الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
أبا الخيل:
(أبا) هنا معناها (ذو) أو صاحب، أي ذو الخيل أو صاحب الخيل.
والمراد بالخيل التي ورد ذكرها في خبر انتقال هذه الأسرة التي هي أشهر أسر آل نجيد) الذي يرجعون إلى المصاليخ من عنزة، من النبهانية إلى عنيزة.
كانت أسرة تعيش في النبهانية على زروع ومواش لهم، وقد جاءوا إلى النبهانية من بلاد عنزة القديمة في نواحي خيبر شمال المدينة المنورة.
ولهربهم من النبهانية قصة يتناقلها الناس من أفراد الأسرة وغيرها ويذكر فيها أيضًا إخوتهم أو أبناء عمومتهم من آل نجيد وهم جد الرميح وجد الزبن وجد الصقير.
ويقولون: إنهم كانوا في النبهانية فجاء إليهم ثلاثة أو أربعة من قبيلة أعرابية كانت نازلة غير بعيدة منهم وطلبوا أن يضيفوهم، وبينما كانت امرأة منهم تعمل في القرصان على الصاج إذ دخل عليها أحد الأعراب ورفع طرف ثوبها بطرف عصاه فصاحت بأهلها ولحقوا الأعرابي يريدون البطش به، ولكن الذين معه أقبلوا ليكونوا معه وصاروا يقاتلون أسرة (آل نجيد) فقتلهم آل نجيد ورموا بجثثهم في بئر مهجورة غير بعيدة.
ثم صاروا يفكرون في كيفية التخلص من قبيلتهم التي يعرفون أنها ستبحث عن رجالها، وتنتقم لهم منهم.
قالوا: فوضعوا الخطة التي تقتضي أن يكون أحدهم مسئولًا عن خيلهم لأنه كان متمرنًا على ذلك وهي التي تستطيع إن لحقهم الأعراب على الإبل، أن يركبوا عليها ويبعدوا عنهم.
وهو جد (آل أبا الخيل) لأنهم أسموه بعد ذلك (أبا الخيل) أي صاحب الخيل.
والثاني معروف بمقائلته بالرمح وكان لديهم رمح فأعطوه له قائلين: إنك يجب أن تدافع عنا بالرمح
والثالث: أعطوه الصقر الذي يصيد لهم الصيد لأنه لم يكن معهم من الطعام ما يكفيهم ويكفي أسرتهم، وهو معروف باعتياده على الصيد بالصقر.
والرابع: قالوا له أنت (الزَّبن) بمعنى أن كل من أضيم منهم إذا لحق بهم الأعداء يلجأ إليك ويحتمي بك، وهذا معنى الزبن.
ثم انطلقوا إلى مدينة عنيزة، ولم يستطع الأعراب اللحاق بهم، ومع ذلك صار اسم جد (آل أبا الخيل) أبا الخيل وجد صاحب الصقر (الصقير) على لفظ تصغير الصقر.
وجد حامل الرمح (الرميح) على لفظ تصغير الرمح!
هذا ملخص القصة مع اختلاف في روايتها.
ومن أكثر الاختلاف فيها ما يتعلق بأبا الخيل فقد ذكرت رواية - بل روايات أخرى - أنه سمي أبا الخيل لأنه كان مختبئًا في القت، وبعضهم قال في الزرع، فلما جاء أعداؤهم الأعراب وتركوا خيلهم ترعى في القت ركب إحداها وتبعته الأخريات فهرب بها، ولم يستطع الأعراب اللحاق بها.
ولكن هذه الرواية لا تذكر كيفية تسمية جد الرميح بالرميح والصقير بالصقير والزبن بالزبن.
إلا أن الذي يلاحظ في أسماء الرميح والصقير أن أسماءهم مصغرة، وليس من المألوف في حال الحرب أو الخوف منها أن يسمى الدافعون لها أو المشتركون فيها بأسماء مصغرة (رميح) و (صقير)، ومثل هذا لا يقال في حالة الحرب أو القتال مما يدل على أنهم اكتسبوا هذه الألقاب بعد ذلك بزمن وليس بسبب تلك الحادثة.