الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأَنْهَارُ فَمَنْ كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ مِنْكُمْ فَقَدْ ضَلَّ سَوَاءَ السَّبِيلِ
(12) }
شرح الكلمات:
الميثاق: العهد المؤكد بالإيمان.
{بَنِي إِسْرائيلَ} : اليهود.
{نَقِيباً1} : نقيب القوم: من ينقب عنهم ويبحث عن شؤونهم ويتولى أمورهم.
{وَعَزَّرْتُمُوهُمْ2} : أي: نصرتموهم ودافعتم عنهم معظمين لهم.
{وَأَقْرَضْتُمُ اللهَ} : أي: أنفقتم في سبيله ترجون الجزاء منه تعالى على نفقاتكم في سبيله.
{لأُكَفِّرَنَّ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ} : أسترها ولم أوآخذكم بها.
{فَقَدْ ضَلَّ سَوَاءَ السَّبِيلِ} : أخطأ طريق الهدى الذي يفلح سالكه بالفوز بالمحبوب والنجاة من المرهوب.
معنى الآية الكريمة:
لما طالب تعالى المؤمنين بالوفاء بعهودهم والالتزام بمواثيقهم ذكرهم في هذه الآية بما أخذ على بني إسرائيل من ميثاق فنقضوه فاستوجبوا خزي الدنيا وعذاب الآخرة ليكون هذا عبرة للمؤمنين حتى لا ينكثوا عهدهم ولا ينقضوا ميثاقهم كما هو إبطال لاستعظام من استعظم غدر اليهود وهمهم بقتل النبي صلى الله عليه وسلم فقال تعالى: {وَلَقَدْ أَخَذَ اللهُ مِيثَاقَ بَنِي إِسْرائيلَ} وهو قوله إني معكم الآتي، {وَبَعَثْنَا مِنْهُمُ اثْنَيْ عَشَرَ نَقِيباً3} أي: من كل قبيلة من قبائلهم الاثنى عشرة قبيلة نقيباً يرعاهم ويفتش على أحوالهم كرئيس فيهم، وهم الذين بعثهم موسى عليه
1 النقب، والنقب بفتح القاف وضمها: الطريق في الجبل. والنقيب: الأمين على القوم، وجمعه نقباء، وهو من ينقب عن أمور القوم ومصالحهم ليرعاها لهم. وقالوا النقيب أكبر من العريف، وفي البخاري:"ارجعوا حتى يرفع إلينا عرفائكم أمركم".
2 التعزير: التعظيم. والتوقير والنصرة والدفاع عن المعزر. والتعزير في الشرع: الضرب دون الحد لرد المخالف إلى الحق وسبيل الرشاد.
3 من بين النقباء الاثنى عشر: يوشع، وكالب، وهما رجلان صالحان، والباقون هلكوا فلا خير فيهم.
السلام إلى فلسطين لتعرفوا على أحوال الكنعانيين1 قبل قتالهم. وقال الله تعالى: {إِنِّي مَعَكُمْ} ، وهذا بند الميثاق {لَئِنْ أَقَمْتُمُ الصَّلاةَ} أي: وعزتي وجلالي {لَئِنْ أَقَمْتُمُ الصَّلاةَ وَآتَيْتُمُ الزَّكَاةَ وَآمَنْتُمْ بِرُسُلِي} صدقتموهم فيما جاءوكم به {وَعَزَّرْتُمُوهُمْ} بنصرتهم وتعظيمهم، {وَأَقْرَضْتُمُ اللهَ قَرْضاً حَسَناً} أي: زيادة على الزكاة الواجبة والعامة في الإنفاق، وفي تزكية النفس بالإيمان وصالح الأعمال {لأُكَفِّرَنَّ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ2} بإذهاب آثارها من نفوسكم حتى تطيب وتطهر {وَلأُدْخِلَنَّكُمْ} بعد ذلك التطهير {جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا} ، أي: من تحت أشجارها وقصورها {الأَنْهَارُ} هذا جزاء الوفاء بالميثاق {فَمَنْ كَفَرَ} فنقض وأهمل ما فيه فكفر بعده {فَقَدْ ضَلَّ سَوَاءَ السَّبِيلِ} أي: أخطأ طريق الفلاح في الدنيا والآخرة، أي: خرج عن الطريق المفضي بسالكه إلى النجاة والسعادة.
هداية الآية
من هداية الآية:
1-
الحث على الوفاء بالالتزامات الشرعية.
2-
إبطال استغراب واستعظام من يستغرب من اليهود مكرهم ونقضهم وخبثهم ويستعظم ذلك منهم.
3-
إقام الصلاة وإيتاء الزكاة والإنفاق في سبيل الله تعبد الله بها3 من قبل هذه الأمة.
4-
وجوب تعظيم4 الرسول صلى الله عليه وسلم ونصرته في أمته ودينه.
1 في الآية دليل على قبول خبر الواحد فيما يحتاج إليه من الاطلاع على حاجة من الحاجات الدينية والدنيوية، وفيها دليل على اتخاذ العين، أي: الجاسوس، وقد بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم:"بسبسبة" عينًا في غزوة بدر بعثه لتقصي أخبار أبي سفيان. رواه مسلم.
2 هذا جواب القسم في قوله: {لَئِنْ أَقَمْتُمُ الصَّلاةَ
…
} إلخ. وأما قوله تعالى: {إِنيِ مَعَكم} فهو إخبار بوعد الله تعالى لبني إسرائيل، وهي معية نصرة وتأييد إن هم وفوا الله بما أخذ عليهم من عهد وميثاق وجملة:{لَئِنْ أَقَمْتُمُ} جملة مستأنفة ولا علاقة لها بجملة الوعد: {إني معكم} .
3 ليس هذا من خصائص أمة الإسلام؛ لأن هذه العبادات شرعت لإسعاد وإكمال الإنسان، لذا هي مشروعة لكل الأمم لتوقف الكمال والسعادة على مثلها من مزكيات النفوس ومهذبات الأخلاق.
4 لأن مقام الرسل شريف، وكيف وهم رسول الله تعالى، ثم لولا وجوب ذلك لهم مع وجوب محبتهم لما أطاعهم من بعثوا فيهم وأرسلوا إليهم.