الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
2604 - عليّ بن المبارك:
كانت له خصوصية بيحيى بن أبي كثير.
* قال الحافظ في "التقريب": ". . ثقة، كان له عن يحيى بن أبي كثير كتابان، أحدهما سماع والآخر إرسال، فحديث الكوفيين عنه فيه شيء" اهـ. النافلة ج1/ 82
* عليّ بن المبارك: [عن يحيى بن أبي كثير، قال: ثني أبو نضرة أنَّ أبا سعيد أخبرهم، إسناده صحيحٌ.
* وعلي بن المبارك كان ثبتًا في يحيى بن أبي كثير، وإنما تكلَّموا في رواية الكوفيين عن عليّ بن المبارك، عن يحيى بكلام فصلتُهُ فيما سبق من هذا الكتاب [يعني: تنبيه الهاجد]. تنبيه 9/ رقم 2008
2605 -
عليّ بن المُحسن: [أبو القاسم التنُّوخِيّ. حدث عن الوزير أبي القاسم ابن الجراح عيسى بن عليّ، وعن أبي حفص ابن شاهين عُمر بن أحمد ابن عثمان]. حديث الوزير /8؛ فضائل فاطمة / 4 - 5
2606 - عليّ بن المدينيّ: [
عليّ بن عبد الله بن جعفر بن نجيح السعدي، أبو الحسن بن المديني، البصري]
[حديث ابن المديني، عن الطفاوي، عن الأعمش: حدثني مجاهد، عن ابن عُمر مرفوعًا: "كُن في الدُّنيا كَأنَّك غريبٌ أو عابِرُ سبيلٍ"]
* أخرَجَهُ البُخاريُّ (11/ 233)، وابنُ حِبَّانَ في "صحيحه"(2/ 57/ 687)، وفي "رَوضة العُقلاء"(148)، والعُقيليُّ في "الضُّعفاء"(ق 151/ 1)، والحكيمُ الترمذيُّ في "نوادر الأصول"(ج 2/ ق 145/ 1)، وابنُ الأعرابيِّ في "مُعجَمه"(ج 5/ ق 96/ 2)، وابنُ أبي عاصمٍ في "الزُّهد"(185)، والدَّارَقُطنيُّ في "الأفراد"(ق 88/ 1)، والطَّبَرانيُّ في "الكبير"(ج12/ رقم 13470)، والآجُرِّيُّ
في "الغُرَباء"(ق 3/ 1)، وأبو نُعيمٍ في الحِلية (3/ 301)، والخَطَّابى في "العُزلة"(ص 39/ 301)، والبَيهقِيُّ في "الأربَعُون الصُّغرَى"(32 - بتحقيقي)، والقُضاعيُّ في "مُسنَد الشِّهاب"(644) مِن طريق الأعمَش، قال: حدَّثَني مُجاهِدٌ، عن ابن عُمَر رضي الله عنهما، قال: أخَذَ رسُول الله صلى الله عليه وسلم بِمِنكَبِي، فَقَالَ:. . فذكره.
* وزاد: وكان ابنُ عُمَر يقولُ: "إِذَا أمسيتَ فلا تَنتَظِر الصَّباحَ، وإذا أَصبَحتَ فلا تَنتَظِر المسَاءَ، وخُذ مِن صِحَّتِك لمَرَضِك، ومِن حياتِكَ لموتِك".
* وهذا لفظُ البُخاريِّ.
* قال ابنُ حِبَّانَ في "رَوضةُ العُقلاء"(149): "قد مَكثتُ بُرهةً من الدَّهر، مُتوهِّمًا أنَّ الأعمشَ سَمِعَ هذا الخَبَرَ مِن ليثِ بنِ أبي سُليمٍ، فدَلَّسَهُ، حتَّى رأيتُ عليَّ بنَ المَدينِيِّ، حدَّث بهذا الخبرِ، عن الطُّفَاوِيِّ، عن الأعمشِ، قال: حدَّثَنِي مجاهِدٌ، فعلِمتُ حِينئذٍ أنَّ الخبرَ صحيحٌ، لا شكَّ فِيهِ، ولا امتِرَاء في صِحَّتِه" اهـ. وهُو يُشيرُ إِلَى روايةِ البُخاريِّ.
* وقال الحافظُ في "الفتح"(11/ 233 - 234): "أَنكَرَ العُقيليُّ هذه اللَّفظة، وهي: "حدَّثَني مُجاهِدٌ"، وقالَ: إِنِّما رواه الأعمشُ بصيغةِ: "عن مُجاهد"، كذلكَ رواه أصحابُ الأعمش عَنهُ، وكذا أصحابُ الطُّفَاوِيِّ عنه، وتَفَرَّدَ ابنُ المَدينيِّ بالتَّصريحِ، قال: ولَم يَسمَعهُ الأعمشُ عن مُجاهِدٍ، وإنَّما سَمِعَهُ من ليثِ بن أبي سُليمٍ عنه، فدَلَّسَهُ" اهـ.
* قُلتُ: ليس في نُسخَتي مِن "الضُّعَفاء" كلامُ العُقيليُّ، ولا في المطبُوعَة منه، وإِنَّما فيها أنَّ العُقيليَّ رَوَى هذا الحديثَ:"عن مُحَمَّد بن عبد الله الحضرَمِيِّ المَعرُوفِ بـ"مُطَيَّنٍ"، قال: حدَّثَنا عمرُو بنُ مُحَمَّد بن بُكيرٍ النَّاقِدُ، حدَّثَنا مُحَمَّدُ بنُ عبد الرَّحمن الطُّفَاوِيُّ به، بالعنعنة بين الأعمش ومُجاهدٍ. -ثمَّ قال:
وقال الحضرَمِيُّ: قال لنا عمرُو بنُ مُحمَّدٍ -وذَكَرَ عليّ بن المَدِينِيِّ، فقال-: زَعَمَ المَخذُولُ [!!] في هذا الحديث أنَّهُ قال: حدَّثَنا مُجاهِدٌ. وإِنَّما أخذَهُ الأعمش من ليث بن أبي سُليمٍ" اهـ.
* وسَوَاءٌ كان المُنكِرُ هو العُقيليَّ، أو عَمرًا النَّاقد، فإِنَّهُ تَعقُّبٌ فيه نَظَرٌ؛ وعليُّ ابن المدينيِّ أَحَدُ جبال الحفظ، الذين يُبدَأُ بذكرهم ويُعادُ في الضَّبط والإتقان، وقد حَفِظَ ما لم يحفَظوه، فلا يَتَوَجَّه الإنكارُ إليه.
* وقد قال الذَّهَبيُّ في "الميزان"، يُدافِع عن ابن المدينيِّ، قال:"بل الثِّقةُ الحافظُ إذا انفرد بأحاديثَ كان أرفعَ له، وأَكمَلَ لرُتبَتِه، وأدَلَّ على اعتنائِهِ بعلم الأَثَر، وضبطِهِ دُون أقرانه لأشياءَ ما عَرَفُوها" اهـ.
* وثَمَّ شيءٌ آخرُ. . وهو رِوايَةُ البُخاريِّ لهذا الحديث من طريق ابنِ المدينيِّ، وكان البُخاريُّ حُجَّةً في هذا الباب. واللهُ المُوَفِّقُ.
* وللحدِيثِ طُرُقٌ أُخرَى، ذكرتُها في "الثَّانِي من أَمَالي الوزير أبي القاسم ابن الجَرَّاح"(رقم/ 94). الفتاوى الحديثية/ ج 2/ رقم 132/ رمضان/ 1418
* الأربعون الصغرى/ 71 ح 32؛ حديث الوزير/ 144 ح 94
[ذِكرُ العقيلي لعليّ بن المديني في الضعفاء]
* عليّ بن المدينيّ: ذكر [العقيليُّ] عليَّ بن المديني في "الضعفاء"(ق 151/ 1)، وعادة المُصنفين في الجرح والتعديل أنهم يذكرون الرجل في كُتُبِهم -وإن كان ثقة- لأدنى كلامٍ فيه، فليس العقيلي بدعًا في هذه الخطة.
* ومما يدلُّ على أن العقيليِّ لم يورده في "الضعفاء" على أنه منهم، أنه قال:"مستقيم الحديث"، فلم أورده إذن؟؟
* لأن الإمام أحمد كان ينهى أن يؤخذ عن من تلبس بفتنة خلق القرآن، وكان
ابن المديني من الذين أجابوا لضعفهم، وقد لاموه على ذلك، فقال:"قَوِيَ أحمد على السوط، ولم أقو".
* وكذا روى العقيليُّ حديثًا، من طريق ابن المديني، وحكى أن عَمرو بنُ مُحَمَّد انتقده فيه. فلا غبار على صنيع العقيليّ إذن، لأنهم -كما قلتُ- كانوا يوردون من تُكُلِّمَ فيه ولو كان الكلام لا يضرُّهُ، وعليه جرى المصنفون في "الضعفاء" إلا من اشترط منهم غير ذلك.
[قال الكوثريُّ: وجرح العقيليُّ في كتابه "الضعفاء" كثيرين من رجال "الصحيحين" وأئمة الفقه وحملة الآثار، مما ردّ بعضها ابنُ عبد البر في "انتقائه" اهـ.]
* وقد أظهر الكوثريُّ بكلمته هذه أنه يدافع عن ابن المديني، ولكنه ما أراد إلا الذمّ في العقيليّ. والدليل على ذلك أن الكوثري ذكر ابن المديني في "تأنيب الخطيب"(ص170) وعرّض به، فقال: ليس بقليل ما ذكره الخطيب عن ابن المديني في تاريخه، وقد ترك أبو زرعة وأحمد الرواية عنه بعد المحنة. اهـ.
* فأنت ترى أنه جرح ابنَ المديني حيث كان له هوى في جرحِه، وذنبه عند الكوثري أنه روى شيئًا فيه غضُّ من أبي حنيفة. وهكذا تكون الأمانة عند الكوثري! جُنَّةُ المُرتَاب/ 14 - 16
* [وراجع الرد على الكوثري في: "البخاري" من باب الألقاب]
[محنة خلق القرآن وتصرف عليّ بن المدينيّ]
* قد ذكر أبو بكر المروزي رحمه الله أنَّهُ لمَّا كان أيام المحنة أُحضر عليُّ بن المديني عند ابن أبي داود، فقال له ابنُ أبي داود: ما تقولُ في القرآن؟ فحدث عليٌّ بحديث عُمر: فِكلُوْهُ إلى ربه، ففرح بذلك ابن أبي داود وقبَّل رأس عليٍّ.
* وذكر الخطيبُ (11/ 470) أنَّ أبا إسحاق الحربي سُئل: أكان عليُّ بن المديني يُتَّهمُ بشيءٍ من الكذب؟ فقال: لا، إنما كان حدَّث بحديثٍ فزاد في خبره كلمةً ليُرضي بها ابن أبي داود.
* قلْتُ: فحاشالله أن يزيد ابنُ المديني من عند نفسه عامدًا وإنما أخطأ الوليد بن مسلم في هذه اللفظة كما قال ابن المديني وأقرَّهُ أحمدُ.
* وإنما قال ابن المديني ما قال تقيةً لا عقيدةً، فأنكر عليه الإمام أحمد أشد الإنكار وهجره وبدَّعه وكذَّبهُ فيما روى، وهذا كان مذهبًا لأحمد اجتهد فيه، أملاهُ عليه جسامة الخطب بالفتنة الملعونة التي فرَّقت بين العلماء، وكثيرًا ما ينفسخ عزمُ القلب في المحن، والثابت على الحق من ثبَّته اللهُ تعالى.
* وكان ابنُ المديني ضعيفًا على المحنة، فقد قال عليُّ بن الحسين بن الوليد: حين ودَّعْتُ عليّ بن المديني، قال: بلِّغ أصحابنا عني أن القوم كفارٌ ضُلاّلٌ، ولم أجد بُدًّا من متابعتهم، لأني جلست في بيتٍ مظلمٍ ثمانية أشهرٍ، وفي رجلي قيدٌ ثمانية أمنان حتى خفتُ على بصري، فإن قالوا: يأخذ منهم، فقد سبقت إلى ذلك فقد أخذ من هو خيرٌ مني.
* وذكر ابنُ عمار أن ابنَ المديني قال: ما في قلبي مما قُلْتُ وأجبتُ إليه شيءٌ ولكني خفتُ أن أقتل قال: وتعلم ضعفي وأنِّي لو ضربت سوطًا واحدًا لمُتُّ. اهـ.
* فهذا عُذْرُ عليّ بن المديني رحمه الله، وقد ترخص مثلما ترخَّص عمَّار بن ياسر ثم رجع عن قوله وأبدا عذره.
* ومع ما قاله أحمدُ فإنه روى عن عليٍّ في مسنده نيفًا وستين حديثًا، وهذا يدفع ما ذكر عن عبد الله بن أحمد قال: كان أبي حدّثنا عنه، ثُمَّ أمسك عن اسمه، ويقول: حدثنا رجل، ثم ترك حديثه بعد ذلك.
* وعلَّق الذهبيُّ على هذا بقوله: "بل حديثُهُ عنه في "مسنده".