الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
تذكيره وإعلامه به. وأما قول ابن أبي أوفي "وغربت الشمس" فإخبار منه بما في نفس الأمر. وإلا فلو تحقق بلال أنّ الشمس قد غابت ما توقف وإلا كان معاندا حينئذ، وهو لا يليق بمثله وإنما توقف احتياطا واستكشافا عن حكم المسألة. قال الزين بن المنير يؤخذ من هذا جواز الاستفسار عن الظواهر لاحتمال أن لا يكون المراد إمرارها على ظاهرها اهـ وكأنه أخذ ذلك من تقريره صلى الله تعالى عليه وعلى آله وسلم بلالا على ترك المبادرة إلى الامتثال
(قوله إذا رأيتم الليل قد أقبل من ها هنا الخ) لم يذكر في هذه الرواية إدبار النهار بخلاف الرواية السابقة. ولا تنافي بينهما لاحتمال أن الأولى محمولة على حالة الغيم فلا يكفي فيها إقبال الليل من جهة المشرق بل لا بد من إدبار النهار من جهة المغرب. والرواية الثانية محمولة على حالة الصحو فيكتفي فيها بإقبال الليل من المشرق. ويؤخذ منه تعدد القصة "وما قيل" من أن القصة واحدة وأنّ أحد الرواة حفظ ما لم يحفظه الآخر "بعيد".
(الفقه) دلّ الحديث على بيان نهاية وقت الصوم وأنّ غروب الشمس متى تحقق حلَّ الفطر، وعلى مشروعية الصوم في السفر. ويأتى تمام الكلام عليه إن شاء الله تعالى. وعلى تذكير العالم بما يخشى أن يكون قد نسيه، وعلى أنّ الجاهل بالشئ يسمح له بمراجعة العالم فيه إلى ثلاث مرات. وعلى أنّ دلالة الفعل أقوى من دلالة القول فإنه صلى الله تعالى عليه وعلى آله وسلم شرب ثم قال لهم: إذا رأيتم الليل قد أقبل الخ (والحديث) أخرجه أيضا البخارى ومسلم والنسائى
باب ما يستحب من تعجيل الفطر
وفي نسخة من تعجيل الإفطار
(ص) حَدَّثَنَا وَهْبُ بْنُ بَقِيَّةَ عَنْ خَالِدٍ عَنْ مُحَمَّدٍ يَعْنِى ابْنَ عَمْرٍو عَنْ أَبِى سَلَمَةَ عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ عَنِ النَّبِىِّ صَلَّى اللَّهُ تَعَالَى عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ قَالَ: لَا يَزَالُ الدِّينُ ظَاهِرًا مَا عَجَّلَ النَّاسُ الْفِطْرَ لأَنَّ الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى يُؤَخِّرُونَ.
(ش)(خالد) الحذاء. و (أبو سلمة) عبد الله بن عبد الرحمن
(قوله لا يزال الدّين ظاهرا الخ) أى لا يزال الدين الإسلامى غالبا على غيره من الأديان مدة تعجيل الناس فطرهم في الصيام امتثالًا للسنة ووقوفا عند حدودها غير مغالين فيها بعقولهم بإتيانهم بما يغير قوانينها الثابتة عنه صلى الله تعالى عليه وعلى آله وسلم، فهم بخير ما داموا محافظين على هذه السنة. وإذا خالفوها كان ذلك علامة على فساد يقعون فيه. وفي رواية أحمد عن أبي ذر مرفوعا "لا تزال أمتى بخير ما أخروا السحور وعجلوا الفطر"