الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
القسم الأول:
كتب عامة تعرضت للأصنام وعبادتها، وهي إما كتب لغوية أو أدبية أو معاجم، أبرزها معجم البلدان لياقوت الحموي، بالإضافة إلى كتب المغازي والسيرة، وبخاصة منها سيرة ابن هشام. ومن الكتب المفيدة في هذا القسم ما عرف باسم "المؤلفات الكلاسيكية".
القسم الثاني
مدخل
…
القسم الثاني:
كتب خاصة اقتصر مؤلفوها على البحث في الأمور الدينية، إنما لم يصلنا منها سوى كتاب واحد باسم "الأصنام" لهشام بن محمد بن السائب الكلبي المعروف باسم "ابن الكلبي" بينما لم يصلنا ما ألفه فيها كل من الجاحظ وأبي الحسن بن علي بن الحسين بن فضل بن مروان وغيرهما1.
تعددت الأديان عند العرب الجاهليين، من عبادة للأصنام والأرواح والجن والجدود وما إليها، كما تسربت إليهم ديانة الفرس المزدكية والديانات التوحيدية؛ فعرفوها وتأثروا بها، ولم يظهر الإسلام إلا وكان في شبه جزيرة العرب خليط من مختلف الأديان والعقائد والنحل. ويمكن جمع معتقدات العرب قبل الإسلام في اتجاهين، أولهما: المعتقدات الوثنية، والثاني: معرفتهم عبادة الله.
1 جواد علي: 5/ 11.
المعتقدات الوثنية
مدخل
…
1-
المعتقدات الوثنية:
وللوثنية في شبه جزيرة العرب قبل الإسلام مظاهر عديدة منها عبادة مظاهر الطبيعة، عبادة الأرواح، الاعتقاد بالجن، عبادة الأسلاف، تقديس الأشياء والأماكن "حجارة، أشجار، ينابيع"، وأخيرًا الأصنام.
عبادة مظاهر الطبيعة:
وقد عرف عبادة مظاهر الطبيعة في شتى دول الجنوب العربي، التي كانت موضوع دراستنا في القسم الأول من هذا الكتاب، إذ عبد العرب الجنوبيون مظاهر طبيعية
فلكية، متمثلة في القمر والشمس والزهرة، تلك الكواكب التي اعتبروها أسرة إلهية واحدة، مؤلفة من أب هو القمر، وأم هي الشمس، وابن هو عثتر "كوكب الزهرة". وقد قدمت عنها لمحة في فصل سابق.
وهناك من الدلائل أن العرب الشماليين أيضا قد كرسوا بعض عبادتهم للشمس والقمر، إذ اتخذوا للشمس صنمًا بيده جوهرة على لون النار وله بيت خاص، وقد وقفوا له بعض الأوقاف وجعلوا له سدنة، وكانوا يصلون للشمس ثلاث مرات في اليوم: وقت طلوعها ووقت غروبها ووقت توسطها الفلك. واتخذوا للقمر صنمًا على شكل عجل وبيده جوهرة، يعبدونه ويسجدون له، ويصومون له أيامًا معلومة من كل شهر، ثم يأتون إليه بالطعام والشراب، فإذا فرغوا من الأكل أخذوا في الرقص والغناء والعزف بين يديه. ومن العرب من اتخذ عبادة الأصنام مثل الكواكب، وبنوا لها هياكل، وجعلوا لها عبادات خاصة1.
ومن الكواكب التي عبدها عرب الشمال "النجم الثاقب" وهو كوكب "الزهرة" الذي عبده الجنوبيون باسم "عثتر"2. وقد ورد ذكره في القرآن الكريم باسم "الطارق" في قوله تعالى: {وَالسَّمَاءِ وَالطَّارِقِ، وَمَا أَدْرَاكَ مَا الطَّارِقُ، النَّجْمُ الثَّاقِبُ} 3. وقد أدان التنزيل الحكيم عبادة الشمس والقمر في قوله تعالى: {وَمِنْ آيَاتِهِ اللَّيْلُ وَالنَّهَارُ وَالشَّمْسُ وَالْقَمَرُ لا تَسْجُدُوا لِلشَّمْسِ وَلا لِلْقَمَرِ وَاسْجُدُوا لِلَّهِ الَّذِي خَلَقَهُنَّ إِنْ كُنْتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ} 4. وفي القرآن الكريم إشارات إلى عبادة الكواكب قبل معرفة الله سبحانه وتعالى، في قصة إبراهيم عندما أنحى باللائمة على أبيه عبادته وقومه للأصنام، لكنه عندما رأى كوكبا توهم أنه الله فلما أفل انصرف عنه، وكذلك عندما رأى القمر ثم الشمس {فَلَمَّا أَفَلَتْ قَالَ يَا قَوْمِ إِنِّي بَرِيءٌ مِمَّا تُشْرِكُونَ، إِنِّي وَجَّهْتُ وَجْهِي لِلَّذِي فَطَرَ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ حَنِيفًا وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِين} 5.
1 الألوسي: 2/ 215-216، 237-239، نقلها عن كتاب "السر المكتوم في مخاطبة النجوم" المنسوب لابن خطيب الري.
2 ديتلف نلسن: المصدر نفسه ص199-200.
3 [الطارق: 1، 2، 3] .
4 [فصلت: 37] .
5 [الأنعام: 79] .