الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وأما إخباره صلى الله عليه وسلم بمجيء قوم بأيديهم سياط كأذناب البقر يضربون بها الناس، ونساء كاسيات عاريات فكان كما أخبر
فخرج مسلم [ (1) ] في آخر كتاب اللباس، وفي آخر كتاب بدء الخلق، من حديث جرير، عن سهيل، عن أبيه، عن أبي هريرة رضي اللَّه تبارك وتعالى عنه قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: صنفان من أهل النار لم أرهما، قوم معهم سياط كأذناب البقر يضربون بها الناس، ونساء كاسيات عاريات، مميلات مائلات، رءوسهن كأسنمة البخت المائلة، لا يدخلن الجنة، ولا يجدن ريحها، وإن ريحها ليوجد من مسيرة كذا وكذا.
وخرجه من حديث زيد بن حباب، حدثنا أفلح بن سعيد: حدثنا عبد اللَّه ابن رافع مولى أم سلمة قال: سمعت أبا هريرة رضي اللَّه تبارك وتعالى عنه
[ (1) ](مسلم بشرح النووي) : 14/ 356- 357، باب (34) النساء الكاسيات والعاريات المائلات المميلات، حديث رقم (2128)، قال في (جامع الأصول) :«كاسيات عاريات» المعنى: أنهن كاسيات من نعم اللَّه عز وجل، عاريات من شكره. المعنى: أنهن يكشفن بعض أجسامهن، ويسدلن الخمر من ورائهن، فيكشفن صدروهن، فهن كاسيات عاريات، إذ بعض ذلك مكشوف، وقيل هو أن تلبس ثيابا رقاقا تصف ما تحتها فهن كاسيات في ظاهر الأمر، عاريات في الحقيقة.
«مائلات مميلات» مائلات، أي: زائغات عن طاعة اللَّه وعما يلزمهن من حفظ الفروج، ومميلات يعلمن غيرهن الدخول في مثل فعلهن، وقيل: مائلات، أي: يمتشطن المشطة الميلاء، وهي التي جاءت كراهيتها في بعض الحديث، وهي مشطة البغايا، والمميلات:
اللاتي يمشطن غيرهن المشطة الميلاء، وقيل: مائلات إلى الشر، مميلات للرجال إلى الفتنة.
«رءوسهن كأسنمة البخت» أراد تشبه رءوسهن بأسنمة البخت بما يكبرن رءوسهن به من المقانع والخمر والعمائم، أو بصلة الشعور، وخرجه البيهقي في (الدلائل) : 6/ 532.
وأخرجه مسلم أيضا في كتاب الجنة وصفة نعيمها وأهلها، باب (13) النار يدخلها الجبارون والجنة بدخلها الضعفاء حديث رقم (52) .
يقول: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: يوشك إن طالت بك مدة أن ترى قوما في أيديهم مثل أذناب البقر، يغدون في غضب اللَّه، ويروحون في سخط اللَّه
[ (1) ] .
ومن حديث أبي عامر العقدي قال أفلح بن سعيد قال: حدثني عبد اللَّه بن رافع مولى أم سلمة، قال: سمعت رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يقول إن طالت به مدة أوشكت أن ترى قوما يغدون في سخط اللَّه، ويروحون في لعنته في أيديهم مثل أذناب البقر [ (2) ] .
وخرجه الحاكم في (المستدرك)[ (3) ] من حديث أبى عبد اللَّه محمد بن يعقوب الشيباني، حدثنا يحيى بن محمد بن يحيى الذهلي حدثنا مسدد من حديث بشر بن المفضل حدثنا عبد اللَّه بن بجير حدثنا سيار بن سلامة عن أبي أمامة قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يخرج في هذه الأمة في آخر الزمان رجال معهم سياط كأنها أذناب البقر يغدون في سخط اللَّه ويروحون في غضبه،
قال الحاكم: هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه.
وخرج من حديث ابن وهب قال: أخبرنى عبد اللَّه بن عياش القتباني عن أبيه، عن عيسى بن هلال الصدفي عن عبد اللَّه بن عمرو رضي اللَّه تبارك وتعالى عنهما، أن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم قال: سيكون في هذه الأمة رجال يركبون على المياثر حتى يأتوا أبواب مساجدهم ونساؤهم كاسيات عاريات على رءوسهن كاسنمة البخت العجاف العنوهن فإنّهنّ ملعونات لو كانت وراءكم أمة من الأمم لخدمهم كما خدمكم نساء الأمم السابقة.
فقلت لأبى: وما المياثر؟ قال سروجا عظاما.
قال الحاكم: هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه.
[ (1) ](مسلم بشرح النووي) : 17/ 196، كتاب الجنة وصفة نعيمها وأهلها، باب (13) ، حديث رقم (53) .
[ (2) ](المرجع السابق) : حديث رقم (54) .
[ (3) ] المرجع السابق: 4/ 483، كتاب الفتن، حديث رقم (8347) . وقال الحافظ الذهبي في (التلخيص) : صحيح.