الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
559 - المِغنِيساوي *
المقرئ: أحمد بن محمد، أبو المنتهى، شهاب الدين المغنيساوي، من أهل مغنيسيا بتركيا.
كلام العلماء فيه:
• الأعلام: "فقيه حنفي عالم بالقراءات له كتب عربية" أ. هـ.
• قلت: من مراجعة كتابه "شرح الفقه الأكبر"، وجدنا أنه يذهب في أكثر الكلام لمذهب الماتريدية، وهذا بائن في كلامه وإليك بعض ما قاله في كتابه هذا:
"والقرآن أي كلام الله تعالى (غير مخلوق) والحروف والكاغد والكتابة كلها مخلوقة لأنها أفعال العباد، وكلام الله تعالى غير مخلوق، لأن الكتابة والحروف والكلمات والآيات كلها آلة القرآن لحاجة العباد إليها وكلام الله تعالى قائم بذاته، ومعناه مفهوم بهذه الأشياء، فمن قال بان كلام الله تعالى مخلوق فهو كافر بالله العظيم، ومن قال: القرآن مخلوق وأراد به الكلام اللفظي القائم بذات الله كما هو مذهب الكرامية يكون كافرًا، لأنه نفى الصفة الأزلية، وجعل الباري تعالى محلًا للحوادث ومحل الحوادث حادث، ومن قال القرآن مخلوق وأراد به نفي الكلام الأزلي يكون كافرا ومن قال: القرآن مخلوق وأراد به الكلام اللفظي الغير القائم بذات الله تعالى ولم يرد به نفي الكلام الأزلي لا يكون كافرًا لكن هذا الإطلاق خطأ لأنه يوهم الكفر وما ذكر الله تعالى في القرآن حكاية عن موسى وغيره من الأنبياء عليهم السلام وعن فرعون وعن إبليس فإن ذلك كله كلام الله تعالى إخبارًا عنهم، وكلام الله تعالى غير مخلوق وكلام موسى وغيره من المخلوقين مخلوق، والقرآن كلام الله تعالى فهو قديم لا كلامهم) يعني أن ما ذكره الله تعالى في القرآن إخبارًا عن موسى وعيسى وغيرهما من الأنبياء عليهم الصلاة والسلام وفرعون وإبليس، فإنما قال ذلك بكلامه القديم الذي كتب الكلمات الدالة عليه في اللوح المحفوظ قبل خلق السموات والأرض لا بكلام حادث وعلم حادث حاصل بعد سمعه منهم، والإخبار نقل المعنى لا باللفظ لأن كلام موسى وغيره من المخلوقين مخلوق وكلام الله تعالى غير مخلوق، ويؤيده أن قدر ثلاث آيات من القرآن بالغ حد الإعجاز وليس ذلك من البشر، ومن المعلوم أن ما نقل عن المخلوقين، في القرآن يزيد على قدر ثلاث آيات، فيكون القرآن كلام الله تعالى لا كلامهم فإذا لا فرق بين القصص المذكورة في القرآن وبين آية الكرسي وسورة الإخلاص في كون كل واحدة منهما كلام الله تعالى".
ثم قال في موضع آخر: "وقد كان الله تعالى متكلمًا ولم يكن كلم موسى عليه السلام بأن قال لموسى في الأزل بلا صوت ولا حرف: يا موسى إني أنا ربك فاخلع نعليك، {فَلَمَّا أَتَاهَا نُودِيَ يَامُوسَى (11) إِنِّي أَنَا رَبُّكَ فَاخْلَعْ نَعْلَيكَ} ، والله تعالى علم في الأزل أنه ينزل القرآن على محمد
* الأعلام (1/ 234)، كشف الظنون (2/ 1287)، الكشاف لأطلس (117)، كتاب "شرح الفقه الأكبر لأبي حنيفة" -الطبعة الرابعة / 1400 هـ- دار المعارف من ضمن كتاب "العقائد السبع" "الماتريدية" لشمس الدين الأفغاني (1/ 315) وفيه: كان حيا (939 هـ) نقلا من كشف الظنون وذلك بعيد، والله أعلم.
ويخبره بقصص الأنبياء وغيرهم ويأمرهم وينهاهم، ولما بين الإمام الأعظم الأمر في صفة الكلام من أنه لا يتوقف على حصول المخاطب أراد أن يبين الأمر سائر في الصفات كذلك دفعًا لتوهم اختصاص هذا الحكم بصفة الكلام فقال (وقد كان الله تعالى خالقًا، في الأزل ولم يخلق الخلق) واكتفى بالصفة الفعلية ولم يذكر غيرها من الصفات الذاتية، لأن توقف الصفة الفعلية على وجود المتعلق أظهر من الصفة الذاتية فيعلم حال الصفة الذاتية بالطريق الأولى واختار من الصفات الفعلية التخليق لأنه أعم لوجوده في ضمن كل صفة، ولما دفع الوهم عاد إلى تحقيق ما هو بصدده، فقال (فلما كلم الله موسى كلمه بكلامه الذي له صفة في الأزل) لأن كلامه أزلي أبدي لا يتغير ولا يتبدل، ولما لم تشبه صفاته تعالى صفات الخلق كما لا تشبه تعالى ذاته ذوات الخلق قال الإمام الأعظم (وصفاته كلها) ذاتية كانت أو فعلية (بخلاف صفات المخلوقين) وذلك لأنه تعالى (يعلم لا كعلمنا) لأن علمنا حادث لا يخلو عن معارضة الوهم عليه
…
".
ثم قال: " (ولا نكفر مسلمًا بذنب من الذنوب إن كانت كبيرة إذا لم يستحلها) يعني ولا نكفر مسلمًا بذنب كما يكفر الخوارج مرتكب الكبيرة أما من استحل معصية وقد ثبتت بدليل قطعي فهو كافر بالله تعالى لأن استحلالها تكذيب بالله ورسوله (ولا نزيل عنه) أي عن المسلم الذي ارتكب كبيرة غير مستحل (اسم الإيمان ونسميه مؤمنًا حقيقة) أشار الإمام به إلى أن المسلم يسمى مؤمنًا حقيقة وهذا يدل على اتحاد الإملام والإيمان أي كالظهر والبطن (ويجوز أن يكون) مرتكب الكبيرة (مؤمنًا فاسقًا غير كافر) الفسق هو الخروج عن طاعة الله تعالى بارتكاب الكبيرة قال صدر الشيعة: فالكبيرة كل ما يسمى فاحشة كاللواطة ونكاح منكوحة الأب أو ثبت لها بنص قاطع عقوبة في الدنيا والأخرة، وقالت المعتزلة: مرتكب الكبيرة فاسق لا يجوز أن يكون مؤمنًا ولا كافرًا وأثبتوا منزلة بين المنزلتين أي الكفر والإيمان (والمسح على الخفين سنة) أي ثبت جوازه بالسنة المشهورة فمن أنكره فإنه عليه الكفر لأنه قريب من الخبر المتواتر (والتراويح في ليالي شهر رمضان سنة) هذا رد على الروافض فإنهم أنكروا التراويح والمسح على الخفين ومسحوا على أرجلهم بلا خف".
وقال أيضًا: " (ولكن على معنى الكرامة والهوان) يعني قرب العبد من الله تعالى هو كرامة العبد وكماله وبعد العبد من الله تعالى هوان العبد ونقصانه وإطلاق القرب على الكرامة والبعد على الهوان مجاز مرسل من قبيل إطلاق السبب على المسبب (والمطيع قريب منه بلا كيف) ليس قربه من الله تعالى من طريق قصر المسافة والجهة (والعاصي بعيد منه بلا كيف) أي ليس بعده من الله تعالى من طريق طول المسافة والجهة (والقرب والبعد والإقبال يقع على المناجي) أي يقع على العبد المتذلل لله تعالى المتضرع إليه لا على الله تعالى، ألا ترى أن القرب والبعد على معنى الكرامة والهوان وأن الله تعالى أقرب إلى العبد من حبل الوريد (وكذلك جواره) أي مجاورة المطيع لله تعالى (في الجنة والوقوف بين يديه) أي بين يدي الله تعالى (بلا كيفية) أي ليس هذا على معناه الظاهر بل من المتشابهات. قال