الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
المناذرة والغساسنة
قامت في جنوبي سورية وجنوبي العراق إمارتان عربيتان هما: إمارة المناذرة في الحيرة، وإمارة الغساسنة في جهات حوران. وكما خضع المناذرة لدولة الفرس الحاكمة على إيران والعراق، خضع الغساسنة للدولة البيزنطية1 الحاكمة على سورية، وكانت كل من الإمارتين درعًا ومجنًّا للدولة التي خضعت لها ضد هجمات الدولة الأخرى المعادية، وضد غارات بدو الصحراء على أراضيها. وقد جرَّت هذه التبعية للأجنبي وراءها حروبًا متصلة بين الإمارتين2 سفكت فيها الدماء العربية إرضاءً لغرور وسيطرة الدولتين الأجنبيتين. وما انفكت الإمارتان على هذه الحالة إلى أن اجتاحت جيوش العرب المسلمين أراضيهما فاندمجتا في الكيان العربي نهائيًّا.
1 ظلت الدولة الرومانية محتفظة بوحدتها حتى عام 395م، وهو التاريخ الذي انقسمت فيه إلى شطرين: غربي وعاصمته روما وشرقي وعاصمته القسطنطينية، وهو الذي سمي باسم الدولة البيزنطية، التي ورثت من الدولة الرومانية السيطرة على بلاد الشام ومصر وشمالي إفريقيا.
2 Henri Masse: L.htm'Islam. P. 13-14.
المناذرة
مدخل
…
المناذرة
يطلق الأخباريون على المناذرة اسم "آل لخم" و"آل تنوخ" وقد اختلفوا في رواية أخبارهم، وتناقضت أقوالهم حول منشئهم، بالإضافة إلى الاضطراب الذي وقعوا فيه من حيث عدد ملوكهم وتسلسلهم ومدد حكمهم. ولذلك لم يكن في استطاعة المؤرخين المحدثين الأخذ بما يروى من أخبارهم على علاتها في التأريخ لهم، ومثل ذلك في التأريخ لمعاصريهم الغساسنة. وكان لا بد لهؤلاء المؤرخين من الرجوع إلى الكتب اليونانية واللاتينية والسريانية التي ضمنها مؤلفوها إشاراتٍ إلى آل جفنة "الغساسنة" وآل لخم، فاتخذوا منها ركائز لتصحيح أغلاط الأخباريين، مع حرصهم على الحذر منها لعدم خلوها من مظان الشك والشبهة.