الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
اليهود
يحرقهم ما يحدث حولهم .. ويموتون كل يومٍ بغيظهم .. إنهم يشرَقون بهذا النبي وبمن معه .. مع أنه كان يتقرّب إليهم .. كان يحب هدايتهم فهم كغيرهم يحتاجون إلى من يأخذ بأيديهم إلى الحق .. بل كان صلى الله عليه وسلم يشعرهم بأنهم أقرب من غيرهم إلى الإسلام -ومع أن القرب لا يكفي أبداً- فقد كان صلى الله عليه وسلم يشعرهم بذلك و (كان النبي صلى الله عليه وسلم يحب موافقة أهل الكتاب فيما لم يؤمر فيه بشيء)(1) فـ (كان أهل الكتاب يسدلون شعورهم .. وكان المشركون يفرقون رؤوسهم .. فسدل النبي صلى الله عليه وسلم ناصيته)(2) لكن اليهود لا يريدون استيعاب أي شيء من محمد صلى الله عليه وسلم .. إنهم يفضلون البقاء في معسكر الشيطان .. ولن يغادروه إلا إذا أرسل الله نبيًا يهوديًا يجدد أوراق هذه التوراة الممزقة .. وكان لليهود تعاليم سلمت من التمزيق أقرها الإسلام ولم ينكرها من هذه البقايا: صيام عاشوراء وهو اليوم العاشر من شهر محرم:
ما هي قصة صيام يوم عاشوراء
(يوم عاشوراء كان يصام في الجاهلية)(3) و (أهل الجاهلية كانوا يصومون يوم عاشوراء)(4) ومنهم (قريش .. تصوم عاشوراء في الجاهلية وكان
(1) حديث صحيح. رواه البخاري (1263).
(2)
حديث صحيح. رواه البخاري (1263).
(3)
حديث صحيح. رواه مسلم، الصيام، صيام عاشوراء (120).
(4)
حديث صحيح. رواه مسلم، الصيام (123).
رسول الله صلى الله عليه وسلم يصومه .. فلما هاجر إلى المدينة صامه وأمر بصيامه) (1) ..
وذات يوم (ذكر عند رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم عاشوراء فقال رسول الله: "كان يومًا يصومه أهل الجاهلية فمن أحب منكم أن يصومه فليصمه .. ومن كره فليدع")(2) .. ويقول أحد الصحابة رضي الله عنهم: (كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يأمرنا بصيام يوم عاشوراء ويحثنا عليه ويتعاهدنا عنده)(3).
وليس أهل الجاهلية فقط هم من يحتفي بذلك اليوم (إنه يوم تعظمه اليهود والنصارى)(4) .. وكان أهل خيبر أكثر احتفاءً من غيرهم فـ (هم يصومون يوم عاشوراء .. يتخذونه عيدًا ويلبسون .. نساءهم فيه حليهم وشارتهم)(5) ..
لكن ما علاقة ذلك كله باليهود وهل كان رسول الله صلى الله عليه وسلم مقلدًا لأهل الجاهلية وأهل الكتاب .. ؟ دونما تردد الإجابة: لا .. فمحمد صلى الله عليه وسلم جاء وحيًا .. لا ينطق عن الهوى ولا يملك أن يشرع من عند نفسه .. وإذا كان سياق الحدث فيه موافقة للجاهلية ولليهود فهؤلاء القوم كالغريق بين الأمواج .. مرةً يتنفس هواءً كالحياة ومرةً .. يتنفس ماءً .. أما الثالثة فيتنفس فيها موتًا ..
ومحمَّد صلى الله عليه وسلم كان يتنفس هواءً نقيًا .. ويتفوه وحيًا وعطرًا .. استغرب رسول الله صلى الله عليه وسلم صيام اليهود لذلك اليوم فكانت هذه القصة التي سجلت كم كان صلى الله عليه وسلم ودودًا .. كم كان محبًا لاخوانه الأنبياء عليهم الصلاة والسلام ..
(1) حديث صحيح. رواه البخاري (395) ومسلمٌ واللفظ له، الصيام (118).
(2)
حديث صحيح. رواه مسلم، الصيام (124).
(3)
حديث صحيح. رواه مسلم، الصيام (130).
(4)
حديث صحيح. رواه مسلم، الصيام (139).
(5)
حديث صحيح. رواه مسلم، الصيام (136).