الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الأبطح من مكة، فأقاموا منازلهم في الشعب بين جبل أبي قبيس والذي يقابله، وهو باطن مكة وفي وسط الكعبة، وكانوا عدة بطون1 في مقدمتهم بنو هاشم وبنو أمية، وقد شكلوا بعدئذ طبقة السادة أصحاب القوافل والغنى والجاه، إذ اتخذوا التجارة ورعاية البيت الحرام موردًا يتعيشون منه، وأثروا ثراءً عظيمًا. ثم قريش الظواهر الذين لم يدخلهم قصي الأبطح، فسكنوا أطراف مكة خارج الشعب، وكانوا من بطون قرشية مختلفة، وهم أدنى مكانة وجاهًا من قريش البطاح2. وقد روي أنهم كانوا يمارسون الغزو والغارات، وأنهم يعتبرون لذلك من البداة أو شبه المستقرين، ولم تكن حالتهم المادية حسنة. وقد سكن إلى جانب هؤلاء جميعا جماعات من العرب، تحالفوا مع قريش في عهد قصي وتولى عقد ذلك الحلف ابنه عبد مناف، فقد روى اليعقوبي أنه لما كبر أمر عبد مناف بن قصي جاءته خزاعة وبنو الحارث بن عبد مناة بن كنانة يسألونه الحلف ليَعِزُّوا به، فعُقد بينهم الحلف الذي يقال له حلف الأحابيش؛ لأن الحلف عقد في وادي "حبشي" الذي يقع على بعد ستة أميال من أسفل مكة، فسموا باسمه3. كما سكن في ظواهر مكة وضواحيها جماعات من الأجانب واللاجئين والأرقاء4 من صناع وعمال وفنانين، جاء بعضهم من داخل شبه الجزيرة، ومعظمهم من خارجها.
1 عدَّد المسعودي "مروج 2/ 32" هذه القبائل فقال: هي قبائل: عبد مناف، بنو عبد الدار، بنو عبد العزى أبناء قصي، وزهرة، ومخزوم، وتيم بن مرة، وجمح، وسهم، وعدي، وبنو عتيك بن عامر.
2 وهم حسب قول المسعودي: بنو محارب، والحارث بن فهر، وبنو الأدرم بن غالب بن فهر، وبنو هصيص بن عامر بن لؤي. وفي ذلك يقول ذكوان مولى عبد الدار للضحاك بن قيس الفهري مفتخرًا:
تطاولتُ للضحاك حتى رددته
…
إلى نسب في قومه متقاصر
فلو شاهدتني من قريش عصابة
…
قريش البطاح لا قريش الظواهر
3 اليعقوبي 1/ 199: قال ابن إسحاق: الأحابيش هم بنو الهون وبنو الحارث من كنانة وبنو المصطلق من خزاعة، تحبشوا أي: تجمعوا فسموا بذلك.
4 Emile Dermenghem: Ibid. ،P. 30.
التنظيم السياسي في مكة:
بعد أن تولى قصي حكم مكة بدأ في تنظيم شئونها، فأخذ يجمع ما تشتت من بطون قريش، ثم قسم مكة أرباعًا بين قومه، وجعل لكل بطن حيا خاصا به قرب الكعبة. وما
أقره قصي من نوع الحكم، وإن يكن حضري الطابع في مظهره، فإنما هو في جوهره تنظيم قبلي، تكيف تكيفًا خاصًّا بحسب ظروف الاستقرار، وبحسب علاقات قريش التجارية الواسعة، واتصالها بالعالم المتحضر. فلم تكن المدينة عند العرب هي الوحدة السياسية، ينصهر أفرادها في بوتقة المواطنة للمدينة فقط، دون أي اعتبار للانتماء القبلي، بل كانت القبيلة هي المعبر عن هذه الوحدة مثل قريش وبطونها المختلفة في مكة، وثقيف وبطونها في الطائف، والأوس والخزرج والقبائل اليهودية المختلفة في يثرب. وقد جرى عرف العرب على الانتساب للقبائل وإلى البطون ضمن القبائل لا إلى المدن، وبقيت الرابطة القبلية هي التي تنظم علاقات المكيين بعضهم ببعض حتى ظهور الإسلام.
وقد أصبحت الدار التي بناها قصي لنفسه، وجعل بابها يؤدي إلى الكعبة، المقر الذي يجتمع فيه إلى سادة قريش وزعماء بطونها ووجوههم -فيما سمي باسم "الملأ" وهو يشبه مجلس الشيوخ في المدن الرومانية القديمة- وقد سمي هذا المقر باسم "دار الندوة" فيها يجتمع قصي بوجهاء بطون قريش، ويتشاور معهم في الأمور العامة. وإنما سميت كذلك لأن القوم إذا حز بهم أمر ندُّوا إليها، أي: اجتمعوا فيها للتشاور، فسميت دار الندوة، أي: دار الجماعة1. ولم يكن هنالك من أمر يهم قريشًا إلا ويحل فيها، ففيها كان يعقد لواء الحرب، إذا أقدمت قريش على حرب، وفيها يتم تجهيز القوافل وتستعد للرحيل، وفي فنائها تحط عند عودتها محملة بالبضائع، وحتى المسائل المدنية كانت تُحَلُّ فيها. يقول اليعقوبي: "وكان لا ينكح رجل من قريش، ولا يتشاورون في أمر، ولا يعقدون لواء بالحرب، ولا يعذرون غلاما "يختنونه" إلا في دار الندوة"2. وفيها كانت تدرَّع الفتيات حين يبلغن سن الرشد، إذ يشق قصي قميصهن ويلبسهن لباس البالغات. ولم يكن لأحد لم يبلغ سن الأربعين -عدا بني قصي وحلفائهم من رؤساء العشائر، أو من كان مفوهًا ذا رأي ومشورة وحكمة- أن يشترك في مجلس دار الندوة "الملأ".
أما قرارات مجلس دار الندوة، تلك التي لم تكن تتبع قانونا مدونا، بل كان للتقاليد والأعراف القبلية الشأن العظيم في إصدارها، فلم تكن ملزمة لجميع البطون إلا إذا
1 الألوسي: 1/ 248؛ ياقوت: 8/ 423؛ أحمد إبراهيم الشريف؛ المصدر نفسه، ص115.
2 اليعقوبي: 1/ 199.
وافقت عليها بالإجماع، والبطون كانت تشذ عن تنفيذها، إذا لم تكن موافقة لمزاجها1.
فالوصف الذي وصف المستشرق الأب "لامنس" به مكة بكونها جمهورية تجارية لا يخلو إذن من مبالغة. ولا يجب أن نعتقد أنها كانت جمهورية بكل ما للكلمة من معنى؛ ذلك أن النظام السياسي في مكة لا يعدو كونه اتحاد عشائر وبطون، ارتبط بعضها ببعض في سبيل التعاون لخدمة الكعبة وقصادها، ولتنظيم تجارة القوافل، يتولى تسيير أمورها نفر من رؤساء العشائر والأغنياء وذوي الجاه والنفوذ، يفصلون في الأمور حسبما يتراءى لهم أنه الصواب، وربما خفف من غلواء حرية البطون في مخالفة قرارات "الملأ" -الذي لم يكن في الواقع سوى شكل من أشكال مجالس القبائل المتحالفة في البادية- ارتباط المجتمع في مصلحة مشتركة، واعتقادهم بأن القائمين على "الملأ" إنما يتوخون المصلحة العامة، ويحرزون الثقة لنبل مقاصدهم2.
حينما وضعت قريش مقاليد حكمها في يد قصي، اجتمعت إليه جميع أمورها، فله رئاسة دار الندوة، والسدانة حيث تحفظ لديه مفاتيح الكعبة، وهو الذي يفتحها للناس، ويأذن لهم بدخولها، ولا تقام فيها شعائر دينية إلا بإذنه، كما كانت له السقاية والرفادة. والأولى تقضي بتدبير ماء الشرب وحمله من آبار مكة المجاورة للكعبة، ووضعه في أحواض لسقاية الحجيج، وفي بعض الأحيان كان يحلى بالزبيب. وقد بقي ذلك إلى أن أعيد حفر بئر زمزم في عهد عبد المطلب بن هاشم بعد أن كان قد ردم. والثانية "الرفادة" تقضي بإطعام الحجيج، إذ كان قصي قد حمل قريشا على أن تخرج في كل موسم شيئًا من أموالها يخصص لتهيئة طعام يصنع للحجاج، ويقدم إليهم في منى وعرفات باعتبار أنهم ضيوف الله. ويفسر بعضهم هذا العمل بكون القصد منه ترغيب الناس بالإقبال على الحج، أو أن قريشا كانت تقصد به المؤاكلة مع القبائل العربية، تلك المؤاكلة التي تعد في عرفها بمثابة عقد جوار، فتكون قريش قد تعاقدت مع هذه القبائل برابطة الجوار والأمن، فتنال احترامها، وتحقق لقوافلها السير في أراضيها آمنة. ويظهر أن هذا التقليد ليس جديدًا في مكة إذ يروى أن عمرو بن لحي الخزاعي كان يطعم الحجيج ويقيم
1 أحمد إبراهيم الشريف؛ المصدر نفسه، ص112-114.
2 Emile Dermenghem: Ibi، P. 29.
لهم موائد الطعام، ولكن يبدو أن ذلك لم يصبح وظيفة مقررة إلا في عهد قصي بن كلاب1.
كما لم يكن لأحد سوى قصي أن يعقد لواء الحرب، فيجتمع تحت راية قريش المحاربون، فيسلمها قصي إلى من يختاره لقيادة الجيش، وقد يتولى بنفسه هذه القيادة، أو ينيب عنه من يتولاها. ولما أسن قصي عهد لابنه عبد الدار بجميع وظائفه. وكان عبد الدار أكبر أبنائه فثابر على القيام بها في حياة أبيه وبعد وفاته2، إلى أن توفي فتولاها أولاده من بعده. غير أن أولاد عمهم عبد مناف -وكان هذا قد عظم شأنه وساد قومه في أيام أبيه، وكان له الفضل في أنه عقد حلفًا مع بعض القبائل، وهو حلف الأحابيش الذي تقدم ذكره- قد نازعوهم عليها، ورأوا أنهم أحق بتوليها لما لهم من النباهة والفضل، وكانوا أربعة هم: عبد شمس، وهاشم، والمطلب، ونوفل. فتفرقت كلمة قريش، إذ آزر قسم منها بني عبد مناف، وأيد آخرون بني عبد الدار، وبادر كل من الفريقين إلى عقد تحالف ضد الآخر. وقد سمي الحلف الذي تزعمه بنو عبد مناف باسم "حلف المطيبين" إذ أتوا بجفنة مملوءة بالطيب غمسوا أيديهم فيها، وأقسموا على التناصر والتآزر، ثم مسحوها بجدران الكعبة، بينما عقد خصومهم بنو عبد الدار مع من انضم إليهم من البطون حلفًا مهدوا له بإحضار جفنة مملوءة بالدم وغمسوا أيديهم فيها، ثم مسحوها بجدران الكعبة فسموا "الأحلاف" و"لعقة الدم". وأوشكت أن تقع بين الطرفين حرب طاحنة، لولا أن تداركها بعض العقلاء، ونجحت مساعي الصلح، وتم الاتفاق على أن تكون السقاية والرفادة لبني عبد مناف، والحجابة واللواء ورئاسة دار الندوة لبني عبد الدار3.
وقد اصطلح بنو عبد مناف أن تكون الرفادة لأخيهم هاشم بدلًا من أخيه الأكبر عبد شمس الذي كان مقلًّا، كثير الولد، كثير الأسفار، قلما يقيم في مكة، بينما كان هاشم رجلا موسرا، غني من التجارة "وقيل: ضربوا بالقرعة فخرجت له". وقد ساعده غناه على القيام بالوظائف الموكلة إليه خير قيام، إذ كان يخرج في كل عام مالا كثيرا، فيثرد
1 أحمد إبراهيم الشريف: المصدر نفسه، ص118-119.
2 محمد بن سعد: الطبقات الكبرى، 1/ 41.
3 محمد بن سعد: الطبقات الكبرى، 1/ 44؛ ابن الأثير: 1/ 267.
للحجاج الخبز واللحم1، والخبز والسمن والسويق والتمر، ويؤمن لهم الماء، والماء يومئذ قليل. فأكسبته هذه الفعال نفوذًا وجاهًا بين قبائل العرب، الأمر الذي جر عليه حسد ابن أخيه أمية بن عبد شمس إذ نافره وفاخره وطالب بالتحكيم بينهما، فكره هاشم أن ينافر ابن أخيه. لكن قريشًا أكرهته على ذلك، وكانت المنافرة على خمسين ناقة تنحر ببطن مكة، والجلاء عن مكة عشر سنين. وجُعل كاهن من خزاعة حكمًا بينهما، فنفَّر هاشما على ابن أخيه، فأخذ هاشم الإبل وأطعمها من حضر، وخرج أمية إلى الشام فأقام بها عشر سنين، ويقال: إن هذه كانت أول عداوة وقعت بين بني هاشم وبني أمية2. إنما قد تكون هذه القصة موضوعة لتعليل خصام بني هاشم وبني أمية بعد الإسلام. ويروى عن هاشم أنه أول من نظم رحلتي الشتاء والصيف فجعلهما منتظمتين "لا تختلفان ولا تتخلفان" بعد أن كانتا قبل ذلك غير منتظمتين تمامًا، وقد نشطت التجارة في عهده، وازدهرت مكة ازدهارًا عظيمًا.
وفي حوالي 510م خرج هاشم في رحلة تجارية إلى الشام، فمات في غزة عن أربعة أولاد، وكان أخوه المطلب بن عبد مناف أكبر منه ومن عبد شمس، وكان شريفا في قومه مطاعا، سيدا، وكانت قريش تسميه الفيض لسماحته، فولي بعده السقاية والرفادة. وقد احتضن المطلب ابنا صغيرا لأخيه هاشم يسمى "شيبة" حتى كبر واشتد عوده، وهو الذي عرف باسم "عبد المطلب"3. وبعد أن توفي المطلب في أثناء تجارة له إلى اليمن، ولي عبد المطلب بن هاشم بعده الرفادة والسقاية، وكان الهم الشاغل له أن يستجيب للحلم الذي كان يراود أفكار القرشيين في حفر بئر زمزم، التي كانت جرهم قد ردمتها في أثناء انسحابها من مكة، نكايةً بخزاعة لتفسد عليها أمر السقاية، فضاعت معالمها، كما تقول
1 كان اسم هاشم "عمرًا" وغلب عليه لقب هاشم؛ لأنه أول من أطعم الثريد "يهشم لهم الخبز فيه". قال شاعر من العرب:
عمرو العلا هشم الثريد لقومه
…
قوم بمكة مسنتين عجاف
سنت إليه الرحلتان كلتاهما
…
سفر الشتاء ورحلة الأصياف
2 محمد بن سعد: الطبقات، 1/ 44-45.
3 غلب عليه لقب عبد المطلب؛ لأن عمه المطلب لما أعاده إلى مكة بعد غياب طويل قد أردفه وراءه على جمل، فلما رأته قريش قالت: هذا عبد المطلب، فأجابهم المطلب: ويحكم، إنما هو ابن أخي شيبة.
الروايات العربية، بينما يشير "درمنجهايم" إلى أن السيول التي كانت تتعرض لها مكة كثيرًا ما كانت تترك كميات عظيمة من الطمي واللحقيات فردمت زمزم مرة وطال اختفاؤها عدة أجيال1.
وتضيف الروايات أن عبد المطلب قد رأى حلمًا دله على مكان زمزم فحفر فيه حتى خرج الماء. وإذ كان قد وجد آنئذ عنتا من قريش2، وحاجة إلى من يشد أزره3، نذر على نفسه بأنه إذا رزق عشرة بنين، يمتنع بهم من مثل ما لقي حين حفر زمزم، لينحرَنَّ أحدهم لله عند الكعبة. ولما تحققت أمنيته دعا أبناءه العشرة إلى الوفاء بنذره فأطاعوا، فكتب اسم كل منهم على قدح، ثم استقسم بها لدى صاحب القداح عند كبير الآلهة هبل. ولما كان قدح عبد الله أصغر أولاده وأحبهم إلى قلبه هو الذي خرج، وهَمَّ عبد المطلب بذبحه، قامت قريش كلها تهيب به ألا يفعل. وانتهى الأمر بأن رجع القوم إلى عرَّافة، أشارت عليهم بأن يضربوا القداح على عبد الله وعلى عشر من الإبل، فإن خرجت القداح عليه، زادوا في عدد الإبل حتى يرضى الإله ففعلوا، ولم تخرج القداح على أقل من مائة من
1 Emile Dermenghem: Ibid. P. 25.
2 تقول الروايات العربية: إنه لم يكن لعبد المطلب آنذاك سوى ابن واحد هو الحارث، فاستعان به في الحفر حتى نبع الماء، وقد وجد في البئر غزالتين من ذهب وأسيافًا، كان مضاض الجرهمي قد دفنها فيها حينما ردمها، فنافسته قريش عليها، وأرادت أن تشاركه في البئر، وفيما وجد فيها. فدعاهم إلى أمر نصف بينه وبينهم: أن يضرب عليها بالقداح، فيجعل له قدحين، ولقريش مثلهما، وللكعبة قدحين، فارتضوا رأيه وتم الاستقسام عند هبل، فتخلف قدحا قريش، وخرجت الأسياف لعبد المطلب والغزالتان للكعبة، فأثبت عبد المطلب الأسياف بابًا للكعبة، ووضع غزالتي الذهب على جانبيه حلية للبيت الحرام. "راجع: حياة محمد للدكتور محمد حسين هيكل، ص97-98".
3 أهم حادث جرى في عهد المطلب هو غزو أبرهة الحبشي لمكة في السنة التالية لزواج ابنه عبد الله "571م" التي ولد فيها الرسول. وقد زاد قريشا أهمية بين القبائل ما كان من ارتداد أبرهة عن مكة مخذولا بالرغم من أن القرشيين لم يقوموا بأي عمل إيجابي لرده عنها، ولم يطلقوا سهما واحدا في الدفاع عن حماها. وكل ما فعله عبد المطلب والقرشيون أنهم قد لاذوا بالكعبة، وأخذوا بحلقة بابها يستنصرون ربها على أبرهة، لكن ذلك لم يمنعهم من أن يمتلئوا افتخارا بما أصابوا من ظفر، وأن يدعوا لأنفسهم مكانا ممتازا بين قبائل العرب التي أخذت تنظر إليهم نظرة ملؤها الاحترام والإجلال، مما زاد في ارتفاع المكانة التي كانت لها في شبه الجزيرة، والتي كان سببها في الأساس إشرافهم على البيت الحرام، وسيطرتهم على الأسواق التجارية في الشمال.