الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في عمرته كلها وفي حجه كذلك.
2-
لا حرج في الصلاة في كنيسة حولت مسجداً، ولا يضر كونها كانت معبداً للكفار.
3-
الترغيب في فعل الخيرات من غير الواجبات، وذلك من سائر النوافل؛ كالطواف والصلاة والصيام والصدقات والرباط والجهاد.
{إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنْزَلْنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالْهُدَى مِنْ بَعْدِ مَا بَيَّنَّاهُ لِلنَّاسِ فِي الْكِتَابِ أُولَئِكَ يَلْعَنُهُمُ اللهُ وَيَلْعَنُهُمُ اللاعِنُونَ
(159)
إِلا الَّذِينَ تَابُوا وَأَصْلَحُوا1 وَبَيَّنُوا فَأُولَئِكَ أَتُوبُ عَلَيْهِمْ وَأَنَا التَّوَّابُ الرَّحِيمُ (160) إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَمَاتُوا وَهُمْ كُفَّارٌ أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ لَعْنَةُ اللهِ وَالْمَلائِكَةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ (161) خَالِدِينَ فِيهَا لا يُخَفَّفُ عَنْهُمُ الْعَذَابُ وَلا هُمْ يُنْظَرُونَ (162) }
شرح الكلمات:
يكتمون2: يخفون ويغطون حتى لا يظهر الشيء المكتوم ولا يعرف فيؤخذ به.
البينات: جمع بينة وهي ما يثبت به شيء المراد إثباته، والمراد به هنا ما يثبت نبوة محمد صلى الله عليه وسلم من نعوت وصفات جاءت في كتاب أهل الكتاب.
الهدى: ما يدل على المطلب الصحيح ويساعد على الوصول إليه والمراد به هنا ما جاء به رسول الله صلى الله عليه وسلم من الدين الصحيح المفضي بالأخذ به إلى الكمال والسعادة في الدنيا والآخرة.
1 تابوا: أي رجعوا إلى الإيمان والدخول في الإسلام، وأصلحوا: أي ما أفسدوه من عقائد الناس، وأخلاقهم وأرواحهم، وبينوا: أي ما كتموهم من العمل الواجب بيانه والمحرم كتمانه.
2 الكتمان يكون بإلغاء الحفظ المقرر، وإلغاء التدريس والتعليم للواجب بيانه وتعليمه والدعوة إليه.
في الكتاب: التوراة والإنجيل.
اللعنة: الطرد والبعد من كل خير ورحمة.
اللاعنون: من يصدر عنهم اللعن؛ كالملائكة والمؤمنين.
أصلحوا: ما أفسدوه من عقائد الناس وأمور دينهم بإظهار ما كتموه والإيمان بما كذبوا به وأنكروه.
ولا هم ينظرون: أي بأن يمهلوا ليعتذروا، كقوله تعالى:{وَلا يُؤْذَنُ لَهُمْ فَيَعْتَذِرُونَ} .
معنى الآيات:
عاد الساق بعد الإجابة عن تحرج بعض المسلمين من السعي بين الصفا والمروة عاد إلى التنديد بجرائم علماء أهل الكتاب، ودعوتهم إلى التوبة بإظهار الحق والإيمان به فأخبره تعالى أن الذين يكتمون ما أنزله1 من البينات والهدى في التوراة والإنجيل من صفات الرسول محمد صلى الله عليه وسلم والأمر بالإيمان به وبما جاء به من الدين، هؤلاء البعداء يلعنهم الله تعالى وتلعنهم الملائكة والمؤمنون2. هذا ما تضمنته الآية الأولى (159) وفي الآية الثانية (160) استثنى تعالى من المبعدين من رحمته من تاب من أولئك الكاتمين للحق بعد ما عرفوه فينوا وأصلحوا فهؤلاء يتوب عليهم ويرحمهم وهو التواب الرحيم.
وفي الآية الثالثة (161) والرابعة (162) أخبر تعالى أن الذين كفروا من أهل الكتاب وغيرهم بنبيه ودينه ولم يتوبوا فماتوا على كفرهم أن عليهم3 لعنة الله والملائكة والناس أجمعين.
ولذا فهم مطردون مبعدون من الرحمة الإلهية وهي الجنة خالدون في جهنم لا يخفف عنهم عذابها، ولا يمهلون فيعتذرون.
1 الآية عامة في كل من كتم علماً واجب البيان ويعم العلم المنصوص والمستنبط وما لم يكن واجب البيان فلا يدخل صاحبه في هذا الوعيد، إذ من العلم ما لا يجوز بيانه لحديث:"حدث الناس بما يفهمون، أتحبون أن يكذب الله ورسوله" وحديث الصحيح: "أفلا أخبر الناس؟ قال: لا إذا فيتكلوا".
2 أخرج ابن ماجة بسند حسن أن النبي صلى الله عليه وسلم قال في اللاعنون: "دواب الأرض"، ولذا فاللفظ عام يشمل كل من يتأتى منه اللعن، ويدخل الملائكة والمؤمنون دخولاً أولياً.
3 هل يجوز لعن المؤمن العاصي المعين؟ لا يجوز لعن المؤمن العاصي المعين وذلك للحديث الصحيح: "لا تكونوا عون الشيطان على أخيكم"، إذ لعنوا مؤمناً حال إقامة الحد عليه؛ حد شرب الخمر.