الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
اليهود يصومونه، فلا يقال إن ظاهر الخبر يقتضى أن اليهود كانوا صائمين يوم عاشوراء حين قدومه صلى الله تعالى عليه وعلى آله وسلم
(قوله هو اليوم الذي أظهر الله فيه موسى على فرعون) وفي نسخة هذا اليوم الخ يعنون نصره عليه بنجاة موسى وأصحابه وإغراق فرعون وجنوده وفي رواية لأحمد زيادة "وهو اليوم الذي استوت فيه السفينة على الجودى، فصامه نوح شكرا"
(قوله ونحن نصومه) وفى رواية مسلم فصامه موسى شكرا لله تعالى فنحن نصومه
(قوله نحن أولى بموسى منكم) أى أحق منكم وأقرب لمتابعة موسى عليه السلام، لموافقتنا له فى أصول الدين لقوله تعالى "فبهداهم اقتده" ولتصديقنا لكتابه الذي جاء به وأنتم مخالفون له بالتغيير والتبديل
(قوله وأمر بصيامه) وفى رواية البخارى فصامه وأمر بصيامه "ولا يقال" كيف صدق اليهود فيما أخبروه به مع أن خبرهم مردود لكفرهم "لاحتمال" أنه نزل عليه الوحى بصدقهم، أو أن من أسلم منهم كعبد الله بن سلام أخبره صلى الله تعالى عليه وعلى آله وسلم بأن موسى كان يصومه، أو تواتر إخبارهم بذلك النبى صلى الله تعالى عليه وعلى آله وسلم فعمل به، فيكون حجة لمن قال إن التواتر لا يشترط فيه الإسلام، أو صامه صلى الله تعالى عليه وعلى آله وسلم شكرا لله على نجاة موسى من عدوه كما سجد فى سورة ص شكرا لله على قبول توبة داود
(والحديث) أخرجه أيضا مسلم والبخارى والنسائى والدارمي وابن ماجه. وكذا البيهقي عن ابن عباس أن رسول الله صلى الله تعالى عليه وعلى آله وسلم قدم المدينة فوجد اليهود صياما يوم عاشوراء فقال لهم رسول الله صلى الله تعالى عليه وعلى آله وسلم ماهذا اليوم الذي تصومونه؟ فقالواهذا يوم عظيم. أنجى الله فيه عز وجل موسى وقومه، وغرق فيه فرعون وقومه، فصامه موسى شكرا فنحن نصومه. فقال رسول الله صلى الله تعالى عليه وعلى آله وسلم: فنحن أحق وأولى بموسى منكم. فصامه رسول الله صلى الله تعالى عليه وعلى آله وسلم وأمر بصيامه
باب ما روى أن عاشوراء اليوم التاسع
وفى نسخة حذف لفظ باب
(ص) حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ دَاوُدَ الْمَهْرِىُّ أَنَا ابْنُ وَهْبٍ أَخْبَرَنِى يَحْيَى بْنُ أَيُّوبَ أَنَّ إِسْمَاعِيلَ بْنَ أُمَيَّةَ الْقُرَشِىَّ حَدَّثَهُ أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا غَطَفَانَ يَقُولُ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَبَّاسٍ يَقُولُ حِينَ صَامَ النَّبِىُّ صَلَّى اللَّهُ تَعَالَى عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ يَوْمَ عَاشُورَاءَ وَأَمَرَنَا بِصِيَامِهِ قَالُوا يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّهُ يَوْمٌ تُعَظِّمُهُ الْيَهُودُ وَالنَّصَارَى. فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ تَعَالَى عَلَيْهِ وَعَلَى
آلِهِ وَسَلَّمَ. فَإِذَا كَانَ الْعَامُ الْمُقْبِلُ صُمْنَا يَوْمَ التَّاسِعِ فَلَمْ يَأْتِ الْعَامُ الْمُقْبِلُ حَتَّى تُوُفِّىَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ تَعَالَى عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ.
(ش) الحديث بظاهره غير مناسب للترجمة "نعم لو قيل إن قوله إذا كان العام المقبل صمنا يوم التاسع، معناه صمناه بدل اليوم العاشر وجعلناه عاشوراء كما تقدم فى ترجمة الباب السابق كان له مناسبة بالباب"(ابن وهب) عبد الله. و (إسماعيل بن أمية) بن عمرو. تقدم بالخامس صفحة 81. و (أبو غطفان) بفتحات ابن طريف المدني
(قوله إنه يوم تعظمه اليهود والنصارى) أما اليهود فقد علمت وجه تعظيمهم إياه. وأما النصارى فكانوا يعظمونه لاحتمال أن عيسى عليه السلام كان يصومه، وأنه مما لم ينسخ من شريعة موسى عليه السلام، فإن كثيرًا من شريعة موسى لم ينسخ بشريعة عيسى لقوله تعالى {وَلِأُحِلَّ لَكُمْ بَعْضَ الَّذِي حُرِّمَ عَلَيْكُمْ}
(قوله فإذا كان العام المقبل صمنا يوم التاسع) أى بدلا عن العاشر. ويحتمل أن يكون المراد صمنا التاسع مضمونا إلى العاشر لما تقدم عند أحمد عن ابن عباس مرفوعا "صوموا يوم عاشوراء وخالفوا اليهود. صوموا يوما قبله أو يوما بعده" وفى كلا الاحتمالين مخالفة لليهود والنصارى
(والحديث) أخرجه أيضا مسلم والبيهقى
(ص) حَدَّثَنَا مُسَدَّدٌ نَا يَحْيَى يَعْنِى ابْنَ سَعِيدٍ عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ غَلَابٍ ح وَثَنَا مُسَدَّدٌ نَا إِسْمَاعِيلُ أَخْبَرَنِى حَاجِبُ بْنُ عُمَرَ جَمِيعًا الْمَعْنَى عَنِ الْحَكَمِ بْنِ الأَعْرَجِ قَالَ: أَتَيْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ وَهُوَ مُتَوَسِّدٌ رِدَاءَهُ فِى الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ فَسَأَلْتُهُ عَنْ صَوْمِ يَوْمِ عَاشُورَاءَ فَقَالَ: إِذَا رَأَيْتَ هِلَالَ الْمُحَرَّمِ فَاعْدُدْ فَإِذَا كَانَ يَوْمُ التَّاسِعِ فَأَصْبِحْ صَائِمًا. فَقُلْتُ كَذَا كَانَ مُحَمَّدٌ صَلَّى اللَّهُ تَعَالَى عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ يَصُومُ؟ قَالَ كَذَلِكَ كَانَ مُحَمَّدٌ صَلَّى اللَّهُ تَعَالَى عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ يَصُومُ.
(ش)(الرجال)(معاوية) بن عمرو بن خالد (بن غلاب) بفتح العين المعجمة وتخفيف اللام مولى بنى نصر بن معاوية فقد نسبه المصنف إلى جد أبيه. روى عن أبيه والحكم ابن الأعرج. وعنه ابنه عمرو وحماد بن سلمة ويحيى بن سعيد ومعاذ بن معاذ. قال النسائى ثقة وذكره ابن حبان فى الثقات، وفى التقريب ثقة من السادسة. روى له مسلم وأبو داود والنسائى هذا الحديث فقط. و (حاجب بن عمر) الثقفى النحوى البصرى أبو خشينة بالتصغير. روى عن الحكم بن
الأعرج وابن سيرين والحسن البصرى وعنه ابن عون وشعبة ووكيع وأبو نعيم وجماعة. وثقه أحمد وابن معين والعجلى وحكى الساجى أنه كان أباضيا. وفى التقريب ثقة من السادسة رمى برأى الخوارج، مات سنة ثمان وخمسين ومائة. روى له مسلم وأبو داود والترمذى والنسائي
(قوله جميعا المعنى) أى روى معاوية بن غلاب وحاجب بن عمر الحديث عن الحكم بن الأعرج واتفقا فى المعنى وإن اختلفا فى اللفظ. و (الحكم) بن عبد الله بن اسحاق الأعرج البصرى. فالأعرج صفة لجده. روى عن ابن عباس وابن عمر وعمران بن حصين وأبى هريرة. وعنه حاجب بن عمر وخالد الحذاء وسعيد الجريرى ويونس بن عبيد وغيرهم. وثقة أحمد وأبو زرعة والعجلى وقال ابن سعد كان قليل الحديث، وفى التقريب ثقة ربما وهم من الثالثة، وقال يعقوب بن سفيان لا بأس به. روى له مسلم وأبو داود والترمذى (المعنى)
(قوله فإذا كان يوم التاسع فأصبح صائما) قال ابن المنير معناه أنه ينوى الصيام فى الليلة التى تعقب التاسع، وقواه الحافظ بقوله صلى الله تعالى عليه وعلى آله وسلم فى الحديث السابق فإذا كان العام المقبل صمنا التاسع فلم يأت العام المقبل حتى توفى. قال فإنه ظاهر فى أن النبي صلى الله تعالى عليه وعلى آله وسلم كان يصوم العاشر وهَمَّ بصوم التاسع فمات قبل ذلك اهـ وعليه يتفق الجواب والسؤال. ولكن الظاهر أن ابن عباس إنما أراد إرشاد السائل إلى أن اليوم الذي يصام فيه التاسع ولم يجبه بتعيين يوم عاشوراء لأن ذلك لا يتعلق بالسؤال عنه فائدة فابن عباس لما فهم أن مقصود السائل تعيين اليوم الذى يصام فيه لقوله فى رواية مسلم والبيهقى: عن أى حاله تسأل؟ قلت عن صيامه أى يوم نصوم؟ أجابه أنه التاسع "وقوله" نعم بعد قول السائل: أهكذا كان النبي صلى الله تعالى عليه وعلى آله وسلم يصوم؟ كما فى رواية مسلم "معناه" نعم كان يصوم لو بقى لأنه أخبرنا بذلك. قال البيهقى بعد تخرج الحديث "وكأنه رضى الله عنه أراد صومه مع العاشر. وأراد بقوله فى الجواب نعم، ما روى من عزمه صلى الله تعالى عليه وعلى آله وسلم على صومه" واستدل على هذا بما أخرجه من طريق عبد الرزاق قال أنبأ ابن جرير أخبرني عطاء أنه سمع ابن عباس يقول. صوموا التاسع والعاشر وخالفوا اليهود" وبما أخرجه من طريق ابن أبى ليلى عن داود بن على عن أبيه عن جده أن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله تعالى عليه وعلى آله وسلم: صوموا يوم عاشوراء وخالفوا فيه اليهود. صوموا قبله يومًا أو بعده يومًا
(قوله كذلك كان محمد يصوم) أى عزم صلى الله تعالى عليه وعلى آله وسلم على صيامه لو بقى، فإنه كان يصوم العاشر وعزم على صوم التاسع آخر حياته. وتوفى قبل مجئ العام كما علم من الروايات السابقة. فلا ينافى حديثه السابق من طريق أبى غطفان من أنه صلى الله تعالى عليه وعلى آله وسلم كان يصوم العاشر وعزم على صيام التاسع
(والحديث) أخرجه أيضا مسلم والنسائي والترمذى وقال حسن صحيح. وأخرجه البيهقي
عن الحكم بن الأعرج قال: انتهيت إلى ابن عباس رضى الله تعالى وهو متوسد رداءه عند زمزم قال: فجلست إليه وكان نعم الجليس فقلت أخبرني عن يوم عاشوراء فاستوى قاعدا ثم قال عن أى حاله تسأل؟ قلت عن صيامه أى يوم نصوم؟ قال إذا رأيت هلال المحرم فاعدد فإذا أصبحت من تاسعه فأصبح صائما قال: قلت كذلك كان يصوم محمد صلى الله تعالى عليه وعلى آله وسلم؟ قال نعم اهـ
باب فى فضل صومه
أى صوم عاشوراء
(ص) حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمِنْهَالِ نَا يَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ نَا سَعِيدٌ عَنْ قَتَادَةَ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مَسْلَمَةَ عَنْ عَمِّهِ أَنَّ أَسْلَمَ أَتَتِ النَّبِىَّ صَلَّى اللَّهُ تَعَالَى عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: صُمْتُمْ يَوْمَكُمْ هَذَا؟ قَالُوا لَا. قَالَ: فَأَتِمُّوا بَقِيَّةَ يَوْمِكُمْ وَاقْضُوهُ قَالَ أَبُو دَاوُدَ: يَعْنِى يَوْمَ عَاشُورَاءَ.
(ش)(الرجال)(سعيد) عن أبى عروبة. و (عبد الرحمن بن مسلمة) وقيل ابن سلمة الخزاعى. روى عن عمه وعن قتادة. ذكره ابن حبان فى الثقات وقال ابن القطان حاله مجهول، وقال فى التقريب مقبول من الرابعة. و (عمه) سماه ابن قانع مسلمة
(المعنى)(اسلم) اسم قبيلة من قبائل مختلفة
(قوله صمتم يومكم هذا) يعنى أصمتم يوم عاشوراء فهو على تقدير الاستفهام
(قوله فأتموا بقية يومكم واقضوه) يعنى أمسكوا عن المفطر بقية اليوم واقضوه بعد (وهو) حجة لمن قال إن صيام يوم عاشوراء كان واجبا (قال) الخطابى: أمره صلى الله تعالى عليه وعلى آله وسلم بالقضاء للاستحباب وليس بإيجاب، لأن لأوقات الطاعة أذمة ترعى ولا تهمل، فأحب النبي صلى الله تعالى عليه وعلى آله وسلم أن يرشدهم إلى ما فيه الفضل والحظ لئلا يغفلوه عند مصادفتهم وقته اهـ بتصرف (هذا) وقد علم من الأحاديث المتقدمة الترغيب فى صوم التاسع والعاشر من المحرم (والحديث) أخرجه أيضا النسائي. وأخرج البخارى والبيهقي والدارمى نحوه عن سلمة بن الأكوع أن النبي صلى الله تعالى عليه وعلى آله وسلم بعث يوم عاشوراء رجلا من أسلم إن اليوم يوم عاشوراء، فمن كان أكل أو شرب فليتم بقية يومه ومن لم يكن أكل أو شرب فليصمه (فائدة) وقد ورد فى التوسعة يوم عاشوراء أحاديث (منها) ما رواه البيهقى عن أبى هريرة أن رسول الله صلى الله تعالى عليه وعلى آله وسلم قال: من أوسع على عياله وأهله يوم عاشوراء أوسع الله عليه ستائر سنته (ومنها) ما أخرجه ابن عبد البر من طريق