الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ
(168)
إِنَّمَا يَأْمُرُكُمْ بِالسُّوءِ وَالْفَحْشَاءِ1 وَأَنْ تَقُولُوا عَلَى اللهِ مَا لا تَعْلَمُونَ (169) وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ اتَّبِعُوا مَا أَنْزَلَ اللهُ قَالُوا بَلْ نَتَّبِعُ مَا أَلْفَيْنَا عَلَيْهِ آبَاءَنَا أَوَلَوْ كَانَ آبَاؤُهُمْ لا يَعْقِلُونَ شَيْئاً وَلا يَهْتَدُونَ (170) }
شرح الكلمات:
الحلال: ما انحلت عقدة الحظر عنه وهو ما أذن الله تعالى فيه.
الطيب: ما كان طاهراً غير نجس، ولا مستقذر تعافه النفوس.
خطوات الشيطان: الخطوات: جمع خطوة وهي المسافة بين قدمي الماشي، والمراد بها هنا: مسالك الشيطان، وطرقه المفضية بالعبد إلى تحريم ما أحل الله وتحليل ما حرم.
عدو مبين: عداوته بينة وكيف وهو الذي أخرج أبوينا آدم وحواء من الجنة وأكثر الشرور والمفاسد في الدنيا إنما هي بوسواسه وإغوائه.
السوء2: كل ما يسوء النفس ويصيبها بالحزن والغم ويدخل فيها سائر الذنوب.
الفحشاء3: كل خصلة قبيحة؛ كالزنا، واللواط، والبخل، وسائر المعاصي ذات القبح الشديد.
ألفينا: وجدنا.
معنى الآيات:
بعد ذلك العرض لأحوال أهل الشرك والمعاصي والنهاية المرة التي انتهوا إليها، وهي الخلود في عذاب النار نادى الرب ذو الرحمة الواسعة البشرية4 جمعاء {يَا أَيُّهَا النَّاسُ كُلُوا مِمَّا فِي
1 لفظ الفحشاء: لم يطلق في القرآن إلا على فاحشة واللواط، اللهم إلا في آية واحدة:{الشَّيْطَانُ يَعِدُكُمُ الْفَقْرَ وَيَأْمُرُكُمْ بِالْفَحْشَاءِ} ، فإن الفحشاء هنا بمعنى: البخل، بمنع الزكاة.
2 قيل: السوء ما لا حد فيه من الذنوب، والفحشاء ما فيه حد.
3 أصل الفحشاء: قبح المنظر وعليه قول الشاعر: وجيد كجيد الريم ليس بفاحش. ثم توسع فيه فأصبح يطلق على ما قبح من المعاني.
4 أنه وإن كان سبب نزول الآية خاصاً فإن معناها عام، والعبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب.
الأَرْض} ، وهوِ عطاؤه وإفضاله، حلالاً طيباً1 حيث أذن لهم فيه، وأما ما لم يأذن لهم فيه فإنه لا خير لهم في أكله لما فيه من الأذي لأبدانهم وأرواحهم معاً، ثم نهاهم عن اتباع آثار عدوه وعدوهم فإنهم إن اتبعوا خطواته قادهم إلى حيث شقاؤهم وهلاكهم، وأعلمهم وهو ربهم أن الشيطان لا يأمرهم إلا بما يضر أبدانهم وأرواحهم والسوء وهو كل ما يسوء النفس والفحشاء وهي أقبح الأفعال وأردى الأخلاق وأفظع من ذلك أن يأمرهم بأن يكذبوا على الله فيقولوا عليه ما لا يعلمون فيحرمون ويحللون ويشرعون باسم الله، والله في ذلك بريء، وهذه قاصمة الظهر والعياذ بالله تعالى، حتى إذا أعرضوا عن إرشاد ربهم واتبعوا خطوات الشيطان عدوهم ففعلوا السوء وارتكبوا الفواحش وحللوا وشرعوا ما لم يأذن به الله ربهم، وقال لهم رسول الله اتبعوا ما أنزل الله قالوا لا، بل نتبع ما وجدنا عليه آباءنا، يا سبحان الله يتبعون ما وجدوا عليه آباءهم ولو كان باطلاً، أيقلدون2 آباءهم ولو كان آباءهم لا يعقلون شيئاً من أمور الشرع والدين، ولا يهتدون إلى ما فيه الصلاح والخير.
هداية الآيات:
من هداية الآيات:
1-
وجوب طلب الحلال والاقتصار على العيش منه ولو كان ضيقاً قليلاً.
2-
الحلال ما أحل الله، والحرام ما حرمه الله تعالى فلا يستقل العقل بشيء من ذلك.
3-
حرمة اتباع مسالك الشيطان وهي كل معتقد أو قول أو عمل نهى الله تعالى عنه.
4-
وجوب الابتعاد عن كل سوء وفحش لأنهما مما يأمر بهما الشيطان.
5-
حرمة تقليد من لا علم له ولا بصيرة في الدين.
6-
جواز اتباع أهل العلم والأخذ بأقوالهم وآرائهم المستقاة من الوحي الإلهي الكتاب والسنة.
1 يصح إعراب: {حَلالاً طَيِّباً} على إنهما حالان من {مِمَّا فِي الأَرْضِ} ويصح أيكون طيباً: صفة لحلال، كما يصح أن يكون حلالاً مفعول لكلوا.
2 استدل بهذه الآية على حرمة التقليد في العقائد مطلقاً، أما في الفروع فهو أهون، والتقليد هو قبول الحكم بلا دليل ولا حجة.