الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
نساء لا معيل لهن، أو سياسية بأن يُصهر إلى عدد كبير من القبائل، تناصره وتؤيده عند الحاجة.
الطلاق:
كان الطلاق من حق الرجل، يستعمله متى شاء لأي سبب أو حتى بدون سبب. وكان العرف يقضي بأن الرجل إذا طلق زوجته واحدةً كان أحق الناس بها. أما إذا استوفى الثلاث انقطع السبيل عنها، فالطلاق ثلاثًا معناه الفرقة التامة بين الزوجين1. على أن هنالك من النسوة من كن يشترطن عند الزواج أن يكون لهن الحق في الطلاق إذا أردن، وكانت المرأة إذا أرادت أن تطلق زوجها غيرت باب قبائها، فإن كان قِبَل المشرق جعلته قبل المغرب، فإذا رأى الزوج ذلك عرف أنها قد طلقته فلم يأتها، لكن ذلك لم يكن ليحصنهن من تطليق أزواجهن لهن إذا أرادوا. وإذا طلقت الزوجة أو مات عنها زوجها ألزمت بقضاء العدة حتى يتبين ما إذا كانت حاملًا أم غير حامل، خوفًا من أن تختلط الأنساب فيما لو تزوجت قبل انقضاء العدة2.
1 الألوسي: 2/ 49.
2 جواد علي: 3/ 273.
العلاقات ضمن الأسرة:
لقد اختلف الباحثون المحدثون حول وضع المرأة الاجتماعي في العهد الجاهلي، وقد استنتج بعضهم1 من الآيات القرآنية التي تدعو إلى إحقاق حقوق المرأة، وعدم إمساكها ضرارًا إذا طُلقت -كقوله تعالى:{وَإِذَا طَلَّقْتُمُ النِّسَاءَ فَبَلَغْنَ أَجَلَهُنَّ فَلا تَعْضُلُوهُن} و {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا يَحِلُّ لَكُمْ أَنْ تَرِثُوا النِّسَاءَ كَرْهًا وَلا تَعْضُلُوهُنَّ لِتَذْهَبُوا بِبَعْضِ مَا آتَيْتُمُوهُن
…
} 2- أنها كانت مضطهدة، يبغى عليها ويستهان شأنها، بينما استنتج آخرون من أخبار الجاهلية التي وصلت إلينا في كتب التاريخ والآداب القديمة، أنها كانت تتمتع بمكانة مرموقة في المجتمع الجاهلي.
1 محمد عزة دروزة: عصر النبي وبيئته قبل البعثة، 131-135.
2 [البقرة: 232] ؛ [النساء: 19] .
لكن الواقع أن موضوع مكانة المرأة في العصر الجاهلي يحتاج إلى دراسة عميقة وشاملة، ولا يمكن للباحث أن يعطي أحكامًا مطلقة موجزة عنه في ثنايا البحوث العامة. ومن الأخبار المتناثرة في بعض كتب الأدب نلمس أن علاقة الرجل بالمرأة في العهد الجاهلي كانت قائمة على الاحترام المتبادل في كثير من الأحيان، إذ كانت تستشار في بعض الأمور، وتشارك الرجل أكثر أعماله، وتتمتع بقسط من الحرية. فالشعراء كانوا يعطونها حقها من النسيب، ويبدءون قصائدهم بالتشبيب بها، وبعض الآباء يستشيرون بناتهم في أمر زواجهن واختيار بعولهن1.
لا نكران أن الرجل في الأسرة الجاهلية كان له المركز الممتاز، فهو قوام الأسرة وربها، والمسئول عن حياتها ورزقها ومختلف شئونها، والمحارب المدافع عنها، المطالب بالثأر والغرامات، وصاحب الكلمة النافذة، والمرأة كانت تابعة له، ومنسوبة إليه، وتحت حمايته ومسئوليته، غير أنها كانت تشاطر الرجل كثيرًا من مسئولياته. وإذا كانت لا تغني غناء الرجل في الحروب، والحروب هي أساس الحياة في المجتمع الجاهلي؛ ولذلك تدنت منزلتها عن منزلته، إلا أنها كانت خير رفيق له وخير عون، وكانت تجيد من الفنون ما يجعلها في مستوى ثقافي يلائمه، من قول للشعر والغناء، بالإضافة إلى قيامها بواجباتها كأم ومربية للأطفال، وكانوا يسمونها ربة المنزل تكريمًا لها2. وفي الروايات القديمة أن المرأة مارست الكهانة والعرافة كالرجل، وكان الرجال يلجئون إلى رأيها في معضلات الأمور، كما جرى عندما لجأ عبد المطلب بن هاشم إلى كاهنة عندما أبى عليه قومه إلا أن يذبح ابنه عبد الله، وفاء لنذر نذره للآلهة. والمرأة الجاهلية فوق ذلك كانت تشعر بشخصيتها وبمكانتها في المجتمع، وتحرص على مكانتها من أن تهان، "قصة ليلى أم عمرو بن كلثوم مع هند أم عمرو بن هند".
1 الدكتور أحمد شلبي: المصدر نفسه، ص77 "راجع فيه قصة أوس بن حارثة وبناته الثلاث مع الحارث بن عوف الذي رغب في خطبة إحداهن.."؛ راجع أيضًا: الشيخ محمد الخضري: محاضرات تاريخ الأمم الإسلامية، 1/ 17-20.
2 يقول أحدهم:
يا ربة البيت قومي غير صاغرة
…
ضمي إليك رحال القوم والقربا