الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
مهنا الصالح أبا الخيل:
وأعظم رجال أبا الخيل دهاءً، وأكثرهم طموحًا وعقلًا مهنا بن صالح الحسين، وهو ابن صالح آل حسين، وقد حكم القصيم في ظروف مضطربة في بريدة خاصة، وفي نجد عامة فسياسته سياسة قوية حازمة فإزدهر القصيم في عهده وكثر المهاجرون إليه من نجد. وأسس أسرة آل مهنا الذين صاروا أمراء بريدة بعده، ومنهم ابنه حسن المهنا الذي تولى الإمارة بعد مقتل والده مهنا هذا على أيدي أناس من (آل أبو عليان) عام 1292 هـ.
وذكر علاقته بذلك العوني الشاعر الذي مدح حسن بن مهنا بقصيدة عصماء منها هذه الأبيات:
ملفاك دارٍ بَهْ مشاكيل ورجال
…
دارٍ لضرغام وهو راس (إبا الخيل)
حسنْ، عريب الجد والأبّ والخال
…
قبِّل منْهَنَّا قبِّل يديه تقبيل
عطه الكتاب وبلغه كل الأحوال
…
وسَلِّمْ عليه عْداد وبل المخاييل
المخابيل: جمع مخيلة وهي السحابة الممطرة.
ومنهم علي الصالح أخو مهنا الصالح ويميل هو وأولاده لطلب العلم، ولذلك جرت في بيته المحاورة الشهيرة بين الشيخ محمد بن عبد الله آل سليم والشيخ إبراهيم بن جاسر التي تنتج عنها ما يسمى بتوبة ابن جاسر وكان كل شيخ منهما معه طائفة من طلبة العلم الذين يؤازرونه وقد حضر الجلسة الافتتاحية إن لم يكن كل الجلسات الأمير حسن بن مهنا وهو أمير القصيم لأن تلك المحاورة حدثت 1303 هـ
وكان الفريقان قد اتفقا على حكم بينهما من المشايخ إذا اختلفا في مسألة علمية لا يعرفها إلا المشايخ قبلا حكمه، وقد اختاروا جميعًا الشيخ إبراهيم بن عجلان الآتي ذكره في حرف العين.
ذكر الإخباريون ونريد بهم أهل الأخبار الشفهية غير المكتوبة أن الأمير حسن بن مهنا كان قال قبل ذلك للشيخ إبراهيم بن جاسر: يا شيخ إبراهيم أنت خالفت مشايخك آل سليم فكيف خالفتهم؟
فقال: أنا تبين لي من العلم ما لم يتبين لهم.
فسعى علي الصالح لعقد هذه المحاورة الغريبة أو إنه المجمع العلمي، في بيته.
قالوا: وانتهت الجلسة بإقرار الشيخ إبراهيم ابن جاسر بأن ما عليه المشايخ من آل سليم وأتباعهم في المسائل التي جرى بحثها هو الحق، وأنه يخطئ في مخالفتهم في بعضها، ونتج عن ذلك كتابة ورقة عرفت عند المشايخ وطلبة العلم من تلاميذ آل سليم (بتوبة ابن جاسر).
وقد رأيتها بل نسختها بخطي للشيخ فهد بن عبيد العبد المحسن، حيث قال لي: إن (توبة ابن جاسر) موجودة عند محمد بن صالح السليم وهو الشيخ محمد بن صالح السليم الذي تولى بعد ذلك رئاسة محكمة التمييز بمكة المكرمة.
قال: أرجو أن تأخذها منه وتنسخها لي.
وطلبتها من الشيخ محمد بن صالح بن سليم فأعطاني إياها ونسختها نسخة واحدة أعطيتها للشيخ فهد العبيد ثم أعدت الأصل للشيخ محمد بن صالح آل سليم.
وبعد مدة طويلة احتجت إلى نسخها نسخة لي ولا سبيل في ذلك الزمان للحصول على نسخة من أي ورقة إلا بكتابتها ثم مقابلتها بها، فاعتذر الشيخ محمد بن سليم بأنه لم يجدها عنده، وربما كان أحد الأشخاص أخذها منه ولم يعدها.
والشيخ إبراهيم بن عبيد العبد المحسن قد ذكر شيئًا من ذلك في تاريخه.
ومنهم محمد بن صالح أبا الخيل: وقد يقال له اختصار: محمد الصالح مثلما كان يقال لأخيه الأمير مهنا، وهو شخصية مهمة في هذه الأسرة، اشتهر
باهتمامه وعنايته بالشئون الدينية، وما يتعلق بالعلم وطلبة العلم، وذلك في عهد إمارة ابن أخيه حسن المهنا.
ومن ذلك إبان أن امتنع الشيخ سليمان بن علي المقبل قاضي بريدة عن الاستمرار في القضاء فيها وطلب من الأمير حسن المهنا وأعيان بريدة أن يبحثوا لهم عن قاض غيره وهي قصة سيأتي ذكرها في ترجمة الشيخ محمد بن عبد الله بن سليم في حرف السين بإذن الله.
ورد ذكر محمد الصالح أبا الخيل في ورقة مبايعة بينه وبين سليمان العبد الكريم بن جاسر.