الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
رشوة كبيرة. وكان على الحارث أن يرضخ للإنذار الروماني بالارتداد عن القدس حرصًا على تجنب النزاع معهم.
الحارث الثالث: عصر الذروة
كان الحارث الثالث أعظم ملوك الأنباط شأنًا، وقد بلغت الدولة في عهده أوج عزها واتساعها. وقد استفاد من ضعف الدولة السلوقية وانحطاطها، واستجاب لدعوة الدمشقيين له باحتلال مدينتهم -وكانوا يكرهون حكامهم السلوقيين كرهًا شديدًا- فاحتلها وبسط سيطرته على سورية "85 ق. م" فمنحوه لقب "فيلهلن" Philhellene "محب اليونان". وفيما كان يحاصر القدس "66-65 ق. م" -كما مر معنا- فوجئ بالاحتلال الروماني لسورية فانسحب أمام الحملة الكبيرة التي أتى بها الإمبراطور "بومبيوس" واحتل دمشق "64 ق. م". وبعد سنتين توفي الحارث وبدأ الانهيار النبطي.
خضوع الأنباط للرومان وسقوط دولتهم:
لم يقف الرومان عند دمشق والقدس في موجة احتلالهم لبلاد الشام، بل تابعوا سيرهم حتى البتراء، فضربوا عليها الحصار، وأنذروا ملكها بدفع الجزية وبالخضوع لروما؛ فرضخ الملك النبطي لهذا الإنذار.
لقد شاهد الأنباط أن الرومان قد سيطروا على آسيا الصغرى وسورية ومصر وموانئ البحر المتوسط، وهي منافذ التجارة النبطية، فلم يقاوموهم كما قاوموا السلوقيين والبطالمة، واضطروا إلى إقامة علاقات طيبة معهم، مع الخضوع لنفوذهم.
وقد أسهموا في حروبهم؛ فاشتركوا في حملة وجهها الرومان إلى الإسكندرية "47 ق. م." بناءً على طلب من يوليوس قيصر إلى الملك النبطي ملكو الأول "مالك" وأرفقوا حملة "إيليوس غالوس" الروماني "24 ق. م" إلى بلاد العرب بوزيرهم "سيليوس""صالح" في عهد الملك عبادة الثاني. وعندما ثار اليهود على الحكم الروماني "69م" بادر ملك الأنباط "ملكو" الثاني إلى مساعدة الدولة الرومانية في قمع ثورتهم،