الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الإسلامية "كتب التاريخ والأنساب التي صنفها الكتاب المسلمون بعد قرنين من نهاية العهد الجاهلي" ولذا فإن الباحثين المحدثين يحيطونها بالتحفظ لبعد ما بين العصر الجاهلي وعصر تدوين الأخبار، فلربما يكون المؤرخون الإسلاميون قد عدلوا فيها بما يتفق وإيمانهم الجديد، لا سيما وأن الإسلام الذي دعا إلى فكرة الإخاء بين المسلمين، بقطع النظر عن عروقهم وأجناسهم وقبائلهم ووجوب نفي العصبية من الأذهان، قد زعزع إلى حد ما النظرية العربية في أصل العرب وأنسابهم.
ولكن بالرغم مما يحتمل أن يكون قد داخل الأنساب المنقولة من تحوير وتعديل، وبالرغم من نقاط الضعف والغموض والفجوات التي سأشير إليها عند مناقشة مسألة النسب، فإن النظام الذي وضعه النسابون لا بد من إيلائه الاعتبار؛ لأن كثيرًا من الأمور التاريخية، سواء منها التي جرت قبل الإسلام أو بعده، لا يمكن تعليلها تعليلًا مرضيًا إلا بالرجوع إلى التقسيمات التي جاءت في نظام النسب العربي. ويبدأ هذا النظام بذكر القبائل التي اعتبرت أنها قد كونت السكان الأصليين لشبه جزيرة العرب، وأطلقوا عليها اسم:
العرب البائدة:
وقد درست آثارهم ولم يصلنا عنهم سوى معلومات ضئيلة مشوهة ومختلطة، إنما وردت أسماء بعض قبائلهم في القرآن الكريم مثل عاد التي قيل: إنها كانت تسكن في بادية الأحقاف الواقعة بين صحراء الربع الخالي وجبال اليمن والعسير، وكان نبيَّها هودٌ "عليه السلام" وثمود التي كانت تسكن في مدائن الحجر شمالي الحجاز وكان نبيَّها صالحٌ "عليه السلام". وقد ذكرت هذه القبائل في بعض المصادر اليونانية، كما انفردت التوراة بذكر قبيلة "عمليق" بأنها عدوة بني إسرائيل، ولم تذكر غيرها من القبائل البائدة. وذكر العرب أسماء قبائل أخرى منها: طسم وجديث وأميم وعبيل وعبد صميم وجرهم وغيرها.
لقد شك المستشرقون في أمر هذه القبائل وقالوا: إنها أسطورية من نسج خيال الرواة، وإن القصص المرواة عنها أقرب إلى الخرافة؛ ذلك أنهم لم يعثروا في كتابات القدماء على أسماء لها. لكنهم سرعان ما أدركوا تسرعهم في إبداء هذا الرأي عندما عثر العلماء على آثار بعض هذه القبائل في الأمكنة التي أقامت فيها، ومنها الكتابات "الثمودية" التي عثر عليها