بينه وبين أهل بريدة.

وأول وهمه أن ذكر أن الإمام فيصل بن تركي سار بجنوده عام 1265 من البادية والحاضرة ونزل بين عنيزة والمذنب وأغار عبد الله بن فيصل على بعض البوادي الذي بالقرب من منزلهم، وذلك أنه أغار على عنزة في الطرفية وهي بعيدة عن منازلهم وأخذ إبلهم، إلا إذا كانت الإغارة إغارتين أولاهما ما ذكرها، والثانية وقعة الطرفية وبعدها اليتيمة.

قال ابن عيسى: فلما بلغ أهل عنيزة ومن عنده من أهل القصيم غارة عبد الله بن فيصل، خرجوا للقائه فالتقوا باليتيمة وتقع إلى الشرق من مدينة عنيزة وهي رمل شقها الآن طريق القصيم إلى الرياض، غير بعيدة من وادي (الظليم).

وقال: حصلت بينهم وقعة، وصارت الهزيمة على أهل القصيم ولم يقل على أهل عنيزة مما يعني وهمه أو اضطرابه في النقل (1).

والحقيقة فيما يتعلق بوقعة اليتيمة هو ما قدمناه، وأن عبد العزيز بن محمد أمير القصيم كان في عنيزة أيام الوقعة ولم يكن عرف بتفصيل ما حدث في الوقعة حتى أخبره أخوه خليفته في الإمارة مدة غيابه وهو عبد المحسن.

ولكن المؤرخ ابن بشر رحمه الله كان أكثر ضبطا لما حصل، في تصوير الواقعة، وإن لم يذكر التفصيلات على الوجه الذي يعرفها به أهل بريدة.

والإمام عبد الله بن الإمام فيصل بن الإمام تركي بن عبد الله آل سعود بطل معركة اليتيمة ومعارك أخرى عديدة كبيرة تولى الإمامة بعد وفاة والده الإمام فيصل بن تركي في عام 1282 هـ.

(1) تاريخ إبراهيم بن صالح بن عيسى وابن بسام، خزانة التواريخ النجدية، ص 118 - 119.

ص: 255

وهو شجاع مقدام، ولذلك كان بمثابة قائد الجيش إبان حياة والده الإمام فيصل بن تركي وهو شجاع ومقدام، وهذه من أهم الصفات اللازمة لقائد الجيش أي جيش.

ولكنه لم يكن مثل والده في ميدان السياسة والحلم، ومراعاة أحوال الناس وما يجول في خواطرهم وبخاصة من ذلك ما يتعلق بولائهم للدولة السعودية، في وقته - ومدى تأثير ذلك على علاقتهم بها في المستقبل ما بينهم وبينها ممثلة في شخص الإمام عبد الله.

ومن أمثلة ذلك معالجة أو عدم معالجة النزاع الذي حدث بينه وبين أخيه سعود بن فيصل.

ومن ذلك ما وصل به إلى حد أن استدعى الجنود الأتراك إلى الأحساء الاحتلال جزء من البلاد التي تتبع آل سعود من أجل التغلب أو محاولة التغلب على أخيه الأمير سعود.

ومن بوادر عمله ذلك ما ذكرناه في وقعة اليتيمة التي كان يمكن تلافيها بدون أي عراك، وسفك دماء كما ذكر ذلك بعض مرافقيه أي مرافقي الإمام عبد الله الفيصل في تلك الوقعة.

وقد جلبت سياسته تلك عليه سخط العلماء المتبصرين من آل الشيخ وغيرهم وقد وجدنا رسائل لهم في استنكار بعض ما اتخذه الإمام عبد الله بن فيصل من إجراءات وعواقب ذلك على المسلمين.

وقد تحقق ما ظنوه، إذ كان سقوط الدولة السعودية الثانية في نهاية حياته وبأسباب منها سياسته المذكورة.

قال الشيخ عبد اللطيف بن عبد الرحمن - رحمهما الله - يبين ملابسات الخلاف بين عبد الله وسعود ابني الإمام فيصل بن تركي رحمهم الله.

ص: 256

قال رحمه الله:

(من عبد اللطيف بن عبد الرحمن، إلى الأخ المكرم: حمد بن عتيق، سلمه الله تعالى، ونصر بن شرعه ودينه، وثبت إيمانه ويقينه، سلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

وبعد: فأحمد إليك الله الذي لا إله إلا هو، على حُلو نعمه ومرِّ بلواه، وبديع حكمه، والخط وصل؛ وما ذكرت صار معلوما، وكتبت لك خطَّأ أولًا، على نشر النصائح، وكتب الرسائل، لأني استعظمت ما فعل (سعود) من خروجه على الأمة وإمامها، يضرب برها وفاجرها، إلا من أطاعه، وانتظم في سلطه؛ و (عبد الله) له بيعة وولاية شرعية في الجملة.

ثم بعد ذلك بدا لي منه: أنه كاتب الدولة الكافرة الفاجرة، واستنصرها، واستجلبها على ديار المسلمين، فصار كما قيل:

المستجير بعمرو عند كربته

كالمستجير من الرمضاء بالنار

فخاطبته شفاها بالإنكار والبراءة، وأغلظت له بالقول: إن هذا هدم الأصول الإسلام، وقلع لقواعده، وفيه وفيه وفيه، مما لا يحضرني تفصيله الآن، فأظهر التوبة والندم، وأكثر الاستغفار؛ وكتبت على لسانه لوالي بغداد؛ أن الله قد أغني ويسر، وانقاد لنا من أهل نجد والبوادي، ما يحصل به المقصود، إن شاء الله تعالى، ولا حاجة لنا بعسكر الدولة، وكلام من هذا الجنس، وأرسل الخط فيما أرى، وتبرَّأ مما جرى.

فاشتبه عليَّ أمره، وتعارضا عندي موجبان: إمامته، ومبيح خلعه، حتى نزل (سعود) بمن معه من أشرار نجد، وفجارها، ومنافقيها، فعثي في الأرض بسفك الدماء، وقطع الثمار، وإخافة الأرامل والمحصنات، وانتهاك حرمة اليتامى والأيامي، هذا وأخوه منحصر في شعب (الحائر) وقد ظهر عجزه، واشتهر، وأهل البلد معهم من الخوف، ومحبة المسارعة إليه، وما قد عرف؛

ص: 257

فرأيت من المتعين على مثلي: الأخذ على يد أهل البلد، والنزول إلى هذا الرجل، والتوثق منه، ودفع صولته، حقنا لدماء المسلمين، وصيانة لعوراتهم؛ ونسائهم، وحماية لأموالهم وأعراضهم، وكان لم يعهد لي شيئا، ولكن الأمر إذا لم يدرك كان الرأي فيه: أصوبه وأكمله وأعمُه نفعًا.

إلى أن قال:

وبعد ذلك: أتانا النبأ الفادح الجليل، والخطب الموجع العظيم، الذي طمس أعلام الإسلام؛ ورفع الشرك بالله وعبادة الأصنام، في تلك البلاد، التي كانت بالإسلام ظاهرة، ولأعداء الملة قاهرة، وذلك بوصول عساكر الأتراك، واستيلائهم على الأحساء والقطيف، يقدمهم طاغيتهم (داود بن جرجيس) داعيًا إلى الشرك بالله، وعبادة إبليس.

فانقادت لهم تلك البلاد، وأنزلوا العساكر بالحصون والقلاع، ودخلوها بغير قتال ولا نزاع، فطاف بهم إخوانهم من المنافقين، وظهر الشرك برب العالمين، وشاعت مسبة أهل التوحيد والدين، وفشا اللواط والمسكر، والخبث المبين، ولم ينتطح في ذلك شاتان، لما أوحاه وزينه الشيطان، من أن القوم أنصار لعبد الله بن فيصل، فقبل هذه الحيلة من أثر الحياة الدنيا وزينتها، على الإيمان بالله ورسله، وكف النفس عن هلاكها، وشقاوتها.

وبعضهم: يظن أن هذه الحيلة لها تأثير في الحكم، لأنهم لم يستضيئوا بنور العلم، ولم يلجؤوا إلى ركن وثيق، بل بلغني: أن بعض من يدَّعي طلب العلم، يحتج بقول شاذ مطرح، وهو: أن لولي الأمر أن يستعين بالمشرك عند الحاجة، ولم يدر هذا القائل، أن هذا القول يحتج قائله بمرسل ضعيف، مدفوع بالأحاديث المرفوعة الصحيحة، وأن قائله اشترط أن لا يكون للمشركين رأي في أمر المسلمين، ولا سلطان، لقوله تعالى:{ولن يجعل الله للكافرين على المؤمين سبيلا} (النساء: 141)، فكيف بما هو أعظم من ذلك وأطم، من

ص: 258

الانسلاخ الكلي، والخدمة الظاهرة لأهل الشرك.

إذا عرفت هذا، عرفت شيئًا من جناية الفتن، وأن منها قلع قواعد الإسلام، ومحو أثره بالكلية، وعرفت حينئذ أن هذه الفتنة، من أعظم ما طرق أهل نجد في الإسلام، وأنها شبيهة بأول فتنة وقعت فيه، فالله الله في الجد والاجتهاد، وبذل الوسع والطاقة في جهاد أعداء الله، وأعداء رسله، قال تعالى (وإذ أخذ الله ميثاق الذين أوتوا الكتب لتبيننه للناس ولا تكتمونه) (آل عمران: 187)، إلى أمثال ذلك في القرآن يعرفها الخبير بهذا الشأن.

هذا ما عندي في هذه الحادثة، قد شرحته وبسطته، كما ذكرت لي ما عندك وأسأل الله أن يهديني وإياك إلى صراطه المستقيم، وأن يمن علينا وعليك بمخالفة أصحاب الجحيم، والسلام" (1).

وقال الشيخ عبد اللطيف بن عبد الرحمن آل الشيخ أيضًا:

من عبد اللطيف بن عبد الرحمن إلى الإمام المكرم الشيخ إبراهيم ورشيد بن عوين، وعيسى بن إبراهيم، ومحمد بن علي، وإبراهيم بن راشد، وعثمان بن رقيب، وإخوانهم، سلك الله بنا وبهم سبل الاستقامة، وأعاذنا وإياهم من أسباب الخزي والندامة.

سلام الله عليكم ورحمة الله وبركاته.

وبعد: تفهمون أنه لا إسلام إلا بجماعة، ولا جماعة إلا بإمامة، وقد حصل من التفرق والاختلاف، والخوض في الأهواء المضلة، ما هدم من الدين أصله وفرعه، وطمس من الدين أعلامة الظاهرة وشرعه، وهذه الفتنة يحتاج الرجل فيها: إلى بصر ناقد عند ورود الشبهات، وعقل راجح عند حلول

(1) الدرر السنية، (8/ 399 - 394).

ص: 259

الشهوات، والقول على الله بغير علم، والخوض في دينه من غير دراية ولا فهم، فوق الشرك، واتخاذ الأنداد معه.

وقد صار لديكم وشاع بينكم، ما يعز حصره واستقصاؤه، فينبغي للمؤمن الوقوف عند كل همة وكلام، فإن كان الله مضى فيه، وإلا فحسبه السكوت، وقد عرفتم حالنا في أول هذه الفتنة، وما صدر إليكم من المكاتبات والنصائح، وفيها الجزم بإمامة عبد الله، ولزوم بيعته، والتصريح بان راية أخيه راية جاهلية عمية، وأوصيناكم بما ظهر لنا من حكم الله وحكم رسوله، ووجوب السمع والطاعة.

فلما صدر من عبد الله ما صدر، من جلب الدولة إلى البلاد الإسلامية، والجزيرة العربية، وإعطائهم الأحساء والقطيف، والخط، تبرأنا مما تبرأ الله منه ورسوله، واشتد النكير عليه شفاها، ومراسلة لمن يقبل مني ويأخذ عني، وذكرت لكم أن بعض الناس جعله ترسًا، تدفع به النصوص والأحاديث والآثار، وما جاء من وجوب جهادهم، والبراءة منهم، وتحريم موادتهم ومؤاخاتهم، من النصوص القرآنية، والأحاديث الصحيحة الصريحة النبوية.

والقول بأنهم جاءوا لنصر إمام أو دين قول يدل على ضعف دين قائله، وعدم بصيرته وضعف عقله، وانقياده لداعي الهوى، وعدم معرفته بالدول والناس، وذلك لا يروج إلا على سواسية الأعراب، ومن نكب عن طريق الحق والصواب، وأعجب من هذا: نسبة جوازه إلى أهل العلم، والجزم بإباحة ذلك، والصورة المختلف فيها مع ضعف القول بجوازها وإباحتها، والدفع في صدرها كما هو مبسوط في حديث:"إنا لا نستعين بمشرك" هي صورة غير هذه ومسألة أخرى.

وهذه الصورة، حقيقتها: تولية وتخلية، وخيانة ظاهرة، كما يعرفه من له أدنى ذوق ونهمة في العلم، لكن بعد أن قدم عبد الله من الأحساء، ادعى التوبة والندم، وأكثر من التأسف والتوجع فيما صدر منه، وبايعه البعض، وكتبت إلى ابن عتيق أن الإسلام يجُبُّ ما قبله، والتوبة تهدم ما قبلها، فالواجب السعي فيما

ص: 260

يصلح الإسلام والمسلمين، ويأبى الله إلا ما أراد (والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون) (يوسف: 21).

والمقصود: كشف حقيقة الحال في أول الأمر وآخره، وقد تغلب سعود على جميع البلاد النجدية، وبايعه الجمهور وسموه باسم الإمام، وقد عرفتم: أن أمر المسلمين لا يصلح إلا بإمام، وأنه لا إسلام إلا بذلك، ولا تتم المقاصد الدينية، ولا تحصل الأركان الإسلامية، وتظهر الأحكام القرآنية إلا مع الجماعة والإمامة، والفرقة عذاب وذهاب في الدين والدنيا، ولا تأتي شريعة بذلك قط. انتهى.

وله أيضًا رحمه الله تعالى:

من عبد اللطيف بن عبد الرحمن، إلى الإخوان من بني تميم، سلمهم الله تعالى، سلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

وبعد: نحمد إليكم الله الذي لا إله إلا هو على نعمه، وعلى أقداره وحكمه، ونسأل الله أن يحسن عزانا وعزاكم في الأخ الشيخ: عبد الملك بن حسين، غفر الله ذنبه ورحمه، ورفع في المقربين درجته.

وما ذكرتم من جهة حالكم، مع عبد الله، وصدقكم معه، صار معلومًا، نسأل الله لنا ولكم التوفيق، وقد بذلنا الاستطاعة في نصرته، حتى نزل بالناس ما لا قبل لهم به وخشينا على كافة المسلمين من أهل البلد، من السبي وهتك الأستار، وخراب الدين والدنيا والدمار، ونزلنا وسعينا بالصلح، بإذن من عبد الله في الصلح، وألجأتنا إليه الضرورة، ودفعنا عن الإسلام والمسلمين ما لا قبل لهم به، فإن يك صوابًا فمن الله، وإن يك خطأ فمنَّا والشيطان، وفي السير ما يؤيد ما فعلناه، وينصر ما انتحلناه، وقد صالح أهل الدرعية وآل الشيخ، وعلماؤهم وفقهاؤهم على الدرعية، لما خيف السبي والاستئصال.

ص: 261

وعبد الله ظهر بمرحلة عن البلد، ونزل الحائر ولم يحصل منه نصر ولا دفاع (والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون) (يوسف: 21)، ثم بلغنا أن الدولة ومن والاهم من النصارى وأشباههم نزلوا على القطيف، ويزعمون نصرة عبد الله، وهم يريدون الإسلام وأهله، وحضينا سعودًا على جهادهم ورغبناه في قتالهم، وكتبنا لبلدان المسلمين بذلك، قال الله تعالى:(وإن استنصروكم في الدين فعليكم النصر)(الأنفال: 72)، والعاقل يدور مع الحق أينما دار، وقتال الدولة والأتراك، والإفرنج وسائر الكفار من أعظم الذخائر المنجية من النار، والله يقول الحق وهو يهدي السبيل، والسلام، وصلى الله على محمد وآله وصحبه وسلم (1).

وله أيضًا إليهم ما نصه:

"من عبد اللطيف بن عبد الرحمن، إلى الإخوان المكرمين من أهل الحوطة، سلمهم الله تعالى وهداهم، سلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

وبعد: فأوصيكم بتقوى الله وطاعته، والاعتصام بحبله، وترك التفرق والاختلاف ولزوم جماعة المسلمين، فقد قامت الحجة بكتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، وعرفتم أنه لا إسلام إلا بجماعة، ولا جماعة إلا بإمارة، ولا إمارة إلا بطاعة، وقد أناخ بساحتكم من الفتن والمحن، ما لا نشكوه إلا إلى الله.

فمن ذلك الفتنة الكبرى، والمصيبة العظمى: الفتنة بعساكر المشركين أعداء الملة والدين، وقد اتسعت وأضرت، ولا ينجو المؤمن منها إلا بالاعتصام بحبل الله، وتجريد التوحيد، والتحيز إلى أولياء الله وعباده المؤمنين، والبراءة كل البراءة ممن أشرك بالله، وعدل به غيره، ولم ينزهه عما انتحله المشركون، وافتراه المكذبون" (2).

(1) الدرر السنية، (9/ 22 - 23).

(2)

الدرر السنية، (9/ 27 - 31).

ص: 262

وله أيضًا:

"من عبد اللطيف بن عبد الرحمن، إلى الإخوان المكرمين، زيد بن محمد، وصالح بن محمد الشثري، سلمهم الله تعالى، سلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

وبعد: فأحمد إليكم الله الذي لا إله إلا هو على نعمه، والخط واصل، أوصلكم الله إلى ما يرضيه، وما ذكرتموه كان معلومًا، وموجب تحرير هذا ما بلغني بعد قدوم عبد الله وغزوه، من أهل الفرع، وما جرى لديكم من تفاصيل الخوض في أمرنا والمراء والغيبة، وإن كان قد بلغني أولًا كثير من ذلك، لكن بلغني مع من ذكر تفاصيل ما ظننتها، فأما ما صدر في حقي من الغيبة والقدح والاعتراض ونسبتي إلى الهوى والعصبية، فتلك أعراض انتهكت وهتكت في ذات الله، أعدها لديه جل وعلا ليوم فقري وفاقتي، وليس الكلام فيها.

والقصد: بيان ما أشكل على الخواص، والمنتسبين من طريقتي في هذه الفتنة العمياء الصماء.

ثم قدم علينا سعود بمن معه من العجمان والدواسر، وأهل الفرع، وأهل الحريق وأهل الأفلاج، وأهل الوادي، ونحن في قلة وضعف، وليس في بلدنا من يبلغ الأربعين مقاتلا، ، فخرجت إليه، وبذلت جهدي، ودافعت عن المسلمين ما استطعت، خشية استباحة البلدة، ومعه من الأشرار وفجار القرى من يحثه على ذلك، ويتفوه بتكفير بعض رؤوساء أهل بلدتنا، وبعض الأعراب يطلقه بانتسابهم إلى عبد الله بن فيصل، فوقي الله شر تلك الفتنة ولطف بنا، ودخلها بعد صلح وعقد.

وما جرى من المظالم والنكث، دون ما كنا نتوقع، وليس الكلام بصدده، وإنما الكلام في بيان ما نراه ونعتقده، وصارت له ولاية بالغلبة والقهر، تنفذ بها أحكامه، وتجب طاعته في المعروف، كما عليه كافة أهل العلم على تقادم الأعصار ومر الدهور، وما قيل من تكفيره لم يثبت لدي، فسرت على آثار أهل

ص: 263

العلم، واقتديت بهم في الطاعة في المعروف، وترك الفتنة، وما توجب من الفساد على الدين والدنيا، والله يعلم أني بار راشد في ذلك.

ومن أشكل عليه شيء من ذلك، فليراجع كتب الإجماع، كمصنف ابن حزم، ومصنف ابن هبيرة، وما ذكره الحنابلة وغيرهم، وما ظننت أن هذا يخفى على من له أدنى تحصيل وممارسة، وقد قيل: سلطان ظلوم خير من فتنة تدوم.

وأما الإمام عبد الله: فقد نصحت له كما تقدم أشد النصح، وبعد مجيئه لما أخرج شيعة عبد الله سعودًا، وقدم من الأحساء، ذاكرته في النصيحة، وتذكيره بآيات الله وحقه، وإيثار مرضاته، والتباعد عن أعدائه، وأعداء دينه أهل التعطيل والشرك، والكفر البواح، وأظهر التوبة والندم، واضمحل أمر سعود وصار مع شرذمة من البادية حول المرة والعجمان، وصار لعبد الله غلبة ثبتت بها ولايته، على ما قرره الحنابلة وغيرهم، كما تقدم: أن عليه عمل الناس من أعصار متطاولة.

إلى أن قال:

وأما بعد وفاة سعود فقدم الغزاة ومن معهم من الأعراب العتاة، والحضر الطغاة، فخشينا الاختلاف وسفك الدماء وقطيعة الأرحام بين حمولة آل مقرن، مع غيبة عبد الله، وتعذر مبايعته، بل ومكاتبته، ومن ذكره يخشى على نفسه وماله، أفيحسن أن يترك المسلمون وضعفاؤهم، نهبًا وسبيًا للأعراب والفجار؟ وقد تحدثوا بنهب الرياض قبل البيعة.

ومن توهم أني وأمثالي أستطيع دفع ذلك، مع ضعفي وعدم سلطاني وناصري، فهو من أسفه الناس وأضعفهم عقلا وتصورا، ومن عرف قواعد الدين وأصول الفقه، وما يطلب من تحصيل المصالح ودفع المفاسد، لم يشكل عليه شيء من هذا، وليس الخطاب مع الجهلة والغوغاء، إنما الخطاب معكم معاشر القضاة والمفاتي، والمتصدرين لإفادة الناس وحماية الشريعة المحمدية،

ص: 264

وبهذا ثبتت بيعته، وانعقدت، وصار من ينتظر غائبًا لا تحصل به المصالح، فيه شبه بمن يقول بوجوب طاعة المنتظر، وأنه لا إمامة إلا به.

إلى أن قال:

فيسر الله قبل قدوم عبد الله بنحو أربعة أيام، أنه وافق على تقديم عبد الله وعزل نفسه، بشروط اشترطها، بعضها غير شائع شرعًا، فلما نزل الإمام عبد الله ساحتنا، اجتهدت إلى أن محمد بن فيصل يظهر إلى أخيه، ويأتي بأمان لعبد الرحمن وذويه، وأهل البلد، وسعيت في فتح الباب، واجتهدت في ذلك، ومع ذلك كله فلما خرجت للسلام عليه، وإذا أهل الفرع، وجهلة البوادي، ومن معهم من المنافقين يستأذنونه في نهب نخيلنا وأموالنا، ورأيت معه بعض التغير والعبوس، ومن عامل الله ما فقد شيئا، ومن ضيع الله ما وجد شيئًا (1).

انحيازه إلى آل أبي عليان:

مما أخذ على الإمام عبد الله بن فيصل في سياسته انحيازه لآل أبي عليان وهم ضعفاء في القصيم ضد آل مهنا الذين كانوا الأقوياء، الممسكين بزمام الأمور، وسوف يأتي ما نقل إلينا عن الملك عبد العزيز آل سعود وهو ابن أخي الإمام عبد الله بن فيصل حول هذا.

وقد ذكر المؤرخون قدوم أناس من آل أبي عليان على الإمام عبد الله بن فيصل وتزيين قتال آل مهنا له، وانحيازه لرأيهم.

وقد لخص ذلك الشيخ إبراهيم العبيد منقولًا عنهم.

قال ابن عبيد في حوادث 1292 هـ:

وفيها كتب آل مهنا إلى الإمام عبد الله يشكون آل أبي عليان فلم يسمع شكايتهم بل انحاز إلى آل أبي عليان يريد مناصرتهم فلما لم يسمع من آل المهنا

(1) الدرر السنية، ج 9، ص 156 - 166.

ص: 265

شكاية ولم يروا منه مساعدة بل انحاز إلى نصرة عدوهم قطعوا العلائق منه وذهبوا يستنجدون الأمير محمد بن رشيد والتجؤا إليه فلباهم ابن رشيد ليضعف جانب آل سعود فإذا حصل له ذلك فإن آل مهنا ليسوا بذوي أهمية، وما كان محمد بن عبد الله ليناصرهم لحظ أنفسهم إنما ذلك منه لأمر يريده، وكان ميل الإمام عبد الله بن فيصل إلى نصرة آل أبي عليان اضرم حقدا عظيما في قلوب آل مهنا على عبد الله بن فيصل وإخوانه وصار هذا الحقد كامنًا في نفوسهم كالنار في الزناد.

إلى أن قال:

ثم دخلت سنة 1293 هـ.

في هذه السنة قدم على الإمام عبد الله بن فيصل آل أبي عليان رؤساء بلد بريدة في الماضي، وهؤلاء عبد الله بن عبد المحسن آل محمد ومحمد بن عبد الله بن عرفج وحمد بن غانم، وإبراهيم بن عبد المحسن بن مدلج آل عليان، وكان قدومهم من عنيزة لأن آل مهنا قد أجلوهم عن بريدة، وكان معهم كتاب من زامل بن عبد الله آل سليم أمير عنيزة يطلب من الإمام القدوم عليه في عنيزة ويعده القيام معه ومساعدته على استيلائه على بريدة وطلب عبد الله بن عبد المحسن آل محمد المذكور ومن معه من عشيرته القيام معهم والمساعدة في أخذ بريدة من أيدي آل أبي الخيل وذكروا للإمام أن لهم عشيرة في البلد وأنهم إذا وصلوا إلى البلد ثاروا فيها وقاموا معهم وفتحوا الباب فسار معهم الإمام عبد الله الفيصل بجنوده من المسلمين بادية وحاضرة وقدم بلد عنيزة ولما أن قدمها كان حسن بن مهنا لما بلغه مسيرهم قد كتب إلى محمد ابن رشيد أمير الجبل يستحثه في المناصرة فخرج ابن رشيد من حائل بجنوده واستنفر من حوله من بادية حرب وشمر وهتيم وبني عبد الله نزح بهم متوجها إلى بلدة بريدة، فنزل عليها بمن معه من الجنود، وكان ابن رشيد قد أرسل إلى أهل عنيزة يلتمس منهم أن لا يساعدوا عبد الله بن فيصل فلم يرجع منهم الرسول بجواب ثم إنه حصل الاتفاق على أن

ص: 266

ابن رشيد يرجع إلى الجبل وأن الإمام عبد الله بن فيصل يرجع إلى الرياض، وتبقى الأمور على ما هي عليه وهذا يعتبر أول مسير حصل بين ابن سعود وابن رشيد، فأما عبد الله بن فيصل فإنه يرجع إلى الرياض، وأما ابن رشيد فإنه أقام على بريدة مدة أيام ثم رجع إلى الجبل (1).

إلى أن قال أيضًا:

ذكر الأمور التي عارضت استقامة أمر الإمام عبد الله بن فيصل، وكان أمر الله قدرًا مقدورا.

أما الأمور التي عرقلت المساعي فهي منازعة أخيه له في الملك وبعده أبناؤه في الخرج يحرضون القبائل عليه فكان سعود وأبناؤه العدو الألد للإمام عبد الله، ومنها مناصرته لآل عليان على أعدائهم آل مهنا الأمراء الحاكمين في بريدة ذلك الوقت، وكان صاحب الجلالة عبد العزيز بن عبد الرحمن بن سعود يقول لم يستقم الأمر العبدالله الثلاثة أسباب:

أولًا: وجود أبناء أخيه في الخرج يحرضون القبائل عليه.

ثانيا: مناصرته لآل أبي عليان أمراء القصيم السابقين على أعدائهم آل مهنا الأمراء الحاكمين بعدهم، وكان هذا جهلًا من عبد الله لأنه في وقت ضعفه ليس من الحكمة أن يتحزب لبيت مغلوب فيضعضع نفوذه في القصيم.

ثالثًا: ظهور محمد بن رشيد الطامع بحكم نجد فقد تحالف مع آل أبي الخيل من آل مهنا فكانوا يدا واحدة على ابن سعود، هذه بعض الأمور ومنها أنه كان أذنا سامعة لكلام أهل النميمة والمغرضين، وجرى بسبب ذلك بعض إهانة منه يرحمه الله لبعض العلماء، ووالله إنه لما يؤسف أن لا يجد المؤرخ مندوحة عن ذكر الأمور على حقائقها لواجب الإخلاص للتاريخ (2).

(1) تذكرة أولي النهى والعرفان، ج 1، ص 220 - 221.

(2)

تذكرة أولي النهى والعرفان، ص 170 - 171.

ص: 267

ومثل آخر من تصرف الإمام عبد الله الفيصل.

قال ابن عيسى:

ثم دخلت السنة الخامسة بعد الثلاثمائة والألف، وفيها في آخر المحرم سطا أولاد سعود بن فيصل في الرياض، وقبضوا على عمهم الإمام عبد الله بن فيصل فكتب الإمام عبد الله إلى محمد بن عبد الله بن رشيد أمير الجبل، واستنجد به على أولاد أخيه سعود فسار ابن رشيد بجنوده إلى الرياض ومعه حسن بن مهنا أبا الخيل أمير بلد بريدة، وحاصر البلد أيامًا قلائل، ثم وقعت المصالحة بين ابن رشيد وبين أهل الرياض، وبين أولاد سعود على أن تكون لهم إمارة بلد الخرج، فخرج أولاد سعود إلى الخرج، وأقام ابن رشيد هناك أيامًا، وجعل محمد بن فيصل أميرا في بلد الرياض والمتصرف فيها من جهته سالم بن سبهان، ثم ارتحل في جمادى الأولى من السنة المذكورة راجعًا إلى الجبل ومعه الإمام عبد الله بن فيصل، وابنه تركي، وأخوه عبد الرحمن بن فيصل وسعود بن جلوي، وأذن لأهل النواحي بالرجوع إلى أوطانهم (1).

إلى أن قال ابن عيسى:

ثم دخلت السنة السابعة بعد الثلاثمائة والألف:

وفيها خرج الإمام عبد الله بن فيصل من حائل متوجهًا إلى بلد الرياض ومعه أخوه عبد الرحمن بن فيصل، وكان الإمام عبد الله إذ ذاك مريضًا، فلما وصل إلى الرياض اشتد به المرض، وتوفي بعد قدومه بيوم، وذلك في اليوم الثالث من ربيع الثاني من السنة المذكورة (2). انتهى.

(1) خزانة التواريخ، ج 2، ص 249 - 250.

(2)

خزانة التواريخ، ج 2، ص 252.

ص: 268

أنموذج من كتابات الإمام عبد الله بن فيصل ومكاتباته لأناس في القصيم، وذلك في رسالة موجهة منه إلى آل فهيد .. أهل الأسياح: وسماهم كافة أهل السيح، ومنطقة الأسياح التي كان العرب القدماء يسمونها النباج كان يقال لها السيح يصيغة الإفراد، والأسياح بصيغة الجمع، وقد أوضحت أمرها في (معجم بلاد القصيم).

قال الإمام عبد الله بن فيصل:

ويلاحظ بساطة تعبيره، إن لم يقل إن ذلك يدل على عدم تعظيمه وتكبيره، لآل سعود الأماجد الذين أسسوا الدولة السعودية الأولى، وهم الإمام

ص: 269

عبد العزيز بن محمد بن سعود، والإمام سعود والإمام ابنه عبد الله، قال:

جدي تركي ووالدي فيصل، ولم يذكر أيا منهم بصيغة التعظيم، أو حتى بلقب الإمام أنهم ممضين لآل محمد آل فهيد عينهم وسواقيها الشمالية والجنوبية.

قال: وأنا ممضي لآل محمد ما أمضوا لهم، ولا لأحد عليهم اعتراض، ومن تعرض لهم فلا يلومن إلا نفسه، والسلام، غرة صفر سنة 1286 هـ.

ومن كتاباته الأمير بريدة الذي كان والده الإمام فيصل قد عينه فيها هذه الرسالة التي تؤكد على حق عبد الله المشيطي الذي كان قد توفي رحمه الله وتأكيد الإمام عبد الله بن فيصل على أنه طارفة له أي من المقربين لديه، والذني لهم حق عليه ويأمر بأن يكون أخوه جارالله في مكانه.

وقد وجه كتابه إلى أمير بريدة عبد الرحمن بن إبراهيم ومن يراه من أهل القصيعة وهي الخب المعروف الآن في الخبوب الغربية الجنوبية لبريدة.

وهذا نص الرسالة بحروف الطباعة:

"بسم الله

من عبد الله بن فيصل إلى الأخ عبد الرحمن بن إبراهيم ومن يراه من أهل القصيعة.

سلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد.

عبد الله المشيطي رحمه الله طارفة لنا وقسم الله عليه وغدا، وبالحاضر أخوه وولده في مكانه، ووكلنا أخوه جارالله على أشياه كلها يبيعها كذاك سعة العطل في حبوب القصيعة، وهي فوق نقرة الجهني، وما كان له الله يرحمه لا يعارض جار الله فيه أحد لا من شمال ولا من طرق ولا غيره يكون معلومًا.

5 شوال سنة 1278 هـ.

ص: 270