الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
برك الغماد لفعلنا. فندب رسول الله صلى الله عليه وسلم الناس، فانطلقوا) (1) ولئن كانت المشورة قبل الانطلاق فقد كان هناك:
سرية في الانطلاق
تقول عائشة رضي الله عنها: (إن رسول الله صلى الله عليه وسلم أمر بالأجراس أن تقطع من أعناق الإبل يوم بدر)(2) دون ضوضاء دون أجراس وضجيج انطلق صلى الله عليه وسلم وصحابته .. وسمح صلى الله عليه وسلم بالانطلاق معه لمن ليس معه راحلة وأمر صلى الله عليه وسلم بالاشتراك والتناوب بين الاثنين والثلاثة على الراحلة الواحدة .. فامتثل الجميع وتحركوا نحو تلك القافلة مسرعين .. يطوون الأرض طيًا .. وفي طريقهم يرون راكبًا يسابق الريح إليهم فيلحق بهم .. ماذا حدث هل هو عثمان بن عفان جاء ليخبر رسول الله صلى الله عليه وسلم أن ابنته زينب اشتد بها المرض .. أم هو رجل لم يعلم إلا متأخرًا فلحق بهم بعد أن علم بالأمر؟ .. ليس هذا ولا ذاك .. إنه رجل مشرك
…
لكن فيه من الشهامة والرجولة الشيء الكثير
…
إنه يمتطي راحلته وشهامته .. ويتجه بهما نحو رسول الله صلى الله عليه وسلم يكلمه ثم يرد عليه ويسير صلى الله عليه وسلم .. ثم يكلمه مرة أخرى فيرد عليه ثم يسير صلى الله عليه وسلم ويتركه .. فمن هذا الرجل ولماذا تركه صلى الله عليه وسلم في مكان يقال له: حرة الوبِرة: تقول عائشة رضي الله عنها:
(1) سنده صحيح. رواه أحمد (سيرة ابن كثير 2/ 394) وروى مسلم نحوه .. وسند أحمد صحيح متصل رجاله أئمة ثقات هم
…
عفان حدثنا حماد عن ثابت عن أنس.
(2)
سنده صحيح. رواه أحمد (6/ 150) والنسائيُّ وغيرهما (سيرة ابن كثير 2/ 389):
…
سعيد بن أبي عروبة وسعيد بن بشر والصواب: سعيد بن بشير عن قتادة عن زرارة بن أبي أوفى عن سعد بن هشام عن عائشة وقد خالفهما هشام فرواه عن قتادة عن زرارة عن أبي هريرة ومع احتمال التعدد إلا أن سعيدًا رغم كونه مدلسًا فإنه أثبت الناس في قتادة وشيوخه ثقات. التقريب (1/ 259) و (1/ 289).
(خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم قِبل بدر فلما كان بحرة "الوبرة" أدركه رجل يذكر منه جرأة ونجدة .. ففرح أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم حين رأوه فلما أدركه قال لرسول الله صلى الله عليه وسلم:
"جئت لأتبعك وأصيب معك".
قال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: تؤمن بالله ورسوله؟
قال: لا.
قال صلى الله عليه وسلم: "فارجع فلن أستعين. بمشرك" .. ثم مضى حتى إذا كنا بالشجرة أدركه الرجل فقال له كما قال أول مرة .. فقال له النبي صلى الله عليه وسلم كما قال له أول مرة .. قال: فارجع فلن أستعين. بمشرك ..
ثم رجع فأدركه بالبيداء .. فقال له كما قال أول مرة:
تؤمن بالله ورسوله؟
قال: نعم.
فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: فانطلق) (1) فانطلق الرجل مع النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه مسلمًا بعد أن دفن الشرك وأهله بالبيداء .. ورفرف مع شجاعته ونجدته في أجواء التوحيد الطاهرة الفسيحة ..
وواصل المسلمون سيرهم نحو القافلة .. لكن مشكلة وقعت .. وأمرًا خطيرًا لم يحسب له المسلمون حسابًا .. لقد علمت قريش بخروج رسول الله صلى الله عليه وسلم. لكن كيف؟
(1) حديث صحيح. رواه مسلم (1817).