الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
فرح عمر. بمصاهرة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وفازت حفصة بنبي الأمة عليه السلام وقبل عمر اعتذار أبي بكر .. أما عثمان بن عفان فعذره لا يحتاج إلى بيان .. وحزنه يملأ حياته .. لكن الله ورسوله أرحم بقلب عثمان من أن تذهب به الهموم أبعد من هذا .. لقد زوجه رسول الله صلى الله عليه وسلم من ابنته أم كلثوم رضي الله عنها .. فعاد النبض والحياة إلى النسب بين عثمان وبيت النبوة الكريم .. ابتهج عثمان وابتهجت أم كلثوم وابتهجت المدينة بهذا العرس الجميل .. فشع في صدر أبي بكر طمع مباح وطموح كالأماني .. رغب أبو بكر بقرب أكثر من رسول الله صلى الله عليه وسلم وكانت عيناه وقلبه باتجاه آخر أمل في ذلك .. إما فاطمة بنت محمَّد صلى الله عليه وسلم خير نساء العالمين وريحانة النبي صلى الله عليه وسلم وأصغر بناته .. ولم يكن أبو بكر وحيدًا في حلمه كان هناك من ينافسه فمن سيفوز بفاطمة من بين هؤلاء الأفذاذ.
أبو بكر وعمر وعلي يريدون فاطمة
تقدم أبو بكر إلى النبي صلى الله عليه وسلم خاطبًا فاطمة .. لم يرده النبي صلى الله عليه وسلم لكنه اعتذر منه بأسلوب نبوي مدهش وكذلك فعل عمر .. فاعتذر صلى الله عليه وسلم بالأسلوب نفسه فماذا قال صلى الله عليه وسلم لصاحبيه وصهريه .. الإجابة عند أحد الصحابة رضي الله عنه واسمه: بريدة حيث يقول:
(خطب أبو بكر وعمر رضي الله عنهما فاطمة فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إنها صغيرة)(1) إنه اعتذار مؤدب .. لم يكذب صلى الله عليه وسلم عندما قال: إنها صغيرة ..
(1) سنده صحيح. رواه النسائي (6/ 62) حدثنا الحسين بن حريث، حدثنا الفضل بن موسى عن الحسين بن واقد عن عبد الله بن بريدة عن أبيه رضي الله عنه: وعبد الله تابعي وثقة معروف وتلميذه الحسين ثقة من رجال مسلم (التقريب 1/ 180) والفضل ثقة ثبت من رجال البخاري ومسلمٌ (التقريب 2/ 111) وشيخ النسائي ثقة من رجال الشيخين (التقريب 1/ 175).
ففاطمة صغيرة حقًا لكن ليس على الزواج .. فعائشة بنت أبي بكر الصديق أصغر منها بسنوات وهي الآن زوجة لرسول الله صلى الله عليه وسلم .. ورسول الله صلى الله عليه وسلم أكبر وأسن من أبي بكر ومن عمر أيضًا ..
إذًا فالأمر غير ذلك .. ثم إن أبا بكر وعمر هما أفضل الأمة .. وهما أفضل من عثمان رضي الله عنه ومع ذلك اعتذر لهما وزوج عثمان ابنتيه: رقية وأم كلثوم بل إن ابنته الكبرى زينب متزوجة من رجل مشرك حتى الآن (1) وهو أبو العاص بن الربيع .. إذًا فالأمر لله من قبل ومن بعد ..
انصرف أبو بكر وانصرف عمر رضي الله عنهما وقد رضيا بما رضيه الله ورسوله صلى الله عليه وسلم .. وتسربت أخبارهما إلى مسامع امرأة فأقلقها ما سمعت فهبت مسرعة إلى سيدها تحرضه وتحرضه على الزواج من سيدة نساء العالم .. ماذا فعل هذا السيد وماذا قال عندما سمع الخبر .. يحدثن بنفسه عن ذلك فيقول: (خُطبت فاطمة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقالت لي مولاة لي: هل علمت أن فاطمة قد خطبت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قلت: لا. قالت: فقد خطبت فما يمنعك أن تأتي رسول الله صلى الله عليه وسلم فيزوجك. فقلت: وعندي شيء أتزوج به؟ فقالت: إنك إن جئت رسول الله صلى الله عليه وسلم زوجك، فوالله ما زالت ترجيني حتى دخلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم)(2).
لكن لماذا كل هذا التردد في خطبة فاطمة والقلب ميال إليها .. أسباب كثيرة جعلت علي بن أبي طالب يتردد في خطبة فاطمة وهي
(1) أقصد وقت خطبة أبي بكر وعمر لفاطمة رضي الله عنها وعنهم.
(2)
سنده صحيح. رواه ابن إسحاق ومن طريقه البيهقي (3/ 160): حدثني عبد الله بن أبي نجيح عن مجاهد عن علي وشيخ ابن إسحاق ثقة من رجال الشيخين (التقريب 1/ 456) وهذا ليس من التفسير فهو لم يسمعه من مجاهد أما ما عداه فقد قال ابن أبي حاتم: قلت لأبي: ابن أبي نجيح عن مجاهد أو خصيف؟ قال: ابن أبي نجيح. التهذيب (6/ 54).