الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ووالد الأمير سليمان هو (رشيد بن سليمان الحجيلاني) الذي قتل الأمير عبد الله بن الأمير الفذ حجيلان بن حمد، ثم قتلته العرفجية أخذًا بثار ابنها عبد الله كما سبق.
ورشيد هذا هو الذي سمي على اسمه سوق الخضار في غربي سوق بريدة القديمة أخذًا من قبة كانت له فيه، والقبة عندهم يراد بها (الساباط) وهو كالغرفة تبني فوق الزقاق يتوسع بها أهل البيت.
وجده أي جد الأمير سليمان بن رشيد هو الذي قتله حجيلان بن حمد أثناء حصار سعدون بن عريعر لبريدة في عام 1196 هـ كما سبق.
والأمير سليمان بن رشيد هو جد المحسن الكبير سليمان بن محمد الرشيد أحد كبار تجار الأرز في بلادنا وهو الذي بني الجامع الضخم وما حوله من الأبنية في شرق الوطأ الواقعة في بريدة، واسماه (جامع الشيخ محمد بن عبد الوهاب) ولم يرض بأن يذكر اسمه في البنيان على هذا الجامع، بل ذكر أنه بناه (فاعل خير) التماسًا للأجر من الله تعالى، وسوف نذكر طائفة من الوثائق التي ورد فيها اسم الأمير (سليمان بن رشيد) ولكنها كلها لا تذكر إمارته بل تذكره بأنه سليمان بن رشيد الحجيلاني.
وذلك في رسم (الحجيلاني) في حرف الحاء.
كما سنذكر شيئًا عن ذريته الذين صار يقال لهم الرشيد في حرف الراء بإذن الله. ومع ذلك رأينا أن نذكر هنا وصيته:
وصية الأمير سليمان بن رشيد:
ذكرت الوصية اسمه الكامل سليمان بن رشيد الحجيلاني، ولم تذكر أن لقبه الأمير، وهي وثيقة معتادة لولا بعض الأمور المتعلقة به.
فقد أوردت الديباجة المعهودة المطولة، ثم قالت:
أوصى بخُمس ماله وهي بضم الخاء والميم بعدها ومعناه جزء من خمسة أجزاء من ماله، وهذا يدل على تفقهه أو فقه كاتب الوصية الذي لابد أن يكون أشار عليه بذلك، لأن المعتاد عند سائر الناس أن يوصوا بالثلث من أموالهم حتى إن العامة صاروا يطلقون (الثلث) على الوصية فيقولون مثلا في ثلث فلان أي كذا، أي في وصيته.
واسترشادًا بالحديث النبوي الشريف أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لسعد بن معاذ: الثلث والثلث كثير.
وذكر شيئًا معروفًا وهو أنه أوصى بخُمس ماله بعد قضاء دينه، وهذا أمر معروف مفروغ منه أنه لا يجوز الوصية إلَّا فيما زاد على الدين لأن إيفاء الدين وهو واجب مقدم على النفل في الوصية، إلَّا إذا كان الدائن كريمًا وسمح بالوصية من رأس مال مدينة الموصي.
قال: ويقدم في خُمُس ماله ثلاث حجج: جمع حجة إلى بيت الله الحرام يكلف بها أحد الذين سبق أن حجوا حج الفريضة ويكون ثوابها للموصي: سليمان بن رشيد.
كما أوصى بأربع ضحايا، له منها واحدة بالدار، أي داره، بمعنى أن تذبح في داره حتى ينتفع أهل الدار بلحمها، ولأمه واحدة، ولأبيه واحدة، ولحجيلان آل علي وعياله محمد وحمود وعلى وأختهم سلمي واحدة، والمراد بذلك ثواب الأضحية لأن هؤلاء كانوا ماتوا وليس من عادتهم أن يضحوا عن الأحياء.
وذكره لحجيلان آل علي مهم لأمر صار بعض المعاصرين من نسله وأسرته لا يعرفونه وهي أنهم يقولون - من دون معرفة - إنهم من ذريته حجيلان أمير بريدة، وينصرف الذهن هنا إلى الأمير الفذ حجيلان بن حمد، والأمر ليس كذلك وإنما هم في أسلافهم اسم حجيلان آخر هو الذي نشأ عنه هذا اللبس.
وذكر الموصي سليمان الرشيد أن الضحايا الثلاث بالنخيل أي ثمنها من ريع النخل.
وذكر فيما يتعلق بضحيته هو إن خربت الدار فتصير بالنخل إذ يشير إلى أن أضحيته تكون من أجرة الدار، مع أنه لم يذكر (الدار) هنا وإنما كان يشير إلى وقفية سابقة للدار حسبما فهمنا من كلامه، وقال: إن بقي شيء بعد هذا فيصرف على (طرفة الرشيد): أخته وبنته نورة، وذكر أن هذا بعد موته.
والوكيل أي الوصي ناصر السليمان بن جربوع إلى ما يرشد ابنه رشيد.