الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
{وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ آمِنُوا بِمَا أَنْزَلَ اللهُ قَالُوا نُؤْمِنُ بِمَا أُنْزِلَ عَلَيْنَا وَيَكْفُرُونَ بِمَا وَرَاءَهُ1 وَهُوَ الْحَقُّ مُصَدِّقاً2 لِمَا مَعَهُمْ قُلْ فَلِمَ تَقْتُلُونَ3 أَنْبِيَاءَ اللهِ مِنْ قَبْلُ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ
(91)
وَلَقَدْ جَاءَكُمْ مُوسَى بِالْبَيِّنَاتِ ثُمَّ اتَّخَذْتُمُ الْعِجْلَ مِنْ بَعْدِهِ وَأَنْتُمْ ظَالِمُونَ (92) وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَكُمْ وَرَفَعْنَا فَوْقَكُمُ الطُّورَ خُذُوا مَا آتَيْنَاكُمْ4 بِقُوَّةٍ وَاسْمَعُوا5 قَالُوا سَمِعْنَا وَعَصَيْنَا وَأُشْرِبُوا فِي قُلُوبِهِمُ الْعِجْلَ بِكُفْرِهِمْ قُلْ بِئْسَمَا يَأْمُرُكُمْ بِهِ إِيمَانُكُمْ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ (93) }
شرح الكلمات:
{بِمَا أَنْزَلَ اللهُ} : من القرآن.
{بِمَا أُنْزِلَ عَلَيْنَا} : التوراة.
{وَهُوَ الْحَقُّ مُصَدِّقاً} : القرآن الكريم مقرر لأصول الأديان الإلهية؛ كالتوحيد والنبوات والبعث والجزاء في الدار الآخرة.
البينات: المعجزات.
1 أي: بما سواه وهو القرآن الكريم دل عليه السياق.
2 جملة: {وَهُوَ الْحَقُّ} حالية،:{مُصَدِّقاً} حال مؤكدة، ويصح أن تكون حال مؤسسة.
3 الإتيان بالمضارع في: {تَقْتُلُونَ} مع أن القتل قد مضى لقصد استحضار الحالة الفظيعة كما في إشارة إلى استعدادهم لفعل تلك الفعلة الشنيعة وهي قتل الأنبياء والعلماء.
4 فإن قيل لقد سبق مثل هذا القصص، فما الفائدة من إعادته هنا؟ الجواب: إنه ذكر فيه ما لم يذكر هناك، وهو قوله: {وَاسْمَعُوا
…
} . إلخ.
5 قوله: {وَاسْمَعُوا
…
} ليس المراد بالسماع بالحاسة، وإنما المراد الطاعة والامتثال؛ كقول المرء: فلان لا يسمع كلامي، فإن معناه لا يمتثل أمري ولا يطيعني كما أن قوله:{وَعَصَيْنَا} ليس معناه بلفظ عصينا وإنما معناه إنهم لم يمتثلوا الأمر الصادر إليهم.
{اتَّخَذْتُمُ الْعِجْلَ} : يريد إلهاً عبدتموه في غيبة موسى عليه السلام.
{وَأُشْرِبُوا فِي قُلُوبِهِمُ الْعِجْلَ} : أي حب العجل الذي عبدوه بدعوة السامري لهم بذلك.
معنى الآيات:
ما زال السياق الكريم في بني إسرائيل وتقريعهم على سوء أفعالهم، ففي الآية الأولى (91) يخبر تعالى أن اليهود إذا دعوا إلى الإيمان بالقرآن يدّعون أنهم في غير حاجة إلى إيمان جديد بحجة أنهم مؤمنون من قبل بما أنزل الله تعالى في التوراة وبهذا يكفرون بغير التوراة وهو القرآن، مع أن القرآن حق، والدليل أنه مصدق لما معهم من حق في التوراة، ثم أمر الله رسوله أن يبطل دعواهم موبخاً إياهم بقوله:{فَلِمَ تَقْتُلُونَ أَنْبِيَاءَ اللهِ مِنْ قَبْلُ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ} إذ قتل الأنبياء يتنافى مع الإيمان تمام المنافاة.
وفي الآية الثالثة (93) يذكر تعالى اليهود بما أخذه على أسلافهم من عهد وميثاق بالعمل بما جاء في التوراة عندما رفع الطور فوق رؤوسهم تهديداً لهم غير أنهم لم يفوا بما عاهدوا عليه، كأنهم قالوا سمعنا وعصينا، فعبدوا العجل وأشربوا حبه في قلوبهم بسبب كفرهم ثم أمر رسوله صلى الله عليه وسلم أن يقبح ما ادعوه من أن إيمانهم هو الذي أمرهم بقتل الأنبياء وعبادة العجل، والتمرد والعصيان.
هداية الآيات:
من هداية الآيات:
1-
مشروعية توبيخ أهل الجرائم على جرائمهم إذا أظهروها.
2-
جرأة اليهود على قتل الأنبياء والمصلحين من الناس.
3-
وجوب أخذ أمور الشرع بالحزم والعزم والقوة.
4-
الإيمان بالحق لا يأمر صاحبه إلا بالمعروف، والإيمان بالباطل المزيف يأمر صاحبه بالمنكر.
{قُلْ إِنْ كَانَتْ لَكُمُ1 الدَّارُ الآخِرَةُ عِنْدَ اللهِ خَالِصَةً مِنْ
1 هذه الآية تحمل الرد على مزاعم أخرى لليهود وهي دعواهم إنهم أولياء الله وإن الجنة لهم دون غيرهم، ولذا فهم في غير حاجة إلى دين جديد كالإسلام الذي جاء محمد صلى الله عليه وسلم فأمر الله رسوله أن يباهلهم فطلب منهم أن يتمنوا الموت وسألوه فنكلوا ولم يباهلوا وظهر بذلك كذبهم وتمت فضيحتهم.